بالسواطير..عصابات نيقرز بالخرطوم ..إصابات وصرخات ..والموت سنبلة

عبّر سكان مناطق بحري شمال، عن انزعاجهم الشديد من انتشار ظاهرة دراجات نارية يقودها شباب مراهقون بسرعات كبيرة في الطرقات والشوارع من دون الحصول على رخصة قيادة، مشيرين إلى أن هذه الظاهرة تسببت في وقوع حوادث مرورية عدة.
وقال سكان الدروشاب والحلفايا لـ(المشهد الآن)، إنهم تعرضوا لمخاطر مرورية بسبب سير دراجات نارية بسرعات عالية بين المناطق السكنية، خصوصاً خلال يومي عمل (سوق الدروشاب)، دون مراعاة ظروف السكان وسلامة السائقين والمارة على الطريق، مطالبين إدارة المرور باتخاذ الإجراءات اللازمة بحق الشباب المخالفين، ومصادرة الدراجات النارية التي يتم تأجيرها إلى أطفال ومراهقين.

وتفصيلاً، أفاد سكان الدروشاب والحلفايا والازيرقاب، بأن حركة المرور يومي الأحد والأربعاء أصبحت مزعجة بسبب ظهور سائقين شباب يقودون دراجات نارية بشكل مفاجئ على الطرقات، دون الانتباه للمارة، مطالبين الجهات المعنية باتخاذ إجراءات سريعة للحد من هذه الظاهرة التي انتشرت في مناطقهم خلال الأشهر الماضية، وتسببت في وقوع حوادث مرورية، مشيرين إلى ضرورة إجراء حملات ومخالفة لاصحاب تلك المركبات والدراجات باعتبارهم يؤجرون لأطفال ومراهقين.

[COLOR=#0015FF]تحقيق: نفيسة محمد الحسن – امنه مضوي[/COLOR]

غياب توعية الأسر..
قال سامي محمد من سكان منطقة الدروشاب، إن ظاهرة الدراجات النارية كانت خلال إجازة الأعياد لكن انتشرت بصورة لافتة، خاصة أثناء الإجازات والأعياد وعطلة نهاية الأسبوع، ومعظم سائقي هذه الدراجات من المراهقين غير الحاصلين على رخص قيادة، موضحاً أن غياب توعية الأسر بمخاطر الدراجات النارية أدى إلى وقوع حوادث مرورية عدة، بسبب الدراجات النارية والقيادة الخاطئة في الطرقات وأمام المركبات، ووسط المناطق السكنية، مطالباً الجهات المعنية بضرورة التصدي لهذه الظاهرة، ومصادرة الدراجات النارية المخالفة،

اصطدام بمنزل..
وأيده المواطن (الضو) صاحب دكان أمام السوق، قائلاً إن المراهقين والأطفال يقودون دراجات نارية على الطرقات دون التأكد من خلوها من المركبات والمارة، وخلال فترة العيد وقعت حوادث تدهور دراجات نارية بسبب قيادتها من قبل ثلاثة مراهقين، موضحاً أن أحد الشباب كان يقود دراجته، وأثناء الالتفات إلى جهة اليمين تدهورت الدراجة واصطدمت بجدار منزل، كما وقعت حوادث مشابهة في مناطق مختلفة
كما تنتشر تجارة تأجير الدرجات النارية بمنطقة الحاج يوسف لكن الأدهى أنه يتم تأجيرها للأطفال الذين لا يجيدون قيادتها ما يتسبب بحوادث خطيرة ومؤذية في الكثير من الأحيان.

دخل جيد
الشاب محمد خالد 20 عاماً يمتلك دراجة نارية منذ أكثر من عامين يعترف بأنه يستغل فترة العيد لتأجير دراجته النارية وكسب المزيد من المال لإكمال دراسته الجامعية, إلا أنه يدرك أن هناك خطراً كبيراً في تأجير دراجته للقاصرين ما يتسبب بحوادث عديدة لهم.
وأضاف نحن نؤجر الدراجات لكل من يريدها وأشار إلى أن أجرة ثلاث لفات حول منطقة سوق(الأحد) بالدراجة النارية تبلغ 7 جنيهات بينما يتم تأجيره لمدة ساعة بـ 30 جنيهاً, مؤكداً أن هناك إقبال من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13-17 عاماً.

