الحزب الشيوعي ،، أزمة قيادة فقط !

@ في مطلع الثمانينات كنا شهود علي بداية انهيار تجربة الاتحاد السوفيتي في عهد الرئيس ليونيد بريجنيف الذي اسس دولة الحزب علي حساب سلطة ديكتاتورية البروليتاريا ليصبح الحزب الشيوعي رمز الفساد والإفساد في ظل الحقبة البريجنيفية التي استغلتها ادارة الرئيس الامريكي رولاند ريجان في انهاك النظام السوفيتي في اتون الحرب الباردة و جره الي معارك وهمية بحرب النجوم الهدف منها شغل النظام السوفيتي عن رفاهية شعبه بمزيد من سلب الحريات والديمقراطية و تدمير القدرة الاقتصادية في سبيل التفوق العسكري لينهار النظام الذي لم تفلح معه سياسة القلاسنوست والبريسترويكا التي عجلت بسقوط النظام تحت غضبة الشعب السوفيتي في كل الجمهوريات .
@ ما يحدث الان في الحزب الشيوعي السوداني ليس مجرد شأن داخلي بتجميد* بعض عضوية اللجنة المركزية والمكتب السياسي ، ما يحدث هو انفجار لازمة ممارسة الديمقراطية داخل الحزب بخنق التنفس الطبيعي لعضوية الحزب بممارسة اصطراعهم الفكري* داخل مؤسسات الحزب الذي غلبت عليه بيروقراطية الحرس القديم ليصبح حزب متكلس فقد عضويته التي آثرت الابتعاد دون ان يتم مناقشتها لان وسائل ممارسة الحوار الفكري المختلفة اغلقت ابوابها داخل الحزب وحتي الميدان صحيفته الوحيدة نأت بنفسها عن قضايا الحزب العامة والتي لا تجد طريقها لعضوية الحزب بعد توقف مجلة الشيوعي الداخلية وعدم مواكبتها للقضايا الرئيسية وقيادة الحوار الفكري الداخلي .
@ مخطئ من يظن ان ما يحدث هو شأن داخلي يخص عضوية الحزب الشيوعي وهذا ابتسار مخل لمجمل القضية لجهة ان الحزب الشيوعي حزب مؤثر في الساحة السودانية و من الاحزاب الوطنية التي وقفت مدافعة عن الاستقلال* و مراحل الحكم الوطني المختلفة وضد الانظمة القمعية والديكتاتورية وسجله حافل بالتضحيات وقدم في سبيل ذلك ارتال من الشهداء والمعتقلين والذين تم فصلهم و تشريدهم يمثلون كل قوس قزح التعدد السكاني وخلفياته و هو باختصار حزب خلق توازن في التركيبة الحزبية وفي المناخ السياسي وله رؤية واضحة و جادة في قضايا المجتمع السوداني ومعارضة عدد من انظمة الحكم لهذا الحزب لم تنجح في اقصائه من المسرح السياسي لانه عميق الجذور .
@ اختلفت وجهات النظر في ما يجري من احداث يمر بها الحزب الشيوعي ما بين مشفق علي هذا الحزب الذي يعتبره الكثيرون صمام امان في توجهنا السياسي وانه لا يجب ان يصعر هذا الحزب العريق خده للناس ويكشف ظهره لمزيد من الضرب والبعض الاخر تتملكه الشماته ظنا منهم ان نهاية الحزب الشيوعي عي المسرح السوداني انتصار لمد الاسلاموية الفاشية التي فشلت بكل الاسليب في التعاون مع نظام نميري و مع أجهزة الاستخبارات العالمية المتعاونة مع الأجهزة المخابراتية لأنظمة الحكم الديكتاتوري خاصة في بداية عهد التمكين الانقاذي ان يهزموا بقاء الحزب الشيوعي الذي ناصبوه العداء بمختلف الاساليب ولم يسقط الحزب بفضل قيادته وحكمتها وبفضل جماهيره واصدقاءهم بالمحافظة علي بقاء الحزب الذي يشهد الان أزمة ليست داخلية فحسب بل ازمة بقاء يتأثر بها المشهد السياسي والوضع الداخلي باكمله.
