الإعتراف يستوجب التوبة?.والتوبة تستوجب الإنسحاب الفوري.

طريق العدالة يبدأ بأن يدرك الرئيس أن جزءا من إعترافه يجب أن يتضمن إقراره بمشاركة جميع الاحزاب والمكونات القومية في بناء الدولة حتى يكون لنا بلد حدوده مرسومة ومحروسة، يقدم حياة تليق بالانسان- يحكم بالقانون، و تحترم فيه الاديان والاعراق

إعتراف الرئيس يعني فشل مشروع الإنقاذ، ويستدعي الانسحاب الفوري وتسليم الحكم للشعب.

[COLOR=#FF002C] د. الشفيع خضر سعيد[/COLOR]

إذا منح رمضان السيد رئيس الجمهورية فرصة إعادة النظر فيما فعلته يدا الإنقاذ، فذلك فيض من البركات. السيد الرئيس، وعلى المائدة الرمضانية التي دعاه لها الدكتور التجاني السيسي، رئيس السلطة الإقليمية لدارفور، جهر معترفا: ? نحن فرطنا في سماحة أهل دارفور وسماحة الأعراف?أننا جميعاً نسعى للعتق من النار في هذا الشهر، ونسأل الله أن يستجيب دعاءنا? لكن، كيف يستجيب الله لدعائنا ونحن نسفك دماء المسلمين ودماء بعضنا البعض، ونحن اعلم بأن زوال الكعبة اهون عند الله من قتل النفس? كيف نسأل الرحمة وأيدينا ملطخة بالدماء؟? إن الدماء التي اريقت في دارفور، أسبابها لا تستحق ذبح الخروف ناهيك عن قتل النفس ? (الأربعاء 24 يوليو 2013).

وعندما يعترف شخص ما بما إقترفت يداه، فإننا نتوقع تغيرا فوريا في شكل الوضع. فلا يمكن أن يتساوى وضع ما قبل الإعتراف بوضع مابعده. ولا يعقل أن بعترف شخص بملء فمه بما جنت يداه، ولا يتبع ذلك الإعتراف بفعل ما تستوجبه التوبة! هذا طبعا بإفتراض أن الإعتراف حقيقي وليس مجرد تمويه سياسي. وإذا كان إعتراف السيد الرئيس في إطار ?نحن أسياد بلد، نقوم نقعد على كيفنا?، أو من باب تمريرة سريعة، أو مقدمة لمزيد من الإتفاقيات قصيرة النفس وذات الحلول المؤقتة والهشة سريعة العطب، فذلك أمر غير مقبول ولن يؤدي إلى نتائج إيجابية. يقول الإمام زين العابدين ?من إستغفر وتاب ثم عاد الى ذنبه ثم إستغفر وتاب ثم عاد الى ذنبه فقد إستهزأ بنفسه?. أما إذا جاء الإعتراف في إطار إعادة النظر والتمعن فيما فعل تمهيدا لتوبة نصوح، فإن للتوبة شروطا واضحة، لخصها الموقع الرسمي للشيخ عبد العزيز بن عبد اللة بن باز في، أولاً: الندم على ما أرتكب من ذنوب. ثانيا: الإقلاع عن الفعل الخطأ الذي تم الإعتراف به. ثالثا: العزم الصادق ألا تعود لذاك الفعل الخطأ. رابعا: أن تؤدي الحقوق التي للناس?! إن كان قصاصاً تمكن من القصاص إلا أن يسمحوا بالدية، إن كان مالاً ترد إليهم أموالهم، إلا أن يسمحوا، إن كان عرضاً كذلك تكلمت في أعراضهم، واغتبتهم تستسمحهم، وإن كان استسماحهم قد يفضي إلى شر فلا مانع من تركه، ولكن تدعو لهم وتستغفر لهم، وتذكرهم بالخير الذي تعلمه منهم في الأماكن التي ذكرتهم فيها بالسوء، ويكون هذا كفارة لهذا، وعليك البدار قبل الموت، قبل أن ينـزل بك الأجل?. أما نحن، وفي سياق واقعنا الراهن، نزيد على ما جاء به السلف، فنقول:

