السّر وراء تطور رونالدو.. قصة يرويها مساعد فيرغسون

لا يخفى على أحدٍ أنَّ النجم الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو برع مع مانشستر يونايتد الإنكليزي بالصورة الأكبر.. ما السر وراء هذا التطور!؟ وكيف وصل رونالدو لما وصل إليه ومن هو الشخص الذي كان سبباً أساسياً في تطور الدون رونالدو!؟ كل هذا فيما يلي:

يروي السيد رينيه ميلينستين الذي كان مساعداً لـ السير أليكس فيرغسون في موسم 2007-2008 يروي قصة كريستيانو رونالدو في حديثٍ نشرته صحيفة التليغراف البريطانية.
يقول رينيه: “في 2007-2008، ذلك الموسم حققنا دوري أبطال أوروبا ولكن في بداية الموسم كانت الأمور ليست على ما يُرام بالنسبة للبرتغالي كريستيانو رونالدو الذي تعرَّض لإيقاف لثلاث مباريات، ذهبت حينها لرونالدو لأني أعلم أنَّه يمتلك من الرغبة ما يمتلك ليكون الأفضل في العالم، ذهبت له حينها وقلت له: أنا أعلم أنَّك تريد أن تكون الأفضل، وأنا أرغب بمساعدتك على هذا واستطيع فعلاً هذا، ليس هُناك أخطاء في عملك ولكنك تحتاج لبعض الأمور”.

يتابع رينيه قائلا: لــــــ لاعب كُرة القدم أمور تميزه، التكتيك، الوعي، المهارة، فهم ما يجري حولك، صنع القرار، واللياقة البدنية، رونالدو يتمتع بها جميعاً والأخيرة لا يستطيع أحد أن يُنكرها أبداً “.

ويُكمل: “قلت لرونالدو في تلك المقابلة: في أي شيءٍ تتميز أنت من بين تلك الصفات فردَّ علي وقال: المهارة،قلت له: حسناً، إذاً.. إذا أضفنا ميزة اللعب الجماعي واللعب من لمسة ولمستين إلى هذه المهارة فأنت ستكون لاعباً يصعب على أي دفاع في العالم أن يقف ضدك !؟ “.

وتابعت حديثي له وقلت:”انظر لي رونالدو، لأكون صريحاً معك، أنت تحب أن تكون تحت الضوء دوماً وتحب أن تلعب لنفسك بصورة أكبر، تفعل أمور كثيرة هذا أمر صحيح ولكن هذه الأمور غالباً لك وليست لفريقك ولا تخدم مصلحة زملائك غالباً، الجميل في الأمر أنَّ رونالدو تقبل منِّي هذا الكلام بكل رحابة صدر “.

أكملت حديثي معه وقلت له:رونالدو! أفضل لاعب هو الذي يرفع من قدر فريقه وليس من قدر نفسه، ارفع فريقك، يرفعك فريقك، هذا يجب أن تعمل عليه في الملعب لا شيء آخر، ضع هذه القاعدة كـ مسارٍ لتسير عليه “.

وأكملت حديثي معه:أريد أن أسألك: كم هدفاً سجلت في الموسم الماضي !؟ردَّ علي وقال: 23،قلت له هل تعلم السبب!؟ .. السبب ببساطة هو أنَّك تبحث عن الأمر الخالص الجمال، لا تقبل أن تسجل ببساطة وتُريد دوماً أن يكون هدفك هو أن تقول: انظروا لي، أنا كريستيانو رونالدو أنا هُنا “.

وتابعت متحدثاً له وقلت:هل لك أن تحدد لي رقماً محدداً من الأهداف سيكون هدفاً لك أن تسجله في الموسم المقبل!؟قال لي: أستطيع التسجيل بين 30 و 35 هدف،فقلت له: ولكني أظن أنَّك تستطيع تجاوز حاجز الـ 40 هدف ومع أول جلسة تدريبية مقبلة سنتدرب سويةً للعمل على طريقتك في إنهاء الهجمة.
ويُكمل رينيه حديثيه ويقول:بالفعل، بدأنا العمل سويَّةً ومع أول الجلسات لاحظت أنَّ رونالدو حين تصل له الكرة لا يُسدد غالباً، هو ينتظر أفضل وضعية تمكنه من وضع الكرة في زاوية حساسة، وكأنَّه يقول في نفسه: “أريد أن أضعها في التسعين “، مهمتي كانت تتجلى هُنا وهي أن أغير عقلية رونالدو هذه وقلت له: لا يُهم كيف تسجل، بقدر أن تُسجل، طالما ستصل كرتك إلى الشباك فهذا هو المهم لا تنظر لأي أمر آخر، حان وقت العمل لتسجيل الأهداف وعدم البحث عن الزاوية التسعين “.

رينيه واصل حديثه بالقول: “عملنا في كل الطرق المُحتملة، أمام المرمى، على الجانب، بعيداً عن المرمى، حاولنا تغطية كل الجوانب الممكنة لـ مهاجم كرة القدم، عملنا على التسديد المباشر من أول لمسة على التبادل في مناطق حساسة وعملنا على عدد من حراس المرمى لنرى عدة أساليب لحراس المرمى حتى يكون رونالدو قادراً على التعامل مع المواقف شتَّى “.

