القبيلة الإسلامية تقود الشعب المسلم

القبيلة الإسلامية تقود الشعب المسلم

عمر محمد سعيد الشفيع
[email protected]

الحركة الإسلامية
الحركة الإسلامية: الظهور الجديد من التأسيس إلى التأثيث
أو
مفهوم الحركة الإسلامية: القبيلة الإسلامية تقود الشعب المسلم

أكتب هذه الورقة منفعلًا ومتحيزًا ـ التحيز في معناه عند أستاذي عبد الوهاب المسيري ـ لا باردًا ولا محايدًا وذلك لأسباب منها أنني كنت عضوًا في الحركة الإسلامية الطلابية حيث أشهد لتلك الحركة بالنضج الإجتماعي والسياسي رغم النقص الفكري الذي كانت تعاني منه؛ وثاني الأسباب أنني من المقتنعين بأن النهوض سهلٌ إن صدقت العزائم وتكاتفت الجهود ووضحت المقاصد ولنا في ألمانيا واليابان بعد الحرب وتركيا الآن أمثلة للإفادة؛ وثالث الأسباب أنني مقتنع ـ أيضًا ـ أن علاج أمراض الشخصية السودانية سهل في هذا العصر الإتصالي العولمي إن ـ مرةً أخرى ـ بدأنا التدافع الإيجابي الذي تحوطه وتمشي معه مقاصد واضحة واقعية وأفعال محددة ممرحلة.ا

ودعوني ـ مشكورين ـ أن أشارككم بهذه المداخلة التي بها كل عيوب المداخلة لأني لم أسطرها بحثًا تتوافر لي مصادره ومراجعه ومقابلاته، وإنماهي بعض تأملات في النظر التأسيسي لمرحلة الظهور القادم للحركة الإسلامية، أما الفعل التأثيثي لهذا الظهور المرتقب فنتركه لمن يقوم به فعلًا متحققًا في (وعلى) أرض السودان بإذن الله سبحانه وتعالى.ا

الحركة الإسلامية: حول المفهوم
المفهوم صياغةً صنو الفهم من جهة الوظيفة المفعولية،إذ كلاهما من الجذر {ف، هـ،م}، ويمكننا أن نقول: إن المفهوم يستدعي معرفة أكبر قدر من المعلومات حول ما يراد فهمه حتى يمكن تفسيره وتصنيفه والإنتقال به إلى مرحلة فقهه الشامل المركب (و ليس المحيط فالإحاطة لله سبحانه و تعالى).ا

ولذالك دعونا نسأل أنفسنا ـ نحن السودانيين ـ : ما مفهوم
الحركة الاسلامية، تلك الحركة التي أثرت إيجابًا و سلبًا في تديّن حياتنا إجتماعيًا وسياسيًا وإقتصاديًا وتربويًا في مرحلة حيويتها الناهضة في المجتمع ومرحلة إنحطاطها السلطاني في الدولة، عسى ولعل أن نأخذ العبرة ونفقه الشروط الحقيقية لأسباب النهوض ونخرج من مرحلة التقطيع السُّنني التي نعيشها (وقطعناهم في الأرض أممًا منهم الصالحون ومنهم دون ذلك).ا

وهنا تأمل مختصر حول مفهوم ?الحركة? ومفهوم ?الإسلام? ثم مفهوم ?الحركة الإسلامية?، وبسم الله نبتدئ.ا

