السودان.. البشير أمام خريف ساخن

لمياء راضي- أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أفلت الرئيس السوداني عمر حسن البشير من الربيع العربي الذي أطاح بالعديد من نظرائه العرب كما صمد أمام عدة موجات من الاحتجاجات التي ما أن هبت حتى خمدت سريعا، لكنه يواجه حاليا أعنف اضطرابات عرفتها السودان في العامين الماضيين أدت إلى مقتل نحو 39 سودانيا في 72 ساعة.

كما صمد الرئيس السوداني أمام عدد من محاولات التمرد المسلح وسنوات من العقوبات التجارية المفروضة من الولايات المتحدة وأمر اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية.

وعلى الرغم من أن للسودان تاريخ حافل بالثورات، إلا أن احتجاجاته الأخيرة تشعلها المطالب الاقتصادية وتؤججها السياسة بخلاف الدول العربية الأخرى التي شهدت الربيع العربي مثل تونس ومصر واليمن وسوريا وليبيا والتي انتهت بتغيير نظام الحكم بطرق تتراوح ما بين السلمية والعسكرية والدموية.

وكان السودان قد شهد احتجاجات مناهضة للنظام تزامنت مع المظاهرات في تونس ومصر بداية 2011 وأسس نشطاء حملة باسم “لقد سئمنا” على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر. لكن لم تنطلق احتجاجات شعبية كبيرة إثر هذه الحملة على الرغم من اتسامها بالحماس وبالاستناد على مطالب الديموقراطية التي أطاح بها البشير عند قيادته، مع القيادي الإسلامي حسن الترابي، الانقلاب العسكري ضد حكومة الصادق المهدي المنتخبة في 30 يونيو 1989.

صيف سوداني لاهب

وفي يونيو 2012، اندلعت احتجاجات تزامنت مع ذكرى الانقلاب الذي قاده البشير في 30 يونيو 1989، مطيحا بالحكومة الديمقراطية المنتخبة.

وكان ذلك بعد أن خفضت الحكومة دعم الوقود في إطار خطة لتقليص العجز المتزايد في ميزانيتها. لكن القمع الذي لجأت إليه قوات الأمن والذي أدانته العواصم العالمية أخمد هذه الموجة سريعا والتي كانت قد أخرجت نحو 20 ألف سوداني إلى الشوارع رغم القيظ ولهيب الصيف السوداني.

وفي ديسمبر الماضي، قامت احتجاجات أخرى لكنها لم تحقق الزخم المطلوب.

لكن يبدو أن البشير، الذي يرفض بشدة فكرة التخلي عن السلطة، سيواجه خريفا ساخنا، فالغضب الشعبي يتصاعد يوما بعد يوم في علاقة مطردة مع استشراء الفساد والتضخم ليكون ارتفاع أسعار البنزين وغاز الطهي إلى الضعفين تقريبا، يوم الاثنين، ليكون هو الشرارة التي فجرت الموقف.

وكان البشير قد أعرب الأحد عن نيته رفع الدعم المتبقي على الوقود دون الاعلان عن ميعاد دخول هذا القرار حيز التنفيذ، ليتفاجأ السودانيون في اليوم التالي بالقفزة الكبيرة في أسعار الوقود.

وتكمن جذور الأزمة الاقتصادية في السودان في انفصال الجنوب في يوليو تموز عام 2011. وأخذت دولة جنوب السودان الجديدة حوالي ثلاثة أرباع الإنتاج النفطي للسودان وهو شريان الحياة لاقتصادية.

وصادرات النفط الخام مورد رئيسي للدخل وللعملة الصعبة تحتاجه الحكومة لاستيراد الطعام والسلع الأخرى للسكان البالغ عددهم نحو 32 مليون نسمة. وزاد معدل التضخم وفقد الجنيه السوداني أكثر من نصف قيمته أمام الدولار في السوق السوداء.

وارتفع سعر الدولار أمام الجنيه السوداني في السوق السوداء اليوم إلى 8.2 جنيه من 7.3 جنيه قبل أن تعلن الحكومة أنها ستخفض دعم الوقود.

وكانت الخرطوم تأمل في إبقاء بعض الدعم من خلال زيادة صادراتها من الذهب حتى تعوض عائدات النفط لكن هذه الآمال احبطت بانخفاض حديث في سعر الذهب عالميا.

وتقول حكومة السودان إن التضخم السنوي تراجع في يوليو إلى 23.8 في المئة من 37.1 في المئة في مايو، لكن محللين مستقلين يقولون إن المعدل الفعلي للتضخم هو 50 في المئة أو أكثر.

ولم يتضح بعد إن كانت أحدث جولة من الاحتجاجات ستكتسب قوة دفع أم ستتلاشى مثل الاضطرابات السابقة في السنتين الماضيتين.

وتعاني أحزاب المعارضة في السودان التي يقودها زعماء كبار السن من الضعف والانقسامات ولا تجتذب الشبان الذين يطالبون بتغييرات جذرية.

وفي التاريخ الحديث، عرف السودان عدة ثورات منذ استقلاله عام 1956.

ففي عام 1964، نمت احتجاجات طلابية في الجامعات سرعان ما شملت النقابات العمالية والمهنية وانتقلت من الخرطوم إلى مدن أخرى حتى دخلت السودان في اضراب عام اجتاح البلاد. قتل وقتها 34 متظاهرا وأرغم الحاكم العسكري للبلاد آنذاك الجنرال ابراهيم عبود على الاستقالة.