أولا: حتى يكون الإعتراف كاملا يجب أن يتضمن التفاصيل، وليس مجرد تعميمات. فمثلا، الدماء التي ?اريقت في دارفوروأسبابها لا تستحق ذبح الخروف? لم تسفك في دارفور فقط، وإنما أيضا في جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان ومناطق السدود ومنطقة أم دوم?الخ، تحت سياسة قمع المعارضين والمحتجين، وإخراس أصواتهم بالرصاص. ثم أن المسألة ليست مجرد إحتراب وقتل بسبب عوامل وأسباب محلية أو محدودة يمكن إحتوائها ببساطة، بل هو فعل ينذر بتفكك صيغة الدولة السياسية في السودان، ونقصد الكيان الموروثة حدوده من الحقبة الإستعمارية، وبالفعل بدأ هذا التفكك بإنفصال جنوب السودان. وهو فعل يدفع بقوة في إتجاه منع تشكل وتخلق الدولة الوطنية في السودان. بإختصار، إنها الحرب الاهلية التي تفتك بالبلاد، وتسببت فيها الإنقاذ بشكل مباشر. هذا هو حجم الإعتراف. فكون من جوهر سياسات الإنقاذ تسليح أبناء بالقبائل السودانية، أو بشكل أوضح تفريخ المليشيات القبلية لتقتل كل قبيلة القبيلة الأخرى، فذلك يعني أن البلاد شرعت في التصدع، أو ما يحب أن يسميه البعض بدايات الصوملة، حتى لم يبقى لمؤسسات سودانية قومية عريقة، كالجيش والشرطة، إلا التورط في علاقة غريبة مع الحزب الحاكم، وبسبب ذلك يتمكن منها رهق مواجهة الأهل بالسلاح، في معارك خاسرة للطرفين، بحيث أصبح الجميع يتخوف من إنهيار معنى القومية والحيدة في هذه المؤسسات.

ثانيا: الاعتراف الجدي يستوجب وجود قاضي وأعضاء هيئة محكمة والمجني عليه وجمهور الحضور مع أو ضد. وفي حالة أن المعترف هو رئيس الجمهورية، وهو في إعترافه يفترض أن جريمة سفك الدماء في دارفور تمت من الطرفين، الحكومة والحركات المسلحة، فالمسألة تقتضي الجلوس المباشر مع حملة السلاح، والبدء في حوار حقيقي يتغاضى عن سؤال من البادئ، ويكون هدفه النفاذ إلى جوهر المسألة والتوصل إلى حلول جذرية مقبولة للجميع، بدلا من حصر الحل في توزيع المناصب والترئيس والتتييس!

ثالثا: الإعتراف بداية وليس نهاية. وعندما يقول الرئيس أن يدي حكومته ملطخة بالدماء، فلهذا القول معنىً واحدا، وهو ضرورة تفكيك المشروع الذي ظل يحكم البلاد لمدة ربع قرن من الزمان. فالواضح أن نظام الإنقاذ الذي ظل يدير البلاد طيلة الخمس وعشرين عاما هذه، بواسطة حزب واحد يدعي إمتلاكه لمشروع حضاري نهضوي تنموي ظل ينفذه عبر هيمنته الكاملة على كل مفاصل الدولة، وعبر إخضاع الآخرين بقوة القمع والسلاح، لم يتحرك بالبلاد خطوة واحدة إلى الأمام بل إنحدر بها إلى هذه الحالة من التردي في كل شيئ: من زعزعة الإرادة الوطنية، حتى إنعدام مصارف المياه أمام غضب الخريف عندما لا يجد إعتبارا أو أذنا صاغية لخيره الوفير. وهذا يؤكد مرة أخرى أن سيطرة حكومة الحزب الواحد وصفة ليست صحيحة لخلق بنية تحتية متينة، إقتصاديا وسياسيا وإجتماعيا، بل ها هي تدخل البلاد في قتال مع كل من يطالب بحقه وتكتفي فقط بتمكين أفرادها وذر التراب في عين الوطن.

