السلامة والندامة في مصر الشقيقة ..الامام الصادق المهدي يشخص ما يجري في مصر

بقلم: الإمام الصادق المهدي

بسم الله الرحمن الرحيم

26 أغسطس2013م

المصير المصري ليس قطرياً، بل ينداح إيجاباً أو سلباً إسلامياً، وعربياً وأفريقياً، ودولياً.
إني انتمي لتراث سياسي صُنّف معادياً لمصر، ولكنه تصنيفٌ جائرٌ، لأن حركتنا التاريخية المهدية كانت ترسم لبلدينا مصيراً واحداً؛ وأصوات القوى الإسلامية (جمال الدين ومحمد عبده)، والوطنية (العرابيون)، كانت تعلن إعجابها بانتصاراتها. أما في التاريخ الحديث فقد أوضح الإمام عبد الرحمن في مذكراته، التي نشرتها باسمه، أن المرفوض في العلاقة بمصر هو دعوى السيادة على السودان، أما عوامل القربى الإسلامية، والعربية، والأفريقية، والجيوسياسية، فهي راسخة وتستوجب علاقة خاصة يبرمها الشعبان الحران.
عشت في مصر أثناء هجرتي من الوطن في أواخر التسعينيات، وأقمت علاقات قوية بالمجتمع المصري السياسي، والمدني، والأكاديمي، والنقابي، والإعلامي؛ علاقات مودة وتفاهم.
وفي الفترة 2006-2008م قدت فريقاً من رؤساء دول وحكومات سابقين من أعضاء نادي مدريد، تدارس الموقف السياسي في مصر، وفي خمس دول عربية أخرى. وفي يناير 2008م دعونا لاجتماع حضره ممثلون لحكام ومعارضين في البحر الميت (الأردن). أصدر هذا اللقاء نداء البحر الميت الذي شخص حالة الاحتقان السياسي في البلدان العربية، وقطع بضرورة حوار جاد بين الحكام والمعارضين للاتفاق على مشروع إصلاح سياسي يزيل الاحتقان، ويحقق انفراجاً سياسياً، وإصلاحاً ديمقراطيا، وإلا فالمعطيات تدفع بالاحتقان إلى انفجار، وقد كان.
ثورات ” الربيع العربي” كانت متوقعة ولكن التوقيت والكيفية كان مفاجئاً.
ومنذ الثورة المصرية في 25 يناير 2011م، إلى كافة المراحل حتى يومنا هذا، صارت المفاجآت هي السمة الغالبة لما جرى ويجري في مصر، ما جعل كثيرين ينسبون الحوادث لمؤامرات خارجية إقليمية أو دولية.
عبد الرحمن بن خلدون مؤسس علم الاجتماع قال مقولة صحيحة: ما من ظاهرة طبيعية أو اجتماعية إلا وتخضع لقانون، تفسيراً لقوله تعالى: (رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى).
فيما يلي أبسط تشخيصاً موضوعياً لما يجري في مصر:
1. حكم الفرد فرض استبداداً، وقفل باب الاجتهاد السياسي، وخنق التطور السياسي المطلوب. الاحتقان الذي صنعه الاستبداد خلق تظلماً واسعاً، لكن أجهزة الأمن استطاعت احتواء الحركات المضادة إلى أن اتخذ شباب الفيسبوك والتويتر وسائل تواصل مبتكرة لم تكن في رادار أجهزة الأمن، فأحدثوا دفرسوار déversoir (ثغرة) في حائط الأمن. ثغرة صارت بوابة واسعة، نفذ منها الآلاف الذين شكلوا الاحتجاج المليوني، فثورة 25 يناير 2011م.
الثورة تعني فيما تعني إسقاط نظام قائم، وإحلال الثوار محله، لكن تلقائية الثورة، وغياب برنامج محدد لها، وغياب قيادة مركزية جعلت الثورة ناقصة.
