مصير السودان مقارنة بريع الثورات العربية

مصير السودان مقارنة بريع الثورات العربية
عثمان احمد فقراى
[email protected]
المعروف أن السودان من الأقطار العربية التى لا تتمتع بفصل (الربيع) المناخى الذى تتمتع به معظم البلاد العربية, فهل هو إستثناء من ربيع المناخات السياسية وثورات الغضب التى تجتاح الأقطار العربية بما سمى ربيع الثورات العربية ؟ تلك الثورات التى اطاحت حتى الآن بنظامين عربيين شموليين وتوشك على الإطاحة بثلاثة انظمة آخرى (ليبيا- اليمن ? سوريا) بينما امتصت مملكة البحرين رياح ربيع ثورة الغضب وعملت الأردن والمغرب على امتصاصها ايضا بأجراء أصلاحات دستورية .
فماذا نتوقع أذن للسودان؟ الذى يختلف فى مناخاته الجغرافية والسياسية وتركيبته السكانية وتعدد ثقافاته وقبائله خاصة بعد انفصال الجنوب بعد اطول حرب فى إفريقيا,ثم معاناته من تعقيدات كثيرة حرمته من الاستقرار السياسى منذ استقلاله ,ومازالت مشكلة دارفور تهدد وحدته واستقراره الأمرالذى سوف يؤدى الى تفتيت السودان وبعد صعود أزمة جنوب كردفان على صدر الاحداث ثم ما اتفق عليه فى اتفاقية “كاودا”الأخيرة ودخول النيل الأزرق فى الاتفاق مما سيشكل شكل U””والذى سرعان ما سيتحول الى (كماشة) أو مقص يفصل باقى ما عرف بالجنوب الجديد .
بناءا عليه نعتقد أن وضع السودان وحالته تعتبر أخطر من كل ما نشاهده من أحداث دموية فى الاقطار العربية التى تجتاحها ثورات الربيع العربى والتى لا تساوى شىء مع (خريف غضب السودان) والذى سوف يتفجر فيه الوضع بصورة أخطر وأكبر, ما لم نستعد لهذا المصير المظلم بحسن تقدير الموقف من كل أبعاده واستعدادنا جميعا حكام ومعارضين لتحمل المسئولية التاريخية لانقاذ وطننا من هذا المصيرالمجهول أنقاذا حقيقيا من النفق المظلم الذى دخلنا فيه ,ولا يتأتى هذا إلا بتجرد الجميع من الحزبية الضيقة والقبلية النتنة والارتقاء على مستوى المسئولية لنصنع مصيرنا بأيدينا وليس بأيدى الغير الذين يتربصون بنا, عن طريق التدخل الخارجى (تحت مبدأ الحماية) بموجب الفصل السابع من الميثاق خاصة بعد تعديل مهام قوات “اليونيميد “التى سوف تستند على القرار 2003 الذى بدوره سيفعل معه القرارات السابقة خاصة القرار 1593 مهما طمئنتنا دولة الصين فى تعديل القرار فالصياغة القانونية للقرارات الدولية فن قائم بذاته حتى ينفذ فينا النظام العالمى الجديد أجندته مهما سعينا لتحسين علاقتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية,لذلك ليس لنا مخرج إلا بتوحيد الجبهة الداخلية واشراك الجميع فى حكومة قومية تستعد لمواجهة الموقف, والاعداد لتحول ديمقراطى حقيقى ومعالجة عيوب الحكم الفيدرالى الذى كنا نطالب به فاصبح (وجع) بدلا عن (الفزع), خاصة نحن فى شرق السودن والذى بالضرورة سنتـأثر بما يحيط بالبلاد وهو ليس بعيدا عن المؤآمرات التى تحيط بالسودان ,خاصة وقد تسربت الكثير من المعلومات بان هناك تحركات من عناصرالمعارضة وباقى مسرحى الشرق لفتح معسكرات فى غرب أريتريا , وهو أمر أذا ما تم يعتبرمهدد ويشكل خطورة أكبر لكل السودان, بما للشرق من موقع أستراتيجى وأثر كبير على سلامة الأمن القومى, لذلك نرى من الأهمية بمكان وجود حكومة مركزية قوية واي ضعف في المركز فى هذه الفترة يؤدي لضياع السودان .
وقد ظل هذا الوضع يشغل بالنا هذه الايام نحن اهل الشرق لأحساسنا بالمسئولية نحو ما تحقق من سلام بموجب أتفاقية سلام الشرق فى العام 2006م بصرف النظر عن القصور الذى شابها وعدم تحقيق تطلعات أهل الشرق لأننا ندرك أنه بدون السلام يضيع كل الحرث .
