مقالات سياسية

وحيثما وقع الثور ..كثرت سكاكينه..!

وحيثما وقع الثور ..كثرت سكاكينه..!

محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]

وحقا صدق المثل تماما ..قليلون هم من يملكون الجرأة على الاقتراب من الثور وهو فى عنفوانه يضرب بقرونه في كل اتجاه ..فيركض من يركض ويختبيء خلف الحائط من يختبيء انتظارا للرجال الذين يعرفون كيف وأين يعقرونه ويشلون حركتة ومن ثم تكثر سكاكين السلخ في جلده والتقطيع بدءا من قرونه التي لطالما احتمى منها عتاة الرجال خلف حوائط النجاة وحتي اظلافه التى سابقتها سيقانٌ انطلقت أمامها كالريح..!
صباح اليوم الباكر ( أمس ) بثت قناة الجزيرة القطرية برنامجا توثيقيا عن شخصية الرئيس المصري السابق و الحبيس حاليا ..حسني مبارك
تحدث فيه عدد كبير من الضباط المتقاعدين الذين زاملوا الرجل في مراحل دراسية مبكرة أو في الكليات العسكرية وبعضهم خدم معه كضابط طيران بذات مستوى الرتب أو تحت امرته كقائد لسلاح الطيران لاحقا أو حينما كان نائبا للرئيس الراحل انور السادات ..وبعضهم من المدنيين والمستشارين والوزراء رجالا ونساء كانوا اعضاء فى حكومته وأخرين عملوا في مكتبه على مراحل مختلفة..
كان محور الحديث كله عن تبخيس مقدرات الرجل الذاتية عسكريا وسياسيا .. وكيف أن الحظ هو الذي خدمه ليختاره انور السادات نائبا له باعتباره ضعيف الذكاء ولا يشكل خطرا على وضع السادات وقد تنبه الى من شكلوا خطورة على وجوده في سدة الرئاسة من زملاء السلاح ..أعضاء مجلس الثورة والقادة المحسوبين فى الاتحاد الاشتراكي في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر..
لم يترك المتحدثون على مختلف فقرات البرنامج الطويل شاردة أ وواردة حول بلادة الرجل وضعف ادارته للدولة وانكساره أمام امريكا واسرائيل وجبنه من الذهاب للقمم الأفريقية بعد محاولة اغتياله في اديس أبابا الا بعد زمن حيث خفت موجة الخوف التي انتابته على حياته..!
وكذلك تناولوا بالتفصيل استسلامه لسطوة زوجته التى وصفوها الآن بالست الحيزبون..
بل ذهب البعض الى القول أن قتلة الرئيس السادات في حادثة المنصة الشهيرة .. قصدوا الابقاء على حسني مبارك رغم أنه كان ملاصقا للسادات لحظة اغتياله ..لان أمريكا التى كانت وراء العمليه كما زعم بعض المشاركين في حلقة الجزيرة ..باستخدام الشباب المتنطعين من الضباط الاسلامين..كانت تسعى الى تنصيبه لضعفه و سهولة قياده بعد أن أدى السادات دوره كاملا فيما كان مطلوبا لتقليم أظافر مصر مابعد عبد الناصر !

ترى ..ماذا كان سيقول كل هؤلاء المتحدثون لو أنهم لا زالوا في مناصبهم أو حتى خارجها والرجل في قمة سلطته ..الم تكن افاداتكم ستأتي مغايرة بدرجة مائة وثمانين درجة من النفاق والمدح في شخصه وذكائه وحسن اختيار السادات له ؟

وصوره صغيرة من ليبيا..

