ساعدونا بالألفاظ و…. العدالة ..!ا

إليكم

الطاهر ساتى
[email protected]

ساعدونا بالألفاظ و…. العدالة ..!!

** أبناء أختي بالجامعات، صاروا يتحدثون لغة غريبة، وهم الذين لا يتقنون إلا النوبية وعربي دنقلا..طلبت من أحدهم ذات صباح بأن يرافق أبي إلى زيارة بعض الأهل بالحاج يوسف، ولكنه إعتذر بخطاب نصه : ( يا خال ده حنك عاضي، أنا عندي محاضرة الساعة اتناشر وجدي ده بيجر بي الهوا )، فصرفت النظر عن الطلب وسألته عن معانى مصطلحات ( حنك عاضي وجر الهوا)، و إزددت علما بالمعانى..ثم طلبت من الأخر ذات يوم بأن يمر علي بالمكتب بعد نهاية اليوم الدراسي قبل أن يذهب الي المنزل، لأمر ما، ولكنه أبدى إحتجاجا من شاكلة : ( ياخال انا قبل كدة جيت انتظرك في المكتب وانت مسكتني ليها وعملت رايح )، فسألته بكل براءة : (مسكتك شنو يا متوكل؟)، فرد سريعا : (مسكتني ماسورة)، فازددت علما حين شرح المعنى أيضا، ثم سألته Lكيف عملت رايح؟)، فشرح المعنى أيضا..وهكذا.. شرعت أفكر في كيفية مكافحة هذه اللغة – على الأقل في البيت – بحيث لاتحل محل النوبية وعربي دنقلا، ولكن فاجأتني ست الحبايب ذات يوم غاضبة حين إنقطع التيار الكهربائي وكنت وعدتها بشراء الرصيد ونسيت : ( وبعدين معاك يا ولدي، مواسيرك دي بتعفن لينا اللحمة وبتقطع اللبن)، فضحكت وأيقنت بأن الشباب فرضوا لغتهم حتى على أعلى سلطة سيادية بالدار..ومع ذلك، لايزال جهد المكافحة يتواصل، مع ست الحبايب بالنصح، ومع أحفادها بالتوبيخ والتحذير ..!!

** ولكن صحف هذا الأسبوع حملت من المصطلحات المزعجة ما تجعل مصطلحات شبابنا (شئ طبيعي)،أي وكأنها مصطلحات تقتبس رصانتها وجودتها من القاموس المحيط ولسان العرب.. على سبيل المثال : ( إرعى بقيدك)، نموذج تحذير نسمعه كثيرا في شوارع المدينة وأزقتها.. وفي المركبات العامة أيضا، حين يتشاجر الكمساري مع الراكب حول (الفكة والباقي).. ولكن منذ مطلع هذا الأسبوع ولج تحذير(إرعي بقيدك) إلى البرلمان ثم خرج في شكل (مانشيت رئيسي)، صدرت به صحف الخرطوم..قالها رئيس اللجنة الزراعية بالبرلمان لوزير الزراعة، في ثنايا سجال بينهما حول ( التقاوى الفاسدة)..إنتظرت رد الوزير، متوجسا من أن يصدر ردا من شاكلة ( ما برعي بي قيدي، لو راجل طالعني الخلاء )..ولكن الوزير كظم غيظه – في برنامج وجهة نظر- وتحلى بالحلم ولم يهاتر كما رئيس تلك اللجنة..ولذلك أرى بأن توجيه رئيس البرلمان – في صحف البارحة – بالكف عن أسلوب المهاترة في قضية تقاوى زهرة الشمس، هو توجيه ل( ذاته)..أي سيادته ثم رؤساء لجانه هم الأولى بهذا التوجيه..نعم، تلك المهاترة التي لاتيق بمن يشغل المنصب العام – تشريعيا كان أو تنفيذيا- صدرت من رئيس لجنة برلمانية مناط بها آداء مهامها الرقابية وفق خارطة دستورية وقانونية، وليست حسب أهواء ( لغة شوارعية)، ولذا من يجب عليه تهذيب لغته – كما أبناء أختي – هو البرلمان، وليس الرأي العام الذي تخاطبه مانشيتات الصحف..وإذا عجز نواب البرلمان عن إتقان عملهم ، فليحسنوا أقوالهم..وليس عدلا أن يصطلي المواطن بسوء الفعل وقبح القول..!!