هذه هى الصورة العامة لشرقنا والذي لايعتبر جزيرة معزولة عن قضايا بلادنا عامة والتى نراها من منظور وطنى بحت فى هذه المرحلة المفصلية التى تمر بها البلاد بينما نجد المسئولين فى الولايات خاصة فى البحرالاحمر التى أبتلينا فيها بمسئولين تنفيذيين وتشريعيين وسياسيين يعيشون فى عوالم آخرى من المهرجانات والحفلات والبرامج السياحية فى مدن سكانها يعانون من الجوع والعطش والجفاف والغلاء الطاحن وانعدام الخدمات الضرورية وبعد ان اسقط الدعم الاجتماعي من موازنة الولاية لتتفرغ الولاية للانترلوك وسفلتة الطرق غير ذات الجدوي , والغريب فى الأمر أن مسئوليها يضيقون من النقد أوالتوجية أوأى ذكر لسلبيات أدائهم فى التنمية والخدما ت المنعدمة, و بسبب ذلك النقد تعرض شخصى لهجوم من كاتب على صفحات “السودانى ” الغراء !! ووظف الكاتب قلمه ليكون مطية لمجموعة “فرعون و(هامانه كلما زار العاصمة) ” ؟! ليسقط القناع عن صاحب القضية والمطية ، وتلك المجموعة تمثل قيادة معزولة من القواعد الشعبية فى الولاية والنخب وليس حولها إلا من بعض الإنتهازيين وافراد من شبيحة فى ولاية البحر الأحمر !!
وتلك الولاية التى لا يعرف عنها ذلك الكاتب الكثير كما نعرفها ,حيث تلون تعقيبه بالتركيز على الهجوم الشخصى بعبارات تخلط الصفة ونقيضها وحياكة القصص والروايات الكاذبة والمعلومات الخاطئة التى تزرع الفتن وتؤثر فى وحدة النسيج الاجتماعى وسط أهلنا, دون ان يفند القضايا التى اثرتها وتناولتها فى مقالى حول ورشة الإدارة الاهلية وسخريتى من مفارقات التنمية بالبحر الاحمرالتى تزين فيها رواكيب الفقراء بالأبواب الفاخرة ليكون مظهرها من الخارج سياحيا !! ومثلما أضأءت سماوات سنكات أضواء الالعاب النارية فى المهرجان السياحى المزعوم, بينما الحرائرالعفيفات واطفال ريفى وضواحى المدينة فى (اللاي كليب) يتضورون جوعا ويعانون من أمراض سوء التغذية ويتحسسن طريقهن بصعوبة بسبب أصابتهن بالعمى الليلي .. مما جعلنى اعتقد أنه ربما هنالك دافع آخر لكل هذا الحماس الذى أبداه الكاتب فى التعقيب على ؟! لا سيما ولم يكن بيننا أى خلاف سابق أو خصومة سياسية حيث سبق أن تعذر صراحة بجهله عن مشاكل الولاية !! ولأن الكاتب ليس وزيرا أو عضوا فى حكومة البحر الأحمر ليدافع عنها بهذا الحماس الزائد !! ولم يكن طرفا فى الإختلاف السياسى القديم المتجدد بيننا , و اضف لذلك أن حكومة ولاية البحرالاحمر تصدر صحيفة ناطقة بلسانها, لذلك كنت تمنيت من ناطقها الرسمى أو واليها أن يردا على انتقاداتى التى احرص دائما ان تكون موضوعية ومسنوده بالحجج والادلة والبراهين بدلا عن الاستعانة بالأخرين من الأخوة الكتاب من أمثاله الذين يشخصنون القضايا ويخلطون الأموربجهلهم لمشاكل الولاية وينصرون الظالم على المظلوم تقربا وزلفي للحاكم !!
وايضا ما زاد قناعتي بعدم التعقيب ، تعليق وصلنى من احد القراء حيث عبر فيه عن فهم متقدم كقراء لكل ما يكتب على صفحات الصحف بل وضح أنهم كقراء يقيمون الكتاب ويعرفون دوافع كل كاتب إذا كان يكتب بغرض التقويم البناء أم الكسب المادى والذي يكتب على نظام (التلغراف ) وفيه تحسب قيمتة نقديا بعدد (الكلمات المكتوبة ) حسب قوله !!.
وبما أن الأمانة والمسئولية تقتضيان التجرد والمصداقية لاسيما فى هذا المرحلة الدقيقة التى يمر بها الوطن , الأمر الذى يحتم علينا أن لا نتمادى فى خصوماتنا وخلافاتنا, حيث وصل الأمر درجة خطيرة و علينا تقديرالموقف السياسى الشائك الماثل الآن والذى يهدد مصير كل السودان وليس ذواتنا الزائلة ..
وفى الختام نسأل الله الرشاد والهداية والمغفرة ,وأن يجنب بلادنا الفتن والإحن ما ظهر منها وما بطن ببركة هذا الشهر الفضيل.
وكل عام وأنتم والسودان بخير ..
عثمان احمد فقراى