بيان صحفي من حزب التحرير: متى يكون الجلوس على كرسي الحكم عبادة وتقرباً إلى الله؟

ضمن مخاطبته للشباب بقاعة الصداقة بالخرطوم، قال الرئيس عمر البشير؛ رئيس الجمهورية: (… لأننا والله العظيم، نعتبر الجلوس على الكرسي عبادة وتقرباً، ولا نتقرّب إلى الله بالغش والخداع والتزييف…)، فمتى يكون الجلوس على كرسي الحكم عبادة وتقرباً إلى الله؟!
ونجيب عن هذا السؤال ببعض الأسس التي تجعل الحكم والسلطان عبادة وتقرباً إلى الله، وننزلها على واقع الحكم عندنا في السودان، فنقول يكون الحكم عبادة وتقرباً إلى الله:
1/ عندما يكون الحكم والسلطان قائماً على أساس العقيدة الإسلامية، ويكون الدستور الذي يُحكم به مستنبطاً من كتاب الله وسنة رسوله وما أرشدا إليه من إجماع الصحابة والقياس الشرعي.
2/ عندما يبايع الحاكم بيعة شرعية يأخذ بها السلطان ليحكم الناس بكتاب الله وسنة رسوله ، ويسوسهم بأحكام الإسلام ومعالجاته في الحكم والاقتصاد والاجتماع… وغيرها.
3/ عندما يجوع الحاكم لتشبع الرعية، فسيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه عندما جاع الناس في خلافته جاع هو معهم، وقال قولته المشهورة عندما كانت بطنه تقرقر من أكل الخبز الجاف بالزيت: (قرقري أو لا تقرقري فلن تذوقي طعم اللحم حتى يشبع منه أبناء المسلمين).
4/ عندما لا يغش الراعي رعيته، لأن الحاكم يعرف مصيره حينها، لقول رسول الله : «مَا مِنْ وَالٍ يَلِي رَعِيَّةً مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَيَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لَهُمْ إِلا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ».
وباستقراء واقع الأسس التي يقوم عليها الحكم في السودان نجد:
أولاً: الحكم والسلطان يقومان على الأساس الغربي الرأسمالي الديمقراطي، لا على أساس العقيدة الإسلامية.
ثانياً: إن الدستور الذي يحكمنا هو دستور نيفاشا الانتقالي الذي فصل الجنوب، وهيأ بقية الأقاليم للانفصال، وأشعل الحروب في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان وغيرها، فوق كونها -أي نيفاشا- إملاءات غربية لا علاقة لها بالإسلام. ثم إن الحكومة ما فتئت تردد أنها ستطبق الإسلام، مما يعني عملياً (وهو الحاصل) أنها لا تطبق الإسلام.
ثالثاً: إن الحكومة في السودان ترتع في المال العام، وتحل الربا، وتجبي المال الحرام؛ من مكوس وضرائب غير مباشرة، مخالفة بذلك صريح الإسلام، يقول الرسول : «لاَ يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ إِلاَّ بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ»، والمسلم لا تطيب نفسه إلا إذا أخذ المال بحقه الشرعي، فكانت النتيجة أن أفقرت الحكومة الناس، ولا تزال تبحث عن سبل إفقارهم، وما الحديث عن زيادة أسعار المحروقات والقمح إلا مثالٌ لسياسة الإفقار والتجويع، فكانت الحكومة كعبد استأمنه سيده ماله وعياله، فبدد المال وشرد العيال.
فإن كنتم يا سيادة الرئيس حقاً تعتبرون كرسي الحكم تقرباً إلى الله وعبادة، فتوبوا إلى بارئكم، وارجعوا مما أنتم فيه من معصية الله والحكم بغير ما أنزل الله، وأعلنوها دولة إسلامية؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة، تردون بها الحقوق إلى أصحابها وترضون بها ربكم، ويساس فيها الناس بالعدل والإحسان. ألا تحبون أن يغفر الله لكم خطاياكم ويتوب عليكم، إنه تواب رحيم. يقول سبحانه وتعالى: اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ.
