فتحي الضو : تجو ولانجي

الناس والحياة

أمل هباني

فتحي الضو: تجو ولانجي

لدي هواية كثيرا ما أمارسها حينما ألتقي كاتبا او كاتبة، وهي مقارنة شخصية الكاتب الحقيقية بشخصيته الورقية أو الأسفيرية في زمن الكتابة على الهواء، وخلق مطابقة بين الشخصيتين، بهذه الطريقة تعرف الى أي مدى ينسجم الكاتب مع أفكاره ومواقفه التي يبشر بها ويدعو الناس إليها؛ وفي كثير من الأحيان تأتي نتائج مدهشة …فهناك كاتب لا يجب ان تتجاوز معرفتك به كلماته التي يرسلها لك مليئة بالحديث عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وشخصيته الحقيقية أبعد ما تكون عن كل ذلك، بل تقف على النقيض؛ وكأنه مصاب بالشزوفرينيا، وهناك كاتب يمتعك بكتاباته حد الدهشة لكن واقع شخصه سمج مغرور، وهناك كاتب شخصيته أجمل وأروع من كتاباته، وهناك كاتب لا شخصيته ولا كتاباته تصلح ، وهناك كاتب تتناغم شخصيته وكتاباته في هارموني بديع، ودائما ما تجد في حضوره وسلوكه من فائدة، مالا يقل عما تقرأه له من نص ورقي أو اسفيري ….وهذا هو الانطباع الذي خرجت به عن الأستاذ فتحي الضو عندما زارني في الفندق الذي كنت أقيم في مدينة شيكاغو في زيارتي لها ضمن برنامج الزوار الدوليين للقيادة، الذي تنظمه وزارة الخارجية الأمريكية في العام 2009 …
وقبل أسابيع حل الأستاذ فتحي الضو على أرض الوطن، وعلى الرغم من ارتباط إجازته بحدث مأساوي وخاص- وفاة زوجته- إلا أنه استطاع أن يرفع الخاص الى العام، ويربط بين حزن خاص وحزن يمتد على وطن مساحته مليون ميل …فتحول التأبين الى احتفائية بالوطن وتحولت زيارته الى حراك سياسي واجتماعي واسع، كسر جمود أمسيات الوطن الرتيبة…وحرك بركة الركود السياسي الآسنة في هذه الأيام …ولكن للأسف فتحي الضو في إجازة قصيرة وسيعود بعدها الى مهجره، ولا نعلم متى سيعود ثانية؟ وهذا واقع مؤسف في الساحة السياسية وحتى الاجتماعية والفنية والإعلامية والفكرية وغيرها..أن الصفوة الواعية المستنيرة المتحضرة (الفاعلة) وهذا هو الأهم- جلها خارج السودان يلهثون وراء تأمين مستقبلهم ومستقبل أبنائهم، وهذا أحدث فراغا كبيرا..وقطع حلقة التواصل بين هذه الأجيال والأجيال التي تليها ، بل إني أعتقد أنه أوقف أو خلّف حركة النهضة السياسية والاقتصادية والإبداعية؛ بجانب غيرها من الأسباب السياسية والاقتصادية المعروفة للجميع …السؤال هو ..هل ستعود هذه الصفوة في يوم من الأيام لتحط رحالها على أرض السودان مسهمة في حركة تغيير شامل …أم أنها ستكتفي بالحضور في المناسبات والإجازات وتكتفي بهذا الإسهام الموسمي العابر ….المشكلة الكارثية أنه وبدون عودة هذه الصفوة التي تسهم في تحسين مناخ العمل العام في السودان يصبح عسيرا على من بالداخل المواصلة وحدهم وبطريقة فردية بدون وجود مجتمعات أو تجمعات تخلق هذا التغيير والذي أهم مقوماته امتلاك هذه الصفوة أو النخبة لرصيد قيم من الإخلاق والفكر والمبادئ تجعلها قادرة على لعب دور التغيير هذا….وفي هذه الحالة ستكون حالة فرار أخرى بحثا عن أوطان بديلة، هي الحل لمجموعات الداخل …فعلى المثقفين والمستنيرين أمثال فتحي الضو في كل المجالات والضروب أن يختاروا ….تجوا ولا نجي ؟