الحركة: تغيير محسن مستمر
الحركة مصطلح يندرج ضمن شجرة مصطلحات نذكر منها التيار والجبهة والمؤتمر والإتجاه والحزب. وهذه المصطلحات تتقاطع في مفاهيمها تقاطعًا بيّنًا لأنها تشكل جزءً من شجرة مفاهيمية متعالقة. وقد استخدم الإسلاميون، خاصًة في السودان، كل هذه المصطلحات السياسية ما عدا مصطلح الحزب الذي يعتقد معظمهم (مثل أمين حسن عمر في مجلة منبر الشرق)أنه يحمل ظلالًا سالبة، في حين أن القرءان العظيم استخدمه حسب السياق ليكون حزبًا للتدين الموجب أو حزبًا للتدين السالب. والتدين يقصد به هنا التطبيق النسبي للدين في حياة الإنسان من خلال علاقاته الخمسة: مع الله توحيدًا؛ ومع أخيه الإنسان عدلًا؛ ومع الحياة إبتلاءً؛ ومع الطبيعة تسخيرًا؛ ومع الآخرة جزاء ًيوم الدين، حيث يوزن التدين إلى الدين.ا
والحركة وردت صياغةً في القرءان العظيم مرة وحيدة في سورة القيامة (لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرءانه). والتعريف الذي يميز الحركة هو ضدها أي أنها ضد السكون ولكن إن أردنا مفهومها فلا بد من معرفة المعنى المتولد من إجتماع معاني نطائقها الثلاثة {الحاء، الراء، الكاف} حيث تعني الحاء تعاظم الحركة في ذاتها إلى حدها الأقصى، وتعني الراء ترتب الحركة وانتظامها بتكرار معين، وتعني الكاف تكتل الحركة مع ما يشبهها من المتآلفات. وهذا التعاظم إلى الحد الأقصى المنتظم التكرار والمتكتل مع متآلفاته هو معنى الحركةالعام المنطلق في الكون يبحث عن روح في عالم الأمر أو شيئ في عالم الخلق ينطبق عليه أو يتشابه معه. وفي المجال الإجتماعي السياسي فالحركة تعني التغيير المتطور المستمرالمرتكز على فكرة، وبقريب من هذا المعنى استخدمها العلماء والمفكرون في توصيف كل تيار أو إتجاه أيديولوجي (فكراني) مثل الحركة الشيوعية والحركة الإسلامية وحركة لاهوت التحرير.ا
و رجوعًا إلى، أو بالأحرى تقدمًا نحو، القرءان العظيم، مصدر الوحي الوحيد، يمكننا أن نربط الحركة بشجرة مفاهيم مثل الشعب والقبيلة والأمة والقوم والهجرة والتجديد وغيرها.ا

التجديد: الوحي والوعي
وسوف نختار من هذه المفاهيم المتعالقة ـ إختزالًا ـ مفهومي التجديد والقبيلة لنرى ما هي الحركة التجديدية القبيلية (نسبة قياسية صحيحة) مهما كان نوعها إسلاميًا أو علمانيًا.ا

والتجديد هو سنة الحياة في الكينونة والسيرورة والصيرورة، أي هو الخلق المستمر. وعندما يخاطبنا ربّنا بأن (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق) في سورة العنكبوت ـ الآية 20 ـ فالسير هذا المتجه قصدًا نحو التنظير ـ أولًا ـ لمعرفة كيفية بداية الخلق هو حركة لتغيير المكان، المرتبط بتغيير الزمان، وتغيير المعلومة تبديلًا و/أو تعديلًا حتى نصل لمرحلة جديدة، وليست نهائية، لمعرفة كيفية بداية الخلق سواء كان خلقًا ماديًا أو خلقًا نفسيًا. والخلق عملية تجديد وتغيير مستمرة في عوالم الدوابّ (نبات وحيوان وإنسان) والأفكار والأشياء. ولكن هذه العملية التجديدية التغييرية المستمرة مرتبطة بالإلتباس الذي يصيب من لا يستطيع وعي عملية التجديد في سيرورتها وصيرورتها خاصة في عالم الأفكار ويغيب عنه فقهها (بل هم في لبس من خلق جديد ـ ق من الآية 15). وظني الراجح أننا قد أصابنا إلتباس شديد التعقيد منعنا من استبيان جلّ المفاهيم الإجتماعية المؤثرة في حياتنا مثل مفهوم الإسلام المرتبط بالخَلْق (فتح الخاء و سكون اللام) في الطبيعة و الخُلُق(ضم الخاء و اللام) في الشريعة.ا