ابراهيم عثمان أبو خليل
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان
بس ابعدوا من الدين ومن كان يريد الدين عليه بتطبيقه على نفسه اولا
غير ذلك هو رياء وشوفونيه وبعد يعتلي كرسي الحكم الدين للشعب والكرسي لي
علشان كدا الدين لله والوطن للجميع ولا نريد من يتاجر بديننا مرة اخري
قبل ننتهي يجب علينا تطبيق نصوص الشريعه على من تنادوا بها بهتانا وزورا (الكيزان)
تقطيع من خلاف لمغتصبي السلطه (الهمبته) وقطع ايادي السارقين ودي ما اظنه في كوز بمرق منها الا دراويش الجوامع اللى لسه قايلين الرئيس بيطبق الشريعه
هههههههههههههه ولاية السودان؟ وديل منو كمان
ولاية عبيد السودان
الحكم الصالح أساسه المؤسسية .. فإذا كنتم تريدون التقرب إلى الله كما تزعمون .. فلتعلموا أنه لا صلاح إلا بالوسائل التي أبدعها الفكر الإنساني في تجربته الطويلة.. دستور يتوافق عليه الجميع يمثل القواسم المشتركة بين أهل السودان (المواطنة أساس الحقوق والواجبات ولا تمايز بين المواطنين بسبب الدين أو العرق أو اللون أو الجنس… سلطات ثلاث تمارس عملها على وجه الحقيقة لا الديكور .. ليراقب بعضها بعضا… تشريعات.. وعلى رأس ذلك القضاء المستقل.. أي حديث عن دولة الخلافة هو تمزيق لما تبقى من السودان.. ليعلم الأخوان في حزب التحرير أن الجنوب الذي يتباكون عليه ما انفصل إلا بسبب مشروع الجبهة الإسلاموية المرتكز إلى الدين بغرض استغلاله .. وها أنتم تفعلون … دولة الخلافة وهم في رؤوسكم ولا سند لها من الواقع في تاريخ الإسلام .. إنه الملك العضوض .. دولة الخلافة التي تتحدثون عنها مايزت بين الناس بسبب الدين فغير المسلم لا يتمتع فيها بأي حقوق سياسية ( لا يلي ولاية صغرى ولا كبرى) ، له فقط حقوق مدنية مثل حقوقك أنت الأمين العام لحزب التحرير السوداني عندما تكون مقيماً في السعودية أو فرنسا.. الدولة القطرية واقع لا مفر منه .. فلا تخدعوا أنفسكم بالتوهمات … التاريخ لن يعيد نفسه ولو أعادها فإنها المهزلة …إن كنتم أهل صدقٍ فلا تمزقوا السودان بهذه الأفكار البائرة .. والسلام على من اتبع الهدى وقال إنني من المسلين .. المسلمين الحقيقين من يسلموا للحقائق ولا يتقافزوا فوق التاريخ وصيرورته..
البشير غاش للناس، يوهمهم تارة بأنه مع شرع الله، وتارة يقول كانت دغمسة، وتارة يكوّن جبهات للدستور الإسلامي ومرة باسم أهل القبلة ووووو وهو يعلم علم اليقين أنه ينفذ سياسات الأعداء، يمزق البلد ويفقر العباد ويتبع أهواءه وأهواء أسياده الغربيين ويرتع في المال العام ويتلاعب بثروات الأمة بل ويتنازل عن أغني رقعة في السودان (الجنوب) وقد أمضى على اجراء استفتاء في أبيي لضمه لبحر الغزال …..
فهو مصيبة ألمت بالسودان. نسأل الله العافية منه فليتحرك الشباب للانقضاض على سياساته الوقحة هذه.