الاخبار

تعليق واحد

  1. الاستاذه/ امل كل ما جاء بمقالك جيد ورائع وخاصة تلك الكلمات التى خصيتى بها الاستاذ/الكبير فتحى الضو وهو يستحق ثناء الجميع عليه وعلى مقالاته الرائعة ، وصراحة نحن نتفق معكى فى أن نسبة كبيرة من الصفوة والمثقفين هجروا الديار وكقول اخانا الفاتح جبرا (خلوها ليهم) وتركوا الاهل والوطن ولازوا بالخارج حيث المعيشة الطيبة والامن والامان، وعلى (حس كده) هم من نعول عليهم فى وضع (الجرس) على رقبة القطة وهم من غير شك مؤهلين أكثر بعكس آلامالمهجرين قسرا داخل اوطانهم محجورة حرياتهم مكتومة أنفاسهم 00ليت الاستاذ/فتحى وغيره من أدبائنا إيصال أصوات المقهورين لنظرائهم كل فى مهجره والدعوة لاقامة ندوات لعكس ما يجرى داخل بلادهم وحسهم للوقوف مع إخوتهم السودانيين ولا سيما الظروف مواتية لاحداث التغييرات المطلوبة هذه الايام أكثر من اى يوم 0

  2. شكراً عزيزتي أمل ،، إنها المأساة التى يعيشها جيل فتحى الضو الأن البعد عن الوطن والسوؤال كيف يمكن ان نساهم في التغيير في وطن فارقناه عشرات السنين وتغيرت تركيبته ؟؟؟

  3. الرائعة دوماً ( أمل هبانى ) رمضان كريم والعيد مبارك عليكم ..

    ضربتِ على وتر حساس فى علاقة ( الكاتب بسلوكه الشخصى)

    The relationship between creativity and behavior by personal

    هل من حقنا نحن السادة القراء محاسبه مبدعينا على سلوكهم الشخصى ..

    الســؤال الهام والابرز : اذا تصادم السلوك الشخصى مع الابداع هل نعتبره ( ابداعاً غشاشاً ؟

    أم نتعامل مع النص بموضوعيةأكثر بعيداً عن الأفكار الجاهزة و الخلفيات السابقة والمسبقة ومن ثم

    نقوم بتحليل و فهم وقراءة النص في معزل عن سلوك و شخصية صاحب النص من أجل تقيم سليم و نقد بناء ..
    إضافة إلى الإستمتاع بالعمل الفنى .. لكن هذا لا يعني بأن (ذات) الكاتب لن تكون حاضرة في نصه بصورة أو بأخرى.

    ألبعض قــد يعتــبرها" نظــرة ضيقــة " ولكننا قد نطلب صورة متكاملة لمن أحببنا أعماله ا

    لكتابيه فيُجبرنا هذا علي معرفة تفاصيله وسلوكياته لأن الكاتب من باب أولى أن يبدع في بلوره

    وإخراج (سلوكه) بشكل يليق به.. ويستحسنه العوام . فإن استطاع أن يتحكم في سلوكه ويشكله تبعاً

    لأنماط الآخرين فهو حقاً مبدع.

    وبرأيى المتواضع أننا نظلم المبــدعون العــرب عكس " الغرب " الذين يتغاضي عن سلوكياتهم

    وينبهر فقط بأعمالهم

    وآخرون يرون محاسبة المبدع على سلوكه الشخصى.. رغم أن السلوك الشخصي (خاص)

    يرتبط بفردية الشخص و ليس له علاقة بالعام و لا يعتبر مسرحا أو نوعا من العروض التي تقدم

    للآخرين لذلك لا يحق لنا الوقوف عند السلوك الشخصى للمبدع و محاسبته بينما يكمن الحق في نقد

    المبدع و محاسبته على ما يقدم من اعمال و ابداعات فنية و ادبية ..للعام و الجمهور

    فى ثقافتنا العربية والسودانية على وجه الخصوص أرى أن هناك فضول ورغبة فى معرفة

    تفاصيل الحياة الشخصية للكاتب ? فتجد الناس تخلط بين (النص الإبداعى) و(السلوك الشخصى).