رابعا: الاعتراف خطوة أولى في طريق العدالة، والعدالة تتأتي بالاستعداد النفسي لتقبل الحكم. والحكم أصدره الشعب السوداني الذي لم يذق فقط الأمرين، بل إبتلعه إبتلاعا، عندما إستوطنه الخوف من الحاضر الماثل أمام عينية، وهو لا يستطيع تدبر أمر أكله وشرابه وصحته، ناهيك عن كسوته وتعليمه، ومن المستقبل والمصير المجهول.

طريق العدالة يبدأ بأن يدرك الرئيس أن جزءا من إعترافه يجب أن يتضمن إقراره بمشاركة جميع الاحزاب والمكونات القومية في بناء الدولة حتى يكون لنا بلد حدوده مرسومة ومحروسة، بلد يقدم حياة تليق بالانسان، بلد يحكم بالقانون، بلد تحترم فيه الاديان والاعراق جميعها، بلد يجد فيه الفرد نفسه? إعتراف الرئيس يعني فشل مشروع الإنقاذ، ويستدعي الانسحاب الفوري وتسليم الحكم للشعب.

الميدان

تعليق واحد

  1. :- الشعب السوداني ليس في حوجة لان يدرك ما يحدث في السودان فهو مدرك تماما كل الظلم وكل ما يدور في الوضع العام والوضع السياسي والوضع الاقتصادي وغيره هو ليس في حوجة ان تخبروه مدي الفساد او دوافعه للثورة هو يدرك تماما هذة الاشياء ….خلاصة الامر الشعب السوداني لن يخرج الا بمعجزة ربانية واقولها مره اخري الا بمعجزة ربانية ….

  2. الإعتراف يا دكتور الشفيع هو احدي وسائل اثبات الجريمه وهو في هذه الحاله الرئيس اصبح مجرما مؤكدا لأن الإعتراف منه شخصيا وعلي النيابه العامه ان تستدعي الرئيس اوالقبض عليه ومحاكمته علي تلك الجرائم التي ارتكبها في حق الشعب السوداني عامة , تاما كلامك عن التوبه فهذا شان آخر يتعلق شأن خاص بطلب المغفرة والرحمه من الله سبحانه وتعالي وذلك بعد المحاكمه ورد الحقوق لاصحابها فيمكنه ان يطلب المغفره والرحمه من الله سبحانه وتعالي , وانا ادعوا جميع افراد الشعب السوداني ان يتقدموا بعريضه الي النيابه العامه والقضاء وتقديمه لمحاكمه عادله .

  3. يا دكتور ، كلامك دا عين الصواب وتمام التام لكن الجعلي الأطرش دا لو ناس السودان ماتو كلهم سواء بحرب أو كوارث فلن يهم هذا ابداً . كيف تريد أن تدل شخصاً على الطريق الصحيح وهو لا يفهم معنى الطريق الصحيح .

    أسال الله العون لجميع السودانيين لما هو آت من ويليات هذا النظام ،،، .

