فشل النسخة ( الترابية ) في مصر

خالد بابكر أبوعاقلة
(1) كتب الكثيرون عن فشل المشروع الإخواني في مصر , وذكروا أسبابا داخلية وسياسية وإقليمية دون أن يروا السبب الحقيقي لفشله .. وهو أنه يطبق نسخة دينية نشأت بلا جذور ولا فكر ولا برنامج في السبعينات من القرن الماضي في السودان كرد فعل لبعض الظروف والضوائق المحلية , وكان مرشدها الدكتور حسن الترابي الذي لم ير في الدين غير السلطة ( الخليفة ) والجهاد ( الحروب ) وتطورت هذه النسخة وقويت قرونها في سنوات الخروج على القانون والشرعية على مدار 24 عاما , وهي تعارض بإستمرار كل فهم وتطوير حديث للدين يتواءم ويتجاوب مع العصر .
(2) نبتت النسخة الترابية على فكرة ( السلطة ) أولا , وبعد ذلك سنرى ما سيحدث , وبعد وصول الإخوان في مصر لقمة الهرم الرئاسي وهم في غاية الإندهاش من سهولة وسرعة وصولهم لممتلكات الدولة وأصولها بعد ثورة فجائية مضطربة بلا قيادة ولا برنامج واضح حدثت في 25 يناير كانت تجربة 24 سنة من التفكيك والإحلال والمنع والحرمان ماثلة بين أيديهم فأرادوا بدعم من التنظيم الدولي تنفيذها وقطع ثمراتها في شهور معدودات دون أن يلقوا بالا لتعقيدات المشاكل في بنية المجتمع المصري , ولما كانت فكرتهم الرئيسية في ( تكفير ) المجتمع مازالت سارية في عقيدتهم السياسية فإنهم إتجهوا بجرأة في وضع اللبنات لإنهيار الدولة والمجتمع ضاربين صفحا عن معالجة مشاكل الفقر والعطالة وضعف التنمية وتوفير الغذاء ( فهذا مجتمع كافر , دعه ينهار , حتى نقيم على أنقاضه الدولة ا لفاضلة ) ولم يراعوا في هذا الوقت بالذات أن مصر في حالة ثورة وأن موجاتها لم تنته بعد بل إن آثار الموجة الأولى مازالت ماثلة في السلوك الإجتماعي وفي سلوك الدولة .
(3) النسخة الترابية تحول الصراع السياسي إلى صراع ديني وعقائدي كان واضحا جدا في البيئة المصرية المتطورة ثقافيا وحضاريا ومدنيا فوضعت الإسلام في مواجهة العصر بصورة صارخة ولكن كوادر هذه النسخة حينما يتصارعون كما حدث في السودان فإنهم يتصارعون سياسيا على السلطة و الشهرة والمال وهذا ما كان سيحدث لو طال الأمد بمرسي في الرئاسة والمرشد في مكتب الإرشاد .
(4) النسخة الترابية بفشلها في مصر وهي ( أم الدنيا ) وكنانة الدين تدل على فشل الإسلام السياسي في إدارة الدولة وعلى عدم وجود الأدوات الصالحة لتحريك مجتمع وأكثر من ذلك على عدم وجود ( دولة في الإسلام ) وأن الخلفاء بمن فيهم آخر من حكم من آل عثمان في تركيا كانوا يحكمون بأدوات سياسية مدنية وليس دينية وأن الدين كان وسيلة سيطرة وليس إقناع .
(5) نسخة الترابي نسخة عسكرية لا تتخلى عن المليشيات لأنهم أقلية يفكرون في السطو على الدولة وإمكانياتها وهي دائمة التحول والتبدل بلا أسس دينية راسخة توجهها وتحميها من الآخرين ومن نفسها حيث تحللت في يدهم بعد سنوات ما كانوا يسمونه بالحركة الإسلامية وهم جماعة لا تفرق بين العمل السياسي والعسكري لأنهم لا يفرقون بين جهاد الدفاع عن النفس المشروع دينا وعقلا وجهاد المنظمة الإسلامية لأهداف سياسية ولذا اتجهت جماعة مصر بوعي كامل لبناء الطوابير المسلحة التي ظهرت في الجامعات ثم في المظاهرات والإعتصامات وتسببت في موت الكثيرين وأعدت تلك الطوابير للإنقلاب يوما ما على السلطة وليس لدخول الإنتخابات لولا أن عاجلهم الزمن وسبقتهم الظروف والأحوال .
