جينة سرطان الثدي… كيف تتوَقّينها؟

تبيّن من الفحوص أنكِ تحملين جينة سرطان الثدي BRCA1، وتملكين تاريخاً عائليّاً حافلاً بهذا المرض؟ هل أنت مرتاحة لفكرة الخضوع لجراحة استئصال الثديين الوقائية في هذه المرحلة؟ هل من وسائل تستطيعين من خلالها الحؤول دون إصابتك بالسرطان من دون الجراحة؟
كتب الخبر: د. جودي س. بوهي
في حالة النساء اللواتي يعانين طفرة في الجينة BRCA1 أو BRCA2 (جينتان ترتبطان بسرطان الثدي والمبيض)، من الممكن لاستئصال الثديين أن يقلل إلى حدّ كبير خطر الإصابة بالسرطان. ولكن ما من جواب حاسم بشأن متى يجب الخضوع لهذه الجراحة وإذا كان ذلك ضروريًّا. يُعود القرار النهائي إليك بعد الاطلاع على أكبر قدر ممكن من التفاصيل عن وضعك والتفكير مليًّا في ما تفضلينه.
تُعتبر المرأة التي تعاني ضررًا أو طفرة في الجينة BRCA1 أو BRCA2 أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي أو المبيض، مقارنة بالنساء الأخريات. لكن حمل هذا النوع من الطفرات لا يعني بالضرورة أنك ستصابين بسرطان الثدي. وثمة خطوات عدة يمكنك اتخاذها للحد من خطر السرطان.
تشكّل إزالة أنسجة الثديين السليمة إحدى الطرق للحد من هذا الخطر والمساهمة في تفادي السرطان. فتخفض هذه الجراحة، التي تُدعى جراحة استئصال الثدي الوقائية، خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 90%. كذلك تساهم جراحة استئصال قناتي فالوب والمبيضين الوقائية في الحد من هذا الخطر. فتخفض خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 50% في حالة النساء ما قبل سن اليأس. كذلك تحدّ من خطر الإصابة بسرطان المبيض بأكثر من 90% في حالة النساء قبل سن اليأس وبعده.
لكن الجراحة لا تُعتبر الخيار الوحيد. فتختار نساء كثيرات يعانين طفرة في الجينة BRCA1 أو BRCA2 المشاركة في برنامج مراقبة مخصص لمن يواجهن مخاطر عالية، عوض الخضوع للجراحة. تقدّم هذه البرامج مراقبة دقيقة، مثل إخضاع المرأة لفحوص ثدي سريرية كل ستة أشهر، فضلاً عن صور للثدي وتصوير بالرنين المغناطيسي كل سنة. صحيح أن هذه الفحوص لا تحول دون الإصابة بالسرطان، إلا أنها تساعد في اكتشافه في مراحله المبكرة. كذلك قد تقررين إجراء فحص ثدي ذاتي كل شهر كي تألفي طبيعة أنسجة ثديك السليمة. وهكذا يسهل عليك اكتشاف أي تغييرات مقلقة باكرًا، بما أنك تعرفين ما هو طبيعي وسليم.
مراقبة دقيقة
تشمل المراقبة الدقيقة لسرطان المبيض عادةً الخضوع مرتَين في السنة لفحص منطقة الحوض وتصويرها بالموجات ما فوق الصوتية عبر المهبل. وقد تشمل إجراءات مراقبة سرطان المبيض أيضًا قياس معدلات مستضدات السرطان المئة والخمسة والعشرين.
علاوة على ذلك، يساهم بعض الأدوية التي تحتاج إلى وصفة طبيب، مثل التاموكسيفن، في الحدّ من خطر السرطان. لكن هذه لا تشكّل خيارًا جيدًا لكل النساء، لذلك عليك استشارة طبيبك لمعرفة ما يلائم حالتك. وتؤدي هذه الأدوية إلى الحد من خطر السرطان بفاعلية أكبر في حالة طفرة BRCA2، مقارنة بـBRCA1.
تقتضي الخطوة الأمثل في حالتك خوض حوار عميق مع طبيبك حول خطر السرطان الذي تواجهينه والخيارات المتوافرة. وبالاستناد إلى ذلك، يمكنك أن تقرري ما عليك فعله بعد ذلك. وقد يقرر بعض النساء الخضوع لجراحة وقائية، مثل استئصال الثديين أو المبيضين. إلا أن هذا ليس الخيار الوحيد.
إذا قررت الخضوع للجراحة في مرحلة ما، فما من عمر محدد لها. عليك اتخاذ هذا القرار عندما تشعرين أنه يلائمك. فتختار نساء كثيرات الخضوع للجراحة الوقائية قبل بضع سنوات من السن التي أُصيبت به النساء في عائلتهن بسرطان الثدي، علمًا أن هذا القرار لا علاقة له بأي بيانات طبية.
خلاصة القول، عليك أن تحصلي على المعلومات الكافية لتحسمي أمرك. ومن الضروري أن تفهمي علاقة هذه المعلومات بحالتك. وعلى ضوء ذلك، تتخذين القرارات الأفضل لك.
الجريدة