  4. رمضان الذى انول فيه القرأن هدى للناس و بينات من الهدى و الفرقان انه لشهر عظيم و شهر الرحمه و المغفرة و العتق من النار لمن كان خالى من الكبائر وقتل التفس التى حرم الله قتلها الا بالحق أمر يتوجب اتباع ما ورد فى كتابه العزيز من احكام و هى تتعدد ومنها القصاص و الديه و اما الاعتكاف و الخروج علينا معترفا بذنوبه والماء التى سفكت فى عهده الاسود يجب أن يقتص منه و يقدم ال المحاكم لانه هو صاحب الامر و هو من يصدر التعليمات و التوجيهات لافراد القوات المسلحه والشرطه بحكم المنصب وهو القائد الاعلى ؟
    كل من يشغل موقعا فى الدولة واخطأ كان من الواجب تقديمه للمحاسبه و باشرافه لانه خان الامانه و تنفيذ الاحكام الصادره عليه وبمتابعه لصيقه لتنفيذها وهو الحاكم ؟
    منذ أن تولى الحكم قدم الى الديار المقدسه ثلاثة و اربعون مرة للحج و العمره الى بيته العتيق والجميع يعلم جيدا أن من أتى الى قبلة المسلمين حاجا او معتمرا يتجرد من كل شىء والكل سواسيه فى هذا المقام احرام و سفنجه وحاسر الرأس ما عدا الحرص المرافق له و خلو السعى و الطواف من الصحن لكى يتمكن من اداء مناسكه و هو أمن ؟
    من أتى الى بيت الله و هو موقن و طالبا التوبه كان له ذلك و لكن هذا القشير يطوف و يسعى وعلى مدى العقدين من الزمان و دماء الابرياء التى سفكت يحملها فى عنقه و يدعو و يستغفر و يناجى المولى عزوجل ليلا و نهارا دون خشوع او يرف له جفن او ينفطر قلبه لما ارتكبه من ذنوب و نسى او تناسا أن الحج المبرور يعود المرء كما ولدته امه هل افاده هذا الحج او العمرة التى اعتمرها وكم مرة ذار الديار المقدسه و وقف بين يدى الحبيب المصطفى عليه الصلاة و السلام ليلقى عليه التحيه تقربا راجيا من المولى عزوجل شفاعته يوم الموقف العظيم ؟
    لا ولن يكون ايها السفاك الا أن تتقدم الى الشعب اجمع لكى تعاد الجقوق الى اهلها و الدماء التى سفكت لتنال عقابك والجزاء الذى ينتظرك القصاص الدنيوى و فى الاخرة شىء يعلمه الله .

  5. نحن لا نحتاج لكلاام عاطفي مثل ان يبدا الرئيس بإصلاح والحريات والعدل وووووو وكثيرا ما قال الرئيس ذلك ولكنه كاذب وكيف لرئيس يتصف بهذه الصفه نتوقع منه ان يقود البلاد .

  6. علي الرئيس تنفيذ العدل وليبدأ بنفسه, وكذلك علي قادة النازية الدراكولية, وإلا فإن إعترافاته ما هي إلا وضع ملح علي جرح غائر.

  7. بهذا الاعتراف يكون الرئيس قد صدّق اتهام اوكامبو له بالابادة وجرائم الحرب فلماذا لا يسلم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية ويريحنفسه والشعب السوداني ؟؟؟؟؟
    ثانيا ماذا ترك الرئيس بهذا الاعتراف لمن كان يهتف ضد اوكامبو من مبرر ؟؟؟؟؟
    ثالثا على الرئيس إن كان صادقا في هذا لالاعتراف عليه أن يضع الاغلال والقيود في يديه ويقول خذوني للمحاكمة ؟؟؟؟
    لكنه الكذب الذي تعود عليه الشعب السوداني من الرئيس شخصيا ومن بطانته المخمرة طوال الـ24 سنة الماضية بدليل محاولة تهريبه في طائرة مشحودة شحدة من سعودي إلى طهران خوفا من القبض عليه وهروبه من ابوجا بسرعة البرق حيث كان يصيح في كابتن الطائرة بزيادة سرعة الطائرة حتى يتمكن من الخروج من الاجواء النيجيرية
    لكل ذلك الرئيس كذاب واكبر كذاب على وجه الارض

  8. كلامك صحيح يا دكتور و نتفق معك في النتيجة و المطلب

    لكن دع عنك الركون لما أورده بن باز في موقعة فنحن لا نحاسب مسلما على

    سلوك شخصي يخصة بل نحاسب حاكم و يكفي إعترافه وإقرارة ليكون مصيره

    المحاكمة العادلة أو ننتفض و نلقي به في مزبلة التاريخ كغيره ممن سبقوه .

  9. الرئيس وقد اعترف وصلاح قوش وعلي عثمان اعترفا وحتي عبد الرحيم اعترف ان الاحتراب لن يؤدي الي نتائج. فهل سمعتم ان نافعا قد اعترف أو اقترب من ذلك؟
    فقل انتظروا أنا منتظرون يوم يعترف النافع ومصطفي عثمان ذلك يوم نجتمع فيه لننظر في أمر الانقاذ

  10. كلامك عين الصواب يا دكتور لكن مين يسمع ومين يقرا الرقاص خايف من فراق وداد اما الحاجة فاطنة دى مسكينة زينا بقية الشعب التعيس

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..