يقولون (ابعدوا من الدين ومن كان يريد الدين عليه بتطبيقه على نفسه). هذه هي العلمانية بعينها، وهي خاصة بغير المسلمين، أما نحن الأمة الإسلامية فحياتنا ووماتنا لله لرب العالمين ، بمعنى أن لا نقوم بعمل سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي أو متعلق بالسياسة الخارجية أو الداخلية إلا مرتكزين على كتاب الله وسنة رسوله، ولا ننظم علاقاتنا بين الرجال والنساء (النظام الاجتماعي) إلا على أساس الإسلام، فإذا كان الرئيس يريد التقرب الى الله ويتبعه شعبه فليستقم في هذا الطريق وإلا فنحن منه ومن سياساته برءا
موقع اعمال الدكتورسيد القمنى
ما نشر من مقالات الدكتور القمنى
Saturday, February 10, 2007
مسيلمة الكذاب بعد التحسينات
مسيلمة الكذاب بعد التحسينات !!
في عام الوفود شاهدت العرب بأعينها ما حققته النبوة من سيادة لقريش على العرب ، ورأت أهل الدعوة ورفاقها الأوائل في العيش الخشن الشظف من قبل ، ثم شاهدتهم عام الوفود بعد سلسلة حروب دولة المدينة لإخضاع العرب ، وهم في حال غير الحال بعد أن جاءتهم الغنائم والسبايا والفيء والعبيد والثراء بالسلطان على العرب ، أو جاءهم السلطان بها. ضمن هذه الوفود كان وفد بني حنيفة ، وبينهم سيد فيهم يدعى مسيلمة يسترونه بالبرود مكرمة لشأنه ، ولا يسجل التاريخ على وجه الدقة ماذا حدث في هذا اللقاء مع النبي ، وتختلف كتبنا التراثية في رواياتها حول لقاء مسيلمة للنبي من عدمه ، فمنها ما تقول إن بني حنيفة التقوه وكان فيهم مسيلمة ، ومنها ما تقول أن بعضهم التقاه بينما ظل مسيلمة في رحالهم. لكن مسيلمة هذا سيبصح شأنه شأناً ، فما أن عاد إلى اليمامة حتى أعلن في بني حنيفة أنه نبي مثل محمد يوحى إليه ، وأنه قد ?أشرك معه في الأمر? والأمر أي السيادة ?من الإمارة? ، وأرسل إلى النبي محمد (ص) رسالة بهذا المعنى تنتهي بجملة واضحة المعالم والبيان ، إذ يقول بعد الإعلام بشراكته في النبوة ، وفي الأمر ، بشراكة ثالثة هي الهدف وهي الأهم ترد ضمن مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والراشدي ص 305 ?رسالة مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله ، سلام عليك ، أما بعد فإني قد أشركت معك في الأمر ، وأن لنا نصف الأرض ولقريش نصف الأرض ، ولكن قريشاً قوم يعتدون ، والسلام عليك ?. وفي رواية ? ولكن قريشاً لا ينصفون ? ، وفي رواية ?لا يعدلون?.
وكان رد النبي محمد بليغاً فصيحاً واضحاً في صرامة هادئاً في قوة ، إذ كتب له يقول :
?بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب ، السلام على من اتبع الهدى ، أما بعد فإن الأرض للة يورثها من يشاء من عبادة ، والعاقبة للمتقين?.
ولم يكتف النبي محمد بهذا الرد الذي يحيل الموقف لمن سيمكنه حسم المعركة العسكرية لصالحه ، وهو من سيكون الصادق نبوة وملكاً ، فأرسل إلى اليمامة صحابي اختاره لهذه المهمة العسكرية الدقيقة هو (نهار بن الرحال بن عنفوة) لينسل إلى من بقى على إسلامه باليمامة ليشدد من أزرهم وعزائمهم ، وأن يشغب بهم على مسيلمة ، وأن يعيد بهم من اتبع مسيلمة إلى الإسلام.
