دولة طاردة لأبنائها ..السودان ومؤامرات الداخل

يُعلن الرئيس السوداني أن إنفصال جنوب بلاده سيعني أن شماله سيغير دستوره ليتضمن الحكم حسب الشريعة الإسلامية ، وستكون اللغة العربية هي اللغة الرسمية الوحيدة ، ليبدو الإنفصال وكأنه انتصار للعرب والإسلام ، وهذا هو التزوير بعينه.

الرئيس السوداني يعلن وبصوت واثق أيضاً أن جلد السودانية الذي وُثّق على اليوتيوب وشاهده العالم يأتي حسب الشريعة الإسلامية ولا يتطلب الأمر لهذا تدخلاً من جهته ، باعتباره إجراء سليماً ، وأكثر من ذلك فالرئيس البشير لا يرى مشكلة في ذهاب نفط الجنوب إلى الانفصاليين ، وأن الأمر هامشي وكأن السودان دولة ثرية أصلاً.

المفارقة أن كلام الرئيس يأتي في اليوم التالي لتسريبات ويكيليكس الجديدة التي تتهمّه بتبديد وإختلاس المليارات ، وهذا ما لم يتطرق له ، بل ظلّ يعلن عن المؤامرات الدولية التي تحوم حول السودان ، وكأنّ بقاء النظام لا إستمرار البلاد نفسها هو المطلوب من الشعب.

السودان دولة طاردة لأبنائها ، وتمتلئ عواصم العرب والعالم بالسودانيين المهاجرين بسبب الفقر والحاجة ، ولأسباب سياسية أيضاً ، وهذا ما يجعل نظامها فاشلاً ، ولا يهمّنا كل الكلام عن المؤامرات الخارجية ، لأن مؤامرات الداخل هي الأبشع ، وهي التي تنغّص على كل السودانيين حياتهم.

باسم سكجها
الدستور