واشتعلت شرارة التغيير فى السودان

أسماء الحسيني
لم تكن المظاهرات التى انطلقت فى السودان قبل أيام احتجاجا على رفع الدعم وزيادة الأسعار، والتى سقط فيها عشرات القتلى والجرحى ،هى الأولى من نوعها ، ولكنها هذه المرة قد يكون لها ما بعدها ، بعد أن فاض الكيل بملايين من أبناء الشعب السودانى عانوا بسبب سياسيات ظالمة فاشلة ، ركزت السلطة والثروة فى يد الفئة التى تحكم البلد منذ ربع قرن من الزمان تحت شعار إسلامى ، بينما ظل عموم الشعب السودانى يعانى الأمرين ، ولاسيما فى العامين الأخيرين بعد إنفصال جنوب السودان .
ورغم أن رفع الدعم عن المشتقات البترولية وماترتب عليه من زيادة فى أسعار السلع هو الذى فجر المظاهرات الأخيرة التى تعد الأعنف فى سلسلة الإحتجاجات التى شهدها السودان على مدار العامين الماضيين ، إلا أنها فى الواقع ليست معزولة عن مجمل سياسات النظام التى يرفضها الشعب السودانى الراغب فى التغيير ، ولا أدل على ذلك من الشعارات التى رفعها المتظاهرون لانتقاد سياسات النظام والمطالبة بإسقاطه وبالحرية ، والتى طالبت لأول مرة الرئيس عمر البشير بتسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية.
وقد بدا خلال المظاهرات أن السودانيين ليسوا بمعزل عمايجرى فى محيط منطقتهم العربية ويتأثرون به ،إضافة إلى أن الشعب السودانى هو أقرب مايكون إلى شعب ثائر بفطرته ، بسبب طبيعته البدوية المنطلقة ،والسودانيون لاينسون أنهم أول من فجر ثورة فى المنطقة العربية يوم أن كانت تغط فى سبات عميق ،حيث حدث ذلك مرتين فى ثورتى أو إنتفاضتى أكتوبر 1964 وأبريل عام 1985 ،وكثيرون فى السودان كانوا يتساءلون متى تهب رياح التغيير على بلدهم الذى لاتختلف ظروفه وعوامل التغيير فيه عن نظيراته من دول الربيع العربى ،ويؤكدون حتمية التغيير لإزالة وتعديل الأوضاع الحالية التى يعتبرونها مهترئة ،و تكاد تمزق مابقى من السودان بعد إنفصال جنوبه ،وخاصة بعد فقدان 75% من دخل البترول والعملة الصعبة بعد ذهاب الجنوب ،وإنخفاض سعر الجنيه السودانى وبلوغ نسبة التضخم 48%،إلا أن غالبية السودانيين الراغبين فى التغيير كانوا يختلفون حول الإسلوب ،فمنهم من يراهنون على التغيير من داخل السلطة أو الحركة الإسلامية التى ينتمى إليها النظام الحاكم ،أو على إنقلاب قصر داخل المجموعة الحاكمة ،وآخرين يراهنون على إصلاحات داخل الحكم .ويبدو أن أخطاء النظام المتلاحقة وإصراره على المضى قدما فى سياساته توحد الآن جميع خصومه على صعيد واحد لإسقاطه ، مهما كانت المخاوف من تغيير يهب من الأطراف مع حركات التمرد الأربع التى تشكل ما يسمى تحالف كاودا أو الجبهة الثورية بهدف إسقاط نظام البشير ،أو الخوف من أن يكون التغيير القادم عنيفا يسقط الدولة ويسلمها للفوضى فى ظل إنتشار كثيف للسلاح والضغائن ،وفى ظل ايضا مقاومة محتملة من النظام الحالى الذى يسيطر على كل مفاصل السلطة منذ عام 1989 ،ويرون أن هذا التغيير لن يكون أبدا ربيعا فى السودان ،الذى لايعرف مناخه فى واقع الأمر فصل الربيع ،ويخشون أن يكون خريفا محملا بالأعاصير والرياح العاتية أو صيفا حارقا .
ورغم الإستهانة الحكومية بموجة الإحتجاجات الأخيرة إلا أنه يبدو أحدثت كثيرا من التغييرات فى الموقف السودانى بكل أبعاده ،وأصبح التغيير الآن هدفا وشعارا للشباب والجماهير المشاركة فى الإحتجاجات التى أصبحت بشكل يومى فى أنحاء السودان ،و لأحزاب المعارضة التى اتفقت مؤخرا على إسقاط النظام وإيجاد البديل الديمقراطى له ،و للحركات المسلحة التى تسعى لإسقاط النظام بالقوة ، فى مواجهة نظام ظل يتحدى المعارضة والشعب السودانى أن تكون لديهم القدرة على الخروج ضدهم . والنظام السوداني لم يعترف حتى الآن بمسئوليته الحقيقية عن الأوضاع التى آل إليها السودان بعد 25 عاما من حكمه ،وهو لايكتفى بإنكار مسئوليته عن ذلك ،بل يواصل ذات أساليبه القديمة ،فى التهوين من حجم المشكلات ،والتقليل من شأن المعارضين ، ،وقد لجأ النظام إلى تشويه صورة المتظاهرين السلميين ،ونسب إليهم تهمة القيام بعلميات تخريب ، ،فضلا عن ا تهامات بالعمالة والخيانة والمؤمرات،مضيعا بذلك إيجاد فرص حقيقية لحل المشكلات .