وكان نهار بن عنفوة قد هاجر من مكة إلى يثرب راغباً في رسول الله ، وقرأ القرآن وتفقه في الدين ، وكان ذكياً حاد البصيرة ، ولهذه الصفات اختاره النبي لهذه المهمة الصعبة. لكن (بن عنفوة) كان فتنة على بني حنيفة أعظم من فتنة مسيلمة نفسه ، فما انـّسل إلى هناك حتى رأى سواد بني حنيفة يتبعون مسيلمة ويوقرونه ويقدسونه ، وقارن بين القوة العسكرية في اليمامة والقوة العسكرية في المدينة ، أقوى جيش عرفته الجزيرة هو جيش المسلمين الذي فتح مكة كان عشرة آلاف ، وتبعه جيش المسلمين أيضاً في وقعة هوازن وكانوا ثنتا عشر ألف ، أما مسيلمة فقد جمع جيش في سنتين فقط اكثر من ستين ألف محارب ، بينما مكث محمد ثلاث وعشرين سنة حتى تمكن من تكوين جيش قوامه ثنتا عشرالفا ، وما أن استكشف ابن عنفوة اليمامة حتى ذهب إلى مسيلمة يعلن له وللمؤمنين به أنه جاء يعلن شهادته لمسيلمة بالرسالة والنبوة ، وأن محمداً قد اعترف له أن مسيلمة قد اشرك معه في الأمر وفي الرسالة.
تقول الروايات أن الناس اقبلوا حينذاك على (بن عنفوة) الذي أصبح المسئول الديني والمستشار الخاص لمسيلمة ، يحمل كل أسرار المسلمين معه إلى جيش اليمامة الجرار ، لقد قرر (بن عنفوة) أن ينتصر بمسيلمة وبجيشه وبما لديه من معلومات استخبارية مباشرة ، طامعاً في أموال بعيدة يعد بها محمد المسلمين قائلاً : ?و الذي نفسي بيده لتملكن كنوز كسرى وقيصر?.
هو حلم التاريخ عندما تنهار الأمم فتتفكك كالروم والفرس وتنهكها الحروب لتترك في المكان منخفضاً في ضغط القوة يحتاج لرفع قوي يملأه ، وكان العرب يعرفون ذلك ، ولذلك توجهت الجيوش الإسلامية نحو الشمال الرومي تخضع وادي القرى وما حوله وتأخذ جزيته مخصومة من دخل الروم ، كان المشهد واضحاً لابن عنفوة ، فترك نبي الأمة وهو الصحابي المختار ليلحق بعدو الإسلام ، ليحقق لنفسه هناك مكانه دنيوية لكنها أيضاً روحية. هذا رغم اختيار النبي له لاشك كان بوحي فالسـُنة يقدسون كل فعل وقول نبوي لأنه ما كان ينطق عن الهوى ، فاختاره الله ونبيه ، لكنة خدع الله ونبيه.
في عامين فقط تمكن مسيلمة من حيازة القبول وهو الكذاب لدى ستين ألف محارب إضافة لغير المحاربين من أسرهم ، وكان مطلبه واضحاً بلا تخابث ولا لف ولا مداورة : ?نصف الأرض?. تمكن في سنتين من خداع هذه الأعداد الغفيرة وكلهم يؤمن برسالته ، ليأخذوا من قريش نصف الأرض.
ومات نبي الإسلام وقد ظهر في الجزيرة من المتنبئين طليحة الأسدي وسجاح والأسود العنسي وبالطبع مسيلمة ، وتفشى أمرهم وانتشر مما قاد خليفته أبي بكر إلى خوض حروب طويلة وعسيرة ، خاصة أنه كان يحارب على جبهة أخرى من امتنعوا عن أداء الزكاة ليثرب حرباً طاحنة ضروس.
لم تكن تلك المشكلة الحقيقية رغم شدة خطورتها على الدولة الطالعة ، إنما كانت المشكلة التي حلت بالجميع هي ماذا يفعلون بعد موت نبيهم وقائدهم وقاضيهم الذي كان على اتصال بالسماء يأتي بتوجيهاتها للمسلمين في كل شأن ، ولم يأت النبي بما عنده ولا أجاب بعقله وفكره إنما عندما كان يـُسأل كان ينتظر الوحي يحمل إليه الإجابة. وفجأة تجد الأمة نفسها في حال فطام قهري من توجيهات السماء وإشرافها.