الإسلام: جوهر الدين عند الله
وندخل هنا إلى مفهوم الإسلام الذي انتسبت إليه هذه الحركة. وبلا إطالة فالإسلام ليس اسمًا لدين معيّن بل هو مصدر لجوهر الدين (عند) الله (إن الدين عند الله الإسلام ـ آل عمران من 19) ليرتقي إليه الإنسان ـ ابتغاءً ـ بالإيمان (و من يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه ـ آل عمران من 85). لاحظوا ـ أيها النبهاء ـ أن دينًا جاءت نكرة لتفيد تديّن الإنسان من خلال إيمانه زيادةً ونقصانًا في عملية إبتغائه للإسلام. والقرءان العظيم يتحدث عن إسلام الوجه لله في حالة الإحسان لينتقل الإنسان نحو الهدى و دين الحق وهو الإسلام. والدين لفظ لا جمع له في القرءان العظيم وتحقق تاريخيًا عبر رسالات (وليس أديان) ذكرت إبتداءً برسالة نوح و إنتهاءً بالرسالة الخاتمة؛ ليعني الدين الإيمان والعلم والعمل في جدلية تأثير و تأثر جوهرها إسلام الوجه لله إحسانًا بإتباع القيم (الدين القيّم) وإدماجها في الخَلْق حتى تصبح أخلاقًا يلتزم بها الإنسان في كل مناحي حياته .ا
والسؤال الذي ينبجس من هنا هو: هل يمكننا أن ننسب إلى الإسلام فنقول ?إسلامي? و?إسلاميون? في حين أن القرءان سمّانا على لسان إبراهيم (عليه السلام) المسلمين؟
علماؤنا القدامى فعلوا ذالك للتمييز بين المسلمين في مجتمعهم الأُمّي ـ من الأُمّة ـ وبين الإسلاميين في جماعاتهم المذهبية حتى أن أحدهم عنون أحد كتبه باسم (مقالات الإسلاميين).ا

الحركة الإسلامية: قبيلة تقبل نحو قبلتها
الحركة الإسلامية هي حركة قبيلة في مجتمع مسلم تحدد قبلتها وتعمل على تفعيل نشاطات هذا المجتمع ـ بجماعاته وجامعاته ـ نحو التجديد الواعي المرتكز على القيم، والنماء المتوازن المرتكز على العدل. ونأتي هنا إلى مفهوم القبيلة التي هي فوق الشعب؛ فعندما نقرأ آية (وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا ـ الحجرات) نلاحظ أن القبائل ذكرت بعد الشعوب. والقبيلة هي التجمع القاصد نحو قبلته ليقود شعبه للتعارف مع الشعوب والقبائل الأخرى. وبهذا المفهوم يمكن للقبيلة أن تكون تجمعًا ينتسب إلى أصل واحد أو متقارب مثل قبائل العرب والقبائل الجرمانية؛ ويمكن أن تكون تجمعًا إختصاصيًا مثل قبيلة علماء الأحياء الجزيئية وقبيلة جراحي القلب أو قبيلة العلماء عامةً؛ ويمكن أن تكون تجمعًا استراتيجيًا ضخمًا يقود شعوبًا نحو قبلة مرتضاة مثل الإتحاد الأوروبي.ا
وبهذه الدلالة فالحركة الإسلامية هي بمثابة القبيلة “الإسلامية” التي تقود الشعب “المسلم” نحو قبلة المقاصد والأهداف التي ارتضاها هذا الشعب المسلم.ا

الحركة الإسلامية: قيم التأسيس
الحركة الإسلامية في تأسيسها ترتكز على قيم تسعى أن يجتمع الشعب حولها، ونذكر بعضها هنا.ا
المقصد: النماء والتنمية|القيم والأخلاق
الإنتماء: الجماعة والمجتمع
الولاء: الإقتراب لا الإغتراب|الإكتساب لا الإنتساب
الفكر: القرءان والثورة
العمل: الاستطلاعات والبرامج|سياسات الخدمات