2. النظام الذي قام بعد الثورة كان نظاماً تقليدياً بقيادة القوات المسلحة. قيادة القوات المسلحة لم تلغ الدستور القائم بل اعتمدته بتعديلات محدودة. ولم تلجأ لما يلجأ إليه الثوار للعدالة الانتقالية، وحولت مساءلات الحكام السابقين للقضاء العادي، وسارعوا بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية. كان المطلوب في الفترة الانتقالية جمع القوى السياسية حول ميثاق وطني يضع خريطة طريق لبناء الوطن، ويجمع الكافة على دستور جديد قبل الانتخابات. كان لهذه الغفلة آثارها فيما جرى من تطورات.
كنا في السودان قد قررنا إصدار قانون للعدالة الانتقالية لمساءلة جماعة انقلاب مايو 1969م، وأثبتنا ذلك في ميثاق الانتفاضة، ولكن بعد إجراء الانتخابات العامة في عام 1986م تضافرت قوى منتخبة لإعفاء ذلك، ما جعل المساءلة تقوم على أساس القانون الجنائي العادي، وقد كان. القانون الجنائي العادي غير مؤهل للمساءلة على الجرائم السياسية. نفس هذا النقص صحب مساءلة رموز النظام السابق في مصر، وغياب قانون عدالة انتقالية هو السبب في غياب المساءلة عن التجاوزات السياسية.
3. القوى السياسية عامة عانت من فرص التطور السياسي في ظل الاستبداد، ولكن القوى السياسية الإسلامية كانت أوفر حظاً لمواصلتها نشاطها في المجالات الدينية والاجتماعية، واكتسبت عطفاً شعبياً واسعاً لأن النظام الحاكم خصها بنصيب أكبر من البطش، لذلك نالت عبر الانتخابات العامة التي أجريت، التشريعية والرئاسية، نصيب الأسد.
4. الحركة الأخوانية ارتكبت طائفة من الأخطاء عبأت ضدها شرائح كبيرة، أهم تلك الأخطاء:
‌أ. إعلان أنها سوف تكتفي بنصيب محدد من مقاعد المجلس التشريعي، ولن ترشح للرئاسة، ثم أقدمت على ما أعلنت تخليها عنه.
‌ب. عقدت مع القوى السياسية الأخرى (لبرالية، وعلمانية، وقومية، ويسارية) اتفاق “فريمونت”، ثم تخلت عنه.
‌ج. الديمقراطية نظام يقوم على المشاركة، والمساءلة، والشفافية، وسيادة حكم القانون. غموض العلاقة بين رئيس الجمهورية المنتخب والمرشد أخل بشرط الشفافية. والإعلان الدستوري (نوفمبر 2012م) أخل بسيادة حكم القانون. هذان العاملان جعلا نظام الحكم المنتخب ديمقراطياً مع الفارق.
‌د. واتضح أن كفاءة الحركة الأخوانية التنظيمية والتعبوية عالية في المعارضة، وغير مستعدة بالقدر الكافي لأعباء الحكم واستحقاقاته.
هذه العوامل هي التي دفعت إلى حركة “تمرد” المليونية ومطلبها المتواضع وهو التعجيل بإجراء الانتخابات الرئاسية.
5. الانقلاب العسكري هو حركة تطيح بنظام حكم وتخلفه على السلطة. بعض الجيوش موبوءة بالابنة الانقلابية، هذا لا ينطبق على الجيش المصري:
? حركة 1952م استحقت صفة ثورة لأنها قضت على نظام ملكي فاسد، وعلى نظام اجتماعي اقطاعي، وعلى احتلال أجنبي.
? حركة 25 يناير 2011م استحقت صفة المشاركة في الثورة لأنها استجابت لميدان التحرير.
? حركة 3 يوليو 2013م انقلاب مع الفارق لأنها:
– استجابت لحركة شعبية واسعة.
– أفضت إلى ولاية مدنية.
– التزمت بخريطة طريق للتحول الديمقراطي.
