كوكب الأرض كرة زرقاء منذ ولادته

ربما تحوّلت الأرض إلى الكوكب الأزرق بعد نحو 200 مليون سنة فقط من تشكلها، ما حوّلها إلى موطن ملائم للحياة قبل مئات ملايين السنين مما ظننا.

تُدعى السنوات الستمئة مليون الأولى من حياة الأرض الهاديان لسبب وجيه. تذكر جوديث كوغون من جامعة بون td ألمانيا: «ساد الاعتقاد أن هذه حقبة من تاريخ الأرض كان فيها كوكبنا الحار الفتي في حالة من الفوضى وغير صالح للسكن».
لكن هذه الحالة النارية لم تدم طويلاً على الأرجح. فقد عثرت كوغون وزملاؤها على صخور في غرينلاند تحتوي على مادة كيماوية يتميز بها الدثار (mantle) تعود إلى 4.1 مليار سنة مضت، أي بعد 400 مليون سنة فقط من ولادة كوكبنا. ويشير الاكتشاف إلى أن أحوال الأرض آنذاك كانت أقرب مما توقعنا إلى ما هي عليه اليوم.
تشير النماذج إلى أن المعادن «التي تحب الحديد»، مثل الذهب والبلاتين (التي تتفكك في الحديد الذائب)، كان يُفترض أن تغرق في النواة الغنية بالحديد خلال تشكلها. ولكن بما أنها تتوافر نسبيًّا في الدثار اليوم، يقترح العلماء أن الكويكبات والمذنبات التي اصطدمت بالأرض قبل نحو 3.9 مليارات سنة أعادت ملء هذا المخزون. ويعتقدون أن هذا الحدث المفترض، الذي يُعرف بنظرية «الطبقة اللاحقة»، كان وراء معظم الماء في الأرض اليوم، وقد وصلها على شكل جليد.
لكن عينة الصخور التي اكتشفتها كوغون تشير إلى أن دثار الأرض كان مغطى بأملاح معدنية تحب الحديد قبل 4.1 مليارات سنة، ما يعني أن نظرية الطبقة اللاحقة وولادة محيطات الأرض حدثت في وقت أبكر. تذكر كوغون أنها حدثت في الغالب قبل 4.3 مليارات سنة: تشير الصخور المكتشفة السنة الماضية والتي تعود إلى تلك الحقبة إلى أن دثار الأرض كان غنيًّا بالأملاح المعدنية المحبة للحديد عند تشكّلها.
إذا صح ذلك، يعني أن محيطات الأرض تكوّنت بعيد 200 مليون سنة من تشكلها.

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..