مقالات سياسية

غندور ..الطبقة العاملة ..شكرا..!ا

غندور ..الطبقة العاملة ..شكرا..!

محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]

طبعا أن ترفع حكومة الأنقاذ مستوى اتحاد العمال ليكون رئيسه طبيب اسنان وأستاذ جامعي ( بروفيسور ) فذلك يعني أن حكومتنا تُعلي من قدر الطبقة العاملة التي ملّت من خطب وشعارات القادة الذين ينسجون عباءة الزعامة من خيوط التواصل الطبقي المتواضع الكادح والفكري المتهالك الذي أكل عليه الدهر وشبع بين صفوف العمال في عطبرة أو مارنجان أو عمال ( الكلّة ) في الموانيء وتسعي أجهزة الحزب الحاكم الرشيدة من منطلق فقه التنوير الي ادخال تلك الفئة من البشر الي دائرة المعرفة الشرعية بحقوقهم بعد اخراجهم من عهود الجاهلية النضالية الجوفاء التي لا تستند الي عقيدة ولا تتدثر بوعي مرشد !..
الآ يكفي العمال أنهم قد رضعوا حتي الثمالة وسكروا وترنحوا مع اناشيد الكرامة في زمن نضالات الشفيع والحاج عبد الرحمن ومحمد السيد سلام ..
وماذا استفادوا من تدجين قياداتهم في عهد مايوباشتراكيته المزيفة من أمثال موسي متي وعبد الله نصر قناوي..وحتي أولئك الذين ظنت فيهم الأنقاذ خيرا ودفعت بهم الي المقدمة ..اليسوا هم عمالا وان رُكبت لهم ماكينة الجهاد التي دخنت في طلوع العالي ثم انزلقت الى هاوية التراخي لانها لم تفهم نفسيات العمال وتجعل منهم أتقياء في مسيد الأنقاذ وحيرانا للتسبيح بحمدها!
فاحالت تلك القيادات الي مناصب أرفع في رف ارضاءتها حينما فشلت في تحقيق تطلعاتها في اقناع العمال الشرفاء ليتحولوا الي هتيفة للتكبير والتهليل ..!
وحينئذ صاح عبقري انقاذي.. وجدتها وجدتها.. فالعمال فيهم من قصور الذهن ..وخطل المسئؤلية .. ما يحتم فرض الوصاية عليهم ..وجعلهم فراخا في حاضنة المؤتمر الوطني حتي تنضج أجنحتهم وتقوي للتحليق ولكّن ليس بعيدا عن القفص ..لذا فلا بد من العض عليهم باسنان طبيب يفهم في تطويع الفك علي الكلام بحساب والأكل بأدب دون ايذاء الأيدي التي تطعمه من جوع .. وتخيفه بالنظر ..والتلكيز حضا على حمد النعمة المسداة..
الأن وبعد عقدين من الزمان يستدرك بروفسيرنا المناضل ..أن التشريد كان خطأ .. وأن الغلاء يشعرهم بالمرارة..وهو شعر قد يطرب له البعض
من الناحية النظرية..ولكن الذين يقرأون خفايا السطور التي تحوي معاني الكلام في مرحلة شك الورق..تمهيدا لتوزيع اللعبة وأولهم العمال القصّر في نظر البروف ..سيقولون له جئت متأخرا بكلام لن يعيد للمشردين وظائفهم بعد أن شاخوا أو رحلوا
ولن يرجع للخدمة العامة هيبتها التي تبددت في رياح احلال الولاء مكان الكفاءة ولا للمصانع هديرها الذي صمت في ظل احالة من أبوا الي صالح النظام العام و تغييب الذين سكتوا قهرا فساقتهم شاحنات المتعهدين لساحات الهتاف ..لان أولوية النظام هي الصراخ وليس الآنتاج ورفعة الوطن وأهله..
أما الغلاء يا نصير العمال .. وعرديب ضروس الفقراء التي أهترأت من كثرة طحن المواجع..
فهو مرارات في حلوقكم أنتم تحدثها حموضة التخمة التي تفيض من الكروش بحثا عن مخارج اضافية لتنفيس الانتفاخ فيكم..!
وسيصدق العمال كلامك المؤثرفي كل اصقاع العدم والمعاناة التي تلفهم .. ولكّن بشرط أن تهتف فيهم بالصوت العالي .. قائلا ياعمال السودان اتحدوا لتنالوا حريتكم النقابية وحقكم في العيش الكريم ..فقط في ظل اتحاد خارج سور الحزب الحاكم.. وتحت رئاسة عامل لم يخلع الأفرول .. ولم يستسلم في حياته لطبيب اسنان انقاذي ليخلع اسنانه وقبلها لسانه الذي يطالب بحقوق طبقته
التي يشعر بألامها من اليوم الأول لتوليه القيادة بل قبل ذلك بقرون ..وليس بعد اثنين وعشرين عاما من الطناش شبعا .. فيأتي ليتجشأ بكلام للاستهلاك.. بعد فطور دسم .. يفتقر الي فتات القطط منه في منزلك بيوت الملايين من عمالك الذين تبكي علي حالهم بذات الدموع التي ذرفتها فرحا برحيل الجنوب..!
فشكرا يابروف الكادحين علي الآحساس النبيل .. فقط اسمح لنا
أن نسأل في سذاجة وبراءة عن خطتك الألمعية لمحاربة الغلاء!..
أفيدنا ..عسي أن يفتح الله علي عمالنا بابا للخروج من فك محنتهم المفترس ..
انه نعم المعين المستعان.. وهو من وراء القصد..

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..