و قد تمكن أبو بكر ببراعة وإتقان من حسم كثير من القضايا كانت تستدعي نبي الأمة وهو غير موجود ، فأوجده أبو بكر ، أحياه بإحياء حديثه ، وانتهى الصراع على الرئاسة بحديث ?الخلافة في قريش? وهو حديث لم يروه سوى أبو بكر. ومثل حديث ?نحن معاشر الأنبياء لا نورث? ، ليحسم الموقف من البيت النبوي ، في شأن يخص ميراث فاطمة بنت النبي ، فأعلم النبي أبا بكر ولم يعلم إبنته. كانت الأمور بحاجة إلى مثل هذا الحسم لتخليق رتبة تقف بين رتبة النبوة ورتبة المؤمن العادي ، تتقدس قراراتها وفعالها ، وهو ما فعلته الفرق الإسلامية كل لأهلها.
فللشيعة بشر مقدسين وكذلك للسـُنة ، وإن قدس السـُنة الصحابة بلا استثناء بينما مايز الشيعة في مساحة القدسية عند كل منهم.
المهم أن الصحابة وبخاصة الخلفاء الأربعة الأول قد تقدست فعالهم ، لأن الدولة في نشأتها كانت مقدسة على يد نبي مقدس ، استقت حكمتها وشريعتها ومواقفها الدبلوماسية والعسكرية من قرارات السماء التي كانت تصلهم عبر النبى بانتظام ، وبإختفائه وحتى يحظى أي قانون جديد بالشرعية كان لابد أن يكون القانون صادراً عن جهة مقدسة يتقدس بسببها. و من ثم تحولت قرارات الخلفاء التي أقاموها على أساس مصالح دنيوية وخطط عسكرية وأحياناً مصالح شخصية بحت ، تحولت إلى مقررات مقدسة ، فوقف الإمام في مرتبة وسطى يمكن بها أن يكون نصف نبي.
فلم تعرف الدولة الناشئة معنى المؤسسات ولم تر ضرورة لإقامتها ، فلا هيئة يمكنها أن تشرع ولا هيئة محاسبية سليمة ولا إدارات ترتب الأعمال الدولية حسب التخصصات ، كانت الدنيا سهلة بسيطة في عالم البداوة ، فإن اتسعت رقعة الدولة احتاجت شيئاً غير سلامة الضمير وغير بركة الصحابة ، لهذا سقطت دولة الراشدين لولا معاوية الأموي الذي استلم الشام منظماً مرتباً في هيئات ومؤسسات تعمل منذ مئات السنين ، فعلق عليه اليافطة الإسلامية بدلاً من الرومية.
وعندما قرر معاوية تكليف من ينوب عنه في إمامة الصلاة كان قد قرر فصل الدين عن السياسة ، لكن ليتضخم شأن أنصاف الأنبياء وينمو مع حاجة السلطة الجديدة لشرعيتها الدينية ، بإختراع الحديث ، وبإختراع الفتوى ، ليبصحوا بالنسبة للسلطة وتصبح السـُلطة بالنسبة إليهم من لزوم ما يلزم لبعضهما البعض. وهو ذات ما فعله مسيلمة من قبل عندما أراد اقتسام الأرض مع قريش ، أيام مسيلمة كان بإمكانه إدعاء النبوة ، لكن بعد رسوخ الدولة وسطوتها وسطوة الإسلام ما عاد ممكناً لأحد الإدعاء بالنبوة بعد خاتم الأنبياء والمرسلين ، أصبح ممكناً فقط التجديد في الدين وصار كل صاحب رأي ووجهة نظر مدعومة بالقوة أن يفرض وجة نظره بإعتبارها الإسلام الصحيح بعد أن تمت إعادة اكتشافه وتجديده ، فمحمد بن عبد الوهاب عند أهله هو الفقيه المجدد للمذهب الحنبلي ، وهو التجديد الذي لا يرى في المسلمين فرقة ناجية سوى فرقته وحده ، بل ويشرع قتال وقتل وسبي المسلمين من غير مذهبه كالشيعة الإمامية مثلاً وهي أكبر فرق الشيعة. عندما يقدس بشر وجهة نظر وفهمه لمعنى النص الديني ويكفر كل ما عداها ، يكون قد جعل من رأيه ديناً جديداً ، حكاية ابن عنفوة تتكرر ولكن بزي إسلامي تنكري. لقد أنزل الله ملائكته تنصر الدين الأول وها هي تفجر البترول لتنصر الدين الثاني. تراه ماذا كان فاعلاً مسيلمة الكذاب لو كان بيده تلفزيون مذياع ؟
آمن به الألوف في سنتين فكم بالحري يؤمن به لو كان نجماً من نجوم القنوات الفضائية ؟ لن يفعل أكثر مما يفعلون الآن وبالضبط.
