لوي عنق الحقائق

إبراهيم ميرغني

ترحم المشير البشير على أرواح القتلى الذين سقطوا في الإحتجاجات على رفع الدعم الحكومي على المحروقات، وعمد في أول تعليق على المظاهرات التي شملت أنحاء العاصمة ومدناً أخرى إلى تسمية الضحايا(بالشهداء) وأكد أن وعي الشعب أوقف مؤامرة كانت تهم بإلحاق السودان بمنظومة القتل اليومية التي أجتاحت دول المنطقة ــ ذلك حسب صحف الخرطوم الصادرة أمس. ولم يكن منتظراً من المشير البشير أن يقول شيئاً سوى ما قال وخلاصته هو لوي عنق الحقائق والسير في ركاب الإدعاءات التي ساقها من قبل وزير الداخلية ووزير الإعلام. الدماء التي سالت والنفوس التي أزهقت مسؤولية النظام ويجب أن يدفع ثمنها ولا تكفي تسميتهم بالشهداء من قبل النظام فهم شهداء الثورة التي ستقتلع النظام من جذوره. أما الحديث عن المؤامرة والتآمر، فالمتآمر هو الذي خان الدستور وشرف الجندية عندما إنقلب على النظام الديمقراطي في30 يونيو1989 أما الحديث حول السماح بالتظاهر السلمي فتدحضه النتيجة الماثلة وهي أغتيال المئات من المتظاهرين سلمياً وأعتقال ما يقرب الآلاف من المواطنين ليس لهم ذنب سوى أنهم أحتجوا على القرارات الاقتصادية التي أصدرها المشير البشير نفسه.

الشعب السوداني هو الذي يرد على حديث المشير الآن في الشوارع وفي الاعتصامات والإضرابات وليس هناك سقف أدنى سوى إسقاط النظام. وبعد ذلك الحساب العسير الذي لن يستثنى أحداً.

الميدان