وإذا تخلفت مع الانقسام: الشعبي الحاد تندفع البلاد إلى حرب شوارع بلا نهاية.
6. الطرفان في مصر يتهمان بعضهما بعضا بموالاة الولايات المتحدة. الحقيقة هي أن الولايات المتحدة تفضل ولاية القوى اللبرالية والعلمانية في مصر، ولكنها تعتقد أن هذه القوى ضعيفة الوجود في الشارع السياسي. ومع أن منظمات المجتمع المدني الأمريكية منحازة لهذه القوى وتدعمها بكل الوسائل الممكنة، فإن الإدارة الأمريكية تعتقد أن القوى الإسلامية هي صاحبة رأس المال الاجتماعي الأكبر في الشارع السياسي، وأن القوى الإسلامية قابلة لاحتواء قوى الغلو والعنف المحارب للولايات المتحدة، وأن الحركة الأخوانية حركة برجماتية مستعدة للتفاهم، ولو مرحلياً، مع أمريكا، وقابلة لاستمرار السلام مع إسرائيل، وقادرة على احتواء حركات الغلو والعنف.
أما الحركة الأخوانية فإنها تعتقد أنها قادرة على تحجيم القوى اللبرالية والعلمانية إلا إذا استقوت بالخارج لذلك تحرص على سحب هذا البساط من تحتها.
7. تسود عالم اليوم مفاهيم الأمم المتحدة، والميثاق العالمي لحقوق الإنسان، ومنظومة حقوق الإنسان التي صنعت ثقافة حقوقية عالمية سائدة. ومهما كانت الدول الغربية ملتزمة في سياستها الخارجية بمصالحها، ما يجعلها في كثير من الأحيان تتعامل مع دول لا تراعي حقوق الإنسان، فإن الرأي العام الغربي مهتم بحقوق الإنسان، وبقتل المدنيين، ولا يفوت علينا أن الشعب الأمريكي كان الرقم الأكبر في هزيمة أمريكا في فيتنام، ولا يفوت علينا أن مظاهرات الاحتجاج على حرب أمريكا وبريطانيا على العراق كانت أضخم منها في البلدان العربية. المراسلون الغربيون هم الذين كشفوا تجاوزات غوانتنامو وأبو غريب وغيرها من التعديات. والرأي العام الغربي تصدى لتجاوزات بريطانيا في لندن، وفرنسا في باريس، وتركيا في ميدان تقسيم، وإيران في الثورة الخضراء، والقذافي في ليبيا، لذلك ينبغي ألا نستغرب مواقف قادة غربيين إزاء حالات قتل مدنيين في مصر.
8. هنالك شرخ حقيقي، ولا يمكن تحقيق السلام الفكري وبالتالي الاجتماعي ما لم نخاطبه.
أوربا خاضت حروباً كثيرة قبل أن تحسم معادلة الدين والسياسة والدين والدولة.
هنالك قوى اجتماعية حقيقية تقول: الإسلام دين ودولة، وهم يخاطبون جمهورهم بمفاهيم تكفر من يخالف اعتقادهم هذا. وفي المقابل قوى اجتماعية حقيقية تقول الدين لله والوطن للجميع، وتطالب بالفصل التام بين الدين والدولة.
هذا التباين في المواقف لا يمكن حسمه بالغلبة الجبرية، فالنظم العلمانية باسم القومية والاشتراكية حاولت قمع أصحاب فكرة الدين والدولة بأقسى أنواع النظم البوليسية، دون جدوى.
وفي السودان وبلدان أخرى نظم إسلامية حاولت قمع أصحاب الفكر الآخر بكل الوسائل، دون جدوى.، إن الانتماءات التي يكون الدين أو القومية طرفاً فيها لا يمكن حسمها بأغلبية الأصوات، بل تتطلب معادلة توفق بين مدنية الدولة والمجتمع، والتطلعات الدينية.
