دستور السودان المقبل: هل سيكون مختلفاً؟ا

دستور السودان المقبل: هل سيكون مختلفاً؟
أ.د.الطيب زين العابدين
تعاقبت على السودان منذ استقلاله ستة دساتير صدرت في الأعوام: 1956، 1964، 1973، 1985، 1998، 2005؛ اثنان منها مؤقتان في 56 و 64، واثنان انتقاليان في 85 و 2005، واثنان وضعتهما سلطة عسكرية في 73 و 98 لم تكن مفوضة ديمقراطياً من قبل الناخبين، وانتهت السلطة العسكرية الأولى بانتفاضة شعبية أودت بها وقبلت السلطة الثانية باتفاقية سلام مع حركة التمرد الجنوبية أجبرتها على قدر من التعددية السياسية، وعلى وضع دستور انتقالي هو الساري اليوم. وبانفصال الجنوب عن دولة السودان في يوليو الماضي ما عاد ممكناً استمرار الدستور الانتقالي الذي فصِل على مقاس المؤتمر الوطني والحركة الشعبية من أجل تحقيق السلام وأملاً في كسب الحركة الشعبية لصف الوحدة، وفقدنا الوحدة وقد نفقد السلام أيضا. والتطور الدستوري في السودان يعكس فشلاً سياسياً للنخب الحاكمة منذ الاستقلال العسكرية منها والمدنية، ويعكس احتراباً أهلياً استمر لعدة عقود، واتسم بعدم الاستقرار والتراجع في الحريات العامة وزيادة حجم الفقر وانتشار الفساد وتدني مستوى الخدمات الاجتماعية وضعف الخدمة المدنية. وفشلت كل الحكومات الديمقراطية في سنواتها الإحدى عشر المحدودة في صياغة دستور دائم للبلاد،كما فشلت الحكومات العسكرية في عقودها الخمسة في وضع دستور يتوافق عليه الناس. وهذا فشل ذريع بكل المقاييس يتوج رؤوس النخب الحاكمة بقدر مدة بقائهم في السلطة، والدستور مهما كان جيداً في محتواه ليس ضماناً للحكم الراشد ولا للاستقرار السياسي ولا للتنمية والنهضة، ولكنه أساس مهم في توفير مناخ الحكم الراشد والاستقرار والعمل من أجل التنمية والنهضة. وأهم سمات الدستور الجيد أن يكون محل توافق عريض يكاد يبلغ درجة الإجماع بين طوائف المجتمع وطبقاته وأقاليمه، ولا يمكن أن يكون كذلك إلا إذا دار حوله حوار حر شامل بين القوى السياسية والمدنية في كافة القطاعات واتصف بمشاركة مجتمعية واسعة تعطيه القبول الشعبي والمشروعية السياسية. والسؤال الملح في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ السودان التي فقد فيها ثلث أراضيه وربع سكانه: هل سيستمر أهل السودان في مسلسل الفشل السياسي الذريع الذي تسببت فيه كل النخب الحاكمة منذ مطلع الاستقلال وإلى اليوم؟ أم أننا سنهتدي إلى أمر رشد يتغير فيه الحال من النزاع المسلح إلى السلام، ومن التشرذم إلى الوحدة، ومن الاضطراب إلى الاستقرار، ومن التقهقر والتراجع إلى النمو والتطور؟. وكيفية صناعة الدستور المقبل هي التي تحمل المؤشر الجلي إلى أين يسير السودان. وبعبارة أخرى هل سيكون دستور السودان المقبل في صناعته ومحتواه مختلفاً عن التجارب الفاشلة التي سبقته؟
