الأستقواء بمصر هل يمنع التغيير فى السودان؟ا

الأستقواء بمصر هل يمنع التغيير فى السودان؟

تاج السر حسين
[email protected]

للأسف بعض القوى السياسيه المصريه ومن بينهم (ثوريون) كان لهم دور بارز فى الأطاحة بنظامهم السابق، يظنون ? بوعى أو لا وعى – أن تقاربهم مع نظام السودان المستبد الفاسد الديكتاتورى، يحظى برضى القوى الوطنيه السودانيه الشريفه التى تناضل من أجل (تغيير) نظام (طالبان) السودان، وتعمل من أجل تأسيس دوله سودانيه حديثه يتساوى فيها الناس جميعا فى بلد (قاره) متعدد دينيا وثقافيا وفكريا، قبل استقلال الجنوب وبعده.
وربما نجد العذر للأخوه فى مصر لأنهم تعودوا لفترة طويلة من الزمن على عدم التمييز بين (السلطه) و(الشعب).
وكانت دائما هنالك خطوط حمراء فى السياسة المصريه لا يتجاوزها، من يعارضوا النظام وينتقدوه على خلاف الحال فى السودان، الذى يعتبره اهله أن فساد النظام يعنى فساد (الرأس) قبل باقى الجسد.
وللأمانه فهنالك نخب سياسيه وثقافيه مصريه تدرك ما يدور فى السودان جيدا، لكن صوتها ضعيف ولا يسمع رغم جو (الحريه) المتاح فى مصر الآن، أو ربما هم منشغلون بالقضايا المصريه بعد الثوره، ومنها الأنفلات أو الفراغ الأمنى والظروف الأقتصاديه الصعبه والدخول فى انتخابات برلمانيه ورئاسيه وجدال عنيف وخفيف حول مبادئ حاكمه أو مبادئ فوق الدستور يتوافق عليها أهل مصر من أجل حياة سياسيه مستقبليه آمنه.
وكما هو واضح فأن نظام (البشير) الذى تسبب فى انفصال الجنوب فى وقت يحيل فيه بعض كثير من (العرب) ومنهم مصريون ذلك الأنفصال لنظرية (المؤامرة)، وفى وقت يعمل فيه ذلك النظام الفاقد للشرعيه على بذر المزيد من الكراهية والأحتقان بين الجزئين، بفرض حصار اقتصادى على أنسان الجنوب وتجويعه قبل استكمال بناء دولته وتأسيس بنيته التحتيه، ومن أمثلة ذلك الحصار الشروط التعجيزيه الغبيه التى لعبور (بترول) الجنوب نحو ميناء التصدير، والمواطن الجنوبى له حق فى المبالغ التى صرفت فى عمل خط الأنابيب، اضافة الى ذلك فالحل سهل للغايه وهو أن يعود نظام (طالبان) السودان الذى لم يعرف الحق والعدل والمنطق فى يوم من الأيام الى الدول التى لديها خطوط انابيب يمر عبرها نفط من دول أخرى، وأن تحدد نسبة مئوية معقوله لا أن يحدد رقم خبط عشواء اذا كان 22 دولار أو 32، فالبترول سعره طالع نازل، وقد كان سعر برميل البترول قبل حرب اكتوبر 3 دولار فأرتفع ووصل الى 30 دولار ثم واصل الصعود حتى بلغ 140 دولار قبل أن يتدنى ويصبح حوا80 دولارا.
ونظام (طالبان) السودان لأنه يدرك أن وجدان شعب الجنوب تميل نحو اخوته الشرفاء فى الشمال الذين يعانون من قهر واستبداد النظام وفساده، والنظام الذى يضيق عليه الخناق فى كل يوم من الغرب والشرق، ولم يتبق غير أن تكتمل الحلقه بالشمال والوسط، وأن يستفيق الأرزقيه وأرباب المصالح الشخصيه من غفوتهم خاصة فى المجالات المؤثرة مثل الصحافة والأعلام، وجد ضالته وما يجعله متشبثا بالسلطه فى الأستقواء (بمصر) قبل الثوره وبعدها، وذلك لن يمنع (التغيير) فى السودان الذى ما منه بد، وتعمل من أجله جميع القوى الوطنيه الشريفه، والأستقواء لم يفد أو ينج النظام المصرى السابق الذى كان يستقوى بأكبر قوه فى العالم وهى امريكا، وألان نشهد رموزه من أعلى الى أسفل يحاكمون رغم انه لم يفسد كما أفسد نظام (السودان).
