تنامي النفس العنصري في السودان وانعكاساته

الكلام الممنوع ..
تنامي النفس العنصري في السودان وانعكاساته (1 )
د.يونس عبدالله يونس
[email protected]
اياً كان لون الانسان او جنسه او ارضه التي ترعرع فيها ، يجب الا يكون ذلك مدخل لاحتقار ذاته والتهوين من وضعة الاجتماعي والانسانوي ، لان مقدار الانسان بما يحمل من قيم ومُثل وانسانوية وليس بمقدار ما يحمل من تقاطيع وشكليات او انحدار من جنسٍ ما او فصيلة. علي الكل ان يرفع رأسه عاليا ويفخر بما عليه من حال لانه صنيعة الله وليس صنيعة البشر. وما جعل الله الناس علي الوان مختلفة والسنه متباينه ليتفاخروا جهلاً او ليعلوا بعضهم علي بعض اذدراءا وتقليلا من شأن بعضهم ، بل جعل ذلك اية وعبرة تستوجب التدبر في قدرة الخالق القادر(ومن اياته اخلاف السنتكم والوانكم). والامم و الشعوب التي ارتقت وعيا وتحضرا ركلت تلك التوهمات ومضت قدما في طريق النهوض والارتقاء ونقاء الضمير. ولكن في المقابل لم تزل بعض الشعوب راكدة في قاع التردي العنصري ، هائمة في متاهات الجاهليات التي استوجبت ان ترسل السماء لها رسول وكتاب ليحارب ضلالاتها ويجب مرضها العضال. انّ الذي خلق البشر كرمهم جميعا ولم يستثني احد من تكريمه لانّ مردهم في الخلق واحد، كلهم لادم ومن ترابٍ كان ادم ومرجعهم جميعا الي تُرب، وفي خاتمة مطاف الدنيا يقفون جمعياً امام خالقهم ،ولن تكون هناك منصة حساب لكبار القوم واعلاهم حسباً ونسب ، بل الكل عند الله صغار يوم ذاك . ومتي ما تباعد الانسان عن مضامين الوعي وانعطف نحو التحديق القاصر للذات والتباهي الذي يضع كل شي في مكنون المظهر ويستبعد محتوي الجوهر ، متي ما فعل ذلك ارتدّ الي هاوية الانحراف المفاهيمي الذي يلخص قيمة الانسان فيما لا قيمة له. في بلادنا السودان برز المجتمع عبر قرون وقرون من التكوين الذي جاء عبر تراكم موجات شعوبية مختلفة ولكنها استطاعت صياغة تجانس تمثل في تحالفات الممالك القديمة ، ورغم التباين في الالوان واللهجات ، الاّ انّه ظلت هناك قواسم قيمية واخلاقية حكمت حياة الناس لفترة ليست بالقصيرة مثلت مدخل التلاحم خلف ثورة محمد احمد المهدي.
وفي الالفية الثالثة وبعد تجاوز العالم هذا السخف وبعد انهيار اخر عروش التعنصر في جنوب افريقيا، وبعد ان قفزت اميركا علي ارثها القديم الذي يحتم بياض الحاكم وانتمائة الانجلوسكسوني ، بعد كل هذا ظل بعض ابناء بلادنا يحملون هذه الافكار الرثة التي تؤكد اطنان الجهل المختبئة خلف ربطة اعناقهم وشهاداتهم التي تزّين الجدران ولا ترتقي بالوجدان. للاسف هذه النفس العنصري اكثر شيوعا بين بعض حملة الشهادات الذين ينتمون لرقعة جغرافية بعينها في السودان، والغريب في الامر انهم لا يختلفون عن باقي اهل السودان لا في الوانهم ولا السنتهم ، اللهم الا عقدة التشبث بالعروبة الخاوية وجميعم عند جهلاء جزيرة العرب لا يرتقي الواحد فيهم الي مستوي عبد ، بل سيظل عِبيد وهم يدركون هذه الحقيقة مثلما يدركون جهلم. اول ما حطت قدمي في احدي دول الخليخ اخذني احد الزملاء بُقية التعرب علي بعض ابناء السودان الذين مضت عليهم سنوات في ضفة الاغتراب، وبعد التحيات والاسئلة التي لا تكتفي بذكر