عشرات الإصابات
وقد أصيب العشرات من الأطفال بكسور وجروح نتيجة السقوط عن الدرجات النارية والعديد من الحوادث المختلفة, وفق ما أكدته مستشفى الشهيد علي عبدالفتاح بالدروشاب، وأشارت المستشفى إلى وصول العديد من الحالات المصابة بكسور في الأقدام والأيدي والكتف لدى العديد من الأطفال نتيجة سقوطهم أثناء قيادة الدراجات النارية, موضحةً أن الإصابات تزيد بشكل واضح خلال فترة العيد.

ولاقت ظاهرة ركوب الأطفال والقاصرين الدرجات النارية رفضاً من الأهالي لما تسببه من أضرار كبيرة لأبنائهم, داعين الجهات المختصة والشرطة لمنع هذا الأمر ومتابعة القائمين عليها.

وأكد الحاج عبدالعظيم الباشا إنه يرفض أن يخرج أبناءه للركوب واستئجار الدراجات النارية، مشيراً إلى أن هذه الظاهرة انتشرت في أماكن تجمع الأطفال للاحتفال بالعيد وهو ما يسبب الكثير من الحوادث.
وأبدى الباشا امتعاضه من وجود الدرجات النارية ببحري شمال بشكل عام, مشيراً للكثير من الحوادث والمصائب التي وقعت بسبب تهور من يقودوا هذه الدرجات في الأيام العادية.

حب استطلاع
قال مدثر النمير صاحب سيارة للإيجار بالحاج يوسف نحن نقوم بتأجير السياراة الساعة بـ 70 جنيهاً واللفة الواحدة داخل الميدان بـ 3 جنيهات. وأضاف إن جاءنا شخص لا يجيد القيادة نعلمه كيفية قيادة السيارة ونشتري له شهادة من مدارس تعليم قيادة السيارات ويكون ثمنها 100 جنيه ويستطرد النمير نحن نؤجر لمن يرغب ليس لدينا سن محددة لأننا سوق أسود كل شخص يعمل لحسابه، مضيفاً تأجير سيارة لطفل به خطورة لكن يجب وضع احتياطات إضافة إلا أننا لا نتركهم يقودوا السيارة لوحدهم نركب بجانبهم ونعلمهم كيفية القيادة لأنهم أساساً يأتوا للقيادة كحب استطلاع. وأضاف مدثر هذا مصدر عيشنا ونحن واضعين في حساباتنا كل شيء.

طرق خاطئة
تقول بسمات آدم مواطنة بالحاج يوسف إن تأجير الدراجات يؤدي إلى وقوع الحوادث بالطرق العامة لأن تأجيرها ليس له قوانين ثابتة من حيث وجود المساحة الكافية ولأن الأطفال يمارسون هوايتهم بطريقة خاطئة بالتالي تؤدي إلى إصابة المواطن أو إصابة الدراجة أو السيارة.

تأجير السيارات والمواتر
تقول درية السر بابكر إن تأجير السيارات والدراجات استغلال سيئ للأطفال لأنه قد يؤدي إلى وقوع الحوادث لقلة خبرتهم. وأضافت درية إن تأجير السيارات والمواتر للأطفال يؤدي إلى تسرب بعض التلاميذ من مدارسهم وقد يضطر التلميذ للقيام بعمل هامشي لتغطية نفقات إيجار هذه الدراجات.

مجاراة الزمن
وأفاد عباس علي الكحلاوي (مواطن) إن إيجار السيارات والدراجات هي ظاهرة خطيرة بالنسبة للأطفال وإيجارها يعرِّضهم للخطر الجسيم وللموت أحياناً. وقال لكن إذا كان هناك معهم معلم أي مدرب متخصص يعلمهم كيف يقودوا السيارة أو الدراجة هذا أفضل ويكسبهم خبرة وتعلم لمجاراة الزمن القادم في المستقبل.

مسؤولية السلطات
قالت أماني الضو رمضان إن ظاهرة استئجار الدراجات للأطفال خطيرة جداً لكن الكثيرون من الناس يستخفون بها ولايدركون مدى خطورتها التي قد تؤدي إلى وفاة الكثير من الأطفال الأبرياء. وأضافت لذلك أنا أرجو من السلطات المسؤولة منع مثل هذه الظاهرة والمراقبة اللصيقة حتى نتجنب خسارة الكثير من الأبرياء بسبب هذه الظاهرة.

