قوات للفصل بين السودانيين !

مديحة عبد الله
يبدو اضطراب النظام الحاكم تجاه قضية دارفور واضحا ?سواء على المستوى الاتحادى او الاقليمى ? فقد اعلن وزير الدفاع التزامه بتوفير القوات اللازمة للفصل بين المناطق المتنازعة فى دارفور , فيما اعترف رئيس السلطة الاقليمية بصعوبة الوقوف على عدد المستوعبين من حركته بالقوات المسلحة ودعا لتقوية دور الادارة الاهلية فى دارفور .
فشل النظام الحاكم فى ادارة الازمة فى دارفور والوصول لحل ناجع لها يرجع فى الاساس لعدم رغبته فى البحث عن جذور الازمة وتجاهله لمطالب اهل الاقليم واعتماده العنف وقهر الدولة لقمع الحركات المسلحة وسعيه الدؤوب لجعل قضية دارفور منسية فبذر بذور الاقتتال المحلى بين مكونات دارفور بوهم ان ذلك سيجعل المركز يمضى فى طريقه دون عثرة من ذلك الاقليم .
القرار الخاص بتوفير قوات للفصل بين الاطراف المتنازعة يكشف بوضوع لادى مدى وصل فهم وقدرة النظام الحاكم تجاة ازمة دارفور وينذر بخطر ان تتمدد النزاعات القبلية وتتسع نارها فى ظل الاحتقان القبلى المتصاعد وهشاشة الانتماء للوطن والمهنة مقابل الانتماء للقبيلة والاسرة .
فى ظنى انه قرار لم يحسب عواقب عوامل كثيرة ستتضافر لتقود لمزيد من الازمات خاصة وان القيادات الاهلية التى يتحدث عنها رئيس السلطة الانتقالية قد تم اضعافها ضمن خطة انهاك المجتمع لجعله تابعا عوضا عن ان يكون قائدا .
الحل الجذرى لازمة دارفور لاينفصل من حل المشكلة السودانية . وبداية الحل السديد غياب سلطة الانقاذ من المشهد السودانى برموزها وارثها الغارق فى الدم والتشرذم , والقصاص من كل الذين تسببوا فى الازمة وتلوثت اياديهم بدماء اهل دارفور . وتمكين الديمقراطية الاجتماعية والثقافية فى خلايا المجتمع حتى يقوى ويكتسب القدرة على مقاومة قهر الدولة ..ولاسبيل غير ذلك لتأسيس دولة المواطنة . حيث كل (القوة )لصالح الشعب .
الميدان
بقيتو تجيبو حجازين من بلاد برّا؟
والله حاجة عجيبة.