أقدار السودان المؤلمة.

أحمد عبدالملك
تعرّض السودان قبل فترة إلى موجات عارمة من الأمطار والسيول التي اجتاحت مناطق متعددة من العاصمة الخرطوم وبعض المناطق الأخرى، وقد خلّفت أضراراً عديدة في الأرواح والممتلكات، كما أدت تلك الأمطار والسيول إلى تهدم أكثر من خمسة آلاف منزل وحاصرت المياه آلاف المنازل في مدينتي (الحاج يوسف، الدروشاب السامراب).
وقد أدى تأخر وصول الإغاثة للمناطق المنكوبة إلى غضب المواطنين الذين خرجوا في تظاهرات احتجاجية على ما سموه « تقاعس السلطة» عن نجدتهم. كما قامت الشرطة بتفريق المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع، لكأن حال السودانيين تقول: «آه من ظهري وآه من بطني»، كما نقول في المثل الخليجي. كما أعلنت الحكومة السودانية أن أغلب الوفيات نجمت عن الصواعق الكهربائية وتهدم المنازل، كما غرق آخرون في المياه العميقة. وقد بلغ عدد الضحايا حسب إحصائيات أولية 18 شخصاً. وحوصر السكان في بعض الأماكن ما اضطر الحكومة إلى إسقاط جوي للأغذية والمعونات للمواطنين المعزولين. وأقامت دول خليجية جسوراً للإغاثة بينها وبين السودان، بما يحتمه الواجب تجاه شعب السودان الشقيق.
تأتي هذه الحوادث المؤسفة في وقت ما زال السودان يعاني فيه من أزمات سياسية طويلة الأمد في ظل حكومات عسكرية متعاقبة، وبعد مماحكات بين الحزب الحاكم والمعارضة في مناطق متعددة من هذا البلد، خصوصاً بعد انفصال الجنوب في دولة مستقلة، وحدوث خصومات حول مناطق حدودية مع الجنوب حول قضية تصدير النفط (الجنوبي) عبر الموانئ السودانية (الشمالية).
كما يتقدم الحوار -الذي لا يتقدم- حزبُ الأمة برئاسة الإمام الصادق المهدي الذي يحتفظ بملاحظات حول الأداء السياسي للحزب الحاكم في السودان، ويُصر على ضرروة تجنب أي توتر في العلاقات بين الخرطوم ودولة جنوب السودان.
وقد دعا الرئيس السوداني عمر البشير بعد حادثة السيول، شعبه إلى «نبذ العادات السيئة ومكافحة جشع التجار وغلاء الأسعار والانحياز إلى السلام بعيداً عن السلاح»!.
ويبدو أن السودان يعاني «عادات سيئة» في الإدارة. وأن بعض الكتاب السودانيين أعلنوها صراحة أن النظام في بلدهم -وعلى مدى سنوات حكمه التي لم يطلها الربيع العربي حتى اليوم وهذا مدعاة للعجب – لم يهتم بتخطيط البنى التحتية: الأحياء السكنية، والطرقات، والصرف الصحي، التي من الممكن أن تخفف من المأساة الطبيعية الحالية التي لا تختلف بالطبع عن «المأساة السياسية» التي يعيشها السودان.
فبعد انسلاخ الجنوب في التاسع من يوليو 2011 استناداً إلى اتفاقية «نيفاشا» للسلام الموقعة في كينيا عام 2005، زادت مشكلات السودان، بالرغم من أن الاتفاقية كانت هشة، ولم تحد من تبادل الاتهامات بين السودان القديم والسودان الجديد، خصوصاً بعد أن أضحت أزمة النفط الجنوبي محوراً مهما للخلاف بين البلدين.
وعلى الرغم من أن «العسكر» في السودان لم يساهموا في تحقيق تطلعات الشعب السوداني وأرهقوا هذا الشعب بشعارات «إخماد ثورات الجنوب»، ووعدوا بدولة «مستقيمة» لا تعرف الفساد، إلا أن تلك الوعود لم تتحقق، تعالوا لنقرأ ما قاله البشير في البيان الأول يوم الثلاثين من يونيو 1989:
«لقد عايشنا في الفترة السابقة ديموقراطية مزيفة ومؤسسات ثورية فاشلة، وإرادة المواطنين قد تم تزييفها بشعارات براقة مضللة، وشراء الذمم والتهريج السياسي، فمؤسسات الحكم الرسمية لم تكن إلا مسرحاً لآخر قرارات السادة، ومشهداً للصراعات والفوضى الحزبية، حتى مجلس رأس الدولة لم يكن إلا مسخاً مشوهاً!. أما رئيس الوزراء، فقد أضاع وقت البلاد وبدد طاقاتها بكثرة الكلام والتردد في السياسات والتقلب في المواقف حتى فقد مصداقيته».