إثبات شخصية
وقال عبدالقادر يوسف صاحب دراجة للإيجار نقوم بالإيجار بضمانات أي إثبات شخصية “رقم وطني ـ جنسية” أو شخص بنعرفه وقال عبدالقادر إن ثمن الإيجار 2 جنيه وتكون داخل الميدان ويستطرد إذا كان يجيد القيادة نعطيه الدراجة وإن كان لا يجيد القيادة لا نتركه لوحده يرافقه شخص أو نعلمه قيادة الدراجة. وقال يوسف يأتي هنا طلاب أثناء اليوم الدراسي.
الخطر ينظر لهم

يقول شاذلي إن الأطفال يقوموا بإيجار السيارات والدراجات كهواية لكن الحقيقه إنهم أطفال صغار بالنسبة لقيادة الدراجة أو السيارة تجد أحدهم يقود وهو لم يتجاوز 9 سنوات. وأضاف عجبال صاحب الدراجة لا يتركهم لوحدهم أي يعلِّم من لا يجيد القيادة لكن توجد خطورة في الإيجار بنسبة للأطفال خاصة أن كان أحدهم لا يجيد القيادة ويقول إنه يعرفها، ويضيف لكن من طريقة ركوب الشخص الدراجة يعلم صاحبها إن هذا الشخص يجيد القيادة أم لا. وقال شاذلي أحياناً يتسرب الأطفال من مدارسهم لكي يأتوا لإيجار السيارات والدراجات بالزي المدرسي. وأضاف هؤلاء الأطفال أغلبهم طلاب “أساس + ثانوي” يأخذوا مصروفهم للإيجار حيث تجد الشخص لا يتناول الفطور أو يأكل شيء بسيط حتى يوفر ثمن الإيجار. وفي أطفال يأخذوا من أمهاتهم أو أخواتهم وقد يلجأ إلى السرقة إذا لم يستطع توفير ثمن الإيجار، مضيفاً يوجد طلاب يدفعوا رسوم المدرسة لإيجار الدراجات والسيارات ويكون أهله لا يعلمون بذلك. ويستطرد يجب على كل أب يكون عالم بمكان ابنه ويضيف الأم مسؤولة أكثر من الأب لوجودها في المنزل أكثر من الأب.

مشاكل الأطفال
واتفقت كل من مريودة وسارة بركة أن قيادة الأطفال للدراجات خطر عليهم وقد تقودهم إلى السرقة.
وتقول كل من سارة محمد وفاطمة أبكر إن إيجار الدراجات والسيارات خطر على الأطفال عندما يكونوا لا يجيدون القيادة مما يؤدي إلى حدوث الحوادث وهم يعتبرونها لعب وتسلية لأنهم يعرضون أنفسهم للخطر وقد تحدث لهم إصابات جسيمة ويمكن أن تؤدي إلى الموت.

دراجات نارية لعصابات النيقرز…
أما في منطقة الريف الجنوبي لأم درمان صالحة(صريو) تجري الأحداث أكثر من مثيلاتها في مناطق الخرطوم الأخرى باعتبار أن المنطقة طرفية حيث أقرب مركز للشرطة يبعد حوالي 15 كيلو متر …وفي مساحة واسعة(فسحة) يقابلها النيل تماماً من الناحية الشرقية وشمالها المقابر تجري أحداث الفوضى في مسلسل غياب السلطات..وأحياناً يتعدى الأمر لإدارة الدراجات النارية إلى وجود فئات مختلفة أبرزها صغار السن(أطفال من العاشرة حتى الـ16عاماً) بجانب مجموعات عرفت بالنيقرز(حضور شباب في قروبات يطلقون عليها استيل وهي أسماء مقتبسة من المغني والممثل الأمريكي(فيفتي سنت) ويأتون بأسلحتهم البيضاء… وأفاد عدد من مواطني المنطقة أن (لفة) الدراجة 2 كيلو بـ2 جنيه دون رقيب أو حسيب، وأضافوا أن حالات الحوادث الموجودة أكثر من 7 بكسور في مناطق مختلفة، إضافة إلى حضور تلك المجموعات للاستمتاع بالفوضى التي سمح بها غياب السلطات. وأبدى عدد من المواطنين تذمرهم واستهجانهم واستنكارهم لوجود مثل هذا السلوك في المنطقة خاصة وأنه يعرِّض أطفالهم للمخاطر، إضافة إلى المهدد الأمني بجمع أشتات من المجموعات والقروبات كل يوم مساء.
وقال المواطن عبدالرافع إن ما يؤلمنا أكثر هو عدم مراعاة حرمة الموتى لأن جزء من مسارات الدراجات تكون الناحية الجنوبية للمقابر. وأضاف أن أصحاب الدراجات هم قروبات النيقرز أنفسهم.

المشهد الآن