«تنظيف» المرارة… علاج بديل؟

تعاني الحصى الصفراوية، وقد قرأت عن «تنظيف» المرارة (الحويصلة الصفراوية) التي تزيل هذه الحصى، وتريد التأكد من أنها عملية آمنة؟ وفي حال لم تنجح، هل تنطوي على أي مخاطر؟

يُباع عدد من العلاجات التي تدّعي أنها تعالج الحصى الصفراوية بتنظيف المرارة، من دون وصفة طبيب، ولكن لم يتبيّن حتى اليوم أن أيًّا منها فاعل. في المقابل، تتوافر أدوية تذيب الحصى في حالة بعض المرضى، إلا أنها تحتاج إلى وصفة طبية. يُخصص هذا العلاج عادةً إلى مَن لا يتحمّلون الخضوع لجراحة، ولا يكون فاعلاً دومًا. نتيجة لذلك، يبقى العلاج الأكثر فاعلية للحصى التي تسبب العوارض استئصال المرارة.
المرارة أو الحويصلة الصفراوية عضو صغير في الجانب الأيمن من أعلى البطن، تحت الكبد مباشرة. تحتوي المرارة على سائل هضمي يُدعى الصفراء يُطلق في الأمعاء الدقيقة. أما الحصى الصفراوية، فهي ترسبات صلبة تتشكل في المرارة.
إن لم تسبب لك الحصى العوارض، فلا تحتاج عادةً إلى علاج، لكنها تؤدي أحيانًا إلى عوارض. ولعل الأكثر شيوعًا بينها الشعور بألم في البطن بعد تناول الطعام، ويُدعى هذا العارض المغص المراري.
إذا لم تُعالج الحصى التي تسبب العوارض، يمكن أن تؤدي إلى التهاب المرارة. كذلك قد تنتقل الحصاة من المرارة إلى قناة الصفراء، فتسدّها، وعندما يحدث ذلك، لا تعود الإنزيمات التي يفرزها البنكرياس تصل إلى الأمعاء الدقيقة. بدلاً من ذلك، تُرغم على الرجوع إلى البنكرياس، حيث تسبب الالتهاب. ونظرًا إلى هذه المضاعفات المحتملة، من الضروري التخلص من حصى المرارة.

تفتيت الحصى

ينادي كثر بتنظيف المرارة، ويعتبرونه علاجًا بديلاً للتخلص من حصى المرارة. وفي معظم الحالات، يشمل تنظيف المرارة تناول أو شرب خليط من زيت الزيتون، الأعشاب، وعصير الفاكهة طوال ساعات. ويذكر مؤيدو العلاج أنه يساهم في تفتيت الحصى ويحفز المرارة على التخلص منها في البراز.
قد يرى مَن يجربون عملية تنظيف المرارة هذه ما يشبه الحصى في برازهم في اليوم التالي، إلا أن ما يرون حقًّا كتلاً من الزيت والعصير ومواد أخرى. ولم يتبيّن حتى اليوم أن علاجات التنظيف هذه تحقق الهدف المرجو منها.
علاوة على ذلك، لا يخلو تنظيف المرارة من المخاطر، فقد يسبب في بعض الحالات الغثيان، التقيؤ، الإسهال، وآلام في البطن. بالإضافة إلى ذلك، تحمل بعض المركبات في خليط الأعشاب المستخدم في تنظيف المرارة مخاطر صحية.
تُشكل الأدوية التي تحتاج إلى وصفة طبية وتفتت حصى المرارة، خيارًا بديلاً في بعض الحالات، إنما لا يمكن استخدامها إلا في حالات محددة. يجب أن تتكوّن الحصاة في غالبيتها من الكولسترول، ويلزم أن تكون صغيرة وحتى إن كانت من النوع المناسب، فقد تمرّ أشهر أو حتى سنوات قبل أن تذيبها الأدوية بالكامل. لتحقق هذه الأدوية الغاية منها على الأمد الطويل، من الضروري أن تعمل المرارة بشكل صحيح، وإلا من المستبعد أن تتفاعل الحصى مع الأدوية المذيبة، ومن المحتمل أن تتشكل حصى جديدة.
إذا لم تكن تعاني حالة صحية تمنعك من الخضوع للجراحة، يُعتبر استئصال المرارة العلاج الأفضل للحصى الصفراوية. ومن الممكن إجراء هذه الجراحة باستخدام تقنية تنظير البطن (laparoscopic)، حتى إن كثرًا ممن يخضعون لجراحة مماثلة يعودون إلى المنزل في اليوم عينه.
التأثيرات الجانبية لاستئصال المرارة محدودة، ولعل الأكثر شيوعًا بينها الإصابة بإسهال بسيط بعد الجراحة. قد يدوم هذا الإسهال أسابيع، ويختفي عادةً من دون أي علاج.
ناقش خيارات علاج الحصى الصفراوية مع طبيبك، فيمكنكما معًا مراجعة الخيارات المتوافرة لتختارا منها ما يناسب حالتك.

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..