في كل التجارب السابقة كان أمر الدستور يوكل إلى لجنة مختارة (قومية أو غير قومية) هي عبارة عن نخبة من السياسيين المحترفين والخبراء القانونيين تجتمع اللجنة على مدى أيام أو أسابيع في قاعة مغلقة لا يتسرب منها للجماهير إلا القليل من المواقف والمعلومات حتى تخرج بمسودة للناس لم يرها أحد ولم يستشر فيها أحد، ثم ترفع إلى سلطة تشريعية (منتخبة ديمقراطياً أو غير منتخبة) تجيز تلك المسودة مع بعض التعديلات القليلة أو بدون تعديلات، لتصبح بعد ذلك دستور السودان المؤقت أو الانتقالي أو الدائم، ولم ينجح دستور واحد منها في أن يصمد لعاديات الزمن وتغير الأوضاع والأنظمة! كيف نعبر من هذا التراث النخبوي البائس في صناعة الدستور إلى فضاء التوافق الوطني العريض حول وثيقة أساسية يجتمع عليها الناس في أطراف البلاد وريفها وحضرها؟ هناك تجارب عديدة في هذا المجال وقعت في العقدين الماضيين في بلاد إفريقية عديدة خرجت من نزاعات أهلية ومن أنظمة سلطوية وفي عدد من دول أوروبا الشرقية بعد أن انعتقت من ربقة الشيوعية ، فتبنت منهج الحوار الشعبي الواسع حول قضايا الدستور المختلفة، وأنشأت لجانا أو مفوضيات قومية مستقلة تقوم بمهمة ذلك الحوار على مدى شهور أو أكثر. حدث ذلك في جنوب إفريقيا وزمبابوي ورواندا وليبريا ونيجيريا وكينيا وغيرها. لقد كونت حكومة نيجيريا العسكرية عندما أرادت تسليم السلطة للمدنيين آلية للحوار الشعبي أسمتها «لجنة الحوار والتنسيق الدستوري» في نوفمبر 1998 كلفتها ببدء الحوار حول دستور نيجيريا، وجمع وتنسيق الآراء والتوصيات المقدمة من الأفراد والمجموعات حول محتوى دستور نيجيريا الجديد. نظمت لجنة الحوار العديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل وجلسات الاستماع في كل أنحاء البلاد، وكان الرأي الراجح بين المواطنين هو الإبقاء على دستور 1979 مع إجراء تعديلات أساسية عليه، وهو الدستور الذي أجيز في مايو 1999 وما زال سارياً حتى اليوم. وفي كينيا أنشئت بقانون في 2001 «مفوضية مراجعة الدستور الكيني» بهدف تحقيق السلام، وتأسيس نظام ديمقراطي حر يؤطر للحكم الراشد وسيادة القانون، ويطور مشاركة المواطنين في الحكم عبر انتخابات حرة ونزيهة، ويحترم التنوع العرقي والجهوي، وينمي التعاون الإقليمي والدولي، ويقوي التمازج الوطني والوحدة. وكلفت المفوضية باتباع الأساليب الآتية: اتخاذ منهج التعليم المدني لتفعيل الحوار الشعبي وتنوير المواطنين بقضايا الدستور، تجميع وترتيب آراء المواطنين ومقترحاتهم لتعديل الدستور، إجراء الدراسات والأبحاث لتقييم تجربة كينيا الدستورية والبلاد المشابهة لها حتى تساعد في بلورة الأفكار حول الدستور المقبل. وشكلت المفوضية 13 لجنة فنية لتقديم دراسات حول كل جوانب الدستور مثل: ديباجة الدستور وسيادة الشعب وحاكمية الدستور والقيم الوطنية، المواطنة ووثيقة الحقوق، التمثيل الشعبي، السلطة التنفيذية، السلطة التشريعية، السلطة القضائية، تنزيل السلطات، المال العام والخدمات الاجتماعية، الدفاع والأمن الوطني، حقوق الأرض والبيئة، اللجان الدستورية وتعديل الدستور، الترتيبات الانتقالية، الثقافة. ولا عجب بعد هذا الجهد الكبير الذي استمر لبضع سنوات أن حظي دستور كينيا لسنة 2010 بقبول واسع عند الاستفتاء الشعبي عليه.