9. كتاباتي عن الثورة الناعمة، وعن معالم الفجر الجديد، أوضحت أن الثورات غير المكتملة الحلقات قابلة للانتكاس، وأن حدة الاستقطاب الفكري حول الدين والدولة قابلة للصدام، وأن أهم خطوة ينبغي اتخاذها هي إبرام اتفاق يؤلف بين التيارات الفكرية في معادلة هندسة فكرية يستمد منها الدستور المنشود مبادئه، ثم تجرى الانتخابات ولكن الذي حدث هو تقديم الانتخابات على الدستور ثم كتابة دستور مغالبة.
لقد تعددت محاولاتنا لمخاطبة الوضع في مصر وتقديم حلول توفيقية لعل أهمها:
‌أ. منتدى الوسطية العالمي اهتم بالنزاع الموعود في مصر، وباسم المنتدى قمنا باتصالات واسعة بكافة الأطراف السياسية في مصر، ثم قررنا أن ننصح الجميع نصيحة كانت كفيلة بتحقيق الوفاق أعلناها في “نداء الكنانة” بتاريخ 1/3/2013م.
‌ب. وأجريت بعد ذلك اتصالات واسعة بالأطراف المصرية، ورأيت أن أسجل الحلول المقترحة في خطاب مفتوح للقوى السياسية في 8 مايو 2013م بعنوان: (مصرنا ومصيرنا)، وذلك تفادياً للمواجهة المتوقعة.
‌ج. وقبيل إجراءات 3 يوليو كتبت خطاباً للرئيس السابق محمد مرسي اقترح عليه إعلان الموافقة على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
‌د. وبعد إجراء 3 يوليو كتبنا خطاباً مفتوحاً للقوى السياسية في مصر بعنوان: (النصيحة الرابعة) في يوليو 2013م. هذا الخطاب اقترح تجاوز الانقسام وتسوية شاملة بين القوى السياسية.
10. الاعتصام الاحتجاجي في رابعة، وفي ميدان النهضة، كان إجراءاً مفهوماً لامتصاص الغضب الأخواني، ومن أيّد نداء الشرعية، ولكنه إذ تحول لتمترس دائم وصحبته عبارات مثل: نولع فيهم، نفجر البلد، نرش بالدم، العنف في سيناء ينتهي في الثانية التي يعود فيها مرسي للحكم.. إلخ؛ هذا التمترس المصحوب بنذر العنف وفرض الإرادة وضعت الطرف الآخر في خانة أن نكون أو لا نكون.
11. أما بعد أحداث 14 أغسطس فإن الأمر قد تغير نوعياً، وصار الاستقطاب تاماً ودموياً، وصارت الشيطنة والتخوين والتكفير هي عبارات المواجهة:
أ‌. الموقف الفكري الذي يقول به الأخوان سوف يبقى في المحمول الفكري والسياسي في مصر حتى إذا استؤصلت الجماعة، فالجماعة قد حلت في 1948م، ثم حلت في 1954م وكانت محظورة أثناء عهد الرئيس السابق حسني مبارك، واعتقل مرشدوها: اعتقل حسن الهضيبي في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، واعتقل عمر التلمساني في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، واعتقل محمد بديع الآن؛ ولكن القمع ساهم في تفريخ حركات الغلو بداخلها، ولم يقض على بقاء جسم التنظيم الذي واصل وجوده تحت الأرض، وفي الخارج، وأية محاولة للقضاء عليها وعلى أصحاب فكرة الدين والدولة بالقوة سوف يتطلب إجراءات بوليسية تقضي على الديمقراطية.
ب‌. تسليم ولاية الأمر للجماعة سوف يؤدي للتمكين واقصاء الآخرين، ولن يستقر الحكم إلا على حساب الديمقراطية ثم العمل الثوري المضاد، والقوى الاجتماعية التي سوف تصطف ضدهم قوى هائلة يستحيل استئصالها.
