بين التحرش والتعدي الأخلاقي.. غزل الشوارع .. سقوط مع سبق الترصد

الخرطوم: مجاهد باسان :

كانت )تتي) هي الكلمة الشائعة في زمانه كما أنها كلمة يطلقها مترصدو الشابات في الشوارع والتي أرسلته للسجن وحكمت عليه بالمؤبد لقتله شابا تهجم عليه بعد أن غازل أخته الصغيرة أثناء خروجها لشراء بعض الحاجيات المنزلية ، استرجعتها ذاكرته عند مرور إحدى العاملات بالسجن ليبتدرها بتلك الكلمة الشبابية ليعيد الأيام الأولى بقوله ( وين ياتتي ) لتفاجئه بابتسامة نص كم وتقول ( ياخ إنت من زمن تتي في حاجات جديدة جات بعدها )، ولم تعلم أنه منذ ذلك الزمن السحيق لايزال يقطن وراء القضبان الصدئة بسبب تلك الكلمة .

لم تكن الكلمة وحدها هي الحقيقة التي يجتمع عليها أغلب الشباب بل الطريقة التي أصبحت فيها ظاهرة التحرش سلوكا شبابيا ينتهجه المراهقون ، فطبيعة التحرش اللفظي أو الجسدي نتاج للتفكك وتصدع المجتمع وتدهور الظروف المجتمعية وقسوتها والاحتقانات والصراعات الاجتماعية التي تدفع الى العدوانية والاحتقار وتحقير الآخر والعنف المعنوي والجسدي والتعدي على الحرية في كل مجالات الحياة، بل يجد هذا السلوك الإسناد المطلق من زحف قيم التفكير العاطفي عند الشباب دون دراسة لأبعاده الاجتماعية التي تصب في ميزان الضغط النفسي .

التحرش الجنسي قد يحدث في أي مكان , في كل من الأماكن العامة و الخاصة مثل الشوارع، أماكن العمل، المواصلات العامة، المدارس و الجامعات، المطاعم، الأسواق التجارية، في المنزل، بل و حتى في صحبة الآخرين ( العائلة، الأقارب و الزملاء )، عبر الإنترنت، التحرش الجنسي لا يعتبر غلطة الضحية ابدا بل هي الجزء المفتعل به التحرش كما أنه اختيار يتخذه شخص ما وبغض النظر عن الضحية جذابة أو غير ذلك .

كثيرة هي النماذج التي أصبحت ديدن لذلك السلوك بل أن البعض يصفها باللا أخلاقية أو المتنافية مع السلوك العام لذلك نجدها غير مقبولة في بعض الأحيان، بل أن حدودها تعدت قيم المجتمع السمحة التي تنظر للمرأة على أنها تلك الأخت والأم والبنت ، فالتحرر وكسر حاجز الحياء بين الشباب جعل تلك السلوكيات أشبه بالعادية كما أن انتشار الظاهر بالأخص بين فئة الشباب لها مسبباتها النفسية التي تؤثر سلبا على دور الشباب، كما أن الغزل في الشوارع ظاهرة أصبحت مؤخرا بالمخيفة التي تسهم بدورها في إدخال الرعب عند البعض . العطالة والبعد عن الوازع الديني له أثره على ذلك السلوك الجماعي للشباب، كما أن طبيعة كل شاب في اختيار أساليبه بداية لتدعيم تلك الأفكار العقيمة التي تصبح بذلك نشطة وكريهة فى محابسها فلا تجد طريقا للفعل البناء الكريم بل تتفجر في عدوانية لتتعدى على الآخرين وحرياتهم على حسب قول د. عبد الرحيم أحمد بلال الخبير الاجتماعي، كما يرى أن الانتقال من مجتمع تقليدي تحكمه ضوابط الرقابة التي تفرضها وتحرسها شبكات القرابة وعلاقات الجوار الى مجتمع انتقالي تغيب فيه المحاسبة المجتمعية وآليات الرقابة والضبط الاجتماعى الذى يقوم على العلاقات المباشرة له أثرة السلبي، كما أن الانفتاح في العلاقات والتحرر في طريقة التفكير يجعل طبيعة التحرش الشبابي سلوكا بديلا .