ولا حل لأى نظام الا فى رضاء مواطنيه وفى وحدته الوطنيه فى الداخل، وهذا غير متوفر فى نظام (طالبان) السودان الذى شرعن الواسطه والمحسوبيه والرشوه والفساد، وغض عنه الطرف، وجعل (الدوله) تعمل من أجل (حزب) أو عصابه، لا حزب يعمل من أجل الدوله.
ولذلك أضحينا نسمع عند كل صباح يوم جديد عن اتفاقات سودانيه و(حب وادى النيل) أو (حب بطيخ) وأرأض تمنح (بالكذب) ولحوم تصل بالأطنان وتباع فى مصر بسعر أٌقل من سعرها فى السودان، وتنازلات وأنبطاحات من نظام السودان يقودها من كانوا أكثر تشددا وكراهية لمصر فى دواخلهم، لكنهم يظهرون (الآن) حبا ومودة من أجل البقاء على (الكراسى)، ومن أجل ذلك تم تنزيل (وزير الدولة بوزارة الخارجيه) السابق الدرجة (سفير) فى ، بعد أن جاء الى الوزارة من موقع (مدير مكتب المؤتمر الوطنى) بمصر ومن قبله (منسقا للخدمه الألزاميه)، بأعتباره كما يتصورون خبير بالمجتمع المصرى والسياسة المصريه و(الأسمنت المصرى) وقريب ايدولوجيا من (القوى) الأعلى صوتا فى الساحة الآن، ويتوقع أن تنال (الغلبه) فى الأنتخابات ولذلك ترفض مبادئ حاكمه اقترحها (العقلاء) فى مصر من أجل التوافق على دوله مدنيه وديمقراطيه، تجعل كل مصرى يشعر بأنه متساو مع شقيقه الآخر، لا أن تعاد وتكرر تجربة (طالبان) السودان التى قسمت وطنها وجزأته.
وصور الأنبطاح للنظام المصرى السابق والحالى كثيره ومتعدده، والأستقواء واضح (علنى) ومخفى، للعلم فقط فأن (حسين خوجلى) الذى كان من رموز نظام (البشير) فى بدايته ويسعى الآن لأستعادة أراضيه، كان قد كتب فى صحيفته (الوان) قبل اسبوع واحد، من تاريخ انقلاب (البشير) معلومه تقول (أن محمد عثمان الجد أنتظر المدد من مصر من قبل فلم يصله، فهل يفعلها محمد عثمان الحفيد وهل يصله المدد المصرى)، وهو يقصد بذلك السيد/ محمد عثمان الميرغنى، الذى يعرف السودانيون تاريخيا بأن حزبه وطريقته (الختميه) لهما علاقة مميزه بمصر وكان (الأسلاميون) يسخرون من تلك العلاقه وينتقدونه على نجو يصل درجة الأتهام بالعمالة .. الآن (طالبان) السودان يسعون للعب على ذات الوتر والأحلال مكان (الحزب الأتحادى) ، وللعلم كذلك فأن صحيفة (الفجر) المصريه التى صدرت بتاريخ 22/8/2011 أوردت خبرا يقول : (فى سرية تامه سافر وزيرا الخارجيه والرى ا لى الخرطوم لمناقشة مسوؤلين سودانيين فى قرار بناء سدين على مجرى النيل الموصل لمصر وهو ما يهدد حصتها من المياه. والمعروف أن مصر تحصل على حصة مياه من السودان لا تستخدمها طبقا لمعاهدة 1958 .. وجرى العرف أن تعوض مصر السودان عن هذه الحصة بمبالغ نقديه أو خدمات عينيه).
نشر هذا الخبر متزامنا مع خبر آخر فى الصحف المصريه يقول أن (نافع على نافع) المكروه من كافة أهل السودان، بما فيهم من ينتمون للمؤتمر الوطنى : ” تسلم مساعد رئيس الجمهورية د. نافع علي نافع المبادرة المسماه (في حب وادي النيل) التي قدمها أكثر من (22) حزباً مصرياً. جاء ذلك خلال حفل الإفطار الذي نظمته الأحزاب المصرية أمس (الاثنين) على شرف زيارته للقاهرة”
على (نافع على نافع) وأزلام نظامه أن يحققوا اولا (الحب) مع اهل السودان، الذين يعملون من أجل (تغييرهم) على الرغم من (الأستقواء) والأنكسارات والأنبطاحات، هنا وهناك من أجل البقاء على (الكراسى) والهروب من مواجهة المحاكم الجنائيه الدوليه نظير ما اقترفته يداهم، وكل ذلك لن يفيد، (فالتغيير .. والدوله السودانيه الحديثه) اصبحت مطلب وهم الشرفاء والوطنيين السودانيين (الأول) والذى يعلو على اى مطلب آخر.