أولها ـ مقصدًا ـ أنها حركة نهضة أخلاقية شاملة وليست سياسية جزئية، فهي تعرف أن ما يتوافق عليه المجتمع هو القيم التي تتحوّل أخلاقًا وتؤثر في الأعراف (من المعروف) ولذالك تقبل هذه الحركة أعراف مجتمعها لأنها جزء من تديّنه القائم أصلًا على المشيئة (أي الحريّة). ولأنها طليعة مجتمعها فهي تقوده بالحسنى والإقناع نحو تجديد تديّنه نماءً في عالم الأمر (الفكر أو الشريعة) وتنميةً في عالم الخَلْق (الأشياء أو الطبيعة). وحركة بهذه الخصيصة تحترم حقوق المواطنين كافةً ولا تفرق بين أبناء المجتمع على أساس الملة أو المذهب أو العرق. وخلاصة مقصدها أنها حركة تقوم على القيم قاصدةً بها النماء الفكري العقلي (تحليلي تركيبي) والتنمية الإجتماعية الإقتصادية، في تأثير وتأثر بين النماء والتنمية.ا

وثانيها ـ إنتماءً ـ أنها لا تستبعد فئةً أو جماعةً أو معشرًا أو فردًا في المجتمع من الإنتماء إليها أو إلى تيارها لأي سبب كان لأنها إسلامية تتحرك بإسلامها منهجًا وبإيمانها عملًا نحو كل المجتمع الذي تفترض فيه (وهو كذالك) أنه مجتمع مسلم بمن انتمى فيه إلى رسالة سماوية أو أرضية أو من لا يؤمن برسالة أصلًا.وفوق ذالك فهي في العمل الإجتماعي على وعي تام بالتمايز بينها وبين نخبتها وبين تيارها العام وبقية الجماعات وظروف الإنتقال البينية بين هذه الفئات. وفي العمل الدعوي يقوم وعيها التام على التمييز بين (الذين آمنوا) و(المؤمنون) في طرف وبين (الذين كفروا) و(الكافرون) و(الكفار) و(الكفرة) في الطرف الآخر، وذالك بغرض التقريب أو الاستيعاب.ا

وثالثها ـ ولاءً ـ أنها ليست بحزب ـ بالمعنى السياسي الضيق ـ بل ترعى أحزاب مجتمعها لتقود حركة الولاء الفكري إكتسابًا لا إنتسابًا، ويتحقق الإكتساب التجديدي المعدِّل للإنتساب التقليدي بإنتقاد السلوك الجمعي لا الإعتقاد فيه حتى يقترب هذا السلوك الجمعي من قيم ولاء المجتمع ولا يغترب عنها(الإقتراب بدل الإغتراب). ولأفراد هذا المجتمع أن يغيّروا ولاءاتهم الحزبية ولكن ولاؤهم لحركة المجتمع المسلم لا يتغيّر جماعيًا.ا

