الممات .. الشهري

حديث المدينة
الممات .. الشهري ..
عثمان ميرغني
إذا أردت قياس تحضر أمة.. انظر إلى (المعاشيين) فيها.. كم يقبضون من معاش شهري؟ كيف يقبضون المعاش؟ وكيف يعاملون في كافة المرافق الحكومية.. سأهديكم مشهداً كنت شاهداً عليه.. في أحد مكاتب المعاشات كنت أنتظر وأراقب كيف يعاملون. تقدم شيخ كبير من الفتاة الموظفة.. هي جالسة خلف مكتبها وهو قائم على رجليه أمامها كتلميذ في مرحلة الأساس أمام معلم الرياضيات.. كان يجادلها في استقطاع خصم من معاشه الشهري بغير موافقته أو رضاه.. وكانت ترد عليه بلغة جافة محشوة بالاستعلاء المقيت.. استمر الحوار بينمها أكثر من ثلث ساعة. الرجل الكبير يكاد يسقط ويحاول بشيء من الحياء إسناد جسمه لحافة المكتب الذي تجلس عليه الفتاة.. وأرجله ترتجف لا تقوى على الوقوف أكثر.. الفتاة تقول له بمنتهى العفوية: (يا حاج.. إنت مالك كلامك كتير كدا. قلت ليك مافي يعني مافي..) الحاج ألقى برأسه إلى الأرض وأدار جسده المتهالك بكل صعوبة.. وجرّ نفسه جراً إلى خارج المكتب.. هذا مشهد واحد أدرك أنه يتكرر كل يوم في عشرات المكاتب فالمعاشي ليس إلا رقماً.. معلومة في سجلات المعاشيين.. ربما يتطلب الأمر كل عام أو عامين أن يحضر شهادة تثبت أنه لم يفارق الحياة.. ثم ماذا يقبض بعد كل هذا.. أقل من مائتي جنيه.. يفترض أنها معاشه لشهر كامل خال من المرض.. وربما بالضرورة خال من الطعام أيضاً.. هذا المعاشي المفترى عليه .. في يوم من الأيام كان ركناً في الخدمة المدنية أو سلك التعليم أو أي مرفق آخر. وأدى واجبه حت آخر قطرة من شبابه وعافيته.. ثم جرت عليه سنة الله وأخلى مقعده لغيره. بأي ذنب يقتل بالـ(لا) احترام المؤسسي.. لماذا لا ينال هذه الدريهامات البخسة إلاّ بشق الأنفس وافتراء الموظفين عليه.. لماذا لا تزدان دواوين الحكومة بلافتات جميلة مكتوب عليها عبارة (كبار السن من هنا).. فلا يقف كبار السن في أي طابور بل علهم التقدم لنيل الخدمة مباشرة دون انتظار.. لماذا لا تنشتر مثل هذه اللافتات في المواصلات العامة.. عبارات تمجد كبار السن وتدعو لإخلاء المقعد لهم فوراً.. مجرد وجود مثل هذه اللافتات تمنح ههذ الأجيال الرائدة الإحساس بأنهم موفورو التقدير في كل مرفق في وطنهم. وأنهم أهل للتكريم المستمرّ. الرسول صلى الله عليه وسلم قال (ليس من من لم يوقر كبيرنا..) فلماذا نظن أن الدولة الإسلامية هي مجرد تحشيم بنات وتطويل لحى.. لا يكتمل دين أمة لا توقر كبارها.. لكن تظل أكبر إهانة لكل معاشي في بلادنا.. حفنة المال هذه التي يتسلمها شهرياً تحت بند (معاش شهري).. هي في الحقيقة (ممات شهري)..
التيار
السلام عليكم م / عثمان
في الدول التي تحترم شعوبها راتب المعاشيين ينزل في البنك قبل قبل نهاية الشهر ورغم أن حكومة الانقاذ رافعة يدها عن خدمات الصحة والتعليم وغيرها من الخدمات نجد أن راتب المعاشي لا يفي حتى بالاحتياجات الأساسية من مأكل ومشرب. يا من تقولون أنكم تحكمون بالشريعة الرسول (ص) في معنى الحديث يذكر أنه (إنما تنصرون بضعفائكم).
