مجلس الأحزاب.. وإزدواجية المعايير

أسامة حسن عبدالحي
جاء في الأخبار أمس أن مجلس الأحزاب قد منح حركة العدل والمساواة: (الموقعة على وثيقة السلام بالدوحة) عضوية شرفية بالمجلس لحين اكتمال إجراءات التسجيل واعتمادها كحزب سياسي، أولا لا يخفى على أحد أن مجلس الأحزاب ومنذ تأسيسه قد تحول لأحد الأذرع السياسية لحزب المؤتمر الوطني، يمنح عضويته حسب ما يريد المؤتمر الوطني وينزعها ممن لا يريد له المؤتمر الوطني الاستمرار في العمل السياسي وقد حذَّرت أحزاب المعارضة وخاطبت هذا المجلس كثيراً إلا أن المجلس رفض إلا أن يكون كما أراد له المؤتمرالوطني، وقد رفض هذا المجلس من قبل تسجيل الحركة الشعبية ـ قطاع الشمال ـ كحزب سياسي وقد حظرت الحكومة نشاطها بعلم وموافقة مجلس الأحزاب، ولم يعطها حتى حق توفيق أوضاعها مما حدا بها لأن تهجر العمل السياسي وتيمم وجهها شطر العمل العسكري ـ مكرهةً لا راضيةـ وقبل ذلك رفض المجلس تسجيل حركة جيش تحرير السودان جناح مناوي (الموقعة على اتفاقية أبوجا) بحجة عدم توفيق أوضاعها، مما جعل مناوي يكفر بالعمل السياسي ويتوجه نحو العمل العسكري مواصلاً دربه في معارضة النظام، ومع كل ذلك يصم المجلس أذنيه عن الإنتهاكات غير القانونية ولا الدستورية التي يقوم بها حزب المؤتمر الوطني، والأدهى والأمرًّ أنه هو حزب مسجل من قبل هذا المجلس وهو يعلم ـ أي المجلس ـ أن المؤتمر الوطني يمتلك أسلحة ومليشيات خارج إطار الدولة والمؤسسات الأمنية الرسمية، وهذا ما يتنافى وشروط التسجيل للأحزاب السياسية ، ولكن لأن حزب المؤتمر الوطني هو الوصي على المجلس فإنه (أي المجلس) يسد أذناً بطينةٍ وأخرى بعجينةٍ ولا يفلح إلا في تحجيم نشاط الأحزاب المعارضة للمؤتمر الوطني، ويضيق عليها فرص العمل السياسي، فهذا المجلس لم يفتح فمه بكلمة ضد ما يفعله المؤتمر الوطني تجاه المعارضة، فعلى سبيل المثال لا الحصر يمنع المؤتمر الوطني وبواسطة أجهزة أمنه ومليشياته قيام أي منشط للمعارضة خارج دور الأحزاب، وتنتهك هذه المليشيات حق الناس في حرية التعبير ومجرد إبداء الرأي، وتمنع هذه الأجهزة وتصادر الصحف المعارضة مثلا صحيفتنا(الميدان) موقوفة منذ أكثر من عام ونصف، رغم أنها صحيفة حزب مسجل من قبل هذا المجلس (الحكومي ) وصحيفة (رأي الشعب) لسان حزب المؤتمر الشعبي ، والأمثلة كثيرة تؤكد ما ذهبنا إليه في أن هذا المجلس ما هو إلا أداة طيِّعة في يد النظام الحاكم، وحقاً أنها (إزدواجية معايير) ومازال المجلس سادراً في غيه، ويأتمر وينتهي بأوامر المؤتمر الوطني .
الميدان