ت‌. الاستقطاب الحاد داخل مصر جذب إليه استقطاباً إقليمياً عربياً وإسلامياً وأفريقياً حاداً يغذي طرفيه بكل وسائل الاستقواء.
ث‌. نحن في السودان نعاني من نفس التركيبة الفكرية المصرية، فأصحاب المرجعية الأخوانية وحلفاؤهم سوف يقفون مع الجانب الأخواني سواء أعلنوا ذلك أم أخفوه، وأصحاب المرجعية العلمانية سوف يقفون إلى الجانب الآخر ويشيدون بالقضاء على الأخوان.
ج‌. العالم الآن دخل فعلاً في مرحلة حرب باردة جديدة، وهذا من شأنه أن يجد في الاستقطاب المصري مجالاً لتصفية حسابات دولية على الساحة المصرية. الموقف الغربي لا يحكمه ملف حقوق الإنسان وحده بل صار الإسلام قوة ثقافية واجتماعية داخل المجتمعات الغربية، ويجدون في الأخوان شريكاً أفضل للتعامل معه في وجه حركات الغلو والعنف ذات المرجعية الإسلامية، ومع أن تركيا هي صاحبة التجربة الأكثر مرونة في التعامل مع الإحياء الإسلامي، فإنها كانت تعتبر تمدد الأخوانية في مصر جزءاً من هلال سني تواجه به الهلال الشيعي، تماماً كما كان في عهد العثمانيين والصفويين. وإيران تعتبر الولاية الأخوانية جزءاً من هلال الممانعة كما في غزة، أما غالبية دول الخليج فإنها تعتبر الأخوانية أكثر تيارات المعارضة لها فاعلية، ولا تريد لها مركز توجيه في مصر، وموقف قطر يفسره أن قيادتها تراهن على التحالف مع ما تعتبرها تيارات المستقبل.
12. نحن وآخرون غيرنا في السودان وخارج السودان نعبر عن قوى إسلامية صحوية ومدنية ترى أن على المسلمين أن يعرفوا الواجب اجتهاداً لا تقليداً، وأن يدركوا الواقع إحاطة لا ابتساراً، وأن يزاوجوا بينهما. ونحن نقول مع الشاعر اليمني الأرياني إن لمصر مكانة خاصة، كما قال:
ما نال مصر من نعمة أو نقمة إلا وجدت لنا بذاك نصيبا
لذلك نحرص على احتواء هذا الاستقطاب في مصر الذي سيودي بالديمقراطية، وبالوحدة الوطنية، ويجعل التوجه الإسلامي جزءاً من المشكلة، بينما الفهم الصحيح للإسلام أنه مادة للحل.
13. حزب العدالة والتنمية في تركيا، مع أنه الآن يقف موقفاً منحازاً، ففي التجربة التركية دروس مفيدة، فحزب نجم الدين أربكان الذي فاز في الانتخابات وحل وعاد مرة أخرى أكثر من أربع مرات أظهرت مرونة وصمود حميد، كذلك حزب العدالة والتنمية بقيادة أربكان أظهر تدرجاً حميداً، كذلك حزب العدالة والتنمية المغربي، وحزب النهضة التونسي، ونحن في السودان كذلك نعتبر تجربتنا قد انتقلت من الصرامة في المهدية، إلى المرونة الرحمانية التي زاوجت بين الواجب والواقع.
14. ينبغي دعوة قوى مدنية وقوى إسلامية إلى لقاء في تونس أو المغرب لتشخيص الحالة المصرية، وتقديم نصيحة أخوية شاملة وحازمة لأهلنا في مصر، واستقطاب القوى الواعية كلها للوقوف مع تلك النصيحة حتى تجد القبول، لأن غياب تلك النصيحة، وترك الحالة في مصر لمحاولة الطرفين القضاء على الآخر إن نجحت فعلى حساب الديمقراطية، والوحدة الوطنية، والصحوة الإسلامية، وإن أخفقت فسوف تضيف مصر إلى بلداننا الفاشلة لا قدر الله.
سورة طه الآية (50)