(6) النسخة الترابية المتهمة أخلاقيا تميل إلى التعامل مع المخابرات والمجتمع الدولي من تحت الطاولة فتساعد في فتح ملفات الإرهاب والإرهابيين وتسليم المطلوبين حتى ولو كانوا من المبشرين بالجنة وتتجاوب بتلك الغيبوبة التي تصل حد تقسيم وطن ولذلك دعمت أمريكا وأوريا إخوان مصر ورفعت اسمهم في عام 2001 بوساطة تركية من قائمة المنظمات الإرهابية حينما أكدوا لها بأنهم سيكون أكثر ( مباركية ) من مبارك نفسه الذي أعتبره الإسرائيليون كنزا من الكنوز النادرة في الشرق الأوسط وأنهم بالتالي سيؤمنون على مشروع الشرق الأوسط الجديد وحل القضية الفلسطينية حلا ( لا يتخيله أحد ) كما يقول صفوت حجازي . ففشلت هذه النسخة ( اللا ) قومية و ( اللا ) وطنية لأن المشاعر القومية والوطنية في مصر عميقة الجذور بعمق الدولة والشعب المصريين حيث عرفت مصر بحدودها الحالية تقريبا منذ أن ظهرت على الخريطة وعرفت بشعبها الحالي منذ أن توحدت على يد ( مينا ) منذ آلاف السنين بينما كانت البيئة التي نشأت فيها النسخة الترابية من الإسلام السياسي متوترة مضطربة تتنازعها القبائل والحروب والهويات ومازالت وحدة ترابها وشعوبها وتقسيمها إلى دول صنيعة للمستعمرين ومن يتابعهم من أحزاب الأقليات , فكان حريا بهذه النسخة من الإسلام السياسي ألا تعيش في مصر أكثر من عام واحد ثم تسقط ويسقط معها من رفع رايتها ويظل بين السجن والمطاردة .
(7) النسخة الترابية بحكم بيئتها لا تفهم ولا تعترف إطلاقا أن الدين بمفاهيمه السياسية تحول في غمرة تحولاته الطويلة على مدار مئات السنين إلى مفاهيم الدولة المدنية وأن الدين ( المدني ) من حيث مناهجه ومن يؤمنون به أوسع وأشمل وأعم من الدين المذهبي والطائفي وديانات الجماعات المنغلقة على نفسها , إنه دين الملايين من البشر الذين لا يتحزبون كي يعبدوا الله و لا يستبدلون بالقرآن ولا بالرسول ( ص ) قيادة أخرى . ولذا كان صراع إخوان مصر مع الدولة المصرية التي أطلقوا عليها الدولة العميقة واضحا وفاضحا وكانت الغلبة في النهاية لمن معه التاريخ والشعب .
(8) النسخة الترابية لا تقبل المشاركة ولا الديمقراطية وفي إنقلابهم في 1989 خير دليل , ولكنهم في مصر انزلقوا للسلطة انزلاقا بفعل الدوافع الأمريكية وهم كانوا في الحقيقة يخططون للإنقلاب على مبارك أو ورثته في زمن قريب فلم يكونوا على إستعداد للانتخابات ولا للديمقراطية فسعوا لتقوية أنفسهم باضعاف المجتمع مما حتم ذلك الصراع مع الجيش والقضاء والإعلام … ألخ لأن الدولة الدينية هي بالضرورة دولة عسكرية .