ورابعها ـ فكرًا ـ أنها حركة سِلْم إيجابي مستمد من الإسلام لتدافع عن مقاصد مجتمعها وحقوقه وتعمل على توعيته ليدافع عن حريته و حقوقه. وتواجه الحركة هنا معضلة حقيقية يتمثل طرفها الأول في الحركة وطرفها الثاني في المجتمع. أما الحركة فلا بد أن تعي لبث الآبائية فينا نخبةً وشعبًا أزمانًا متطاولة وأنها تحتاج لثورة فكرية حقيقية ترتكز على تدبر جديد للقرءان العظيم لتبدل بها كل أصول التفكير السائدة بيننا. والثورة لا تعني ما هو مشهور من هبات مؤقتة بل هي فعل التحسين اليومي والأسبوعي والشهري والسنوي المستمر في كل مناحي الحياة مثل ما هو حاصل من ثورات يومية في جميع المجالات في الغرب والصين واليابان. وقد رأينا النسخة الأخيرة للحركة الإسلامية في سقوطها بسبب التقليد الضارب في أطنابها وقد غطته بفعل سياسي متقدم على الآخرين. وأما المجتمع المسلم فمعضلته أنه مجتمع ذكوري يمكن أن يقيم الدنيا بسبب لباس إمرأة ولا يهتم بنفس تقتل أمامه ظلمًا وهذا يمثل التحدي الحقيقي أمام هذه الحركة حتى تعالج هذه التشوهات المجتمعية بالحسنى والإقناع من بعد أو بالتزامن مع علاجها لنفسها.وهذا يستدعي أن تكون حركة حوار فكري مع نفسها ومع نخبتها ومع تيارها ومع كل أطياف مجتمعها لتأخذ مسؤوليتها كاملة نحو كل المجتمع وبالأخص نحو مجموعات ذات تدين منقوص لأن هذه المجموعات لم تجد فكرًا إنسانيًا إسلاميًا في بعض نواحي الحياة ويمكن أن نمثل لها بالحركة الشيوعية التي لو وجد أفرادها في ذالك الوقت فكرًا إقتصاديًا إسلاميًا مقنعًا ومعاصرًا لما انتظموا في المنظومة الشيوعية.ا

وخامسها ـ عملًا ـ أنها حركة إجتماعية شاملة تهتم بكل شؤون المجتمع وعلى رأس أولوياتها سياسات الخِدْمات مثل الصحة والتعليم والنقل والإتصال، وسياسات الإنتاج مثل الزراعة والصناعة؛ أي أنها تلتزم سياسات الخِدْمات وتبتعد عن سياسات الهوية.والعمل الإجتماعي الشامل يحتاج إلى برامج تبنى على استطلاعات حقيقية في المجتمع، ماذا يريد وما هي مشاكله وما هي أولوياته وغيرها من المطالب.ا

التنظيم: من المنظومة إلى المنظمة
أما الرابط بين أساس نظر هذه الجماعة الحركية وأثاث فعلها فهو قيام فعاليتها التنظيمية على المنظومة المعرفية والنظام الإجتماعي والأنظومة القانونية والمنظمة الأهلية.ا

المنظومة المعرفية تترعرع في المجامع والجامعات؛ والنظام الإجتماعي تهتدي به حياة المجتمع؛ والأنظومات القانونية يطبق النظام من خلالها من أجل الرعاية والمراقبة؛ والمنظمات الأهلية يبادر بها المجتمع انسجامًا مع منظومته المعرفية ونظامه الإجتماعي.ا
نحتاج إلى تنظير وتوضيح في علاقة (التنظيم والمنظومة والنظام والأنظومة والمنظمة) بـ(المجامع والجامعات والجماعة والمجتمع والجامع والإجماع).ا

نحو التأثيث: استطلاعات ثم برامج
ما ذكر سابقًا يندرج في مجال التنظير التأسيسي والعبرة كلها في التطبيق التأثيثي الذي تقود إليه المقاصد الاستراتيجية والبرامج العملية، وهذه ينبغي أن تبنى على استطلاعات حقيقية تسبقها في المجتمع تشمل كل شيء حتى اسم الحزب الذي يراد تأسيسه لخدمة هذا المجتمع.ا

