هل سيصير السودان (سودانيات)؟ا

هل سيصير السودان (سودانيات)؟

د.عبداللطيف محمد سعيد
[email protected]

اغلب الكتابات ان لم يكن كلها ظهر عليها التشاؤم والحزن والألم… لا احد بدأ عليه السرور او الفرح التفاؤل… كلهم استهلوا او ضمنوا كتاباتهم قول المتنبي، الهارب ليلة العيد من بطش وقهر كافور الاخشيدي من مصر، (عيد باي حال عدت يا عيد) ولا اعتب عليهم وقد جهلوا قول المحجوب الاديب والشاعر السوداني القامة والسياسي الذي قال: العيد وافى فاين البشر والطرب في مرثيته التي ظننتها معروفة لدى الكتاب. المهم ان الجميع محبط وغير متفائل.
جاء عيد وحاولنا ان لا نقلد الآخرين رغم ما نحسه وظننا ان العيد الاول بعد الانفصال جاء بجديد ولكن تفجر الوضع في النيل الازرق والامر ليس بالسهولة التي قد يحسبها البعض فقد حذرنا من ان انفصال الجنوب سيفجر مناطق اخرى وذكرنا منها النيل الازرق… الكثيرون يتحدثون عن عقار وانه ليس لديه نوايا انفصالية وهو الوالي القادم من رحم الحركة الشعبية… البعض يقول انه لا وجود لقوات الحركة الشعبية بمنطقة النيل الازرق وان ابناء النيل الازرق لم يشتركوا في الحرب السابقة… ويرى اخرون ان القوات الموالية للجنوب في النيل الازرق تضم افرادا من أهل المنطقة ولا يمكن التخلص منها مثلما حدث مع وحدات جيش الجنوب التي اضطرت الى الانتقال الى الجنوب بعد الانفصال… بعض عول كثيراً على المشورة الشعبية في بلد مثل السودان تشير فيها دائما اصابع الاتهام الى التزوير والى القرارات التي تتخذ ارضاء للحاكم وحاكم النيل الازرق هو عقار.
جاء العيد وفي الاخبار: اندلعت اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات موالية لجنوب السودان يوم الجمعة في ولاية على الحدود بين البلدين مما ادى الى ما وصفه شهود بنزوح جماعي من عاصمة ولاية النيل الازرق الدمازين.
وتضاربت الانباء حول الاحداث.
نعود ونقول ان اتفاقية نيفاشا قد نصت على ما يعرف بالمشورة الشعبية في ولاية النيل الازرق وان هذه المشورة لم تتم حتى الان وقد ذكرنا رأينا في هذه المشورة الشعبية خاصة وان الامر اصبح يتعلق بسيادة دولة وباقليم من اقاليمها ونحن نرى انه واولاً يجب ان يخضع الاقليم بكامله الى سيادة الدول وان يضع الجميع السلاح وبعد ذلك نبحث عن مشورة شعبية او غيرها.
ان التعامل مع ما يحدث في ولاية النيل الازرق يجب ان يتم بحكمة وحزم فكما قال الشاعر موضع السيف في موضع الندي مضر مثلما موضع الندى في موضع السيف.
الان بدأت المشكلة تطل برأسها بل بكل جسدها وقد ناقشنا ذلك في مؤتمرات كثيرة تحت مسمى مآلات ما بعد الانفصال والوضع في الولايات الحدودية ولكن ما يناقش في تلك المؤتمرات والنتائج التي يتوصل اليها الباحثون لا تجد الاهتمام لذا يحدث ما يحدث ونستقبل العيد ببيت المتنبي عيد باي حال عدت يا عيد؟
هل ستكون النيل الازرق منطقة حروبات جديدة تضاف الى دارفور وجنوب كردفان؟ هل سيأتي عيد الاضحى ونحن نكرر عيد باي حال عدت يا عيد؟ هل سيصير السودان (سودانيات) مثل ما حدث للاندلس التي صارت اندلسيات ثم انتهت؟
والله من وراء القصد