كل ما في الأمر أنهم ما عاد بإمكانهم اختراع نبوة جديدة وإلا مرقوا من الدين وحق عليهم الحد ، لكن بإمكانهم اختراعها تحت عنوان : التجديد. ويا ليته كان تجديداً بقدر ما هو تشدد وصرامة ومحافظة يمينية مغالية في تطرفها وتشددها ونصيتها وحرفيتها وطقوسيتها.
إنهم اليوم يدعون أتباعهم ليس ليأخذوا نصف الأرض في هوجة الحرب على الإرهاب ، بل ليأخذوا كل الأرض بالانتحار وقتل الشيعة والأكراد والمندائيين والمسيحيين. وبالطبع سيكون نصيب المقاتل إما جنة عرضها السماوات والأرض ، وإما نصيب في حكم العالم عند التمكين ، لأنهم هم من ضحوا من أجل الدعوة الجديدة ، ومثلما كان يأخذ أتباع مسيلمة سيأخذون ، وكلما كان الدعم من رجل في حجم (ابن عنفوة) وشأنه أو ابن الزرقاوي ورهبته كلما كان التأثير أفضل ، ومن لم يتبن المذهب أو الدين أو التجديد الصحيح الوحيد لن يشارك في جمع غلة محصول الأرض وليس له فيها نصيب ، وذلك تحديداً للسلطان المنتظر توزيعها منعاً للزنادقة والرافضة من أي حق في أي شيء.
إن رجالاً ممن حفظوا القرآن وتفقهوا في الأزهر يقولون ما قال نهار الرحال بن عنفوة ويفعلون ما فعل مسيلمة ، فابتدعوا في الإسلام ما لم يكن فيه ، فقدسوا بشراً غير مقدسين ، ورفعوا من قدر أحاديث واجتهادات بشرية وفتاوى إنسانية إلى رتبة القدسية النصية التي كانت الأسس التي قام عليها علم الفقه كله. لتصبح سيرة الخلفاء محل حيل وتبريرات فقهية لما لا يمكن تبريره ، وكلها إضافات مبتدعة منذ بدأت أول خط لها باللغة العربية ، فكلها لم يكن وراءها وحي سماوي حتى تتقدس.
اللطافة هنا أن بعضهم لا يرى شيئاً غير طبيعي وهم يسبغون القدسية على بعضهم البعض دونما حساب ، فهذا مثلاً الدكتور عصام العريان يرى رأي اليقين إن وجود الإخوان المسلمين اليوم في مصر وما يقومون بة إن هو إلا تحقيق للحديث النبوي ?إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها أمر دينها ، ولا أجد أفضل من الإخوان ينطبق عليه هذا الوصف في هذا القرن.? ? حوار مع شفاف الشرق الأوسط
ها قد وصل المجددون ، وهم ليسوا مجددين اعتياديين ، إنما هم اختيار رباني لتجديد دينه على أيديهم ، الإخوان هنا لن يكونوا مجرد مشاركين في عملية الإصلاح باختيار سماوي ، وإنما اصطفاهم الله كما سبق واصطفى نبيه ، من هنا يمكن أن نرى فيه ابن عنفوة ؟ ومن يمكن أن يكون مسيلمة ؟
ابن عنفوة ورجاله في العراق يصرون على استوزار التعليم والإعلام ليبشروا بدينهم ، بتحويل الإنسان المولود حراً إلى عبد آلي يتم تحريكه بالكلمة والإشارة ، بلا إرادة ، معدم الشخصية ومعدوم القدرة على التفكير واتخاذ القرار ، يسأل الفقيه في كل خطوة يخطوها ، لا يعرف لغة الحوار ، لا يعرف سوى السمع والطاعة ، ويطلب من غيره أن يكون مثله نموذجاً في الخضوع لا يجادل ولا يستخدم عقله ، لأن الدين الجديد يقول إن ما حدث زمن الدين القديم هو دعوة صالحة لكل زمان ومكان ، وإن السلف لم يترك شيئاً دون تقنين واضح للخلف ، لأنم كانوا يعملون برعاية الإله الذي خلقنا ويعلم ضرنا من نفعنا.