تعليق واحد

  1. بدون جدل و ثرثرة لضيق الوقت ( إذا كانت الوحدة كما ينبغي بين مصر و السودان لما حدث من لخبطة في مصر و السودان شاملاً إنفصال جنوب السودان أو حكم مبارك و إنقاذ لفترة كهذه كان!!!) – كما قيل الإتحاد قوة الضعاف أما الشرذمة و الفرتقة و الإختلاف فهي شيمة التخلف و الإنطواء و الإنزواء نسأل الله تعالى أن يلم شمل وادي النيل في تحالف لا يفرتقه الزمن مع بسط الوعي لدى شعوبه ليعم السلام و الأمن و الرخاء من خلاله في كل أفريقا و الدول العربية و الشرق الأوسط المحتاجة لخيرات وادي النيل مما لا توفره لها الطبيعة أو الجغرافيا!!! و الحمد لله رب العالمين – يا شعوب وادي النيل إتحدي

  2. اخواننا المعارضين من الخارج من اي دولة غير مصر بالله لو في طريقة للزول الاسمو تاج السر طلعو لينا من مصر ياخي دا كرهنا مصر والمعارضة في وقت واحد …. لايمكن يخلو مقال له من مصر او المصرين

  3. يا من تسمي نفسك ( قرفان سواح ).. الاتحاد يتطلب الندية والمساواة والعدل والتاريخ المشترك والاحترام المتبادل وكل هذه المقومات غير موجودة في العلاقة بين السودان ومصر .

    انظر الي اوربا ايّها الجاهل , كيف يتم فرض شروط معينة علي الدول التي ترغب في الانضمام لاتحادهم , حتي لا يكون الاتحاد عبئا علي الدولة المنضمة او علي دول الاتحاد الاروبي .

    ومسألة احتلال مصر للسودان لم يأكل عليه الدهر او يشرب كما تتوهم .. فالمصريون لم يخفوا اطماعهم الاحتلالية في السودان حتي بعد استقلال السودان , وحلايب والعوينات شاهدان علي ذلك .

    ماهي الفوائد التي سيجنيها الشعب السوداني من ( الاتحاد ) مع المصريين ؟!!, بل ماهي الفوائد التي جناها الشعب السوداني من المصريين خلال المئة سنة الماضية ؟!!

    انت جاهل وتحاول تجهيل الاخرين , تكتب عن الدمار لمفتتي الاوطان ولا تعرف انّك تتمني الدمار لنفسك , ف(الاتحاد )مع مصر هو ما سيفتت السودان . راجع سلسلة مقالات بعنوان ( خطة تذويب السودان )علي سودانايل .

    انّ ( الاتحاد ) الذي تدعو اليه يعني تدفق الملايين من المصريين علي السودان واستغلال ارضه المحدودة لزراعتهم واستهلاك مائه المحدود مقرنة بنصيبهم بينما سيظل السودانيون يرزحون تحت الفقر والجوع .

    انّ مساحة السودان الزراعية محدوة لا تزيد بينما يزيد عدد سكانه , فماذا سيفعل السودانيون عندما يزداد عددهم ويحتاجون للمزيد من الاراضي الزراعية والمياه لغذائهم وشرابهم ؟!! .

