فقدان الأسنان… مشكلة صحية أكثر من جمالية

يظن كثيرون أن فقدان إحدى الأسنان ليس بالمشكلة الكبيرة. لكن معرفة التأثيرات الطويلة الأمد قد تجعل الناس يبدّلون رأيهم بسرعة ويدركون أنها مشكلة بالفعل.
كتب الخبر: مارك نيوي
يزيد عدم استبدال السن التي فقدتها خطر خسارة السن الملاصقة. كذلك تؤدي الفجوة التي تخلفها السن المفقودة إلى خلل في استقرار الأسنان وتزيد احتمال أن تتخلخل السن الملاصقة وتسقط.
ولا يقتصر الضرر عند هذا الحد. يتعرض الإنسان إلى خسارة كمية كبيرة من العظم نتيجة خسارة السن. ومن الممكن أن تتفاقم هذه الخسارة تدريجيّاً بمرور الوقت. فتؤثر خسارة العظم في شكل الفك، العضة، ومستقبل الأسنان المتبقية. كذلك قد تواجه صعوبة في مضغ الطعام جيّداً. وقد ينعكس ذلك سلباً على صحتك وغذائك لأنك لن تتمكن من تناول الأطعمة كافة. في المقابل، تتدهور صحتك وتعاني السمنة أو ربما الداء السكري (بسبب غذائك غير السليم) نتيجة فقدان عدد من أسنانك.
علاوة على ذلك، إن كنت تستعمل طقم أسنان، فقد تعجز عن استعمال طقم الأسنان الكامل أو الجزئي، أو قد تشعر بأنه مؤلم بسبب تغيّر بنية العظم الناجم عن فقدان إحدى الأسنان.
أضف إلى ذلك مشكلة عضلات الوجه التي يتبدّل شكلها وتتشوّه. تشكّل أسنانك وفكك أساس عضلات وجهك وعظامه، وعندما يبدأ الأساس بالتداعي، يتبدّل شكل ما تبقى من أسنان وعضلات وعظم. وفي بعض الحالات، يسبب هذا التبدّل إحراجاً في المجتمع لأن شكّل الوجه يبدو مشوهاً وأكبر سنّاً.
أخيراً، قد تؤدي خسارة العظم تحت الجسور التقليدية إلى تراكم الطعام، ما يسبب أمراضاً في اللثة. كذلك، قد يؤدي فقدان الأسنان إلى ارتفاع احتمال التعرّض لأمراض قلبية أو سكتة دماغية.
خسارة بالغة الأهمية
يمكن استبدال السن المفقودة بطرق عدة، منها جسر يُركّب على الأسنان، طقم أسنان جزئي يمكن نزعه، أو زراعة سن.
لاقت زراعة الأسنان رواجاً بين جراحي الأسنان والمرضى على حد سواء نظراً إلى فوائدها الطويلة الأمد. صحيح أن كلفتها أكبر، إلا أن السن المزروعة تعود على المريض بفوائد جمة بمرور الوقت. فهي لا تتطلب عناية خاصة، وقد تدوم لسنوات من دون قلق بشأن سقوطها أو تخلخلها. بالإضافة إلى ذلك، من الممكن زرع السن من دون التضحية بالأسنان المجاورة أو إلحاق ضرر بها. في المقابل تتطلب الطرق الأخرى خلع السن الملاصقة لتركيب جسر. وسواء كنت تعاني فقدان سن واحدة أو أسنان عدة، تبقى زراعة الأسنان الطريقة الفضلى لاستبدال ما خسرته.
ما هي زراعة الأسنان؟
تشكّل الأسنان المزروعة نظاماً لاستعادة الأسنان المفقودة. وتتألف السن المزروعة من برغٍ من التيتانيوم وتاج. تقوم عملية زراعة الأسنان على إحداث ثقب صغير لإدخال البرغي. عندما يوضع البرغي المصنوع من التيتانيوم في موضعه، يثبّت السن في مكانها. ويستخدم الجراحون عادة وسائل جراحية لتوجيههم خلال زراعة الأسنان.
بعد إحداث الثقب، يوضع البرغي في مكانه. ثم تُدفع أنسجة اللثة المحيطة فوق البرغي، الذي يُوضع في أعلاه غطاء واقٍ، وتترك اللثة لتشفى. بعد انتهاء عملية الشفاء، يصل الجراح بالبرغي دعامة تتصل بدورها بالتاج الذي يُزرع. بعد وضع الدعامة، يعدّ الجراح تاجاً مؤقتاً. وتنتهي عملية الزرع عندما يُستبدل التاج المؤقت بتاج دائم.
عناية بالأسنان المزروعة
بعد الانتهاء من زراعة السن، من الضروري الحفاظ على نظافة الفم والأسنان باستمرار لضمان التحام السن المزروع والبنية العظمية بشكل ملائم. وإذا اعتنى المريض بنظافة أسنانه وحافظ عليها، فقد تبقى السن المزروعة في مكانها لأكثر من 40 سنة.
تستغرق عملية الشفاء من جراحة زراعة الأسنان نحو ستة أشهر، في حين تستغرق عملية تحديد التاج المناسب وتركيبه نحو شهرين. لكن هذه الفترة الزمنية قد تتبدل بتبدّل الحالات والعلاجات. ولا بد من زيارة الطبيب بعد ذلك بشكل منتظم لمراقبة التقدّم الذي يحرزه المريض.
عناية ما بعد الجراحة
بعد الجراحة بخمسة إلى سبعة أيام، يجب أن يقتصر طعامك على مأكولات طرية. وإذا اضطر الطبيب إلى إجراء بعض القطب، يلزم نزعها، مع أن الأطباء باتوا يعتمدون اليوم قطباً تزول من تلقاء ذاتها.
يُعتبر تجاهل تنظيف الأسنان بالخيط والفرشاة من أسباب تلف السن المزروعة. كذلك قد يُصاب المريض بعدوى ما إن لم تنظّف هذه السن والمنطقة المحيطة بها بطريقة مناسبة. كذلك تبيّن أن التدخين يؤدي إلى فشل جراحة زراعة الأسنان، ومن الضروري التوقف عنه بعد الخضوع لجراحة مماثلة. وإذا رغبت في الحصول على معلومات إضافية، فاتصل بطبيب أسنانك.
الجريدة