لا بودرة لا أحمر

منى أبو زيد
«لا أعرف من اخترع الكعب العالي، لكن كل النساء مدينات له بالكثير» .. مارلين مونرو!
ما زلت أتحسس رأسي بعد مكالمة هاتفية – نارية! – من مشاهد نوعي هاتفني قبل أيام وهو يندد بكثرة الأصباغ في وجوه مذيعات القنوات السودانية ويصفها بـ «بوهيات المهندس»!.. والطريف جداً أنه قد طلب مني أن أجتهد في صياغة موقفه الرافض لـ «مكياج مقدمات البرامج» في مقال يحمل قبساً من نار احتجاجه الهاتفي ..!
فذكَّرتُه – وأنا أبل رأسي على طريقة المثل الشهير! بتجربتي الشخصية مع وضع المكياج وتقديم البرامج التلفزيونية، وكيف أن تلك (البوهية) هي ضرورة لا غنى عنها في كل شاشات العالم!.. لكن الرجل احتج كثيراً وطويلاً بأن مقدمات البرامج التلفزيونية في كل بلاد العالم (كوم) ومذيعات القنوات الفضائية السودانية (كوم آخر)، وبأنه كمثقف مغترب يخالط مختلف العرب والعجم – يشعر بالخجل والذعر كلما اضطر إلى متابعة القنوات السودانية بمعيَّة صديق من خارج السودان ..!
وقبل أن يجف قبر دهشتي من سخطه البالغ، قرأت لزميلنا الأديب الأريب موسى حامد قبل أيام، في مختصره المفيد – مقالاً رائعاً يحمل ذات اللون من السخط وبقدر مشابه من الملاحظات الدقيقة حول (الظواهر الملطخة بالمكياج والأصباغ والثياب المزركشة التي تسمى مجاراً «مذيعات») فتحسّست رأسي من جديد وأنا أفكر: إلى أي مدىً يمكن لمقدمة البرامج أن تعتني بظهورها الشكلاني.. وعند أي حدود يجدر بها أن تتوقف؟!.. وكيف لظهور المرأة في شاشات التلفزيون أن يوازن بين مقتضيات الإطلالة عبر الكاميرا من مكياج.. وأناقة ثياب.. وتناغم اكسسوارات.. وخلافه.. والذي منه.. وبين الاحتفاظ بعين الرضاء واجتناب عين السخط التي كما قال الشاعر (تبدي المساويا)..؟!
هل يمكن تبرير الأمر بأن مقاييس الجمال العالمية التي أصبحت رهينة لصورة عارضة الأزياء شديدة الهزال، شديدة البياض، كثيرة الأصباغ، حتى أصبح امتلاء الجسد وسمار البشرة وبساطة الزينة من موجبات الشعور بعقدة النقص في عُقر دار الملامح الأفريقية؟!.. أم نعزوه إلى اختلاف الأمزجة والأهواء الشخصية، وتحكُّم معاييرها بالنظرة المحلية لمفهوم الإطلالة التلفزيونية المتكاملة؟!.. أم نوغل في العمق – قليلاً – فنقول إنّ نظرة المشاهد إلى مقدمة البرامج هو انعكاس حقيقي ومباشر لنظرتها إلى نفسها وإلى موقفها من حضورها الإنساني، ومدى تعويلها على كونها أنثى، وبالتالي مدى نجاح المتلقي في أن ينفذ من إطار الصورة إلى قيمة الفكرة..؟!
المؤكد أنّ على المشاهد أيضاً أن لا ينسى أن (المكياج) شرط من شروط الإطلالة عبر الشاشة وله في غير الزينة فوائد ومآرب أخرى، يكفي أن الشيخ يوسف القرضاوي عندما زار مبنى تلفزيون السودان سأل بمنتهى الثقة عن غرفة المكياج ..!
لذلك أعتقد أنّ مطالباتنا يجب أن تنصب على (أنسنة حضور المرأة في الإعلام المرئي)، بمعنى أن ندعو المذيعة/ المرأة إلى أن تقدم إنسانيتها على أنوثتها، وأن ندعو المشاهد/ الرجل إلى أن يستصحب حضورها الإنساني قبل ظهورها الشكلاني، فتشيع بذلك فينا ثقافة الحياد النوعي في التفاعل مع حضور الآخر ..!
إذاً الحكم هنا سهل ممتنع لأنه يتوقف على ما تريد المرأة – حقاً – أن تكونه في ذهن الآخر ..!
الراي العام
بدون اي فلسفة مني انا شايف بساطة المكياج. لا تقلل من انوثة المراءة . مع الاستعانة بخبيرة في المجأل دأ .
و معتمد الكاملين راجلك رايو شنو في الكلام دا
صحيح أن الذي يفوت حدو بنقلب ضدو ، وكل عمل لابد أن تشمله العقلانية
المذيعات السودانيات فى قنواتنا الفضائية يجتهدن كثيراً فى الظهور
الجميل الأنيق سوى كان من ناحية اللبس أو تجميل مظهرهن بما يتلاءم
مع بشرتهن وهذا مطلوب منها كمظهر إعلامي عبر الفضائيات خاصة تميزها
عن غيرها من الفضائيات العربية الأخرى بإرتدائها للثوب السوداني كشكل
مميز له جاذبيته وتفرده ، وحقيقة معظمهن جميلات ومقبولات الطلعة والطلة
أطف الى أنهن يحرصن على دقة الأناقة الجمالية لأنهن يعلمن أن الكثير منهن
تزوجن عبر هذه الطلة وأتى العريس يقصد إحداهن من أقاصي الكرة الأرضية
لأنه أعجب بفلانه ، وقد حصل كثيراً ، فهي بجانب عملها هذا أيضاً له مأرب آخر
وفوائد خير لها فالشكل الجميل المقبول مطلوب من قبل المذيعة الأنثى ، وطبعاً
بكل تأكيد الأفق الثقافي والملكة الفكرية الأدبية وموهبة التقديم والحوار ،
هو المطلب الأساسي القوى ولكنه لايغني عن الشكل الجمالي لأن الفضائية المرئية
غير الإذاعية عبر الأثير ، فهذا صوت وذلك صورة … واللا كيف يا إخوان ..
لكم التحية …
إعلامي عجوز ..
كالعاده المقال جميل..اما بالنسبه لموضوعه البساطه في المكياج وقوه الطرح هو ما يشكل مذيعه مقبوله عند المشاهد بمعني انه ليس مهم الشكل بقدر قدره المذيعه ع اداره دفه الحوار وسلاسه التعبير..