أوباما واثق من تأييد الكونغرس للهجوم العسكري على سوريا

مسؤولون جمهوريون كبار في الكونغرس يعلنون دعمهم السياسي الحاسم للرئيس الأميركي وتأييدهم له في خطته لمعاقبة الرئيس السوري.
واشنطن – بدا الرئيس الأميركي باراك اوباما الثلاثاء واثقا من ان الكونغرس سيوافق على تحرك عسكري اميركي في سوريا، وذلك عكس ما ذهبت إليه الانتقادات الواسعة عبر العالم التي اعتبرت قراره بإحالة ملف الهجوم على التصويت في الكونغرس محاولة ذكية منه للهروب من المسؤولية.
واثناء اجتماع مع زعماء بالكونغرس في البيت الابيض الثلاثاء دعا اوباما الى تصويت برلماني عاجل واكد ان خطة الولايات المتحدة ستكون محدودة النطاق ولن تكرر حروب امريكا الطويلة في العراق وافغانستان.
وقال “ما نتصوره شيء محدود.. انه شيء متناسب.. سيحد من قدرات الاسد.” واضاف “في نفس الوقت لدينا استراتيجية اوسع ستسمح لنا برفع قدرات المعارضة.”ويأتي هذا التصريح لينفي عن الرئيس الاميركي فكرة تردده عن شن الهجوم المحتمل، رغم أن لا أخبار نهائية قادمة من الكونغرس تفيد بأنه سيقبل الإقرار بمثل هذا الهجوم الذي يجد رفضا متناميا من الشارع الاميركي.
وقدرت تحاليل صحفية حفلت بها كبريات الصحف الأوروبية الاثنين أن أوباما الذي وصفه المعلقون على مواقع التواصل الاجتماعي بالجبان والمتردد، اراد أن يتهرب من مسؤولية الهجوم العقابي لبشار الاسد بإحالته على التصويت بما قد يعرض فكرة الهجوم للرفض تماما كما رفض مجلس العموم البريطاني مشروعا مماثلا للحكومة البريطانية.
وقالت صحيفة الأندبندنت البريطانية الاثنين متهكمة على ما وصفته بتردد اوباما “في وقت من الاوقات كانت دول مثل لبنان، وسوريا، ومصر ترتجف اذا ما تحدثت واشنطن.. الان الكل يضحك.. فلا احد في الشرق الاوسط يأخذ الان الولايات المتحدة على محمل الجد: لقد أصبحت مصداقيتها موضع شك وتكفي مشاهدة اوباما السبت لفهم السبب”.
ونقلت صحيفة لوباريزيان الفرنسية ان اوباما يوصف بـ”الجبان” على شبكات التواصل الاجتماعي الاسرائيلية.
ويرى خبير في العلاقات الدبلوماسية طلب عدم ذكر اسمه ان “سيف ديموقليس” بات مصلتا فوق رؤوس الدول الغربية مع كونغرس اميركي يمكن ان لا يؤيد قرار باراك اوباما” واضاف “اصبحنا في نفق غير قادرين على الخروج منه بعد التصريحات الشديدة الحماسة”.
لكن مسؤولين جمهوريين كبار في الكونغرس الاميركي أعلنوا الثلاثاء دعمهم السياسي الحاسم للرئيس باراك اوباما عبر تأييدهم توجيه ضربة عسكرية الى سوريا، ما يسهل امام الرئيس الحصول على ضوء اخضر برلماني في هذا الصدد.
واثر الاجتماع بأوباما، اعلن رئيس مجلس النواب الاميركي الجمهوري جون بونر دعمه لقرار اوباما، ومثله نائبه اريك كانتور.
وقال بونر، الخصم السياسي الكبير للرئيس، “سادعم نداء الرئيس لصالح القيام بتحرك” ردا على استخدام السلاح الكيميائي في ريف دمشق. واضاف “على خصومنا في العالم ان يفهموا اننا لن نقبل بمثل هذا السلوك (…) لدينا ايضا حلفاء في العالم والمنطقة هم بحاجة لان يعلموا بان اميركا حاضرة عندما يستلزم الامر”.
بدورها، ايدت زعيمة الاقلية الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي توجيه ضربة عسكرية.ومن شان تاييد بونر ان يزيد الدينامية الداعمة لضربة عسكرية، رغم ان المحك يكمن في قدرته على اقناع كتلة النواب القريبة من “حزب الشاي” (تي بارتي).
ويستأنف مجلس النواب حيث الغالبية الجمهورية ومجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديموقراطيون، العمل الاثنين المقبل على ان يتم التصويت في كلا المجلسين بعدها بايام.
وتتهم الولايات المتحدة ودول غربية أخرى نظام الرئيس السوري بشار الاسد بشن جهوم كيميائي على شعبه في غوطة دمشق الأمر الذي أدى إلى مقتل العشرات أو المئات بحسب تقارير فرنسية وأميركية اختلفت رواياتها عن الهجوم الكيميائي المزعوم.
وقال مسؤول أميركي طالبا عدم ذكر اسمه الاثنين ان الرئيس اوباما ونائبه جوزيف بايدن وكبير موظفي البيت الابيض ضاعفوا جميعا عدد المكالمات الهاتفية مع اعضاء مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس.
ويقول محللون إنه لن يكون للإدارة الأميركية من مفر غير تنفيذ الهجوم ضد دمشق حتى لا تتعقد مهماتها المستقبلية في معالجة ملفات مماثلة وأن ترددها سوف يشجع القوى المعادية لها على استخدام الاسلحة غير التقليدية ضد شعوبها أو على المضي قدما في برامجها لتصنيع الاسلحة غير التقليدية بما في ذلك الاسلحة النووية.
ويرى بعض الخبراء ان “الارتجال” الذي لوحظ منذ هجوم 21 اب/اغسطس الكيميائي الدامي الذي نسب الى نظام بشار الاسد، ينذر بأن ادارة الملف النووي الايراني ستكون شديدة التعقيد.وقال المسؤول الأميركي “في كل المكالمات واجتماعات الاحاطة نكرر الحجة الاساسية نفسها: اذا لم نفعل شيئا ضد الاسد ستضعف قوة الردع للمعاهدة الدولية لحظر استخدام الاسلحة الكيميائية وهذا قد يشجع الاسد وحليفيه الاساسيين – حزب الله وايران- الذين سيرون ان انتهاكا صارخا الى هذا الحد للقواعد الدولية لا تترتب عليه أي تبعات”.
واكد الرئيس الأميركي باراك أوباما ان الولايات المتحدة لديها خطة اوسع لمساعدة مقاتلي المعارضة على الانتصار على قوات الرئيس بشار الاسد.
وابدى اوباما استعداده لمعالجة بواعث قلق المشرعين بخصوص التصريح باستخدام القوة الذي طلبه البيت الابيض من الكونغرس.
وقال كريم بيطار الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية “من الواضح ان الملف السوري يمكن أن يبعث برسالة الى طهران مفادها ان فكرة الضربات هي ان يظهر الغرب انه لا يتهرب من مسؤولياته وانه عندما يتعلق الامر بأسلحة كيميائية فانه قادر على التحرك”.
واعتبر بيطار انه “اذا لم يحدث شيء وتم العدول عن اي ضربة عسكرية فإن ذلك قد يفسر على انه علامة ضعف لكنني اعتقد ان الامور ذهبت الى الابعد”، بحيث لم يعد من الممكن عدم القيام بعمل قوي.
ميدل ايست أونلاين