ولم يطعمهم من جوع !ا

تراسيم
ولم يطعمهم من جوع !!
عبدالباقي الظافر
[email protected]
عندما حلت ببلادنا نازلة الجفاف في العام 1983 تدفق العون الأمريكي مدراراً.. وبعض من الذين نالتهم المسغبة أسموه ذاك النوع من الذرة (عيش ريجان).. وفريق منهم زاد في المدح كيل بعير، وسموا الرجل الحاج ريجان.. والرجل الذي لم يحج أبداً لم يكن إلا الرئيس الامريكي رونالد ريجان.
فاجأ الرئيس البشير العالم بوقف إطلاق النار من جانب واحد في إقليم جنوب كردفان.. المفاجأة الكبرى أن ذلك القرار جاء مصاحباً لقرار آخر غير موفق تماماً.. البشير ومن الهواء الطلق أصدر تعليماته إلى الوالي أحمد هرون بمنع المنظمات الإنسانية العالمية من دخول الولاية التي تعيش أسوأ كارثة إنسانية.. الحرب اشتعلت وأحرقت اليابس ولم تمنح المزارعين سانحة زراعة الأخضر.
قبل أيام من ذلك التوجيه كانت وزارة الخارجية قد كونت فريق وطني للتعاطي مع تطورات الأزمة في الولاية الجريحة.. ومن قبل سمحت حكومة الخرطوم لفريق أممي بزيارة المنطقة المنكوبة لتقدير الاحتياجات الإنسانية.
في سنوات القطيعة الدبلوماسية بين السودان وأمريكا كادت أجهزة المخابرات السودانية أن تشتري مصادر لرصيفتها الأمريكية.. رجال المخابرات السودانية اكتشفوا أن قلة الجواسيس جعلت واشنطن تعتمد على مصادر بلا صدقية.. المصادر المضروبة والمشحونة بالعداء السياسي للإنقاذ كانت تعظم من مخاطر الإرهاب السوداني.
القرار الرئاسي الجديد يطلب من المنظمات الإنسانية أن تأتي بالمساعدات وتمنحها للمنظمات الوطنية بالخرطوم.. أول خطوة تفعلها أي منظمة عالمية في العمل الطوعي أنها تختبر واقع الأرض المنكوبة من ناحية فاعلية مؤسسات المجتمع المدني المتخصصة في العمل الإنساني.. ومن ثم تفحص السجلات المتعلقة بالشفافية.. ولا أحسب أن بلدنا يمكن أن تنجح في هذين المعيارين.
ورد في صحف الأمس أن مشروع (سينتنال) للأقمار الصناعية في واشنطن رصد عدداً من المقابر الجماعية في جنوب كردفان.. مندوب السودان السفير دفع الله الحاج رد على استيحياء على المعلومات المرصودة من الفضاء وقال: “ليس هنالك دليل على وجود مقابر جماعية” ثم مضى إلى السفير محملاً الجيش الشعبي مسؤولية وقوع ضحايا في المنطقة.
الحكومة السودانية في تعاطيها مع الغرب تقع تحت تأثير (فوبيا الغرب).. ولا تستمع حتى لنصيحة واحد من عقلائها.. البرفسور عبدالرحيم علي أوضح في تصريحات صحفية أن أمريكا ليست كياناً واحدة ودعا إلى الصبر في التعامل معها.. أمريكا صورة مصغرة للغرب بكل تناقضاته.. تجاربنا القريبة في أبيي أكدت أهمية وجود شاهد عدل عالمي.. الأمم المتحدة أكدت بجلاء أن أزمة اجتياح أبيي من قبل الجيش السوداني كان سببها تصرف أخرق من الجيش الشعبي.. وبالفعل اضطرت الحركة الشعبية للاعتذار عيانا بيانا للأمم المتحدة عن ذلك الخطأ الفادح.
من المهم جداً أن تتراجع الحكومة السودانية من سياسة المناطق المقفولة.. للأسف إن لم تفعل ذلك طوعاً ربما تضطر إلى إراقة ماء وجهها أمام الضغوط الدولية.. من قبل أقسمت هذه الحكومة كثيراً وتراجعت كثيراً.
ومن أسوأ نتائج الانغلاق أننا نبدو في نظر العالم دولة بلا إنسانية.. تجوع شعبها وتدس المحافير من الذين يهرعون لنجدتها.
بالتاكيد سلطة المؤتمر الوطني سلطة بلا اخلاق و لا انسانية .. تقتل شعبها و تشرده و تجوعه ثم تمنع الاغاثة عنه. و سعادة رئيس الجمهورية العربي الاصيل الذي لا يجيد التحدث باللغة العربية الفصيحة و ذا اللون الاخدر و التلاليش و الشلاضيم الذي ينتمي الي قس بن ساعدة الايادي يريد ذلك العربي الاصيل ان يبيد من اهل السودان كل من لا ينتمي الى العربية او يدعى الانتمناء اليها اذ ليس في كل ارض السودان عربي خالص و الا فليفسروا لي سبب تلالبش الرئيس!
الرئيس لا يتورع عن ابادة من يعارضه او يعتقد انه يعارضه يستوي في ذلك من يحمل السلاح و من يجعله سوء حظه مواطنا في ارض معارك الرئيس و قد سمعنا سعادة المشير الحافظ لكتاب الله و رئيس الدولة الرسالية و دولة الشريعة يخالف وصية رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحروب ، اذ بكل استكبار فرعون يوصي المشير بانه لا يريد جريحا و لا اسيرا ….كتل بس هذا هو امير مؤمنى المؤتمر الوطني! …. قرى دارفور التي ابيدت و احرقت و كذلك التي في الجنوب و الآن في جنوب كردفان كل اولئك ضحايا حروب الرئيس الذي دائما يستسلم في النهاية و يحنث بقسمه و طلاقه كعادته و يتنازل عن جزءمن ارض الوطن ايثارا لسلامته !
عارف يا استاذ ما هو الفرق بين الهامبول وبين من يجلس علي القصر… الفرق ان الهامبول ينفع ولا يضر..يصد الطير عن الزرع ولا يكلفنا سوي قطعة قماش قديم علي صليب من خشب قديم…اما من يجلس علي القصر ومن حوله الالاف من المستشارين وماسحي الجوخ وكسارين التلج واهل الحوش وهم كثر وليس من بينهم عاقل ليهديه.. انه يماثل ديك العدة تماما…
اشعل الحرب بعد ان كادت نارها ان تنطفئ..هاهو بلا منطق يقرر عدم وصول الاغاته لمن يستحقها..لا يرحم ولا يترك رحمة ربنا تنزل…
ليت الذي ففي قصرنا ..كان همبولا..لكفانا الكثير..ولاحترمناه..اكثر ما بحز في نفسي ان ساكن القصر يجبرك علي الا تحترمه بافعاله واقواله..
هذا مع احترامي وتقديري لك وللراكوبة وقرائها..