    فالمبدع يحاسب على (نصه) لا على (سلوكه) الشخصي يا أخت أمل هبانى ..

    حقيقة أن معظم المبدعين في مجال الأدب و الفنون بعمومها لهم (سلوك) لا يحبون أن يطلع عليه أحد ..
    ليس لانه جيد او سيئ بقدر ما أنه أمر (شخصى) جدا فحياة الانسان أيا كان (مِلك) له

    بكل نزواتها وسلبياتها وايجابياتها ..

    وليس من حق الآخرين أن يحكموا عليه من خلال (سلوك شخصى) لا يمسهم مباشرة?

    السلوك الشخصي أمر يتعلق بالمحيطين بالمبدع أما النص والمخرجات فهى لكل الناس

    والسلوك الشخصى للكاتب لا يُعبر غالبا عن (عُـمقه الذاتى) لأن نسبة كبيرة من السلوك الفردى

    (تلقائى) وعلى الفطره له جذور مرتبطة بالبيئة و الاسس التربوية و العادات الاجتماعية لذلك أجد ان

    هناك نسبة في الفرق بين (السلوك) و (الذات) عند التحليل الشخصى للافراد ..

    ****** ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    ألتحية والتكريم لكل مبدعى بلادى داخل وخارج الوطن لا داع ٍ ان (يجو) ولا نذهب لهم انا هاهنا

    قاعدون على قلبهم ( ع قلبهم) حيث لا ( أمل) يا أخت ( أمل ) .. وفتحى الضو ( الرجل الضو) ككل

    رموز بلادى هم (الضؤ فى آخر النفق) .. وكثيرون (هم معنا) زنقا زنقا لم يغادرونا يا ( أمل )

    لم يرحلوا .. ولم يغادروا البلد لأنهم مسكونون بالبلد وليسوا من ساكنيها .. وماضرورى ..

    قلبى مع كل اخوتى وأخواتى الفضليات فى المنافى والمهاجر والشتات ..

    قلبى مع كل من حمل الوطن وأهله وذويه وجيرانه واحبابه فى حدقاته ..

    قلبى ينزف لهذا الغياب القسرى وللنزيف المؤلم للروابط مع الاهل فى صباحات العيد ..

    تالله أنى أكتبُ من مدينة ( الدندر) ودموعى جاريه على فِراق الاحبه ونحن لم نراهم أصلاً ..

    قلبى مع كل رواد وزوار وأحباب الراكوبه ( الحبيبه) وكل عام والجميع بخير .. وبلدنا بخير ..

    تحيه خاصه للساده الكُُتاب .. بدون فرز .. ولـــــــكم جميعاً

    الجــعــلى البــعدى يـومـو خـنق

    من مدينة ألدنـدر الطيب أهلها والراقِ زولا ..

    وعيد مبارك علينا عليكم وكل سنه طيبين طيبين

    ياجماعة الخير رفاق ( الراكوبا) نحنا جهزنا البسكويت الفاخر الفاهم والمدام عملت (ناعم)

    طلع ( ناعم) خطير بالسمن البلدى (خاص) لرواد وزوار الراكوبا … الحلاوه بقت غاليييه مابنقدر عليها ..

    انتو شيلو من (الناعم) وأمشو على أزيار الراكوبا البارده صباح العيد وكل زول يشيل ليهو (كوز)

    ويريحنا منهم … الراكوبا مليانا (كِيزان) والمويه بااارده .. ان شاء الله ينفعكم ويرقعكم ..

    لمزيد من وصفات الناعم الاتصال بأقرب موقع للراكوبه .. ويا(بكرى الصايغ) حقك محفوظ ..

    والعـــــــــيــــــد مـــــبــــارك …

    الجــــــــــــــعــــــــــــــلــى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..