(9) نسخة الترابي نسخة ناضبة لا تعتمد على سماحة الإسلام من حيث خلق الحلول الإقتصادية وتوفير الظروف الملائمة للعمل والإنتاج وفي دولة كمصر ترتفع فيها معدلات النمو السكاني بسرعة لا يمكن معها التوسع اقتصاديا كما ترتفع نسب العطالة والفقر والأمية وينخفض فيها مستوى الخدمات الصحية ووجود عجز غذائي لا يمكن تطبيق الأخونة أو التمكين وسط ملايين الفقراء والجلوس وسط الطقيلية التجارية ومصالح الشركات التي تعاقب الإنتاج المحلي دون خلق حلول كما حدث في السودان الذي تنخفض فيه الكثافة السكانية ,وتشجع فيه الدولة الهجرة .
(10) أثبتت الأحداث والتطورات في مصر أن النسخة الترابية من الإسلام السياسي التي عاثت فسادا في السودان لا يمكن بأي حال تطبيقها بوسائل ديمقراطية وأنها لا يمكن أن تحمل أحلام ثورة شعبية ذات مطالب محددة وأمنيات شباب أو كهول أو موتى فهذه النسخة التي لا تعترف بحق الجميع في الحياة لا يمكن أن تتواءم ولا أن تتكيف مع الثورات والتغيرات الإجتماعية ولا يمكن والحالة هذه إلا أن تطيح بها الثورة في النهاية كما حدث في مصر , وهذا مصير كل الجماعات التي تقدم هذه النسخة بعد كل ثورة حقيقية .
(11) كما أن هذه النسخة ( كما عبر عنها في السودان صقور الحركة الإسلامية ) مليئة بالاستهتار والكراهية والتشفي وهذا ما ظهر عندما كان محمد مرسي يستهين بالمظاهرات التي أخرجت 30 مليونا من المصريين وامتلأت الشوارع بثورة جديدة وكان مرسي يسخر منها ومعه جماعة مكتب الارشاد ويقولون هي مظاهرات صغيرة لا تتجاوز 130 ألف بلطجي وسينتهي كل شيء بعد يومين وذلك في بلد مازالت الثورة فيه تدق طبولها وفي بلد يشكل فيه الشباب نسبة عالية جدا , وربما عرف الإخوان في اللحظات الأخيرة من حكمهم أنهم إما أن يغيروا هذا البرنامج الإسلاموي المستجلب من السودان وظروف السبعينات وهم لا بد سيفعلون وسيراجعون أنفسهم , وإما أن ينقلبوا على السلطة بالدبابات مع مليشياتهم ولكنه القطار الذي فات .
(12) النسخة الترابية التي تستهين بالزمن والتاريخ والمسافات فشلت تماما في مصر لأنها أرادت صنع فجوة بين الجيش والشعب وقطع جذور المجتمع التاريخية وجعله يتنكر لمنجزاته الإجتماعية والثقافية وجعله بلا جذور وبلا دعامات عقلية ووجدانية يستند عليها . فما محاولة الرجوع لدولة المدينة الفاضلة التي يتحدث عنها الترابي ويقتنع بها أهل البدو الذين يعيشون في الرمال والعطش إلا محاولة للتمويه وإقناع أصحاب الخيالات الضحلة كي ينخرطوا في الحروب والجهاد والإرهاب العالمي وتحطيم المجتمعات الإسلامية الآمنة , فرجال القاعدة الذين رأيناهم في الإسكندرية وهم يرفعون الأعلام السوداء ما هم إلا إفراز لتلك الخيالات وتلك الاستهانة بالزمن ومنجزات العصر بل منجزات المسلمين في هذا العصر .
(13) نسخة الترابي الإسلاموية صممت للهجوم على المجتمع بما فيه من مشاعر دينية , فهجموا في السودان هجمة رجل واحد على مقدرات البلد وثرواته وعاداته وتقاليده وفنونه وثوابته الوطنية والقومية , أما في مصر فهجموا لقصر الزمن بحكمهم على المواطنين وأقسام الشرطة وضربوا الجنود بصواريخ الجراد والأربجي وسحلوا الضباط في المحافظات وأطلقوا الرصاص على الطائرات الإعلامية التي تصور وتؤمن , وهنا انكشف الإرهاب فالنسخة لا تستطيع أن تتعايش مع ( الكل ) .
