هل أنت مستعد للجهاد من أجل الوطن؟!ا

هل أنت مستعد للدفاع من أجل الوطن؟

فيصل محمد فضل المولى
[email protected]

اندلعت الحرب وقُتِلَ الأبرياء وشُرِّدُوا ولحق الدمار بإحدى ولايات بلادك… حدث كل هذا بينما أنت جالس تُدِيرُ مؤشر الريموت لتطالع التصريحات السياسية والبيانات العسكرية التي تحدَّثتْ بانفعال عن انتهاك السيادة الوطنية!
فهل لامَسَتْ تلك البيانات وجدانك الوطني واستفزته للدرجة التي تجعلك مستعداً لتقديم روحك رخيصة من أجل حماية سيادة هذا الوطن الذي يتآمر عليه الأعداء من كل حَدَبٍ وصوب؟! وهل انتابك إحساس بصدق دعاوى أولئك الذين ينادون بإحياء سنة الجهاد والاستشهاد؟! وهل مسألة السيادة الوطنية والأمن القومي من صميم أولوياتك في هذه الحياة؟!
ولكي لا تشعر بالعار فأنت لست وحدك فيما توسوس به نفسك.. بل هنالك الكثيرون ممن ينظرون إلى هذه الحروب العبثية والمشكلات الوطنية وكأنها شأن حكومي خالص تورطت فيه نتيجة لسياساتها الخرقاء!
ولهؤلاء المتخاذلين منطقهم الذي يبررون به تخلُّفهم عن الجهاد وانصرافهم عن مشكلات البلاد الأمنية والسياسية… فهم مشغولون بمشكلاتهم الشخصية وبالجهاد من أجل لقمة العيش، أمَّا الجهاد الأكبر فقد تركوا أمره للحكومة التي انفردت لوحدها بالسياسة والعلاقات الخارجية والدفاع!
ولكي نكون أكثر وضوحاً فإنَّ هذه الحروب الطاحنة التي لا تنتهي صارت أمراً مُرْهِقاً حتى لأفراد القوات المسلحة الذين صاروا في حالة استنفار دائم بعد أن كثرت عليهم الجبهات القتالية والتمردات العسكرية!
ولو استمرَّ الحال على هذا المنوال فإنَّ مهنة الجندية ستصبح طاردة أكثر مما هي عليه، وسيبحث أصحابها عن مِهَنٍ أخرى أقل خطورة ليجاهدوا فيها من أجل نسائهم وأطفالهم!
فلا يُعْقَلُ أن يقضي هؤلاء الجنود حياتهم كلها يحاربون من أجل سلامتك أنت وسلامة أولئك الذين يتشدقون بالشعارات الوطنية ويُحَرِّضُونَ الناس على الجهاد من غير أن يجاهدوا بأنفسهم!
وكما تعلم فإن الحروب لا تستمد استمراريتها بالشعارات البرَّاقة والخُطَبِ الحماسية، وإنما بإيمان المتحاربين بقضيتهم واستعدادهم لخوض الحرب حتى آخر قطرة دم في عروقهم!
فإن لم تكن أنت مستعداً للتضحية بدمائك في سبيل وطنك فليس أمامك سوى أن تنادي بالسلام.. نَعَمْ كن داعية سلام!… فذلك هو أضعف ما يمكن أن تقدمه للأبرياء والمساكين الذين يقاسمونك هذا الوطن!
وأضعف ما يمكن أن تقدمه لأفراد القوات المسلحة الذين يفقدون أرواحهم نتيجة لحماقاتك وشعاراتك الخادعة!
يموتون وتترمل نساؤهم ويتيتم أطفالهم بينما أنت جالس مع زوجتك وأطفالك تقتات من الطيبات وتطالع الجرائد وتُحَرِّضَ الناس على القتال!

تعليق واحد

  1. نعم انا سوف اجاهد في سبيل الدين والوطن واقاتل الخونة والمارقين الضالين عملاء اليهود والاستعمار دفاعا عن الاسلام والسودان

  2. المأسأة أن الذي يدعوننا للجهاد هم من شاكلة كرم الله وسناء العوض… فأين تعلم هولاء؟ وكيف يتجرأون على دعوتنا نحن أسياد هذا البلد وهم الذين جاءوا بالصدفة ليتربعوا على رؤسنا.. انها سخريات الزمن حقا! نحن خونة ومارقين وهم دعاة الجهاد والإسلام

  3. الناس الذين (جاهدوا) في أوائل التسعينات كانوا واحد من اثنين:
    1- كوز مهووس ومحروم أصبح بعد أن نال صك الجهاد يغترف من خزائن الوطن بلا رقيب، فبنى العمارت واقتنى السيارات ثم عدد من الزوجات الجميلات، الأبناء في أغلى الجامعات، والبنات لمن يتزوجهن القصور الفخمات مهما كن قبيحات، وأصابتهم التخمة متكئين على أرائك السلطة يتلذذون بمباهج الحياة.
    2- مهووس ديني أو مخدوع بالشعارات الوطنية من أبناء عامة الشعب لم يكن له من نصيب الجهاد الا الموت أو العاهات، ثم رأى بام عينيه الوطن ينقسم ولا أسف على من مات، ورآى الجهاد في نظر القادة فرصة لنهب مقدرات الوطن في شكل أسلاب ومغانم.
    فياترى هل سيجد داعي الجهاد مجيباً هذه المرة؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..