واليوم تجذب هذه المظاهرات والإحتجاجات أنظار العالم ،وستجلب للنظام مزيدا من السخط والإدانات الدولية ،ورغم كل الصعوبات التى يواجهها المحتجون ،ورغم القبضة الحديدية للأجهزة الأمنية السودانية التى تكاد تعصف بهم ، يبدو أن المظاهرات الأخيرة قد تغلبت على عيوب وسلبيات الإحتجاجات السابقة ، وهى الآن تتبع على مايبدو استراتيجية مختلفة ، حيث تتمركز فى الأحياء السكنية فى الخرطوم وبطول البلدوعرضها وليس فى ميادين كبرى يسهل اصطياد المتظاهرين أو محاصرتهم واعتقالهم فيها ، وتتظاهر فى كل أيام الأسبوع وليس فى أيام الجمعة فقط ، واستطاعت على مايبدو أن تكسر حاجز الخوف من التنظيمات الأمنية العديدة العتيدة التابعة للدولة وأن تشتت مجهودها بملاحقة المظاهرات فى أماكن متعددة فى وقت واحد ،وهى التى ترصد تحركاتها وتخترق صفوفها وتحبط أنشطتها ،كما كسر هؤلاء الشباب أيضا حاجز التبعية لهذا الحزب المعارض أو ذاك بعد أن أصبح هناك هوة كبيرة بين هذه الأجيال الشابة وأحزاب المعارضة وقياداتها ،وأصبحوا على مايبدو أكثر قدرة على تنظيم صفوفها ووحشدها وتعبئتها،وهذه الإحتجاجات ليست فى واقع الأمر إستجابة لدعوة من قوة سياسية او حزب أو زعيم متمرد أو معارض بقدر ماهى إحتجاج على أوضاع تزداد صعوبة يوما بعد آخر ،من إستشراء الفقر والغلاء والإرتفاع الجنونى لأسعار السلع والخدمات والبطالة والفساد والتباين الشاسع بين أحوال قلة قليلة تملك كل شىء وأغلبية كاسحة لاتكاد تجد مايسد رمقها ،ولا أمل لديها أوثقة فى تنفيذ الوعود التى تطلقها السلطة الحاكمة والرئيس البشير بمحاربة الفساد ، بمعاملة السودانيين كلهم على قدم المساواة .
ويبدو أن النظام السودانى مثل أقرانه فى العالم العربى لم يتعظ بمن سبقة من أنظمة سقطت وأخرى أودت بنفسها وبلدانها إلى الهاوية ، ولازال يصر على السير على ذات نهجه الذى أدى إلى تقسيم البلد والإضرار بمصالح شعبه ، وهىو الآن فى مواجهة خيارات صعبة ، فهل يستجيب النظام الحاكم لهذه الإحتجاجات ،ويسعى إلى حل وتغيير حقيقى ،رغم أن كثيرين يرون أنه لاحل إلا بذهاب النظام برمته وتسليم الحكم لحكومة إنتقالية ، ومايعوق الحل السياسى للأزمة هو فقدان الثقة السائد بين كل الأطراف ،ولاسيما الحكومة التى ينظر لها معارضوها على أنها لاتفى بالعهود والوعود التى تقطعها أو الإتفاقيات التى تعقدها مع معارضيها . ويزيد الموقف تعقيدا أن الحركات المسلحة المتواجدة بأطراف السودان تهدد بالدخول على خط الأزمة ،وهو ماقد يحول التظاهر والإحتجاج السلمى إلى حرب أهلية ،يؤججها السلاح المتواجد بكثرة فى أيدى السودانيين ،وايضا الأحقاد والضغائن والغبن المتراكم أيضا فى النفوس ،وهو مايعنى أن يطول أمد المعاناة فى بلد عانى طويلا ويلات الحرب والدمار . ،وهناك الآن حاجة ماسة إلى تجنيب السودان دفع مزيد من الأثمان التى دفعها على مدار العقود الماضية بشكل باهظ من وحدته شعبا وأرضا ومن سمعته وكرامة أبنائه الذى توزعوا فى أنحائه ،وعلى أرجاء الدنيا نازحين ولاجئين .واليوم هناك حاجة ماسة لحقن الدماء فى حروبه المفتوحة فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ،وإلى جمع مواطنيه على صعيد واحد ،ولن يتحقق ذلك إلا بحلول جادة ،يقدم فيها النظام الحاكم تنازلات حقيقية من أجل حلول عادلة ودائمة تحقن الدماء ،لكن هذا الخيار ،ترفضه الحكومة التى تأمل فى قمع المظاهرات التى تراها محدودة ،وتراهن على أنها يمكنها حل مشكلتها الإقتصادية خلال الشهور القادمة رغم سوداوية المعطيات الحالية ،وبدورها المعارضة بشقيها السياسى والمسلح تريد إستغلال الإحتجاجات الحالية وتصعيدها ،وعدم التوقف حتى إسقاط النظام ،غير مبالية بالصعوبات والتحديات الكبيرة.
