استغلال أزمة..!ا

العصب السابع
استغلال أزمة..!!
شمائل النور
لقاء الرئيس أول من أمس مع الأحزاب السياسية، ترقبته كل الأوساط كما لو ينتظر الناس إذاعة بيان هام من القوات المسلحة،لأنّ الوضع الذي يمر به السودان حالياً لا يقل عن اتخاذ قرار شجاع يوقف القتال نهائياً ويُعدّل هذا الاعوجاج الشيطاني الذي لحق بكل أطراف السودان، وليكلف هذ القرار ما يُكلف، خلاص الوطن يسمو فوق الجميع، لكن لا جديد أتى به هذا اللقاء أو دون التوقع كانت النتائج، لعلّ الغالبية توقعت أن يخرج هذا اللقاء برؤية واضحة (1،2،3) لإخراج البلاد من هذا المأزق القاتم، بدلاً عن الرؤية الضبابية… لكن الذي وضح أنّ الحكومة عزمت على اختيار الحل في أن يكون الوضع كما هو عليه الآن إلى أن يريد الله أمراً، وفيما يبدو بمباركة عدد من الأحزاب قد تكون هي المرة الأولى التي تواجه فيها هذه الأحزاب الإعلام، بل هي المرة الأولى التي يتعرّف عليها الإعلام، أمّا الأحزاب المؤثرة بعضها أرسل مندوبيه، والبعض الآخر قاطع مقاطعة كلية.. إذاً المفهوم أنّ هذه الأحزاب يئست من إيجاد حلول لأزمات السودان في ظل انتهاج ذات السياسات دون تعديل مسارها، أو أن الأحزاب تعلم أن دعوتها لهذا الاجتماع لا تعدو كونها شكلية، لأنّ القرار في الأساس سُيتخذ بعيداً عمّا تراه هذه الأحزاب، وفي الحالتين الخاسر هذا الوطن المشتعل. لكن واضح جداً أنّ حزب المؤتمر الوطني قد ضاق ذرعاً بما تبقى من هذه الشراكة، وإن كان هو يراها تجاوزات فالطرف الآخر يراها استحقاق إن لم يأت بالتي هي أحسن فلن يأتي إلا بالقوة، وكل هذا يحدث عبر ثقوب في نيفاشا كل يستغلها وفقا لهواه، والوطن بعيد عن كل الحسابات، تحت هذه الضغوط يبدو أنّ المؤتمر الوطني كاد أن يعلن فقدانه البوصلة في التعامل مع أزمتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وهذا نتاج طبيعي لفشل واضح في إدارة أزمات البلاد التي تتوالد صباح كل يوم، الأمر الذي جعل لكل أزمة مبعوث ولكل قضية ممثل خاص، ولكل اشتباك وسيط مشترك… فليس من المعقول أن تنفتح جبهتان للقتال في وقت واحد، وقت تعاني فيه البلاد ضيق وشظف في الاقتصاد لم يمر عليها منذ سنوات طويلة، المواطن يدفع دم قلبه ليذهب ما يدفعه مصروفات حربية، ودون أدنى درجات الشك فإنّ الخسارة حليفة لهذا الوضع اللامنطقي… المطلوب الآن التفاف واسع من قبل الأحزاب التي لا زال فيها بقايا وطنية والتفاف شعبي قبل كل شيء حول مطلب واحد، وقف الحرب نهائياً، وقبل أن يحل علينا التدخل الأجنبي عنوة، علينا أن “نشتري دماغنا” ونُسرع بالحل الذي سوف نلف وندور ونأتي إليه في نهاية المطاف. الواجب الآن أن نستغل أزمة النيل الأزرق لتعديل المسار النهائي، يجب ألا تبقى النيل الأزرق هي القشة التي قصمت ظهر السودان الذي انحنى، فلتكن هي آخر الأحزان، وهذا ليس عصياً على التحقق إن توفرت أقل درجة من الوطنية الخالصة التي لا تشوبها المطامع الشخصية الدنيئة، وهذا لن يتأتى إلا بالمزيد من الضغط على المؤتمر الوطني بتغيير سياساته كلياً، هذه السياسات التي خلفت كوارث ها نحن نتجرع منها الآن، وإن استمر الوضع الحالي واستمرت ذات السياسات سوف يكون الانفصال أقل كارثة خلفتها هذه السياسات.لا بد من استغلال أزمة النيل الأزرق.
التيار
موضوعك حلو يا بنت النور و إستعراضك أجمل و كل هذا لا يصدر إلا من خلفية دسمة جميلة تروي ظمأ القاريء الحزين لما يجري و قد أعجني ذيل الطرح (واستمرت ذات السياسات سوف يكون الانفصال أقل كارثة خلفتها هذه السياسات.لا بد من استغلال أزمة النيل الأزرق) آملاً أن يتم الإستغلال التام للأزمة بصورة إيجابية فالموقف مهيأ للحل الشامل و السودان من وراء القصد (لنترك صراع الفارغة) الذي حتماً لن يقدم إنما سيؤخر بالضرورة!!! و عاش السودان حراً موحداً مستقلاً و عاش البشير رمزاً لسيادته المستهدفه من قبل الصهيونية العالمية التي تنتهز في ظروف الصراع الداخلي بالسودان و التي إنتهزتها قيادات حزب "الإنتهازية الوطنية" ! بعد تجربة شلبي العراق!! لكن هيهات فقد وعت الشعوب بالتجارب المريرة . !!!
موضوعك يفرض نفسه حيث يصعب المرور عليه مرور الكرام يا شمايل سائلين الله أن يجمع شمل كل السودان يا أروع شملة فيه جعلك الله ذخراً لإشباعنا بالجميل .