لقد مرّ على هذا الكلام أكثر من 24 عاماً هو عمرُ حكم عمر البشير!. ولا نعلم ما الذي تغيّر؟!، وما الذي تحقق للسودان؟!. فهل يعيش السودان ديموقراطية حقيقية، كما انتقد البشير شكلها المزيف؟!، وهل يعيش السودان مؤسسات ناجحة وإدارة مميزة للأحداث والنزعات العرقية؟، استطاعت أن ترفع السودان من «الثورية الفاشلة»، كما قال البشير؟!، وهل استطاعت حكومة السودان «وقف هدر المال» بالتصدي للحركات المناوئة لها؟!، أو تخطيط البلاد بحيث تخرج من أدنى درجات الدول النامية، بل الدول الفاشلة ؟!، حل السودان في المرتبة 173 في تقرير منظمة الشفافية الدولية لهذا العام، هل قامت مؤسسات حكم «ناجحة» خلال 24 عاماً؟!، هل «قلّ» الكلام البراق الذي انتقده البشير؟!، هل أصلح النظام علاقاته مع المجتمع الدولي؟!. هل استفاد النظام الحالي -طوال 24 عاماً- من أخطاء الماضي التي كانت حاضرة في البيان الأول الذي أصدره للشعب؟.
نحن نعتقد أن السودان في حاجة لوقوف العرب معه، هذا حق وواجب، لكن واقع حال السودان المضطرب الذي عبّر عنه الصادق المهدي زعيم حزب الأمة في 25 من مايو 2013 بقوله: «لم يعد بالإمكان حكم السودان من الخرطوم»!. كما أنه شدد على أن مشكلة السودان لن تحل في ظل النظام الحالي، هذا الواقع مؤلم وخطير. وهذه شهادة «سودانية المنشأ» -لا دخل لنا فيها- وقد تبعتها شهادة من الأمين العام لحزب الأمة، الدكتور إبراهيم الأمين الذي أعلن أن «السودان يواجه حالياً محنة، وأن «وضعه خطير ومخيف، بعد أن زالت هيبة الدولة»، مشيراً إلى «عجز السلطة المركزية عن السيطرة على الأوضاع، إلى جانب تعدد التيارات داخل الحكومة». كما تخوف الأمين من انهيار الدولة، بعد أن «اجتمعت فيها كل الأمراض التي تُصيب الدولة «الرخوة» أو «الفاشلة».
أين الحديث عن «سلة الغذاء العربي»؟!، أين مبدعو السودان؟!، أين إمكانات السياحة و(السفاري) في السودان؟!، أين فرص الاستثمار العربي في بلد يتشطر ويتجزأ مع الزمن؟!.
نقول: إن «سيول» السياسة أكثر ضراوة من سيول الطبيعة، وهي التي تهدد مستقبل السودان.
الشرق
صح لسانك اخي هذا حال السودان اليوم بعد 24 سنه كانت عجافا استبد فيها هذا الكيان الاخواني الفاسد فصال وجال ورقص كثيرا بشيره علي جثث وبقايا الانسان السوداني الذي كان شعلة من النشاط والفكر والاخلاق ذلك الشعب الذي كان ثوريا لم يستطع حكامه السابقين وضع اللجام علي فمه .. باسم الدين وبالتلاعب بالمشاعر ودغدغة الاحلام وبكثير من الغش والكذب والنفاق استطاعوا الجلوس علي رقابنا نحن لا نتاسي ولا نندب على ما فات ولكن نتسال وقد خيم الياس على سماواتنا ونقول بصوت عال متي نصر الله ونرفع اكف المستغيثين برحمة الله ندعوه ان يخلص سوداننا من بين ايدي هؤلاء الظلمة تجار الدين
كلام عامه سرد لاجديد فيه ولكن نحمد له قول بعض المحللين انتقدوا الحكومة ( وأن بعض الكتاب السودانيين أعلنوها صراحة أن النظام في بلدهم ) البلاد عند الكوارث الدول بتعطيهم مليارات مثل مصر ولبنان وجنوب لبنان بعد حرب حزب الله مع اسرائيل والسودان بيأخذ بالقطارة والله السودان ده معجزة اقتصادية السودان كان بيحارب الجنوب حرب موروثة من قبل ال24 سنه حرب دولة لدولة وماكان عنده بترول وكان محارب من القبل الاربعة وبرضه الامور كانت ماشه تعال شوف البلاد البتدعم من الشرق والغرب لو قامت فيها مظاهرات يومين عملتهم بتنزل واقتصادهم بيتدهور ويحيهم الدعم من كل صوب وحدب عشان كده السودان حالة استثنائية لايقاس عليها ولا يقاس بالاخرين اتركونا وشاننا
ياهذا ان فى السودان لترى العجب العجيب اترك لنا فقط الفلسفة والظهور فى الاعلام وانظر هل رايت مسؤلا قال عملنا لا واللة بل يقول سنعمل على كذا
حتى فى راكوبتكم هذة انظر للتعليقات فقط التعليق بعلم ودون علم وفى كل شى يالل عجب
ففى السودان مثل الصادق المهدى والترابى والميرغنى اسماء عفا عنها الدهر والزمن تقود السودان هذا البلد الجميل الذى كنت اتمنى لو اننا لم ننال استقلالاناوهذا راى كثير من الناس فالفرق واضح جدا هل سوف انهى لك قصة السودان فى هذا فقط نقول حسبنا الله ونعم الوكيل
الكاتب مشكور طرح اسئلة اتمنى من اهل الحكم ان يتكرموا بالرد عليه بعد أن يمروا على خطابهم الاول الانقلابي ومن ثم نقرأ ماتم انجازه او عمله طيلة فترة الحكم الماضية 24 سنة – عاوزين نعرف الانجازات التي بشرنا بها في اوائل الحكم ومن ثم نعرف اين نحن الان واين كنا من قبل.