المدينة ، حيث يردف السؤال المعهود (اصلا من وين؟؟) ، واثناء تجاذب الحديث ذكر احدهم ان طبيبا سودانيا اخر قادم لهذه البلدة ، فرد عليه اخر وبالنص( اضان حمراء ولا اضان زرقاء) وللاسف كانوا كلهم حملة شهادات جامعية واكثر. امس القريب قابلت زميلا اخر من نفس الشاكلة ، فسالته عما يدور بالنيل الازرق عساي اجد عنده معلومات ربما لم تكن عندي، فردّ انه غير متابع ، فطفقت اشرح له الوضع واثناء حديثي قاطعني بسؤال عن ماهية مالك عقار!! عما اذا كان عبد ام عروبي واردف قائلا: لو عبيد خلي يقتلوهم، فرردت عليه وهل الناس عندكم منقسمون الي احرار وعبيد، وهل ينظر اليك في هذه الدولة علي انك من بني زهران او بني مالك وما قيمة كل هذا الانحطاط؟؟؟. دعونا نكون اكثر وضوحا.. غالب مناطق اهل السودان ليس لديها اشكال في ان تتعايش وغالبها لا يهتم بلون او بلهجة الانسان، ولكن هناك مجموعة بعينها وتنتمي لرقعة جغرافية محددة ، هي وحدها التي تتوشح جلباب التنعصر وتطير بجناح الاستعلاء، وحتي لا نصدر حكما قاسيا علي الكل فان بعضهم خالي من هذه الشوائب ولكن قليلٌ ماهم.. فقد فاقم من تنامي هذه الظاهرة ما تمارسه الحكومة من تمييز عنصري في القطاع الوظيفي، حيث تجد وزارات كاملة ومؤسسات بأكملها حكرا لقبيلة بعينها ،وهذا الامر ليس سرا ، حتي راعي الضأن خلف قطيعة يعلم ذلك، بل قد اثير كقضية برلمانية بواسطة العضوء ورجل الاعمال محمد الامين جار النبي مما جلب له غضب النافذين في السلطة الذين عملوا علي تصفية استثماراته في السودان وانتهي به المقام في دولة قطر. من قبل كان التباهي الجهوي من قبيل الدعابة وغالبا ما يأخد شكل الطرف ولا ينعكس واقعا يميز الناس في الوظائف ولم يرتقي لمتسوي المحسوبية، ولربما كانت كل هذه الممارسات دفينة في عمق هاؤلاء المتعنصرين ولكن لم يلحظها جٌلّ الشعب الطيب بما له من صفاء سريرة ونقاوة ضمير .
ليس هناك افضل من الشفافية في التعاطي مع هذه المسألة الشائكة ، واي تعاطي معها من خلف الحُجُب او محاولة انكارها يعني الابقاء علي نار العنصرية وهي تنهش قلب الوطن الي يصبح في مساحة اضيق من سٌم الخياط. ولا احد ينكر انه عندما لم تشعر اي مجموعة بوجودها في البلد سوف تكون النتجية الاحتماء بمظلة الانفصال، اذ انه ليس من المنطق ان تطلب من الاخرين ان يتعايشوا معك وانت تنظر اليهم من منظار الاستعلاء والتحقير. مطلوب من الطبقة الواعية التي تنتمي لتلك الجهة ان تعمل علي علاج اهلها من هذه الامراض عبر مخاطبة عمق المشكلة وانزال ذلك عبر ممارسة الواقع من قبل ان نصل مرحلة التشظي الكامل التي يصعب معها العلاج. والغريبة ان ادعياء التعنصر عندما تعجزهم الحجة يحاولون تبرير عنصريتهم بأن العنصر الزنجي او الزُرقة يحسدونهم ويبغضونهم ، وهذا دفع باطل ويدل علي ذلك دخول حركة العدل المساواة مدينة امدرمان، فلو كانت هذه الحركة تنطلق من دوافع فعل عنصري لظلت الخرطوم مشتعلة لمدي ستة اشهر ، اذ يكفي اشعال الحرائق في المنطقة الصناعية التي ظلت تحت سيطرتهم من العاشرة صباحا وحتي عصر نفس اليوم. ويبقي حل اخيرامام ابناء الله واحباؤة اصحاب التوجة العنصري ، هو اما التعايش والاندماج او يذهبوا عنا ليتركونا كي نتعايش. ولا مناص للشعب غير اجتثاث جذور السلطة التي كرست لهذا القبح … وقوموا لاسقاط النظام يرحمكم الله