[email][email protected][/email]
i like u asmaa
u gooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooood
أخيراً يا أسماء. عموماً أن تاتي أخيراً خير من أن لا تأتين، فلكم تغزلت في هذا النظام ونظمت فيه نثراً بديعاً. آالآن؟
لقد اسمعتى اذ ناديت حيا! ولكن لاحياة لمن تنادى! هذا النظام اصم واعمى يعيش فى عالم من الخيالات والاوهام وبعيد كل البعد عن الواقع والتطلعات ! ذهاب النظام اصبح مسالة وقت ليس الا! الشعب وصل مرحلة الاعودة وليس باختياره لان اصبح مجبورا على تغيير هذا النظام!
شكرا لك ياأستاذة على المقال الرائع، لكن لا جدوى ولا بديل إلا بذهاب النظام الفاسد برمته وإلغاء نشاط حزبه إلى الأبدومحاكمة رموزه، حيث لا تجدي أية تنازلات البتة
ما يسميها البشير اصلاحات ستتحول إلى إنهيار اقتصادي كامل في القريب العاجل وما الأزمة الحالية إلا رأس جبل الجليد والمشكلة الاساسية والأولى والأخيرة الفساد صار عنوان النظام في الخرطوم والاصلاح مع الفساد كأنك تغرف من البحر إلى البحر لا حل غير اجتثاث الفساد الذي يعني النظام
تحية من على البعد لقلمك الرشيق
وقلبك الفياض بالحب للسودان
وشعب السودان
هذه هبة رجل واحد
لن تنتكس ولن تنكسر
ستواصل الاحتجاجات والمسيرات
السلمية والعصيان المدني حتى النصر
كما فعلنا ثورتي أكتوبر وإبريل
أقول الى أسماء الحسينى ماهذا النفاق ولكن حق المصريين لقد كنتى تكتبين الشعر فى الرئيس بشبش وحكومة الكيزان الحرامية سبحان اللة ماهذا النفاق ومعك المصرى الثانى رئيس قسم السودان وأفريقيا فى جريدة الاهرام هذا المنافق هانى رسلان الذى كان يمدح فى نظام البشير الان الواحد يفتح أى قناة مصرية يجد هانى رسلان هذا يلعن نظام الرئيس بشبش ومع حكومة الكيزان الحرامية وعندما أحس هذا المدعو هانى رسلان بشبش سوف يطير وسوف يطير معة البقشيش الذى كان يأخذة حول الدفة 90 درجة بس هذة طبيعة أولاد بمبة كشر وأقول الى المصريين لان هم العدو الاول للسودان أن الثورة سوف تنتصر بأذن اللة ولن تكون السودان الحديقة الخلفية حق المصريين ولن يكون عندنا رئيس وحكومة منبطحة أمام المصريين ولن يأتى رئيس سودانى يوزع هدايا على المنتخب المصرى أويوزع أبقار عليكم وأهم شئ الغاء الحريات الاربعة المشؤمة التى جعلتكم تحتلون أراضينا وتأخذون الاعمال من أهل البلد والاراضى الزراعية التى تم توزيعها عليكم بواسطة الرئيس بشبش وكأنها أرض أبوة سوف نرجع كل أراضينا لقد أحتل المصريين أرقين ولحوض النوبى ومنطقة العوينات بمساعدة الرئيس بشبش لعنةاللة وأخيرا أقول حق المصريين نهايتكم قربت فى السودان ولن يوجد مة أخرى رئيس منبطح أمام المصريين اللة يرحم شهداء الثورة وأنشاء اللة سوف تنجح الثورة
من مسلمات هذة الفانية ومنذ العهود القديمة والحديثة ارتبط السودان بالجارة مصر بل كان فى يوم من الايام واحد اى مصر والسودان منذ عهد بعانخى وغيره من الفراعنة السود الذين حكمو مصر والسودان فى ان واحد لذلك لا نستغرب مما يحدث فى مصر الان ان يحدث فى السودان لانهما متكاملان كل منهم يكمل الاخر خاصة بعد تكميم افواه تجار الدين فى مصر ان ياتى اليوم الذى يكمم افواهمم هنا فى السودان وهذا مسلم به وليس هنال شئى مستغرب فيه
شكرا استاذة أسماء، مقال رائع من شمال الوادي.
سبحان مغير الاحوال من حال الى حال . إلى اى شيء ترمين يا أسماء ؟ و نفس السؤال لهانى رسلان . الإختشوا ماتوا .
شعب “طيب” زي ما بقولو احفاد الهكسوس عننا! هذه الهكسوسية يا خلق، زي اخوها هاني رسلان، عملاء مخابرات مصرية!