خواطر.. عيد

خواطر.. عيد
الصادق المهدي الشريف
[email protected]
(1)
?في البدء.. نزفُّ التهانئ للشعب السوداني الكريم.. الأبي.. الصابر.. الصبور.. الذي صبر.. وصابر.. وما يزال على قيد الحياة.. بفضل هذه المصابرة.
(2)
?حتى اللحظةِ هذه.. لم أجد معياراً نهائياً أحكم به على ذلك الرجل الذي جآء يطلبُ زكاة الفطر.. وطلب تزويدها (قرشين تلاته).
?لم يكن يهمُّ لشيئٍ سوى شراء بعض اللعب لإبنه الصغير.. فأخذ كل المال.. وأشترى لابنه ما يطلبه.. ولعلّ بيته كان خاوياً.. حتى من الفئران.
?كان من الممكن أن يقسم المال.. بين مطبخه وابنه.. بين أكله وسرور ولده.. بين معيشته وفرحة نجله.. لكنّه اختار أن يدفع بكل المال الذي (شحذه) الى الأبن.. لعلّ بسمةً من فم الصبيِّ تشبعُ أباهُ.. و(لمّا باكر ياحليوه..).
?فسبحان الذي أقسم بهذه العلاقة العجيبة (وَوَالدٍ وَمَاوَلد).
(3)
? في اليوم الأول من العيد.. وفي أحد الميادين بمدينة الثورة وجدتُ صديقاً قديماً.. كان من النابغين في الرياضيات.. كان مثار اعجاب المعلمين.
?إنقطعتُ عنهُ لزمانٍ طويلٍ.. فعلمتُ انّه لم يكمل دراسته الجامعية لظروف اسرية.. ورُبّما حزّ هذا الأمر في نفسه.. وشقَّ عليها.
?وجدتُهُ (يملك ويدير) مرجيحة للأطفال في ذلك الميدان الفسيح.. يتسلم المال (الكاش) بكلّ حبور.. و(يُطوطح) الأطفال بكلِّ إهتمام.
?حينما اقتربتُ منه مُحيياً.. ابتعد بسرعة عن المرجيحة مستحياً.. وتعذّر بأنّه أحضر أطفاله الى هُنا ليلهوا* قليلاً.
?فضحهُ صوتُ طفلٍ صاحَ بصوتٍ غاضب (ياعمو.. أنا أديتك قروشي أول واحد.. ولي هسع ما ركبتني!!!).
?ياهذا.. لو تدري كم من التجار يحسدونك على هذا (الكاش) الذي في جيبك.. لما استحيت.
?لو تدري كم من الموظفين لا يجدون ربع أو نصف ما لديك إلا نهاية الشهر.. لما تراجعت حياءاً.
?لو تدري كم يحبك الأطفال.. لما رمشت عينك.. من مهزومة.
(4)
?
كيف تستحي أنت؟؟.. و(عرقك كابي ينزف ممزوج بالغبار).. تأكل من عرق الجبين لقمةً حلالاً.. تودعها في جوف أبنائك.. وتنوم (مرتاح وخالي البال).
?كيف تستحي أنت؟؟.. ولا يستحي من سرق مالك من (قطط سمان).. يصرخ في وجههم المراجع العام.. في كلّ عام.. ويعودُ الى بيته لينام.
(5)
?ثُمّ.. ما الذي فعله من تخرّج من الجامعات.. ونال الشهادات العظيمة.. في الطبِّ والهندسة والصيدلة وغيرها من المهن التي كانت مرموقه؟؟؟.
?ألم تسمع بالأطباء.. يجددون إضراباً بعد إضراب.. يشكون من قسوة الحياة.. وضياع الأمل السراب.. أملُ أسرهم فيهم.. وأملهم في الشهادة التي وجدوها في نهاية الأمر ليست سوى.. (ورقة).
?تحتاجُ تلك الورقة الى (الواسطة والظهر الكبير) لكي تصبح ورقة ذات قيمة.. وبعد أن تصبح ذات قيمة.. يبدأ الإضراب من أجل تحسين الإجور.. فتأمل.
(6)
? لا تستحي.. الحال من بعض.. وكلّ الذين تراهم يسرعون في الطرقاتِ والأزقةِ والأسواقِ.. كلهم (كايسين الستر والعافية).
?وتلك الحُمرة الحيِّيةُ الشفيفةُ التي داهمت وجهك في تلك اللحظة تشهدُ لك بأنّك مازلت رجلاً تستحي.
?ابشر.. فالحياء من الإيمان.
التيار
أبشر يالصادق..والله موضوع قمة فى الأحساس والروعة..إديك العافية وكل سنو وانت طيب…;)
والله القطط السمان ديل خلونا زى الفيران قدر مانرفع راسنا يخمشونا
ا:confused:
:o الحياة فى السودان بقت مؤلمة يا اخونا موش كدى
ياحليل الثورة وناسها والمرجيج والشوراع. وبعدين المشكله وين واحد قال ليك ذيد قرشين ثلاته ولو معاك ذيدوا حق اللعبه واشتري ليهو اكل كمان ليه لا الحكايه ما ذكاة الفطر وبس مكن تكون ذكاه صدقه وكل عام والثورة وناسها بالف الف الف خير وتعود الايام:D