وفي 6 ابريل 1985، أطاح الشعب السوداني بالرئيس جعفر النميري الذي حكم السودان 16 عاما بعد استيلاء القوات المسلحة على الحكم يوم 25 مايو 1969.

وبعد عام واحد من هذه الثورة الشعبية، شهدت البلاد انتخابات حرة فاز فيها حزب الأمة وقام زعيمه الصادق المهدي بتشكيل حكومة ائتلافية مع الحزب الاتحادي الديمقراطي.

تعليق واحد

  1. لن يفلت أبدا .. لن يفلت أبدا .لن يفلت أبدا ..
    كنت قد تنبأت بأن رفع الأسعار سيؤدي للانتفاضة المباركة في قصيدتي التي نشرت لأول مرة بالراكوبة ” ارفع الدعم .. ارفع ارفع .. انت حاكمنا المدلع ..
    ارفع ارفع .. يمكن البتسوي ينفع ..
    أو يحرك فينا ذرة من المشاعر أو يخلي الشعب يطلع .. ”
    وقد تداولتها مواقع التواصل على نطاق واسع
    وهأنذا أقتطف لكم من قصيدة أخرى نشرتها أيضا بالراكوبة في وقت سابق .. شجعوا الثورة واشعلوها حيثما كنتم فهذه هي الفرصة الأخيرة والنظام يلفظ أنفاسه ”

    يا ….. للأسف
    حال البلد مسكين وقف
    من ربع قرن …
    أصبحنا في وطن القرف ..
    ” قرفٌ قرف ْ ..”
    من ربع قرن .. كوشتو ما خليتو شي
    دوران و لف ..
    بلّيع و سَفْ
    (وطني يسير بلا هدف )
    يا وطني أُف .. يا وطني أُف
    يا وطني قول
    ” للحاقد المخبولِ …. تُفْ
    للفاقد المسئولِ .. تُفْ
    وعلى المعاكم والوراكم
    ألفِ تُفْ
    وعلى اللي جابكم ..
    في حضوركم وفي غيابكم
    ألفِ تُفْ
    وعلى اللي جاب الجاب ولادكم
    ألفِ تُفْ ”
    وعشان نعيش نختف .. ختِفْ
    يوماتي نحنا حياتنا كلها كَعْ وكُفْ
    شريان شمال ينزف نزِف
    ووريد جنوب ينزف نزِف
    من ربع قرن ..
    يا وطني دمك ما وقف
    من ربع قرن
    زادت على البلد المحن
    والحال وقف
    من ربع قرن .. ما شفنا صاح ..
    ما سمعنا من غير النواح
    دقونا دق العيش .. كمان سلبوا المراح
    كوركنا لامن ديكنا صاح
    وصبرنا صبر أيوب على نار البلا
    قالولنا لا ..
    دا ” الإبتلا ”
    خنقونا لامن صوتنا راح
    جلدونا لامن قلنا آآآآآآح
    شوفو الشعوب عملت شنو !
    ياخوانّا بس راجين منو ؟
    ياخوانّا مالكُم ما نُصاح ؟
    دا بلد شنو ؟
    ياخوانّا حيّ على الكفاح
    ياخوانّا هيّا على السلاح
    ياخوانّا سيبو الانبطاح
    كتفا سلاح !!
    أرضا عبارات الخضوع والانبطاح
    أرضا زمان الارتياح
    كتفا سلاح .. كتفاً كتِف ..
    عصفا سلاح
    خلوه شرب الشاي
    ورقدة ضل وونسة وانشراح ..
    ردوا الشرف ..
    كتفا سلاح ..كتفا كتِفْ
    واحد .. ألِف
    زحفا نعيد وطن السلام المختطف
    زحفا نحطم … كل أصنام الخزف
    زحفا على قصر الترف
    زحفا إلى فلل الحدايق والنمارق والنجف
    زحفا إلى كل الدهاليز والغرف
    زحفا إلى خِزَن الهدايا والتحف
    زحفا إلى وكر اللصوص …
    شيخ التيوس المحترف
    زحفا على بؤر التفاهة في الصحف
    زحفا نطهّر “من طرف” ..
    زحفا نطهّر “من طرف” ..
    زحفا ولا قلبا يحنْ أبدا
    ولا عينا ترف ..
    باسم الوطن
    باسم الشرفْ
    خلونا بس ننفك من هذا العفن
    كتفا سلاح ..كتفا كتِفْ ..
    خلو العساكر وترتجف
    تعرق تجف
    إن شا الله بعدها نتفقْ أو نختلف ..
    بس ما مهم ..
    بكرة بتشوفو ونكتشف..
    من ربع قرن يا للأسف
    كنا بندوعل في عجل
    مصنوع من الزيف والخزف !!!!؟؟؟؟؟؟
    ختو النقاط فوق الحرف
    ختو النقاط فوق الحرف …

  2. اين الشعب الذي ان صمت اليوم
    فصيصمت للابد
    لان خمسون سيقتله الجوع والمرض
    ونصف هذا العدد اذا نزل الشارع
    سيكفي للقضاء علي هؤلاء الجبابره

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..