(14) نموذج الترابي نموذج ليل لا ينفذ إلا سرا واستطاعوا تنفيذه في السودان في فترة التسعينات وخداع أهل السودان لعدم وجود نموذج **** مشابه يقيسون عليه كما حدث لمصر ولضعف الإتصالات في ذلك الوقت ولإهتمام العالم بمشاكل الحرب الباردة التي كانت في نهاياتها ومشاكل تفكك الإتحاد السوفيتي ولعدم وجود فضائيات ومراسلين ينقلون الحقائق كما هي وفشل النموذج في مصر لتوفر عاهات السودان الذي حكموه بكل ما تيسر لهم من خديعة وتنكيل مع وجود إعلام منتقد وفاضح وكاشف . نموذج الترابي نموذج مرحلة معينة لا تتجاوز السنة الواحدة وهذا النموذج مضى عليه الزمن الآن ولا يمكن له أن ينجح في أي مكان آخر وإذا كان هذه النموذج مازال يتنفس في السودان فذلك لاسباب لا علاقة لها بالنجاح .
(15) في النهاية , النسخة الترابية لا تخطئ طريقها أبدا . نتيجتها هنا ( في السودان ) وهناك ( في أرض الكنانة ) واحدة . انقلب العسكر في السودان والتلاميذ ( المليشيا ) على ( الشيخ ) وجردوه من مناصبه وأودعوه السجن ومن في صفه , وحدث نفس الشيء حينما تحرك الجيش المصري مسنودا من الشعب ففض الإعتصامات في الساحات والمساجد وألقى القبض على الشيوخ وأودعهم والسجن بالرغم من أن العسكر الأول هو عسكر الحركة الإسلامية وفي مصر هو عسكر الثورة , ولكنها النسخة الترابية التي لا تحيد عن مصيرها المحتوم قيد أنملة في سيرورة تاريخية معروفة النتيجة مهما اختلفت العوارض والظروف والأشخاص ….
[email][email protected][/email]
نموزج الترابي يعيش حالة إنكار للواقع تصل الي حد الهبل و الهزيان كما اضاف هذا النموزج العنصرية البغيضة.
كفيت ووفيت يا باشا
الجماعة فى مصر إستعجلوا ( شفقانين) وكانوا عايزين يلحقوا السوق ، لكن بقت عليهم ( شفقتك القدت مكنتك)
مصر مين اللى يحكمها شوية اسلاميين نصابين يا بيض انت وهو؟ انت فاكر المصريين شوية بوابين وسفرجية زيكم. مخليين شوية عصابة حقيرة وضيعة تنهب في البلد وتذل الشعب 25 سنة وجاي تعمل مقارنة مع مصر؟ تداير تقارن السنتمتر مع الكيلومتر!!
الغلط مش من الترابى مننا
نحن نسكت لكل من يلف ويدور ويأكل مالنا
والجاتك فى مالك سامحتك
الى وصل بهم الامر الى معايشنا وتشريدنا
وتجويعنا والاستهزاء بنا
لو اي لفلاف زى الترابى كسرنا رقبتو ما كان غيره جاء
فشل اخوان مصر فى انزال مشروعهم على الأر ض يرجع لسبب واحد لا غير , وهو أنهم لم يفطنو الى أن هناك استحالة فى انزال مثل هذه الأجندة السرية الى الأرض فى ( النور ) الشى الذى فطن اليه الأب الروحى للانقاذ, فحولها الى ظلام دامس ومن ثم نجح هو فى تمرير أجندته الشريرة علينا , وفشل هولاء لأنهم لم ينتصحوا له , فأوقعهم استنكافهم , واندفاعهم الأعمى , فى شر اعمالهم , فكانت سبب فضحهم واكتشاف حقيقتهم للامة المصرية التى وثقت بهم فكانت النتيجة سحب هذه الثقة وهذا التفويض بهذه الصورة الحضارية التى تمت بها
انقلب السحر على الساحر
عليشيش يا حبيبي تعيش وتاخد غيرها