تعليق واحد

  1. كلام جميل يناقش لب المشكلة ويضع حلول ناجزة لمشكلة لا دخل لنا بها من بعيد او غريب لكن بالمقابل لدي سؤال للسيد رئيس وزراء السودان السابق اليست هذه هي مصر التي تحاول ايجاد الحلول لها لتخرج بها الى بر الامان الان وتقوم بعمل رحلات ماكوكية لها وتضع لها الحلول بعمل كذا وترك كذا حتى يصلو لكذا، اليست هذه مصر التي عندما قام انقلاب 89 وبدأ الدكتور حسن الترابي وجماعته بالكيل والسباب لها بافظع الالفاظ وطلع القديم والجديد، سؤالي هنا الم تكن سعيداً لان الرجل قرح بما كنت تؤد ويؤد حزب الامة قوله.

    المشكلة يا سيادة رئيس وزراء السودان السابق، ان السودان انجب رجالاً في كل مجالات الحياة لكنه لم ينجب حاكماً واحداً يأخذ بيده الى بر الامان في عزةً وشموخ ويكون قلبه على الوطن( كل واحد يجي ويبيع منو حته)، في الوقت الذي تغرق الفيضانات السودان وتدمر البيوت وتهلك الحرث والنسل يحاول ساستنا حل مشاكل دول الجوار.
    اهلنا زمان قالو الزاد كان ما كفأ اهل البيت يحرم على الجامع.

  2. والله ما أحد يشخص العالم مثلك وتستحق كلمة إستشاري الكون ، لأنك ذو رؤية بعيدة وصاحب دِراية وإرادة قوية أتمنى لك دوام العافية يا محترم .

  3. طيب يا أبو المفهومية السياسية لما أنت فاهم كل دا، لماذا فشلت فشلا ذريعا عندما توليت الحكم بعد الاطاحة بحكم نميري و كانت حكومتك من أضعف الحكومات التي مرت علي السودان؟
    هذا يدل علي انك تصلح محاضر للعلوم السياسية فى الجامعات و المعاهد العليا المتخصصة و لكنك لا تصلح اطلاقا أن تكون رئيس دولة بأي حال من الأحوال، فى المحاضرات التي هي نظرية تستطيع أن تتحدث كما تشاء و تنظر كما تشاء و لكن فى الحكم فالشعب لا يريد تنظير و كثرة كلام بدون أفعال و لا صبر لديه للمحاضرات الطويلة المملة و التنظيرات الفارغة التي لا يفهمها، يريد انجازا ينعكس ايجابا علي حياته و معيشته، يريد أفعالا من الحكومة يري آثارها الايجابية على حياته و صحته و تعليم أبنائه و غيرها من احتياجات معيشته؟
    لقد خزلت الشعب باعفائك الوزير القوي أبو حريرة عندما وقف مع الشعب ضد جشع التجار، لقد اخترت و انحزت الي مصالح التجار و كان يجدر بك أن تقف مع مصالح شعبك و ليس التجار الجشعين. لقد كان موقفك مخزيا للغاية و هناك الكثير من المواقف المخزية و المواقف الضعيفة التي وقفتها و لذلك عندما قام انقلاب 1989 لم يقف الشعب لحماية حكومتك الضعيفة التي خزلته بل تركها تذهب الي مزبلة التاريخ غير مؤسوف عليها.

  4. الصادق المهدي وعثمان الميرغني سقطا سقوطاً شنيعاً في معظم أعين مريديهما ومحبيهما علي الأقل .. كان أجدادنا البسطاء ينظرون إليهما كالـ الآلهة من شدة وكثرة تقديسهما.. لكن الأحداث في السودان مع سرقة الإنقاذ والإخوان لحكمهما كشفت إلي أي جنس وبلوى ينتميان هذان الزعيمان…إن كانت هناك حسنة في ( الملعون) الإنقاذ والإخوان فهي كشف سوءات وحقيقة هذين الزعيمين للشعب.
    فهم نمور من ورق وآلهة من طين عملت الأحداث علي تحطيمها. إضافة إلي أنهم وضحوا أنهم جبناء في الحق … في حقهم وفي حقوق الشعب وألا همّ لهم إلا المال والمناصب.وأنهم يستغلون البسطاء من الشعب لتحقيق هذا المطلب.