وهناك اهتمام غير مسبوق بين منظمات المجتمع المدني والقوى السياسية بكيفية صناعة دستور السودان المقبل وقضاياه الأساسية، فهناك عشرات المنظمات التي تعمل في هذا المجال وتتفق معظم هذه المنظمات على ضرورة الحوار الوطني المكثف بين قطاعات الشعب وأقاليمه حول قضايا الدستور حتى يأتي ممثلاً للرغبة الشعبية الواسعة ويحظى بالقبول من كل طوائف المجتمع. وبما أني أعمل من خلال «مجموعة الدستور» التي تعمل تحت مظلة «مركز الأيام للدراسات الثقافية والتنمية»، فقد بذلت هذه المجموعة جهداً مقدراً منذ منتصف شهر أبريل الماضي قامت فيه بدراسات متعمقة حول: أنظمة الحكم، هياكل الحكم، علاقة الدين والدولة، النظام العدلي، النظام الفدرالي، الحريات وحقوق الإنسان، ضمان فصل السلطات، آليات الضبط والتوازن بين السلطات… والتقت بالعديد من القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني العاملة في موضوع الدستور، ووجدت استجابة مقدرة من الجميع. وعملت المجموعة على كتابة مذكرة ضافية ضمت حصيلة دراستها ومشاوراتها، وقامت بتوزيعها على القوى السياسية وعلى الكثير من منظمات المجتمع المدني، كما ستنشرها في بعض الصحف اليومية، آملة في تلقي آراء ومقترحات من الجهات المختلفة حتى تسهم في تطوير ما جاء فيها من أفكار ورؤى لعلها تكون بداية لتوافق وطني حول مشكلة دستور السودان المقبل الذي ينبغي أن يكون مختلفاً جداً عن تجاربنا الدستورية الفاشلة السابقة.
الصحافة
و 99 في المائه من الفشل الذي اصابنا سببه معشر الكيزان لا بارك الله في اي عمل يقومون او ينوون القيام به :lool:
وبعبارة أخرى هل سيكون دستور السودان المقبل في صناعته ومحتواه مختلفاً عن
التجارب الفاشلة التي سبقته؟
يختلف الدستور المرتقب حين تتغير الخارطة السياسية على الارض , بحيث تستطيع
القوة الجديدةالتى تهيمن على الارض ان تفرض ارادتها وتعبر عنها فى الدستور
الجديد الذى يختلف عن الدستور الحالى , الذى يحاكى ارادة القوة المهيمنة حاليا
الحاصل للسودان ده كله من الانجليز مش عشان استعمرونا لكن عشان طلعوا من السودان و هم عارفين اننا لسه بنحبى فى السياسة و جو العساكر و العقائديين تموا الناقصة ما خلونا نحبى و بعدين نتعلم المشى و بعدين نتعلم الجرى و الانطلاق فى درب الديمقراطية الرحب وهى احسن السيئين لان الكمال لله وحده!!! 44 سنة من الحكم الاوتقرلطى و مشاكل السودان مش اتحلت بل اتعقدت زيادة ده يعنى ان الحكومات العسكرية او العسكر مع العقائديين فاشلة و اى زول ريالته كابه ح يقول انها فاشلة!! ولا نديهم كمان 22 سنة تانى يمكن السودان يتصلح؟؟؟ يتصلح ؟ ده ما ح يكون فى سودان ذاته!!!! الديمقراطية بى سجم رمادها ما كان ح توصل السودان للوضع الحالى السجمان ده!!!