    انّ الاحصائيات التي تروج لوجود 200 مليون فدان صالحة للزراعة في السودان هي احصائيات غير دقيقية وغير عملية , ف60% من هذه الاراضي علي الاقل يقع في الجنوب المنفصل . كما انّ معظم هذه المساحات تعتمد علي الري المطري وليس الانسيابي . اضف الي ذلك انّ بعض الاراضي التي تزعم الاحصائيات انّها صالحة للزراعة ليست كذلك من ناحية عملية , فعلي سبيل المثال , اراضي مشروع سندس الزراعي غير صالحة للزراعة لانّ تربتها صمغية ( رقيطة ) . علاوة علي ذلك , المساحات التي تصلح لزراعة القمح والذرة وهما محصولان استراتيجيان محدودة وتتركز في المناطق الشمالية وذلك لبرودة الطقس فسها فس الشتاء . فكيف بعد كل هذا تروج للاحتلال المقنن الذي تسميه انت (اتحاد )؟!

  4. AS LONG AS ALBASHIR IS IN POWER , AND MR KAMAL ALI IS SUDAN’S MINISTER OF IRRIGATION,, EGYPT WILL HAVE THE UPPER HAND IN EVERY DECISION CONCERNING THE NILE WATER IN SUDAN,
    TILL RECENTLY OUR FAMILIES IN THE NILE AND NORTH STATES ARE NOT ALLOWED TO USE MODERN METHODS OF IRRIGATION BY EGYPT’S ORDERS
    NOW THEY ARE SENDING THEIR FARMERS TO SUDAN TO CULTIVATE OUR FERTILE LAND AND USE OUR SHARE OF THE NILE WATER TO FEED THE UNGRATEFULL EGYPTIANS
    SUDAN NEEDS TRUE MEN TO STAND FIRM AGAINST EGYPT’S COLONIAL AMBITIONS IN SUDAN

  5. إلى من يطلق على نفسه "سوداني" – هل تعلم بأن تعبيرك " انظر الي اوربا ايّها الجاهل" عمل على تبويظ كل تعليقك الذي يبدو منطقياً في بعض النقاط – و هل أهل أوروبا التي تتمشدق بها (أيها الإنزوائي التقليدي المتخلف) يتصرفون هكذا فيما بينهم أم يحترمون بعضهم و آرائهم حتى يصلوا للمفيد للبلاد! و هل تعلم يا أخي أن نوعك هذا هو الذي يجر وبال الإنفصالات و التقوقع للبلاد بينما العالم يزحف نحو الوحدة و الإتحاد و إئتلاف الشعوب لمواجهة تحديات العصر المتزايدة و أخيراً أقول ليك أيها المثقف المتعلم ! "القلم لا يزيل البلم" و أعرف بأن السودان إذا لم يسير في طريق الوحدة مع جيرانه "ذوي الأرحام بالذات" سيكون ملخبط هكذا حتى يوم الدين لكن نوعك هذا أيها المتخلف المتقوقع لحسن الحظ ليسوا كثيرين و الحمد لله و عاش السودان حراً مستقلاً تحت راية الوحدة و الإئتلاف مع جميع الدول الشقيقة الأفريقية المحيطة ليستطيع الجميع النهوض ببلدانهم البائسة التي كانت البقرة الحلوب للإستعمار القديم أما افستعمار الجديد فيعرف أن ضرع أفريقيا البقرة الحلوب مسمم في وجهه لذا طريقه مقفول ! لقد تغيرت الشعوب و إنسان القارة و وعيت الأمم حتى المستعمر نفسه أصبح لا يطيق الإستعمار و يعرف بأنه مهدد بالفناء كما حدث في سابق العهود (و ما الذي يمنع أن تقوم علاقة الإتحاد بين مصر و السودان على اساس من الندية – و هل هذه عقدة أوديب أم تخلف فعلي من جانبنا "لقد تطور الإنسان السوداني مع الزمن و أصبحت البلاد تزخر بخامات نادرة على المستوى الدولي و ليس الإقليمي فقط!" سائلاً المولى عز وجل النصرة و التوفيق للسودان و جميع أشقائه من الدول العربية و الأفريقية .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..