أصبح المسلم اليوم مشلول القدرات ضامر التفكير لعدم الاستخدام ، ويتحول الأمر بإلتزام النظام والقانون ? أطيعوا الله وأطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم? إلى أمر بالخضوع التام والمطلق.
كلما كنت غبياً وأكثر نفوراً من الحرية ، وأكثر رغبة في العبودية ، وكلما ناهضت حقوق المرأة وكلما تعصبت ضد الأقليات أو أي آخر كلما كنت مؤمناً نموذجياً. كلما صرخت في المظاهرات حرصاً على عفة مسلمات فرنسا إذا خلعن الحجاب كلما كان إيمانك أكثر ثباتاً وإثباتاً.
الدين الجديد هو ذات القديم ، التجديد بالترديد ، أن تفكر كما كانوا يفكرون وتتحرك كما كانوا يتحركون.
المؤمن الحقيقي هو من يرى بعيون الأموات ويسمع بآذان من هم في القبور ، ليتطابق المؤمن الحي مع المؤمن الميت ، ولأن الميت هو الأصل وليس التقليد ، فإنه يكون قد تم إحياؤه وهو من كان يعيش في القرن السابع ، لنطلب منه أن يعيش في القرن الحادي والعشرين ، التحول إلى ميت هو المطلوب لأن الميت لم يحيي حقاً ولا حتى وهماً ليحقق النصر للمسلمين وهم أذلة.
مسيلمة عاد بعد التحسينات بثقافة تمجد أبطال الصحراء الذين سبق وفازوا بكل الأرض على كل من طلب المناصفة ، عاد يمجد السادة المنتصرين على بلادنا المفتوحة ففازوا بها فيئاً وبالنساء سبياً حتى أن من كان يربط الحجر على بطنه من الجوع في بداية الدعوة ، مات وذهبه يكسر بالفؤس.
لقد وضعوا أنفسهم هذه المرة موضع الرسول ، الرسول كان لا يناقشه أحد ، لأنه ما كان ينطق من نفسه فإن هو إلا بشر مثلهم يحمل لهم إجابات السماء ، وسادة اليوم لا يقبلون المناقشة ومن يناقش أو يجادل أو يطرح رأياً جديداً مثل رأيهم الجديد هو كافر بإطلاق ، كل من يناقش الرسول أو يعترض منافق أو كافر أو كليهما لأنه إنما كان يناقش أوامر الله ، وهم اليوم تحولوا من أنصاف أنبياء إلى أنبياء. جعلوا المسلمين كالسلف في الطاعة رغم اختلاف الزمان والمكان ومدى قدسية الشخوص ، جعلوا المسلمين آلات مطيعة لا تفكر لأنه لا فكر يعلو على الفكر الإلهي. موهمين بخلط الزمان بزمان آخر لا يعرفه ، والمكان بمكان آخر لا يعرفه ، وبمشايخ اليوم الذين لا يرقى أحدهم لرتبة تابع من التابعين مستندين إلى قرار أبي بكر الالتزام بالكتاب والسـُنة ( بالأحرى صحيح السـُنة وهو المختلف عليه ) لإعادة الأمة إلى مهد الطفولة ورضاعة السماء. وأيامها كان أمام أبي بكر قبائل بلا خبرة ولا معرفة في أي شأن ، لا يجيدون سوى السيادة ، فأطلقهم على البلاد المحيطة بالجزيرة يمارسون عليها السيادة ، أما اليوم فيطلقونهم لأنهم لا يجيدون سوى القتل !!