مقدمة بصفتها خاتمة
كثير من أعضاء الحركة الإسلامية أصابهم الخمول الفكري والعملي بعد المفاصلة التي أبانت لهم ضعف حركتهم الأخلاقي والفكري، وهذا للأسف تعطيل لطاقات يحتاجها المجتمع في نهضته. والمفارقة المؤسفة كذالك أن تعطيل الطاقات هذا يكاد يكون خصيصة سودانية، إذ في كل الأمم تتفاصل الجماعات وتنقسم ولكنها تقوم مباشرةً بتكوين جماعات جديدة تستجيب لغايات مجتمعاتها لأن الجماعات هي أصلًا وسائل لغايات، وهذه الوسائل يمكن أن تتغير وتتبدل.ا
والذي أراه أن الذي أوصل الحركة الإسلامية إلى هذا الذهول هو أنها قد تضررت من غفلتها عن التجديد الفكري وتركيزها على العمل السياسي الذي برعت فيه ربما بتأثير من ظروف السودان المتقلبة؛ وتضررت أيضًا من غلبة الأولوية القانونية في برامجها على الأولوية التنموية ربما بتأثير من قياداتها القانونية؛ وتضررت مثلها مثل كل الجماعات من سلوك الشخصية السودانية الذي يقوم على عقلية ?الشيخ? في الفكر وعلى ?الثقة? في الممارسة وعلى ?البياض? في الإقتصاد، وكل هذه سلوكات صوفية طبعت الشخصية السودانية بطابعها الذي لا يفيد في قيادة مجتمع ودولة.ا

والله أعلم.ا

تعليق واحد

  1. لفهم الحركة الإسلامية علينا بقراءة المعادلات التالية
    :صناعة تاريخ لا تطابق أحداثه ما حدث فعليا = الحركة الإسلامية
    تزوير أي انتخابات = الحركة الإسلامية
    كذب و كذب و تحري الكذب = الحركة الإسلامية
    افتقار لأبسط مباديء النبل الإنساني من تعذيب و قتل و اغتصاب = الحركة الإسلامية
    تدافع عند الطمع لبناء القصور و تكبير الكروش و سلب القروش = الحركة الإسلامية
    الجمع الشهواني بين حور الدنيا مثنى و ثلاث و رباع و الحلم بمضاجعة آلاف الحوريات في الآخرة = الحركة الإسلامية
    جر المجتمع للوراء كنتاج لفكر خاو و الردة للقبلية و العنصرية و الفتن و الشقاق = الحركة الإسلامية
    سيادة قيم التخلف و التعصب و الفقر الإبداعي فلا فن و لا أدب و لا إبداع في أي مجال = الحركة الإسلامية
    انتشار القهر و الوحشية من جلد و إذلال و جور و ظلم و (استيلاء على الساحات الشعبية) = الحركة الإسلامية
    خراب التعليم و نشر أكذوبة أمريكا قد دنا ضرابها و في نفس الوقت التمتع بجنسيتها و إرسال البنات و الأولاد للدراسة و العلم و التجارة =الحركة الإسلامية
    الحركة الإسلامية أثبتت بالتجربة أنها الناهبة للأموال البانية للقصور الباحثة عن اشباع شهوات البطن و الفرج و القهر و التسلط و التي تنتج الفقر و الإذلال لكل من عداها …… الحركة اليهودية ارحم من الحركة الإسلامية

