في قناني قديمة

أفق بعيد

في قناني قديمة

فيصل محمد صالح
[email protected]

جرى المثل بالقول “خمر قديمة في أواني جديدة” عند تقديم أي فعل أو فكرة أو عمل قديم مكرر في ثياب جديدة للإيحاء بأنه شيء جديد، ومغزى المثل أن الحيلة لم تنطلِ على المشاهد، أو المراقب، وأنه اكتشف القِدم والتكرار في الحيلة الجديدة. لكن مجلس الصحافة والمطبوعات الموقر لم يكلف نفسه بحياكة ثياب جديدة لقراره القديم بإيقاف عدد من الصحف الرياضية، بل جاء به بنفس ثيابه القديمة الرثة، وهو يعرف أن مثل هذه القرارات أسلوب قديم ومستهلك ومجرب عشرات المرات، وهو لم يحقق هدفا ولم ينجز شيئا من قبل، ولن يحقق أو ينجز شيئا الآن.
ولو تم تنفيذ القرار لسرى لأيام أو أسابيع، ثم عادت الصحف للصدور بقرار ما، من جهة ما، وعادت حليمة لعادتها القديمة، التي لم أكن أعرف ما هي بالتحديد، حتى أخبرني الأخ قوقل بأن المقصود بها حليمة زوجة حاتم الطائي التي عادت لبخلها بعد أن استخدم زوجها معها الحيلة ليدفعها لساحة الكرم.
لدى مجلس الصحافة والمطبوعات لجنة للرصد، مهمتها متابعة ما ينشر في الصحافة، ورفع توصية للمجلس باتخاذ اجراءات بشأنه، وهناك لجنة للشكاوى لكل المتضررين من ما ينشر بالصحف، وقد مثلنا أمام هذه اللجنة أكثر من مرة، وتلقت الصحف عقوبات على بعض ما نشر فيه، طبقا لما قالته لجنة الرصد، وليس نتيجة شكوى، فلم انتظر مجلس الصحافة ولجانه الكثيرة حتى استفحل أمر الصحافة الرياضية ليعاقبها بعقوبة الإعدام الجماعي؟
لست شخصيا من المتابعين للصحافة الرياضية، وإن كانت تقع في يدي بين حين وآخر، ولا يعجبني كثيرا مما يكتب فيها، بل ولا يعجبني توجهها العام، وإن كانت مسألة عدم الإعجاب مسألة شخصية لا تستوجب العقوبات، إلا أنه ومن ناحية أخرى، صحفية ومهنية، فإن الصحافة الرياضية تعاني من مشاكل كثيرة، وقد وقعت في صورة صحف “التابلويد” الشعبية الثرثارة والنمامة ولم تستطع الخروج من هذا الأسر. وهي تتقاسم المشاكل العامة مع بقية الصحف بكل أنواعها، ثم تتميز بمشاكلها الخاصة التي تنتج عن خلل منهجي وبنيوي يصاحبها من المهد للحد، وهو خلل لا يعالجه الإيقاف.
هي في الأول صحافة كرة قدم فقط، لا تهتم ولا تعنى ببقية الرياضات، ثم هي صحافة هلال مريخ، وتجامل بقية الفرق الرياضية في مساحات محدودة وزوايا مهملة، والأبأس من كل ذك أنها صحافة أشخاص، فهي إما تؤيد أو تعارض أشخاصا بعينهم في مجالس إدارات الأندية والمجال الرياضي، أو تجعل من نفسها ساحة لتصفية الحسابات على كل المستويات، وبلغة يخجل منها الإنسان السوي أحيانا.
علاج مشاكل الصحافة الرياضية ليس وصفة جاهزة عند أي شخص، لكنها مسألة تستدعي نوعا من التنادي القومي وتجميع كل الجهود، ثم تتجه لمعالجات على مستويات الترخيص والإصدار، والتدريب والتأهيل، والرصد والمتابعة، وإشراك الكيانات الرياضية الأهلية في كل هذه الخطوات، ثم يمكن أن تأتي العقوبات كآخر الخيارات.

الاخبار

تعليق واحد

  1. صدقت استاذي الكريم ، إن مسألة إيقاف الصحف ليس بالأمر الصائب ، فهذه الصحف رغم ما فيها تعد وسيلة لتنمية الذوق و إشاعة الفكر و الثقافة لدي الجمهور ، الأصلح أن توجه و ترفع مهارة العاملين فيها حتى تنهض ، ولكنها ديكتاتورية القرار و السلطة و أن لجان الرصد ليست سوى مراكز قوى تبتز لتحيا

  2. المتأسلمون لم يتركوا شئآ الا ==ودخلوا صباعهم فيه وخلوه ماسخ وفاشل = جميع منظمات المجتمع المدني والكوره والهلال والمريخ دخلوا =صباعهم فيه == اللهم عليك بحاج ماجد سوار وجمال الوالي وانصر ناس شداد وجميع الشرفاء وغطس حجر المتأسلمين وناس ماسخ سوار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..