  5. قرأت مقال الامام الصادق المهدى حرفا حرفا، والصادق المهدى رجل لا يحتاج الى تعريف والمقال فى جملته جيد، وبه بعض الحلول البدهية التقليدية والتى سبق أن قيلت وتقال فالقاموس السياسى ملئ بكلمات كالحوار وجلوس الاطراف بعضهم لبعض، فوجدت نفسى اختلف مع الامام وهو على حد علمى رجل يتسم بسعة الصدر وقبول الرأى والرأى الآخر، وأقول هل تخلى الامام عن قراءة الصحف والصحف العالمية والتى يعرف عنها فى الغالب الأعم التحرى فى نقل الأخبار بدقة ومسئولية ألم يقرأ الامام صحيفة الاندبندنت البريطانية، وأنا أنقل اليه الخبر :
    أكدت صحيفة الإندبندنت البريطانية، أن الفريق عبد الفتاح السيسي، أبرم صفقة مع الكيان الصهيوني، يتم خلالها تدمير المزيد من الأنفاق المؤدية إلى غزة مقابل تحرك القيادات الصهيونية للتأثير على أوربا وأمريكا لمنع إدانة الانقلاب العسكري وعرقلة أي قرارات تصدر ضده.
    وقال الكاتب البريطاني روبرت فيسك إن دول الخليج أدركت متأخرًا أن الانقلاب لن يمر مرور الكرام، كما وعدهم الجنرالات في مصر، وبدءوا يمسكون عن الإنفاق على الانقلابيين.
    وأوضح أن كل الذين دافعوا عن حقوق الإنسان وطالبوا مرسي بمزيد من الحريات، تحولوا إلى عملاء وانقلابيين، وسقطت عنهم الأقنعة، وارتبط وجودهم بوجود الانقلاب، وما أن يرحل حتى تخرس ألسنتهم وأقلامهم للأبد، وبعد هذا الخبر الذى لا يغيب على المثقفين والمفكرين الذين يتابعون أخبار مصر أقول للامام أن ماورد فى مقالكم بان 3يوليو2013 انقلاب مع (الفارق)،فهو انقلاب دموى يدعمه الصهاينة وتدعمه قوى الشر ولا مكان لكلمة (مع الفارق)..

  6. صدقت يا شيخنا الجليل!!!ان دولة الظلم ساعة وان دولة الحق الي قيام الساعة ،،كلامك هذا لا يعجب الكثير من الناس ،أتدري لماذا ،،،لان كلامك هو الحق والله يقول وأكثرهم للحق كارهون ،،،،ومن اصدق من الله قيلا ؟؟؟؟يقول اليخ الشعراوي في تفسيره وخواطره القرانية ،،،،ان الحق يعلو دائماً علي الباطل ،،،وإذا رأيت ان الباطل يعلو علي الحق فاعلم ان علوه ،أي الباطل كعلو الزبد علي الماء سرعان ما يزول ،،فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض،،،اعلم أيها الشيخ الجليل ان الكثير لا يريدون الحق ،،لقد قال كفار مكة علي عهد الرسول ص ،في القران الكريم ،وإذ قالو اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فأمطرت علينا حجارة من السماء اويتنا بعذاب اليم ،لاحظ لم يقولو ان كان هذا الحق فاهدنا اليه بل قالو العكس ،،،،ان كل كل الناس يعلمون اين الحق وأين الباطل ،،ان الصراع الآن بين الحق والباطل وبين الخير والشر والحق أبلج ،هناك معسكر ان الآن ،معسكر الكفر والعلمانية والنفاق ،،ومعسكر الإيمان والإسلام ،،معسكر الكفر سخر كل أسلحته من أعلام وأموال وسلاح ،،ومعسكر الإسلام يتلقي الضربات هنا وهناك ولكن ،،،،الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعو لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالو حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبو بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعو رضوان الله والله ذو فضل عظيم أ،،،حسبنا وحسبك الله أيها الشيخ الجليل ،،،فان دولة السلو والطغيان ساعة ودولة العدل والإسلام الي قيام الساعة…منصور محمد صالح محمد العباسي ..

  7. رغم أختلافي مع كثير من الرؤى السياسية والمواقف التي يتخذها الإمام, إلا أن هذا المقال من أجمل ما قرأت في تحليل الحالة المصرية من حيث المسببات وسبل الحل بل من أجمل التحاليل التي قرأتها في الفترة الأخيرة, ويدل ذلك على بعد فكري وإنساني عميق لدى الإمام, إلا أنه وللأسف كثير من المواقف التي يتخذها الإمام تعاكس ما يطرحه الإمام. بكل اختصار مقال أكثر من رائع, أتمنى أن يقرأه كل مهتم بالحالة المصرية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..