مش المعاشي بس يلقى هذه المعاملة ،،، أسأل المغتربين من المعاملة والكلام الجاف البلقوه خصوصاً من الموظفات وضابطات الشرطة لا أقول كلهن ولكن أغلبهن ،،، هذا والمغترب يدفع ولا يطلب معاش فما بالك بمن يطلب معاش من هذه الحكومة البخيلة إلا على أعضاءها المنظمين حيث تقدم لهم التسهيلات للحد الذي جعل حتى كثير من المغتربين في الخارج يتدهنسون للسفارات واللجان التي يحشر فيها مدسوسي المؤتمر اللاوطني في الخارج لمراقبة المغتربين وتأديبهم عند عودتهم بالمماطلة في اجراءاتهم ،،، الجلافة في الخدمة المدنية مسألة ممنهجة من الحكومة بل هي جزء من ذل الناس واهانتهم،، بالله عليك يا استاذ قبل ان يحكمنا هؤلاء البوربون هل رجل في سن من ذكرت يتعب ويطارد معاشه هكذا بل في ذلك الزمن كان يمكنه إرسال اي من أبناءه لاستلامه … … بل الأسوأ أن بلغ الذل بكثير من المغتربين تأييد والدفاع عن النظام الدكتاتوري وذلك لنيل بعض التسهيلات من خلال المجاملة التي يقدمونها لكوادر السفارات السودانية في الخارج وهم أبعد ما يكونون عن الدبلوماسية بل مجرد جواسيس وأمنجية على الجاليات يصنفون الناس وولاءهم … وأستغرب في كثيرين ممن يعملون بالخارج ويؤيدون الحكومة ويتحدثون عن إنجازاتها وهؤلاء ما هم إلا منافقين لأنه لو كانت للحكومة إنجازات لما جلسوا يعملون في الخارج عشرات السنين منذ مجئ هذه الحكومة وقبلها … صحيح الاختشو في الداخل والخارج ماتو …. تشكر استاذ عثمان على هذه االملاحظة مع اضافة ان الجلافة في التعامل اغلبها من الجنس اللطيف من الموظفات … هذا إن كن جنس لطيف .. رحم الله السودان …..أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم لعلنا رمضان القادم من المنتفضين
ذكرتني … يا استاذ عثمان … في منتصف التسعينات جيت عشان اصرف مكافاة والدي الذي خدم في الشرطة ل35 عاما المهم نفس المعامله السيئة ونحن جاين من الولايات وتعب وفلس ومعاشيين ليهم شهور يمشو ويجو علي الشئون الماليه للداخليه … ومنظرم يقطع القلب والله المهم .. قررنا قفل طريق النيل وجات الشرطه (الفي الخدمه ) وضربو ابائهم وبنبان ….. وفي هذا الموقف التفت لاجد أمين حسن عمر يريد ان يعبر شارع النيل وكان سايق كريسيدا جديده بيضاء … ودي كانت من احسن الصدف في حياتي …. لأني مليت خشمي (بصاق) وقلت ليهو ( تفوووووووو) … (تفوووووو) … ها ها ها
هذه هي نفس المدرسة التي تخرجت منها أخي عثمان ، فلا فرق بين هذه الموظفة اللديحة وبينك أنت يا خريج نفس المدرسة الإسلاموية ،
فتباً لك ولها ولشيوخكم اللصوص .
اخى عثمان ارجوا مادام الكلام عن المعاشيين ان تفتح ملف البحر الاحمر عن المعاشات و التى لم يصرف معاشيوها مليما منذ عام 2005 دون توضيح الاسباب فهم الان بعضهم فى حكم الشحادين بالولاية وقصصهم تدمى القلوب
الاستاذ الكبير عثمان افندى
( ارجو الا تستغرب لهذه الاستهلالية الجديدة فهذا ما فهمت…. انو ادارة التحرير فى الراكوبة يريدوننا ان نفعله….. بدليل انهم حجبوا تعليقاتى على مقالك مشكلة فراهة و تعليق اخر لمقالة لمحجوب عروة مما اعتبرتهما قد تجاوزت الخط الاحمر المقرر من اسرة الراكوبه فى كتابة التعليق!!!!!! فهنيئا لك )
معاملة هذه الموظفة سلوك شخصى خاص بطبيعة تربيتها و اصلها و نحمد الله ان مثل هذا النموذج قليل و لذا لا تشكل مشكلة للمعاشيين … يا استاذ سياسة الدولة تجاه المعاشيين خاصة فى الخدمة المدنية تشابه تماما سلوك تلك الموظفة الما متربية …..و لا اضمنهم كوادرهم من اصحاب الولاء و المؤتمرجيه لانهم لا يحالوا للمعاش اصلا !!!! ان هؤلاء الذين افنوا شبابهم و خدموا فى كل اصقاع البلد و بدون تذمر كلل ولا تكدسوا فى العاصمة و لا بنوا عمارات فى سنوات قليلة و امتطوا ( الفارهة ) و ملكوهم اياها بتراب الفلوس و لا عرفوا الحوافز و المخصصات فى اى درجة وظيفية كانت ولا لفوا الشال المزركش ولا ربوا الدقون و الكروش و لا تناكحوا مثنى و ثلاث ورباع ( والله لو وريتنى موظف خدمه مدنية فى الفترة من يوم الاستقلال حتى انقلاب الجبهجية تزوج اربعة حاديك مليون جنيه بالقديم اقسم بالله )!!!!!
