الذكاء يورث ولا تصنعه المليارات

ورقية علمية تثبت ان زيادة الانفاق على التعليم المدرسي لا تسفر عن تحسين اداء الطلبة، وتدعو الى الاحتكام للمعايير الجينية.
لندن – تحسر دومينيك كامينغز المستشار الخاص بقضايا التعليم لدى وزير التعليم البريطاني مايكل غوف على مليارات الجنيهات التي انفقت بهدف تحسين مستويات الطلبة في البلاد، التي لم تغن عن بقاء التعليم في مستواه المتوسط.
ويقول مستشار وزارة التعليم البريطانية، ان المواهب في صفوف المدارس أمر نادر الحدوث، داعياً الى الاهتمام بشكل افضل في دور العامل الوراثي على اداء الطلبة أكثر من نوعية التعليم التي تهدر لاجلها المليارات سنوياً.
ويرى ان الدور الحاسم لخلق بيئة تعليم حكومي افضل تكمن في التركيز على المواهب والعوامل الجينية اكثر من تجييش طواقم كبيرة من المعلمين والمحاسبين والمفتشين في القطاع.
وقال كومينغز في خلاصة دراسة اعدها لقطاع التعليم البريطاني “التعليم في معدل دون المتوسط.. كما ان نوعية تعليم الرياضيات على وجه التحديد فقيرة”.
وانتقد كامينغز برنامج “البداية الاكيدة” والذي يستهدف الطلبة ما قبل سن المدرسة الذي يرى فيه ادلة علمية غير كافية على تحسين اداء الطلبة عبر تحسين اسلوب التعليم.
واضاف “هناك ضغوط سياسية كبيرة لبرامج منل البداية الاكيدة لكن النتائج جاءت على شاكلة قليل من التجارب العلمية والصقل، وكثير من الاموال اهدرت دون اية مكاسب حقيقية”.
ويصل الانفاق العام على مواضيع التعليم الى نصف تريليون جنيه استرليني تهدر دون نتائج ملموسة، رغم انه يمكن تحويلها الى تعزيز العلوم الانسانية على المستوى العالمي.. كما وتهدر المليارات على العلوم الاجتماعية مع نتائج مشكوك فيها حول تحصيل الطلبة وآفاق فرص العمل.
وطالت انتقادات دراسة كامينغز الطلبة ايضاً “على الطلبة تمضية وقت اطول في الدراسة.. ان الايام التي يعمل فيها الطالب مقالاً واحداً او اثنين لكل فصل قد ولت”.
وفي اطروحته يقول كامينغز ان تحسن القدرات الفردية للطلبة والقائمة على التفوق الجيني والذكاء افضل من نوعية التدريس.
ويضيف “هناك مقاومة من كافة الاطراف السياسية للمقترحات وقبول الادلة العلمية باثر الوراثة على اداء الطلبة اكثر من نوعية التدريس، وحجج هؤلاء مضللة ولا قيمة لها.. 70 بالمئة من اداء الطفل التعليمي مشتق من العوامل الوراثية”.
ويدعو الى ايجاد سلسلة مدارس فيها ادرات جيدة والتخلي عن مسؤولية تدريب المعلمين، اضافة الى مساعدة وزارة التعليم للطلبة مباشرة خاصة اذا ما علمنا ان الاهالي يزجون بابنائهم الموهوبين في المدارس الخاصة، وكسر هذا الحظر عبر تعزيز جوانب العناية اللازمة.
واثر بيان كامينغز، على وزير التعليم مايكل غوف الذي بات في موقف محرج، وينظر اليه البعض على انه وقف متفرجاً امام معايير راكدة في التعليم منذ جيل كامل سوى قيامه بتعيين المرشدين والمفتشين.
لقد اثرت الورقة العلمية المعنونة بـ”بعض الافكار حول التعليم واولويات السياسة”، التي اعدها كامينغز في آب/اغسطس الماضي على التفكير العام حول التعليم، فالحجة الاساسية للورقة “التعليم البريطاني يحتاج الى التركيز على مساعدة المع الطلبة حتى وان كان ذلك يتنافى مع العدالة الاجتماعية، مع تركيز اكبر على العلوم والرياضيات.. هناك عدم التزام بالمعايير المطبقة حيث ان العديد من الطلبة غادروا المدرسة بمهارات حسابية شحيحة”.
ويحاجج بان كثيرا من التربويين يرون في افكاره تقسيماً للطلبة بين اغنام وماعز.. لكنه يرى ان ذلك هو الحل وافضل من البقاء مكتوفي الايدي والعمل على مزيد من الانفاق على نوعية التعليم دون تحسين ملموس.
وشبه كامينغز بريطانيا بشركة آبل في العام 1997 اي قبل عودة الرئيس التنفيذي ستيف جوبز ويقول “بريطانيا علامة تجارية شهيرة وهي تسقط الان ليس لغياب الاستراتيجية او التركيز وانما تحاول فعل الكثير وسط خطوط انتاج معقدة مما يؤدي لصنع قرارات مختلة… على بريطانيا ان تكون مدرسة العالم”.
ميدل ايست أونلاين
ازا كان ده عن التعليم في بريطانيا نقول شنو عن التعليم في السودان