** تلك ملاحظة، والأخرى كانت في تلك الحلقة التي قدمها الأخ الطاهر حسن التوم.. لقد إستقوى وزير الزراعة بأحد محاور الحوار الذي أجراه الأخ ضياء الدين بلال مع رئيس الجمهورية، وفيه نفى الرئيس فساد التقاوى، ولذلك قال المتعافى في تلك الليلة قولا معناه ( الرئيس قال ده كلام فارغ ساكت )، أي يريد أن يقول للناس ( قطعت جهيزة قول كل خطيب).. وهذا ليس بصحيح، إذ جهيزة في قضية كهذه هي السلطة القضائية التي بطرفها الملف وليست السلطة الرئاسية..وبالمناسبة ،حديث الرئيس عن هذه القضية كان قبل أن يحال ملفها الى نيابة الأموال العامة، وقبل أن تأمر تلك النيابة بحبس بعض أطرافها على ذمة التحقيق..أي سبق الرئيس وزارة العدل – ونياباتها ومحاكمها – في الحكم ببراءة التقاوى، ولا تعليق.. ومع ذلك، حتى ولو كان حديث الرئيس بعد إحالة القضية الي النيابة، ما كان على وزير الزراعة الإستقواء به ، بل كان عليه أن يكتفي بقول من شاكلة ( فلتقل العدالة كلمتها )..وعلى كل حال، نتابع القضية بصمت، فالنيابة حظرت المتابعة بالحديث.. ونمتثل للأمر النيابي المخالف للقانون، بحيث (المنع أوالمنح ) سلطة قضائية وليست نيابية.. ومع ذلك – بالإكراه – نمتثل لأمر المنع، فقط على سادة الجهاز التشريعي ان يساعدونا بالألفاظ التي لاتخدش الحياء العام ، وكذلك على سادة الجهاز التنفيذي أن يساعدونا بتحقيق العدالة..!!

تعليق واحد

  1. شكرا يا ود ساتي على المقال ابو دم خفيف وشكرا لزميلك سيف الدولة وقد كتب بالتفصيل اليوم حول تدخل الرئيس في قضية التقاوي الفاسدة

  2. اذا كان رب البيت للدف ضاربا….المجنني العملو رب علينا منو…والله رب بيتنا هذا اقل ما يقال عنه انه جاهل وفاقد تربوي ولا يدري انه لا يدري..قال عدالة قال

  3. يا زول انا متفق معاك في عمودك دة كلو رغم اني ما ركزت في قرايتو ،، لكن عبارة ارعي بي قيدك دي عبارة راسخة في لغة أهل الوسط وفيها جانب بلاغي ولو اتي في شكل تحذير ولا يمكن وضعها في خانة واحدة مع لغة الشوارعية،،،رغم مافيها من فظاظة وتشبيه للخصم بالحيوان الذي يجب ان يرعي وهو مقيد حتي لا يفسد الزرع

  4. أستاذ الطاهر مقالك (عميق) لكن الحكومة دي (ماسورة من أمها) … المشكلة إنهم كل يوم طالعين لينا بي (وهمة) جديدة و (جلكسة شكل) ،،

    الناس ديل إنتهوا من أي حاجة في البلد دي ،، ويكفي أن تنظر لمستوي التخاطب بين الناس في أي مكان (دراسة بيت عمل) و سنري مستوي الإنحطاط اللغوي و الفكري الذي أصبح هو المهيمن علي كل شئ … ربنا يشملنا برحمته و يرفع عننا بلاء الكيزان ….

    رب إنــا مسنا الكيزان بنصب و عذاااااااااب

  5. يا فردة..انت فاكر بعد ما الشعب دقس واتلحس في زول تاني بياخد حقو؟؟وبرلمان شنو ومحكمة وين دي اللي بتحاكم المتعافي…المعلم الكبير جابا للمحكمة مقنطرة وكدة يعني اي عنكبة عضلات تبش وعروق عجور والما عاجبو يحلق حواجبو…والمتعافي بكرة يطلع براءة ويطالب بي تعويض كمان..يعني الماسورة محمداكم وكده..واي وهم يعصر ضنبو وياكلا في حنانو وشتااات يافردة..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..