فيما لم يجد الزعيم الهارب القذافي وجيعا يذرف عليه دمعة في زنقته هذه..كانت المذيعة هالة المصراتي ..وقبل دخول الثوار الى طرابلس ..هي آخر من أغمض عليها التلفزيون الرسمي جفونه في رقدته الأبدية مع نظام الجماهيرة المنهار وكانت تحمل مسدسا تدافع به عن قائدها الملهم والتي اطنبت في وصفه الى درجة قولها أن السماء والطبيعة تتحالفان معه لهزيمة الثوار بالرياح والمطر !
و تهدد به في ذات الوقت الثوار اذا ما اقتربوا منها .. ولكنها سرعان ما استسلمت ولم يمضي اسبوع حتى خرجت بالامس ومن خلال تسجيلات المواقع الالكترونية وخلفها علم ليبيا الجديدة تتحدث الى جمهرة من الناس تشتم ولى نعمتها وتطلق عليه كلمات من مسدسها وفرتها عن مواجهة الثوار في لحظة الانكسار والانبطاح ..واصفة اياه بالدكتاتور الظالم..!
و كما صدق المثل أعلاه فقد صدق الفنان الراحل الخالد الفاضل سعيد .. حينما حكى نكته الساخرة.. عن نصيحة أمه له بان يترك شغلة الفن والتمثيل التي لا توفر عائدا بهمها
ويفتح جزارة لانها مهنة مربحة ..فقال لها .. أخشي أن يأكل الناس لحمى بالكلام مثل البهائم التى أقوم بذبحها..!
فهل يعي اصحاب المناصب في حكومتنا البدرية من أعلى المستويات الدرس و يرفعوا سكاكينهم عن رقابنا .. لان الدوائر ستدور عليهم لامحالة
وأن من يمسحون الجوخ لهم ويتزلفون لمودتهم يخبئون الشفرات خلف الأكمة والنوايا وراء البسمات.. فلا تغرنهم القرون الكبيرة ولن تخلصهم السيقان الطويلة ..لان سكاكين المغلوبين أشد حدة من سكاكين المنافقين وهي اقدر علي عقرهم ..التي ستعقبة السقطة المدوية.. والله وحده المنزه .. انه المستعان.. وهو من وراء القصد..

تعليق واحد

  1. يا حبيبنا برقاوى أصحاب الايادى المتوضئة عليهم السلام كما قال احدهم لا يفهمون الاسلوب الرفيع بمقالك هذا فأتمنى ان تعيد كتابتة بأسلوب بسيط جدا جدا ويا ريت لو عكست الزاوية شوية حتى يعى أصحاب المناصب بحكومتنا البدرية ماذا تعنى ويفهموا المثل الرياضى القائل(الكورة مدورة)اللهم لا تجعل ايامى مثل ايام بشار ولاتجعل صبحى مثل بن على ولا تجعل نهارى مثل ود صالح ولاتجعل ليلى مثل القذافى ولاتجعل مستقبلى مثل البشير.

  2. يابرقاوى الخايبين ديل مامتخيلين ابدا انو هاتجي عليهم اللحظه البتتكلم عنها دى وجايلنا دواما
    انا اقترح ان تكتفي بما كتبت حتي الان بس صنقر وعاين وبعدين الضحك بشرطك لامن دموعك تجر.

  3. هؤلاء فراعنة العصر الحديث, وما للشعب السوداني حيلة إلا الدعاء عليهم كما دعا سيدنا موسى عليه السلام على فرعون :
    ( وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ( 88 ) قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون ( 89 ) )

    قيل دعا موسى وأمن هارون.
    وهذه دعوة المظلومين فأمنوا .. قولوا آمين.

    (عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا).

  4. فلتحيا مصــر ما عمله الرئيس حسنى مبارك فى مصر من انجازات وثورات تعليمية وزراعية وصناعية اعمال كبيرة واتنجازات ضخمة يجب ان تحسب له رغم الاخطاء التى لازمت حكمه وما دمره البشير والكيزان من مصانع وثورة تعليمية وثورة زراعية وسكة حديد لا يقل وحشية من دمار اسرائيل لغزة . لعنـــة الله على البشير وعلى عثمان وباقى الاخوان المنافقين .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..