جماعات اليوم الإسلامية على أشكالها ترى نفسها الوريث الشرعي ( كل منها الوريث الشرعي الوحيد ) لهذا التراث الخليفي بمبادئه التي قام عليها وأنها الأمينة على تنفيذه. فالتزمت النص بحرفيته دون وجود النبي والوحي لينسى ويبدل وينسخ ويرفع. لقد أعفى الأمة إبان وجوده من مهمة التفكير فلما مات قرر الخلفاء استمرار هذا الإعفاء. وهو أيضاً ما يتكرم علينا به دعاة الأسلمة المعاصرين حتى أمسى التفكير مطلباً إن طلبته من الأمة تكون كمن يهينها !!
نقلا عن المفكر والفيلسوف الدكتور سيد القمني.
متى يكون الجلوس على كرسي الحكم عبادة وتقرباً إلى الله؟
اصبح الكرسي وسيلة وغاية لكل عاطل عمل ونصاب وسمسار ودجال للتكسب باسم الله والشريعة وانه الرسول السماوي والمهدي المنتظر لكن نقول لهم بعدكم بعد اليوم قديما كانت الطائفية البغيضة واليوم وبعد 24 عام قالم الجهلاء والرجرجة الدهماء ومن خلفهم الغوغاء يتلاعبون به اسوة بالطائفية البائده من يريد الكرسي علية خلع العباية وحلق القمامة (اللحية) ويرميها في اقرب سلة مهملات ولا يبشرنا بالرؤيا والحضرة علماني مسلم مسيحي لا يهم والا والا والا والكتوف تلاحقت
” الدين أفيون الشعوب ”
هذا ما اكده د. طارق السويدان. على قناة الجزيرة
ان الدعوة للابتعاد عن الدين هي العلمانية بعينها وهي الوجه القبيح للرأسملية المتحكمة في مجريات الاحداث اليوم وهي التى اشقت البلاد وشردت العباد وهي التى تجعلنا في معركة مع الله تبارك وتعالي ومع رسوله ومع المؤمنين فكيف يُفصل الدين عن الحياة ونحن نعتقد في لا اله الا الله محمد رسول الله؛ وهو الذي بعث رحمة للعالمين لتطبيق احكام الدين على الاحمر والاسود من الناس ؟وكيف يفصل الدين عن الحياة ونحن امة لديها من الثروة الفقهية والتشريعية والاحكام العملية التى اذا تجسدت في ارض الواق لن تعالج مشاكلنا فقط وانما تعالج مشاكل كل سكان المعمورة. وانه لمن العجب ان يمشي الاموات بين الاحياء فالفكر اللبرالي نراه يترنح ويفرفر فرفرة المزبوح فقد بان للقاصي والداني فساد المعالجات الرأسمالية العفنة فقد ظهرت الجماعات والتكتلات حتى في الغرب معلنة رفضها للراسمالية ونحن في بلاد المسلمين نسمع بعض الاصوات هنا وهناك مطالبة بالعلمانية ما هذا الانهزام النفسي وما هذا الفقر الفكري
السيد عصام أتيم .. إنك لم تقرأ الفقه الإسلامي وبقولك إن الإسلام لا يمايز بين الناس على أي اساس هو كفر بما جاء في القرآن (إقرأ سورو براءة قراة تدبر) ،إقرأ أحكام أهل الذمة عند شيخ الإسلام ابن تيمية .. وستجد أن غير المسلم لا يلي ولاية صغرى ولا كبرى ولا يكون حتى عسسياً في دولة الإسلام (شرطي) .. الدولة القومية القطرية تقوم على (المواطنة) أي إذا كنت أنت سودانياً فلك نفس حقوقي بغض النظر عن دينك …. دولة الخلافة التي تتحدث عنها محكومة بمنطق إنك إن كنت سودانياً غير مسلماً فليس لك حقوق سياسية ( الولاية الكبرى – رئاسة الجهمورية (الولاية الصغرى – القضاء ) وأكثر من ذلك قل لي أين ستهرب من حديث (الأئمة من قريش ) الوارد في صحيح البخاري .. هل نبحث نحن أهل السودان عن قرشيٍ ليكون علينا خليفة .. مشكلتكم في حزب التحرير جهلاء بأحكام الدين والشريعة .. ولذا تعيشون في التهيوات والأحلام …