و البيقهر الشخص يا عثمان عدم العدالة فى الراتب المعاشى الشهرى و الاستبدال ( و قبل مدة زميلك البونى اثار استبدال البروف بتاع جامعة السودان مع استبدال او مكافئة صابر بتاع بنك السودان الذى صرف بالمليار و خدم حوالى 15 سنه حين استبدال البروف كان كم طاشر مليون بعد خدمة 39 سنه ) و المفارقات كثيرة يا سيد ارجو ان تركز عليها …….و انا معاشى و يقهرنى عدم المساوات فى الظلم !!!! لان المساوات فى الظلم عدل…….
ايها المدعو (ازو) انت عايز شقيقة على عبد الفتاح دى تاكل قوش الناس و يفكوها كده بس ؟؟؟؟
ليه يعنى و تدعى بان البعض ضحك عليها وو رطها الورطه العجيبه دى و هى اكلت 350 مليون ما ميه و الا ميتين ؟؟؟!!! عجبى لهذا المنطق !!!!! اتقى الله يا أززو …
ما الذى يدهشك يارجل ؟هذا هو أدب الاسلاموييون الذين ينزعون حقوق الاخرين بالسيخ والجنازير ولا يعترفون بالاخر وعندما يتمكنون من السلطة يهتمون بالمظهر المتمثل فى افخم المبانى والاثاثات والسيارات الفارهة ثم يعرجون الى إمتلاك الجوارى من القيد الحسان!! وبقدرة قادر تتحول الفكرة من الدعوة الى الاسلام الى الدعوة لتمجيد وتلميع الذات ، ولهؤلاء نقول ايهما ادعى واقل كلفة ان تصرف الدولة اموالا طائلة لتزيين المكاتب وتوجيه الصرف لراحة الموظف الذى يتقاضى أتعابه من عرق المواطن ؟أم أن تقدم له الخدمة (تحت عريشة) وهو مرتاح يدعو له فى سره ؟أم وهو فى حال كالذى وصفته ياهندسة ؟ ثم ما قيمة المبانى والاثاثات الفاخرة بالنسبة لطالب الخدمة إذا كان نصيبه منها الرهق والتعب ؟ وليته بعدها وجد الخدمة التى سعى للحصول عليها !! ياسادة إسلام هؤلاء (فشنك) 000وها وقد شهد شاهد منهم وروى لنا ما شاهده بأم عينه ولم تحكى له من قبل معارض او طابور خامس !! وقد جاء فى الاثر أن السلف الصالح كانوا يقضون حوائج الناس وهم مستظلون بظل شجرة ويعطون كل ذى حق حقه و كان رائدهم فى ذلك ما أغلق باب على شخصين وإلا كان الشيطان ثالثهم وكما نعلم بأن الشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر !! وجميعنا يعلم ما يدور خلف الابواب المواربة من فساد !! وهذا هو أدب الانقاذ وقد غرسه فى نفوس قطاع الموظفين بمختلف درجاتهم الوظيفية على مدى ثلاث وعشرون عاما (سلب ونهب وعدم إحترام للكبير والصغير) ثم يقضون حوائجهم بينهم بيسر ، فهم بحق (أخوان الشيطان) كما وصفهم الراحل جعفر نميرى0
يا wedhamed
أولاً رمضان كريم …وأشكرك كثيراً ..على تفقدك غيابى
إنت طلبت من صاحب ود الخدرالتركيز على المفارقات الكثيرة ..فى أحوال المعاشيين
طيب قول ليهو يمشى ود مدنى يزور السوق ليجلس مع خبراء مشروع الجزيرة الذين تم إقصاؤهم بقانون الصالح العام…ويقارن بين معاشاتهم ..ومعاشات من يشغلون وظائفهم بفقه التمكين..وسوف يقرأ ويسمع عجباً…
عثمان ميرغنى من علماء السلطان ..ويحب الظهور مع اللا مسؤولين أمثال الما بنظلم عنده أحد