احظروا الرأى العام

احظروا الرأى العام

صلاح الدين عووضة

*و (الرأى العام ) الذى نطالب بحظره ـحسب العنوان اعلاه ـ ليس هو رأى المساكين الغلابى من ابناء الشعب السودانى ..

*فهؤلاء أصلاً ـ يا عينى عليهم ـ محظورون من ابداء أى رأى يمكن أن ( يهدد أمن الدولة !! ) ، أو يسبب ( الازعاج العام !! ) ، أو ( يثير الفتنة والكراهية )

*عدا المحظورات هذه ـ وأشباهها ـ فان السودانيين (أحرار !! ) تماما أن يتحدثوا فى الكورة وشداد وكأس العالم ..

*أو أن يتحدثوا عن الحيوانات المتوحشة التى غزت العاصمة ..

*أوأن يتحدثوا عن المطربة نجاة برلين ، أو إحسان خور عنزة ، أو حمادة (نت) ..

*وبسبب هذه الحرية اللامحدودة التى لا تمسّ أمن [الوطن .. (ي ) .. ] فان اكثر الصحف توزيعاً وانتشاراً وشهرة فى ايامنا هذه هى صحف الكورة والجريمة و(الشمارات ) ..

*ليس هذا ـ اذاً ـ هو الرأى العام الذى نعنيه ..

**الذى نعنيه هو (الرأى العام ) الصحيفة السودانية التى يرأس مجلس ادارتها صديقنا العزيز على اسماعيل العتبانى ..

*ورغم أن الاخ العتبانى هو من اهل الولاء الانقاذى الا ان الحق يعلو ولا يُعلى عليه ..

*فقد أوردت الصحيفة فى عددها ليوم الأول من أمس خبراً على صفحتها الأولى من شاكلة مواد النشر تلك التى توقع تحت طائلة (الحجز !!) و(الحجز!!)و (الخطر !! ) ..

*ورغم ان الخبر ـ حسبما لاحظنا بعد ذلك ـ أوردته بعض الصحف الأخرى الا انها ـ أي هذه الصحف ـ ليست مما يثير خبرها (شهيةً !! )للتعليق عليه من جانبنا كما هو الحال بالنسبة لل (الرأي العام ) ..

*والمجال هنا ليس مجال ( دروس عصر !! ) ..

*يقول الخبر ان السودان فى عهد الانقاذ بلغت ديونه الخارجية حتى الآن ما يربو على الثلاثين ملياراً من الدولارات ..

*وان الديون (المتلتلة ) هذه أثرت سلباً على حركة انشاء المشاريع النموذجية الكبرى في السودان بمنح وقروض خارجية ..

*وان السودان ليس بمقدوره ـ والحال هكذا ـ أن يحظى بقروض مثل هذه لتنفيذ المشاريع المشار اليها ..

*والخبر المذكور ليس منسوباً الى محمد ابراهيم كبج ، ولا الى حسن الترابى ، ولا الى الحاج وراق ..

*انه خبر نسبته الصحيفة الى لورانس كلارك المدير الاقليمى للبنك الدولى بجنوب السودان ..

*وقد يتساءل القارئ هنا : (طيب وين المشكلة ؟! ) ..

*أى : أين المشكلة التى تجعل كاتب هذه السطور يطالب بحظر (الرأى العام ) ؟! ..

*المشكلة أن هذا الخبر لا يمكن أن يكون صحيحاً ب(الشكل ) الذى أورد به ..

*فهو يجنح نحو المبالغة والتضخيم ويندرج تحت قائمة المحظورات التى تهدد أمن واستقرار (الوطن .. ي .. ) ..

*فلا يمكن للنظام الذى تندّر من قبل على النظام الذى انقلب عليه باغراق السودان بالديون والاعتماد على القروض الخارجية أن يأتى بعد عشرين عاماً ويقوم ب (فعلة !! ) اكثر مدعاة للتندر ..

*طيب ، أين أحاديث الاعتماد على الذات ، وتمزيق الفواتير ، ومد اللسان فى اتجاه المانحين من دول الاستكبار العالي ؟!! ..

*اين شعارات نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ؟! ..

*اين النفرة والنهضة الزراعيتان ؟ ! ..

*اين (التوكّل ) الذى يقي اصحابه (ذلّ ) السؤال ؟ ! ..

*إنها كلها اسئلة ضرب بأجاباتها الحتمية عرض الحائط القائمون على أمر (الرأى العام )وعلى رأسهم أخونا العتبانى ..

*فهى من شاكلة الاسئلة التى يعّدها الانقاذيون غبيةً لان الاجابة على أي منها هى من باب المعلوم الضرورة ..

*مما هو معلوم بالضرورة لدى منسوبي المؤتمر الوطني أن الانقاذ لا (تكذب !! ) ..

*ولأنها لاتكذب فقد تحدّت الناس ايام الحملات الانتخابية الأخيرة ما إذا كانت قد كذبت عليهم يوماً طوال عشرين عاماً ..

*وبما أنها كذلك ( صادقة , صدوقة , صدّيقة ) فانها لا يمكن أن تاتي خلقاً نهت عنه من قبل لدى استلامها السلطة ..

*لايمكن ان تسخر من النظام الحزبى السابق فى مسألة (الشحدة !! ) والديون ومدّ اليد ثم تأتي بالذي يجعل ما فعله النظام ذاك محض (لعب عيال ) مقارنة ب (فعايلها ) هى ..

*وللسبب هذا نحن نطالب بحظر (الرأى العام )إسوة ب (الانتباهه ) ..

*فهى لا تقل عنها خطورة فى تهديد الآمن (الوطن .. ي .. ) ..

*قال (30 ) مليار قال .

صحيفة الحقيقة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..