الوهميون !ا

الوهميون !!

محمد الحاج احمد
[email protected]

وأعني بهم ساسة النظام غير المفكرين وغير الفاعلين وغير الشاخصين أمام الجميع في كل المواقف والأحداث الجسيمة وفق ثقافة واهنة وفكر واهن وعقلية صغيرة هشة. والذين هم غير فاعلين ولا ينحون إلي أعمال رشيقة وخلابة ، وليس لهم إنجاز ولا حركة ولا تفاعل ولا بصيرة ثاقبة ، بل هٌم يعانون من الانعزال والجمود ونمطية التفكير وحصيلة متداخلة ومتعاضدة ناتجة عن فكر بائس ضيق وصلد.
إن الوهميون يبحثون دائماً عن الأفعال التي تصب في مصلحتهم الذاتية ولا تضجعهم حسابات العامة. أيا كان نوع هذه الأفعال ومصدرها وأرضيتها ، وهٌم ليس لهم أي حضور ولا بهاء ولا إشراقه وليسوا مصنعا ومنتجا للأفكار ، وإنهم يشكلون عائقاً صلبا في وجه التحرك والإبداع والنمو ، ليس لهم درجة أصالة ، بل زيف ونقص وخداع وتفرد وضرر. وغالباً ما تحكم الوهميون المنفعة الشخصية حتى لو حاولوا تغطية هذا النقص الفاضح بأساليب كثيرة قد تبدو للبعض مقبولة ، وقد تمر أحيانا حتى على ذوي العقول المتفحصة والثاقبة ، لأنهم يتسلحون عادة بالخداع عبر انتهاج التخفي والهروب اللا مشروع ! وبشي من البطش والتهميش وما إلي ذلك من تدمير ، مع ملاحظة أن الوهميون لديهم عجز تام عن تطوير أنفسهم ، بل لأن هذا التطوير ليس هدفاً من أهدافهم ولا خطة إستراتيجية من ضمن خططهم ، بل يملكون سياسة غض الطرف من أجل استمرارية المنفعة الشخصية والتحصيل الذاتي وتعبئة الكيس الذي لا يمتلئ أبداً ، وحماية الذات والسلطة ، بغض النظر عما يلحقون من أذي للآخرين مهما كان هذا الأذى. لذلك نجد غياباً للمبدئية لدي هؤلاء ، وهٌم ينتفخون بالوهم ويتسربلون بالكبرياء. وهُم لا يعرفون منهج التسامح والقبول بالرأي الآخر والتعايش السلمي بل أصبحوا رموزاً للخواء والضعف والتراجع والتخلف والجهل بدلاً من جعل الساحة السياسية أكثر حرفية وتوازناً ومعاصرة وأن ننتقل إلي عالم أكثر تقدما وازدهاراً.مع علمنا بأنهم أشد عداءً للأعمال الخصبة والأفعال المزدانة بالعطاء والتمدن الخلاب ، ولأنهم ليسوا كالفجر والنخلة والجسر.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..