حكوماتنا فاشلة فاشلة فاشلة دي مافيها كلام
لكن السؤال لماذا لم يقف الاخوان العرب مع شعب السودان كما يقفوا دائما مع الشعب السوري واللبناني؟؟؟؟؟
مشكلتنا هى فى هؤلاء الشرزمه الطفيليون الفاسدون المفسدون المتشبزون بالسلطه وهم ليسوا باهل لها
المشكله الاخرى تمكن ايضا فى جزب الامه والاتحادى الذين يظنون أن السودان ملك لأجدادهم ولهم ولأبناءهم من بعد
والله يا استاذ عبد الملك كتبت ما يجيش بصدورنا ولكن ماذا نعمل بعد ان ابتلانا الله بهذه الطغمة الغاشمةالظالمة التى قدمت فى مصر والسودان مصلحة التنظيم على مصلحة الوطن فكانت النتائج الكارثية التى اقعدت باكبر بلدين فى الوطن العربى من حيث التعداد والموارد والخيرات الكامنة فى ارضيهما وهذه ماساة البلدين.
لو كانت لنا قناة تلفزيوني تفضح هذا النظام لما جثم على صدورنا حتى الآن، ولما حكم مرسى يوما واحداً..
إن كنتم تريدون دعم الشعب السودانى فهييئوا لنا أمر تلك القناة ، خاصة وأن نايل سات أصبح أكثر مرونة بعد ذهاب مرسى وجماعته وأن محاربة الإرهاب الإخوانى( وقناة الجزيرة) يمكن أن نقوم بها بأقل تكلفة ممكنة وفى أقصر وقت بكشف ما فعلوه بالسودان حتى يتجنبهم القاصى والدانى
أين الحديث عن «سلة الغذاء العربي»؟!، أين مبدعو السودان؟!، السياحة وأين إمكانات (السفاري) في السودان؟!، أين فرص الاستثمار العربي في بلد يتشطر ويتجزأ مع الزمن؟!.
أين الحديث عن «سلة الغذاء العربي»؟ لقد جمعنا كل ارهابى العالم الى سلتنا و الحمد لله سلتنا مليئة بالاهاب و التطرف.
أين مبدعو السودان؟!
يعملون فى السعودية و الخليج و اوربا بعد ان طرهم الاخوان المسلميين.
السياحة وأين إمكانات (السفاري؟؟؟؟ تم تعيين وزير سلفى لادارة السياحة فى السودان و سيارات السفارى تحمل الدوشكات لاقامة شرع الله فى جبال النوبة.
أين فرص الاستثمار العربي في بلد يتشطر ويتجزأ مع الزمن؟!.
الاستثمارات موجودة فى ماليزيا و تركيا ما تستعجل بكرة لمان القروش تكتر الجماعة حيجبوها لاطعام فقراء السودان من تركيا و ماليزيا
كفيت وأوفيت يا أستاذ أحمد عبدالملك .
إن السودان فعلا السودان يعاني وليس يبدو «عادات سيئة» في الإدارة من قبل ” تجار دين منحطين وأخلاقهم فاسدة “
الاداء السياسي .. الفساد المالي والاداري الذي استشرى في كل مؤسسات الدولة هو الذي ادى الى تدهور السودان طيلة هذه الفترة وهذا هو التغيير الذي حدث.. اما الذي يدعو للعجب من ربيع وما ادراك ماربيع عربي .. ان كل مؤسسات الدولة العسكرية والخدمة المدنية ورجال الاعمال في السودان تم تمكينهم (سياسة التمكين).. فلا جيش محايد يقف مع من يتظاهرون ولا تجار ولا غيره فلذلك سيجد المتظاهرون انفسهم محاربين من كل الاتجاهات..