ويبقى القول، إن ظاهرة التحرش الجنسي بالنساء باتت تشكل خطرا لا يستهان به على نسيج المجتمع الذي غاب عنه “الحياء” وتفسخت تقاليده وأعرافه أمام رغبات شريحة من الشباب هم في الأصل ضحايا الجهل والفقر الثقافي والتربوي والاقتصادي، وتحطمت معها معاني الشهامة والرجولة والحفاظ على المرأة التي هي الأم والزوجة والأخت والابنة .

الرأي العام

تعليق واحد

  1. هو زمان كلمت تتي تقدر تقولها ساكت كده …. لما تتلفت يمين وشمال والشارع دا البت دي ما حلتها … حتى تقولها …..

    وكان هناك شرف .. بنت الحله ما تقولها ليها … وهي أختك … لكن نحن في الزمن القذر هذا الذي صنعته الجبهة الإسلامية بعد انقلابها في 89 أصبح الناس بلا أخلاق ..

  2. الغزل بالنساء له اوجه عديدة وتختلف المفاهيم في التغزل بين شعوب واخري مثلا الفتاة المصرية اذا لم تجد من يتغزل بها عندما تصل بيتها تبكي و تقول لامها انا وحشة ما حدش عبرني والغزل يعبر عن محاسن المراة ولكن للمراة دور غي مغازلتها وهي تغري من يغازلهاعن طريقة لبسها او المكياج الذي تضعه وتبقى عادة سلوكية غير حميدة

  3. ألف رحمه ونور علي الزمن الجميل, الزمن الذي مضي دون وعد بالعودة, كنا في ذاك الزمان نعتبر كل من هو أكبر منك سنآ هو أباك وأمك اللذان لم يلداك, وكذلك البنات هن أخواتك شئت أم أبيت, إلا القليل منهن, زميلات الدراسة كنّ أو زميلات العمل وأيضآ هناك وازع تربوي كامن في الضمير لا يمكن تجاوزه إلا ما ندر…. ففي الشارع تجد أخاك الاكبر وزملائه لك بالمرصاد, الأستاذ, العم, الخال, والأهم في كل ذلك النشأة الأولي

  4. المرأه لا تعرف فضيلتها وعزتها الا اذا تعرضت للاغراء… هنا يكمن مربط الفرس لمعرفة كنه واصل الست الشريفه والاصيله: والست الواثقه من نفسها وكينونتها يمكنها ان تقبع وسط ارتال من الرجال دون ان تمتد لها يد بخبث او تسلط عليها نظرات غدر وخيانه ؛ ومهما يكن فان المرأه هى المرأه وهى موطن العطف والحنان ح وقد تذوب فى كلمات معسوله وقد تغدر بابسط الاسباب !! وعليه الحذر والادب لهن….

  5. أليس غريبا ان تنتشر هذه الأمراض التي ترتقي لمرتبة الجرائم في زمن الإنقاذ و حكم (الحركة الإسلامية) ألم يسال ربانية النظام وعلماء وفقهاء النظام العام نفسهم هذا الؤال بعد أكثر من عشرين سنة لم يستطيعوا أن يقضوا على اصغر وأقل نوع من الفساد في المجتمع بل حدث العكس زادة كل الأمراض والمغاسد ولم تنفع معها قانون النظام العام ولا الخاص أهذا دليل على فشل النظام برمته وأنه هو نفسه صار مفسدة ويفرخ المفسدين وآخر العلاج الكي وهو إزالة النظام وإسقاطه ولا حل غير هذا !!!

  6. الناس بقت تلد وترمي في الشارع علي قولة حبوبتي الله يرحمها الولادة البلا بسم الله يعني ياناس بقت مافي تربية ولا حسيب ولا رقيب والواقع المر في البلد والفقر يجعل الشيطان هو المربي والموجه
    الله يستر علي المسلمين والمسلمات

  7. الحرة لاتاكل من ثديها
    عفوا تعف نسائكم في المحرم وتجنبوا ما لايليق بمسلم
    ان الزنا اذا اقرضته كان الزنا من اهل بيتك فاعلم
    اللهم استرنا وساير المسلمين من كل سوء بسترك ياسابل الستر
    قال صلعم من ستر مسلما في الدنيا ستره الله يوم القيامة
    اللهم سترك ولطفك بنا فانا عبادك الموحدين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..