طيب ده اول مقال ليك يرقى للمستوى
وفيه نظره علميه وعموما سرنا
بس فضلت علاقة الدين بالدوله ده المسمار الاساسى
ورينا عملتو فيهو شنو
بالمناسبه افتكر انك بتقرا الراكوبه
والحمد لله ان الصحف الالترونيه هى صحف تفاعليه
لماذا لا نجد من جانبكم اى تفاعل
اذا الكلام البنقولو ليك كلام حار
فده سببو ما فعلتوه فينا وما زال
(املاً في كسب الحركة الشعبية لصف الوحدة) دائماً السم في الدسم يأخوان بالرغم من ما حصل للسودان والسودانيين أرى انك تحاول جاهداً ان تبحث عن مخرج للتجربة الفاشلة واعادة تدويرها مرة اخرى كالترابي ، يادكتور يجب ان تكرس حياتك في نقد هذه التجربة العبثية وتناضل لارساء نظام انساني اخلاقي يتماها مع الجانب الجميل فيك دون الحنين للماضي
حياك الله يا بروف يا فخر بلادى اقول للاخوة ان البروف كان معارض للانقلاب من البداية ولم يشارك فى الانقاذ ابدا عليه ان نتعامل معه بواقعة اليوم شكرا احبتى
رسالة للبروف ارجو ان تصله
نعم للدولة الدينية
أولاً أأسف لتعليقي السابق لو كان فيه شي من الشطط
نتفق ان نسمي الاشياء باسمائها، أخوانا الاخوان المسلمين كان فيهم من هو حسن سيرة والنوايا وكانوا باحثين عن قيم اخلاقية في تجربتهم ولم يجدونها وهم قلة ذي البروف ونعترف بذلك وهذا حال جميع من يتعاطف معهم وهولاء يعتبرون قوة الدفع للاخوان المسلمين بالشارع (وطبعاً عدوكم التاريخي الحزب الشيوعي بغباء او عن قصد لم يرفع رايتها اقصد القيم الاخلاقية بصورة واضحة وجعلها برنامج له وذهب لما لا يهم الشعب السوداني رغم اهميته ، وطبعاً الطائفيين ليس مؤهلين لذلك حسب تاريخ نشأتهم وتركيبتهم الاستغلالية لجهل الغير) بس البزعل بستشف انه أحياناً بعاودكم حنين تدوير التجربة بشكل آخر وكأنكم أضعتم بوصلتكم ، ندعوكم للهدف مباشرة ، الاخلاق ولا يشي غير الاخلاق ليكون دين الدولة والامة، نعم الاخلاق اقدم من جميع الاديان بل كانت هدف كل الاديان وبالاخص الاسلام عندما قال المصطفى صلى عليه وسلم (وإنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق) ولم يقل بعثت لاتمم فقط بل سبقها بإنما وإنما هنا تفيد الحصر والقصر مش كده بتوع العربي وهذا يعني للإخلاق والاخلاق فقط قد بعثت ولاشي غير الاخلاق، وفي هذا دعوة لوحدة البشر حيث أن مكارم الاخلاق ليس حكراً على امة او دين او شعب، ينصر دينكم ويحفظكم يا دكتور أنتو أكثر ناس ممكن تخارجونا من المصيبة والورطة الواقعين فيها دي يا بروف خلونا نربي اولادنا على الاخلاق في الدنيا وبرضوا بتفيدهم في دينهم لي اخرتهم يعني يا بروف دولة دينها الاخلاق ونحل معضلة الدين والدولة دي ونخلص ونعرف نستمتع ببناء البلد دي للاجيال الجاية، أنت الرجل المقبول من الجميع اليسار واليمين والشباب وفيك كل ما يحبه السودانيين يعني (دغري) وبتاع دين ما ذي عمنا نقد ما بحب الكلام في الدين، لهذا لما لا تدعو لتأسيس (حزب الاخلاق) وسوف يلتف حولك جميع اهل السودان من اليسار واليمين والشمال والجنوب والشرق والغرب.
وندعو لدولة دينية دينها الاخلاق
نطلع من الموضوع شويه طبعاً البناء للاجيال القادمة دي بتزعل ناس كتار من جيلنا وبيقولوا عليها جملة مبتذلة لانهم ما شافوا حاجة في الدنيا، الواحد فينا ذي الطفل يشعر انه حيطلع من الدنيا دي زي ما دخل يعني حيموت ناقص عمر وهذا مايجعل الواحد فينا يعلق بشي من الحرقة والقسوة على الاخرين خلاف طبعه، واخاف يموت ناقص عمر دي تزعل اخوانا المتدينين ويقولوا عليها حرام وما في زول بموت ناقص عمر وهذا كفر، وطبعاً ما اقصد كده معاذا الله ولكن عندما نقولها نقصد انه الواحد يموت احلامه واماله كلها في كيسه ما صرف منها ولا التكتحه وهذا الشي البخلي السوداني يكره الموت مش لانه جبان وبخاف الموت لا والله مرحبا بالموت لقيمة تستحق الموت بشرط ان نحقق شي من احلامنا ولو كان ذلك في الموت.