  2. الشعب السوداني "الفضل" يعمل الان بحكمة " لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين" و الشعب السوداني الفضل شعب آمن يالاسلام و كفر ب " الحركات " التي تدعي الاسلام و تنتسب اليه.. فبعد " حركة" الحركة الاسلامية و انقلابها العسكري و ممارستها لكل الموبقات و كل المحرمات الدينية و الانسانية اصبح شعب السودان يتوجس من كلمتى " حركة" و " اسلامية" فحركة لا تعني عند الشعب الا " حركة" يعني مجرد حركة من الحركات اياها..اما اسلامية فهي بعد التجربة الانقاذية يمكن ان تعني اي شئ الا الاسلام….
    ارجوكم اريحونا و اريحوا الاسلام من " حركاتكم" دي…. الاسلام كالحلال بين لا شبهة فيه و لا يحتاج الى " حركات"… و اهل السودان المسلمين مسلمون بالفطرة و يمارسون مقاصد الشريعة في سلوكهم اليومي – الا ما افسدته الانقاذ من سلوك الناس باسلامها المدعى-
    من اراد ان يدعو الى الله فليدعو على بينة و من وسط الناس و كما تعود الناس … اما التنظيمات العصابية التي كونتها الصهيونية و سمتها الحركات الاسلامية فهي هدم للاسلام و قيمه ، بدات دعوة الى التجديد ثم صارت دهاوى تكفير للمجتمع ثم ظهرت دعاوى الجهاد ( الذي هو ضد المجتمع و ليس جهادا ضد الكفار) و من دعاوى الجهاد المفترى عليه ظهر شعار " فاعدوا" و تحولت التنظيمات الى عصابات تدرب اتباعها على السلاح و اساليب الاغتيالات و فنون التعذيب و التنكيل بالمخالفين في الراي ثم دخلت الصهوينية من باب فاعدوا فساعدوا الحركات الاسلامية المزعومة على هذا الاعداد فوفرت الدعم و القنابل التي تنفذ بها الحركات الانتحارية التي دائما ضحيتها المسلمون من الرجال و النساء و الاطفال … .. ما يجري في السودان الآن من فتن و تمزيق و تقتيل و نعرات قبلية و عرقية و بلاء و غلاء و تدمير للاقتصاد و تدمير للزراعة هو مخطط صهيوني معروف تنفذه بالانابة الحركة الاسلامية المسماة بالانقاذ….و الامر لا يحتاج الى " حركات" فبالله عليكم سيبوا حركاتكم دي و ابعدوا بها عنا و دعوا لنا اسلامنا الذي نعرفه قبل ان تلوثه الحركات اسلام العدل و المساواة و التألف و التعاضد و الكلمة الطيبة و المعاملة الحسنة و الصلوات الخمس التي يقيمها الجميع بخشوع و تلقائية و الزكاة و الصدقات التي تخرج و تعطى لمستحقيها بلا من و لا اذي ….دعونا من جبايات باسم الزكاة تنهب و تذهب لغير مستحقيها و حج صار مطية لناهبي اموال الناس و سارقيها من الاسلاميين.
    دعوا لنا دين الرحمة و التسامح و الاخاء و المودة و العبوا بعيد عنا و عن الاسلام بحركاتكم دي….
    لنا اسلامنا و لكم حركاتكم

  3. أول حاجة نهنئك بتوبتك لأنك قلت كنت ضمن التنظيم

    ومعروف لدينا أن هذا التنظيم يضم المهزوزين نفسياً وشذاذ الآفاق وال……… وقليل من المغيبين الذين ينتبهون لما هم فيه ويخرجون خروج السليم من ( الجربانين) وأتوقع إنك منهم

    طيب لما ربنا هداك ودرت تكتب نحن ما بنقول ليك أخفي ماضيك لكن على الأقل ما تفتخر بيهو

    براك شايف الأمثلة : الترابي /حاج نور (روح طاهرة في جسد خبيث)/ حسين خوجلي …….والقائمة تتطول من ال……..

  4. الإخوة المعلقون
    السلام عليكم ورمضان كريم
    أول ما لا حظته أن أسوأ عيوب شخصيتنا السودانية ما زالت في مربعها الأول ولم تستفد من كل ما قدمته علوم التربية في هذا العصر الإتصالي العولمي لتغير إنسان السودان إلى الأحسن.
    الإخوة المعلقون تركوا لب الموضوع وكتبوا تعليقات أقل ما يقال عنها أنها غير مسؤولة ولا تقدم لنا شيئا مفيدا وإنما تدل على ضيق الماعون الفكري وبالتبعية الماعون السياسي.

    لماذا لا نناقش الموضوع ونترك الشتائم والكتابة بأسماء مستعارة.