وتابع رينيه حواره وقال:رونالدو تعلَّم حينها كيف يُحدد موقفه في أرض الملعب، يُحدد أين هو !؟ من اين ستأتيه الكرة !؟ أين يقف حارس المرمى !؟ وأين ستكون نهاية الكرة !؟ “.

وأكمل:في أثناء هذه التدريبات قُمت بإعطاء لون مُحدد لكل زاوية من زوايا المرمى الأربعة، وتدربنا على أن يكون ظهر رونالدو للمرمى وكان عليه وهو هذه الوضعية أن يصرخ بسرعة حال وصول الكرة إليه أي الزوايا هي ذات اللون الأخضر مثلاً !؟ و في مرة أخرى أيها الأصفر وهكذا حتى بات لدى رونالدو القدرة الذهنية الكافية لمعرفة هدفه مبكراً حال وصول الكرة إليه “.

وواصل: بحلول شهر يناير من ذلك الموسم أي في منتصف الموسم تقريباً رونالدو كان قد سجل فعلاً 27 هدفاً وهذا أكثر من الرقم الذي قال أنَّه يظن أنه سيسجله، ذهبت له حينها وقلت له: رونالدو أنت الآن أمام خيارين، إمَّا أن ترفع قدمك من على الدواسة وتتوقف وإمَّا أن تستمر وتكسر شخصية رونالدو القديمة وأمامك في هذا أشهر مارس، إبريل ومايو !؟فقال لي:” أنا سعيد بما قمت به وأريد الإستمرار بهذا “،يقول رينيه شاهدت في أعين رونالدو رغبةً كبيرة على المواصلة في المسار التصاعدي وهذا شيء إيجابي رائع “.

ويتابع رينيه:لقد قمت بعمل فيديو يحوي أساطير الرياضة مثل محمد علي، بيليه مع اقتباسات بسيطة، و قلت له شاهد الفيديو على الشاشة الكبيرة التي تملكها، ولا تنسى ان تقرا الاقتباسات.. الفيديو ركز على ما يلي: التركيز على الأداء بدلا من نتائج، والتركيز على تسخير كل امكانيانك كلاعب لخدمة للفريق وأيضا التركيزعلى لغة الجسد “.

ويُكمل:بعدها سألت رونالدو: هل تدرك أهمية لغة الجسد وتاثيرها على ملايين الناس حول العالم؟ أجاب رونالد: ماذا تقصد؟فأجبته: هل تتذكر الهدف الذي سجلته في مرمى سبورتنغ لشبونة في 27 نوفمبر 2007 ، من ركلة حرة ؟ عنده ذهبت الى الكاميرا، واشّرت بيديك ما الذي كنت تحاول أن تقول للجماهير؟ انا آسف؟ أو كنت تقول انظروا لي، لا أحد يمكن أن يفعل ذلك مثلي؟ ‘

ثم يسرد رينيه حادثة حصلت بين رونالدو وبين أحد العاملين حيث قام هذا العامل بسؤال رونالدو: برأيك الشخصي من أفضل هداف حاليا وأجاب رونالدو: “أنا الأفضل بلا شك” … هنا التفتّ له وقلت لرونالدو ” لذلك الناس يدعونك بالمغرور، فأنت حين تخسر الكرة تتصرف كالطفل الذي يفقد لعبته، أنت بحاجة لتعلم أسلوب اللاعب السويدي بيورن بورغ و روجيه فيدرر، إنهم مثل الجليد أمام الجماهير وفي المواقف الصعبة في المباريات الحاسمة تجدهم لا يتأثرون بالأجواء التي تُحاول تشكيل الضغط عليهم، بهذا الاسلوب أوقفوا الإنتقادات وأنت بحاجة لذلك وسوف تتعلمه لأنَّك ذكي “.

ويُكمل رينيه:في غرفة الفيديو أظهرت له مقاطع ليوهان كرويف وهو لاعب خبير في لغة الجسد، في هذا الفيديو أظهرت له لقطاتٍ ظهر فيها لاعبون يعترضون على كرويف وعندها قلت لكريستيانو:”إن أهم شيء هو تعبير الوجه الخاص بك، لا تتفاعل مع أي لقطة على الإطلاق، بذلك لا يستطيع أحد النيل منك،رونالدو: ماذا يمكنني أن أفعل بعد ذلك؟أجبته وقلت: تغلّب عليهم بمهارتك كلاعب كرة قدم “.

وأخيراً تحدث رينيه عن وصول الويلزي غاريث بيل الى البرنابيو ومدى تأثيره على رونالدو وقال:”في رأيي المتواضع، هو بيل وليس رونالدو ولا يوازيه في المستوى فـرونالدو اللاعب الاكثر تكاملا حتى الآن، بيل مهم لريال مدريد وسوف يضيف له المزيد من القوة، ولكن لأي سبب من الأسباب في حال قدوم بايل، رونالدو لن يرحل عن الريال لأن هذا من شأنه أن يجعل ريال مدريد أضعف “.

– Eurosport

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..