خادم الحرمين الشريفين.. هكذا يكون الرجال

اليوم يعطي الملك عبدالله درساً جديداً لدول المنطقة وللغرب: الصديق الحقيقي دائماً يظهر وقت الشدة والضيق.

بقلم: د. بليغ حمدي إسماعيل

منذ تسع سنوات كنت أعمل محاضراً بكلية التربية بجامعة الملك خالد بمدينة أبها التي يمكن توصيفها بالبهية، وكان قدومي للملكة العربية السعودية في اليوم الأول من شهر رمضان المعظم، لذا فذكرياتي بالمملكة تعد أجمل وأمتع الذكريات حقاً، وربما أتذكر أن قدومي للعمل بجامعة الملك خالد كان موافقاً لتنصيب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملكاً على السعودية.

وتسعفني الذاكرة بأحاديث جميلة ليست بالمملة عن سيرة طيبة للملك عبدالله من السعوديين أنفسهم وأنهم كانوا يعشقونه منذ أن كان ولياً للعهد ونائبا لرئيس الوزراء ورئيسا للحرس الوطني، وكثيراً ما سمعت منهم أن الولايات المتحدة كانت تعمل له ألف حساب وحساب وقتما كان ولياً للعهد بسبب مواقفه الحازمة والقوية تجاه أية ممارسات بذيئة من الكيان الأميركي الذي لا يزال يظن أنه يمتلك مفاتيح اللعبة السياسية في الشرق الأوسط ولعله استفاق واستفاقت إدارته وأجهزة استخباراته على زلزال كبير وهو ثورات الربيع العربي منذ ثلاث سنوات.

وطيلة فترة عملي بالمملكة العربية السعودية التي تعد أمتع وأخصب وأجمل سنوات الحياة حيث إنني كنت بجوار بيت الله الحرام ومسجد نبيه المصطفى (صلوات الله عليه وسلامه) كان الملك عبدالله بن عبدالعزيز نموذجاً للحاكم الواعي بشئون حكمه، والراعي لأمور رعيته على أكمل وأتم وجه، ومن الإجحاف ولإنكار للجميل أن أدعي بأنني شعرت بأني وافد لبد غريب، بل وجدت حفاوة وعشرة طيبة من إخواني السعوديين الذين يمكن وصفهم بالطيبين المتسامحين إلى أبعد الحدود.

من الصعب أن استثني هذه الذكريات قبل أن أشيد بكلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله التي وجهها للعالم وليس مصر وحدها وفيها وجه ثلاث رسائل مهمة وحصرية تستحق التقدير كما يستحق منا كمصريين كل الثناء والشكر والعرفان.

فالسعودية عبر تاريخها الضارب في الشرف والعزيمة والعزة لم تبخل يوماً في مساندة الشعب المصري قبل حكومته، ومساعدة المواطن المصري قبل مؤسساته الرسمية، وليس بغريب على المملكة العربية السعودية أن تضرب مثلاً جميلاً في المحبة والإخاء، واليوم يعطي الملك عبدالله درساً جديداً لدول المنطقة وللغرب الذي يدعي أنه يهمين على دول الشرق الأوسط، هذا الدرس الرقيق مفاده أن الصديق الحقيقي دائماً يظهر وقت الشدة والضيق، وأنت يا جلالة الملك لست بصديق فحسب بل أنت أخ لنا في عروبتك وإخلاصك لوطن شقيق.

د. بليغ حمدي إسماعيل

ميدل ايست أونلاين

تعليق واحد

  1. السعودية تقف مع المعارضة السورية المسلحة وتقف ضد المعارضة المصرية أو ان صح معارضي الانقلاب في مصر . والله منتهى التناقضات .

  2. الظاهر ان الدكتور بليغ حمدي يريد الرجوع الى أبها البهية لمواصلة مشوار الاسـترزاق!! أرجو أن أكون مخطئا..

  3. الرجال الرجال كانوا فى الماضى عندما كان احدهم يصدح بالحق على رؤوس الاشهاد ولا يبالى الرجال هم من لا يطأطأون رؤوسهم للملك العضوض والامراء الفاسدين ، يا سيدى لم يعد فى الساحة رجال يمكن القول بانهم لا يقولون الا الحق مهما يكن – هل تعتقد اننا نعيش فى زمان الرجال ياسيدى !!! نحن اصبحنا نشكك فى تاريخ الرجال العظام الذين كنا نسمع عنهم !!! اصبحنا نعتقد بانهم خرافة ليس الا
    السبب يعود لاشباه الرجال الذين يملؤن الطرقات والمدن فى هذه الايام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..