ولنا عودة
والله ده كلام عين العقل ودي حقيقة ….وربنا يستر…المشكلة في السودان المثقفون هم اهل البلاوي …ليس بيننا حكماء ولا الحاصل شنو…..؟
والله يا استاذ يونس عبدالله يونس
الواحد بقى تلجمه الدهشة في أغلب الأحيان
تلقى الواحد عندو دكتوراة ويعلم يقيناً تصنيف العرب الخليجيين له في أي خانة
ورغم ذلك تجده ما أن يفتح فمه بكلمة إلا وكأنه لا مؤاخذة تبرز بلسانه
وطبعاً أكثر ما يحز بالنفس أن الشخص عندما يخاطبك يعتبر أن الأمر من المسلمات وإلا لما باح لك به بإعتبار أنك من نفس أثنيته
اللهم أني أبرأ إليك من هؤلاء
انار الله طريقك يا يونس ولا اسكت الله لك حسا بالضبط مشكلة السودان الحالية هي العنصرية التي مؤسسها المؤتمر اللاوطني والتي ذاق ويلاتها كل الشعب السوداني ولكن يمهل ولا يهمل !!!!!!
تكذبون وتعاندون الى متى انتم باقون او تظنون انكم خالدون خسئتم خاسرون خاسرون
حقيقة وما اكثر الحقائق المحزنة والمخجلة…… ذلك لان الانسان في الاصل هو ظلوما جهولا … وقد ارسل الله الرسل وانزل الكتب حتى يرتقي البشر بصفاتهم عن درجة الحيوانية … وحب الاستيلاء عى كل شيئ ولنمسع كلام ربنا الذي يأمر بالعدل ولو كان خلاف هوى النفس ( لا يجرمنكم شنئان قوم ان تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى )….. ولكن ما يجري في السودان …..نسأل الله العافية لا يأتي من جهلاء الناس وانما من حملة شهادات ورقية تسمي ( ديك……تور) والبلد بلدنا ونحن سيادها…. نقوم ونقعد على كيفنا ….وعلى هذا النسق ان البقية عبيدنا …. وعلى كيفنا نحرم من نشاء ونعطي من نشاء لان الدنيا في الاصل لنا …. ويمكن وصل الامر بالنسب النبوي الشريف والذي يحذر صاحبه (صلى الله عليه وسلم) منه بقوله لاقربائه ( يا فاطمة …يا ……اعملوا فاني لا اغني عنمك من الله شيئا….اذن المطلوب الان هو كيف استرداد القيم العالية التي تربى الشعب السوداني العظيم عليها…. اذ ما كان احد يشعر بالغربة في بقعة من الوطن العزيز وما زال الشعب بخير ولكن كما يقال ( البصلة الفاسدة تفسد المحصول كله ….. اذن الحل هو في ذهاب الغمة …..البشير وصحبه …. ثم دعونا نرجع نرتق ما بقي …. ونعود الى سابق ودنا ومحبتنا ……لك الشكر اخي لا فض فوك ……فانت تطرق قضايا ملحة مسكوت عنها ….. والله من وراء القصد.
مغربى–ديل اسمهم ناس اصلا يادكتور—الواحد يقول ليك انا من الدويم لكن اصلا من حفير مشو—انا من مدنى لكن اصلا من صواردة –انا من الابيض لكن اصلا من حوش بانقا—انا من سنجه لكن اصلا من الباوقه–شفت كيف وتلقى الدويم ومدنى والابيض وسنار افضل من الاصل المزكور من ناحية المدنيه والتطور من الاصل—وهذه الاصاله من دون ان تسال انت عن اصلا من وين—احساس بالاستعلاء بالانتساب للشمال–ووجودهم فى هذه المناطق المتنكرين منها ليكونو مدراء ورؤساء لقطاعاتها المختلفه–الكتاب البمبى–ادركت كيف اننا امه مترديه–
يأخوانا ما تخلونا ننسى الفات انحنا خسرنا جزء عزيز من الوطن وعشان مانخسر الباقي ياريت نتلمى ونعيش أخوان فما تبقى من الوطن يسعنا جميعاً.