    الأخ الذي يهنئني بالتوبة ولا أعرف على ماذا يهنئني فأنا يا أخي الكريم لا أنكر تاريخي ولا أخجل منه وقد ذكرت ذلك واضحًا حيث أنني كنت عضوًا في تنظيم الإتجاه الإسلامي في جمهورية مصر العربية لمدة عامين كاملين عملت فيهما في التنظيم وفي الإتحاد العام للطلاب السودانيين ثم فارقت التنظيم وإنتبهت لنفسي حتى أثقفها، وقد يسر الله لي تلمذة مباشرة على يدي استاذي عبد الوهاب المسيري وتابعت ايضا محاضرات الدبلوم العالي في الدراسات الإسلامية وحضرت كل محاضرات الدكتور عبد الصبور شاهين عن تاريخ القرءان، رحم الله المسيري وشاهين رحمة واسعة. وأتيحت لي أيضا دراسة التقافة الروسية ومعرفة شيء من لغتها وشيء عن شاعرها الكبير بوشكين الذي ينحدر جده إبراهيم المسلم من الحبشة. وقد لاحظت من أيامي الأولى في الإتجاه الإسلامي ضعف الفكر والتشدق بالتجديد دون ممارسته الحقيقية ورغم ذلك أقول لكم صادقا أن الإتجاه الإسلامي كان تنظيما ممتازا في عمله للطلاب وتحقيق أهدافهم. ولم تتح لي عضوية الجبهة الإسلامية حيث أنني فارقت السودان كله وجئت إلى ألمانيا حيث أعيش الآن في بيئة تدينها من حيث القيم ـ والقيم الدينية خاصةً ـ أحسن من السودان في كل شيء.
    ومن عيوب شخصيتنا السودانية ميلها للنقاش في الشأن السياسي بأسلوب فج وترك الشأن الفكري والدليل على ذلك أنني كتبت هنا في يومين متتاليين مقالتين، أولاهما عن تدبر في القرءان العظيم عن واحدة من مجموعات أهل الكتاب ولم يعلق عليها أحد حتى هذه اللحظة التي أكتب فيها هذا التعليق بينما جاءت التعليقات على موضوع الحركة الإسلامية بشبهة أنه موضوع سياسي مع أنه موضوع فكري نقطته الأساس هي النقاش حول القيم الأساس التي يجب أن يقوم عليها الحزب السوداني المسقبلي في ضوء فشل كل أحزابنا الحالية.

    ونقطة أخيرة ما زلت أرددها منذ كنت طالبًا وهي أننا السودانيون نعيب على من يتكلم أو يعمل باسم الإسلام مثل السلفيين أو التجديديين بحجة أنهم خالفوا تديننا السوداني السمح. نعيب عليهم دون أن نطرح البديل أو ننظر لتديننا (السمح) وهذا عجز بين في العقل السوداني لأن تديننا سمح في بعض جوانبه ولكنه غير سمح في كثير من الجوانب ويحتاج إلى تجديد شئنا أم أبينا وهذه هي سنة الحياة في صيرورة التدين من بعد سيرورته الطويلة في حياتنا السودانية.

    إخوتي الكرام بدل الشتائم التي لا تنفع دعونا نتكاتف حتى ننقذ سوداننا من بين براثن هؤلاء الذين ضيعوه ودمروه وهذا لن يكون إلا إذا توافقنا على منهاج بيننا يحترم الرأي والرأي الآخر ويلتزم بالصدق مع النفس ومع الغير.
    ودمتم في أمان الله.

  5. بعد تهنئتي لك بالعودة والتوبة أرجع أتأسف على ردك بأنك لازلت تنكر تصرفات الحركة الأسلامية أو التي تتدعي الإسلام
    إنت الآن في أوربا هل قارنت ما كنت عليه من ماضيك والحاضر؟
    ياخي بلا فكر بلا كلام فاضي ما بجي نافع أوبتاع سندس وبكلمنا عن الدين وعن الرسول وبقول لينا زي كلامك دا للإسف إنتو جهلة وغير من التعالي والتكبر والفارغ وما بيتكلم عن الفساد الإخلاقي للجماعة أقلاه إغتصاب الرجال ألم تسمع بهذا الأمر في غربتك (لا تدافع عن الباطل بدعوي الفكر كلو من بعضو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..