حتى الكوارث التي حدثت نتيجة السيول والامطار نتجت عن سوء ادارة وتخطيط بل وانعدام البنى التحتية .. والادهى ان الحكومة نائمة في عسل لانه فعلاً الامر لا يعنيها فكل منسوبيها في امان من كل هذه الكوارث .. فلماذا تتعب الحكومة نفسها في خدمة وحماية (زيد)؟؟
اضافة الى ان اكبر مشروع زراعي في السودان (مشروع الجزيرة) قد تم تدميره بالكامل وبيعت اراضيه فكيف يصبح السودان سلة غذاء حتى للسودانيين ناهيك من العالم العربي..
ربنا يكون في عون السودان وشعب السودان
محتويات ( البيان الأول يوم الثلاثين من يونيو 1989 ..).. نعم صدق زعيم العصابة في الوصف وهو كذوب .أ.هـ
شكل العرب قبلوا علينا بعد ما عكوا لبنان وحطموا سوريا وجاطوا مصر وهم على الارائك يتكئون يحتسون القهوة بعد أن كبسوا بطونهم بالكبسة ـ هنيئاً لهم وبالعافية ـ . يا سادتي نحن أعلم بالرزايا التي وصلنا لها ولكن لا نريد أن يتناهشنا الاعراب فهم أشدّ مكراً ودماراً , ونخشى أن يصدروا إلينا جلافتهم إذا ما هيجونا وتدخلت قنواتهم واموالهم ومجاهديهم و زاد التحريش بيننا ,نقول لكم:ـ لا لا لا شكراً سادتي نحن أعلم بشؤون حكومة الفسادة ونعرف نخرج الشوكة من دربها بدلاً من بتر سوداننا مرة اخرى إذا ما جعلناكم لنا دليلاً .يبدو أن العرب يريدون تثبيت أركان حكم السيسي بتأمين خاصرته الرخوة في الصعيد وخوفهم من شرود اخوان مصر الي إخوانهم بالسودان مما يشكل عدم استقرار لنظام الحكم الجديد في مصرهم ,وإلا كما قال أحد المعلقين أين مساعدات العرب عندما مر السودان بمحن جسام منذ استقلاله لم تمر بها لبنان ولا مصر ولكنهم لم يودعوا ملياراتهم لمنع انهيار الاقتصاد والدولة حتى في زمن حبيبهم الصادق المهدي والّذي أرى أن الكاتب يحاول أن يصنفره هو وحزبه خلاف مكونات المعارضة الاخرى وجميعهم في الخياسة سوا مما مكن لهذه العصابة الحاكمة أن تتسلط علينا كل هذه الفترة المؤلمة .!!! هل ياترى يريد العرب أن يسوقوا لنا الصادق المهدي كبديل آمن للنظام الحالي ؟ نحن السودانيون لا تنطلي علينا مثل هذه الالآعيب فمن أراد أن يعيننا على التخلص من هذه النظام الفاسد فعليه أن يحتفظ بمسافة واحدة من كل مكونات المعارضة دون فرض حزب معين علينا ؟ الشعب السوداني لم تفلح مكينة الدعاية الهائلة التي استخدمتها الحكومة الحالية في مسخه وتشويهه طوال ربع قرن فنحن لسنا سذجاً ـ سياسياً ـ كغيرنا حتى يتم تسويق سلعة فاسدة ومنتهية الصلاحية لنا ؟ , نحن تربينا على الوعي السياسي ونحن في المتوسطة ثم الثانوي فضلاً عن أركان النقاش بجامعاتنا في الوقت الّذي يعتبر غيرنا السياسة رجزٌ من عمل الشيطان !!!… هاتوا لنا ملياراتكم نودعها في بنوكنا نحافظ بها على استقرار عملتنا ونحن نتكفل باسقاط هذا النظام لنقيم دولة المواطنة ونعيد لُحمتنا وينوبكم ثواب . شكرك الله سعيك استاذ أحمد عبدالملك ?????.
وضعت يدك علي الجرح المخفي النازف ابدا لا غرو أن يصير بعض المهاجمين لك من الرجال اعلاماً علي رؤسهاا رماد و القول المأثور (الطشاش في بلد العميانين شوف) لاعليك نشكر كل من اوضح لنا عيوبنا وهي الحقيقة التي نرفضها