@* تدمير الحزب الشيوعي ظل و مايزال هدف استراتيجي وبعد ان فشلت القوي المعادية من ضربه* في مقتل اكثر من مرة رات ان الطريقة الوحيدة في النيل من الحزب ، تعميق الصراع الداخلي بين القيادة والعضوية والازمة الحالية تؤكد بوضوح انفجار الاوضاع المتراكمة قبل المؤتمر الخامس ونتيجة لمصادرة قنوات ادارة الصراع بعد ان اصبحت قيادة الحزب قيادة بيروقراطية متكلسة لا يتعد نشاطها حدود المكتب العام والتمثيل في قيادة تحالفات المعارضة دون ادني ارنباط بقواعد و جماهير الحزب التي اريد لها البقاء في الاستيداع بحجة التامين و كان لابد من التعبير عن ما يدور من ممارسات تحسب علي القيادة التي فشلت ادارة الحزب و كممت وسائل التعبير الداخلي لتصبح القيادة في نظر غالبية العضوية التي آثرت الابتعاد بانها قيادة تصفوية .
@ ما أتخذ من قرار بابعاد قيادات حزبية* مؤثرة حتي لا تشارك في المؤتمر السادس قرار تصفوي مفضوح اظهر الكثير من التناقضات بين تصريح الناطق الرسمي يوسف حسين الذي ينفي وجود تجميد وبين تاكيدات الخطيب، السكرتير السياسي للحزب . هنالك ازمة ديمقراطية و ازمة قيادة و ازمة تنظيم* واي اتجاه لحسم هذه الازمات بتنشيط اللائحة المجمدة لسنوات الآن وفي ظل هذه الازمة المركبة يعمل علي تعميقها و تعقيدها* وسيكشف المزيد من المسكوت عنه وكل ما يعرف سيقال وكل الصحف تهرف و تخمن و تصطاد بما تعرف و بمالا تعرف وهذا ما تريده اجهزة الامن التي تذكي في النيران والتاريخ لن يرحم اولا ، القيادة الحالية التي اوصلت الحزب لهذه المهزلة و تريد أن تفرض نفسها مرة اخري علي عضوية خرجت غالبيتها عن الحزب دون ان تفكر* في ارجاعها بل تعمل الآن علي اقصاء المزيد . علي قيادة الحزب مراجعة نفسها وهي تدرك ما هو المقصود لان جماهير الحزب (الجوة والبرا) لن تسمح بهذا الخمج و الاستهتار ولن تترك حزبها يحدث له ما حدث للحزب الشيوعي السوفيتيКПСС لان هذا الحزب الشيوعي ليس ملكا للقيادة التي لا محالة ستذهب يوما ما* وسيبقي الحزب الشيوعي خالدا ولو كره الكافرون .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. استاذنا حسن وراق يسلم فمك
    الحزب الشيوعي السوداني هو الحزب القومي الوحيد في السودان منذ تكوينه حتي الان وهوا أمل اهلنا الغلابه والكحيانين لابد من القيادة الحاليّه للحزب من تدارك مايخفي لهوا من الاسلامين والطائفين ولابد من انتخاب قيادته جديده معظمها من الشباب ليكملوا مسيرة النضال والاهم الوصول الى الجماهير هذا مايفقده الحزب منذ تاسيسه حزب صفوه لو ضعف الحزب الشيوعي او تقسم على السودان السلام

  2. يامعلم هههههه شنوالحكايه داير تقعد الناس فى البيوت عديل كده ههههههههههه ولو قلنا ليك ولى شيخك المشغلك مستحيل رايك شنو ياخنذير لعلمك يعرفك ناس قريبين متك من فتره ويتابعونك باستمرار ويعلمون من تكون وماذا تفعل انت واحد من القوادين واحد بائعى ضمائرهم فى سوق النخاسه ولن تفلح ولم تنتهى المعركه بعد فلا تفرح كثيرا شايفك حتى سوق الله واكبر داير تحرمو على وفرحان وتلوح بالمحليه وبالفقر الذى لا نخشاه ولا نهابه ما تفرحوا كتير لا تعلمون ماذا تخبى الاقدار لن تكمل الكروت القويه من يدينا ابدا ولن تنالوا منا مهما اوتيتم من قوه (احفظ الكلام ده حاذكرك ليو قريب) سوف يندم من تعمل معهم على اى خطوه يقدموا عليها ويتمنوا لو انهم بقوا فى هذه المرحله التى يحاولوا الان اعلان انتصار لايوجد ولن ينالوه ولن تنال انت اى شى لانو مصيبتكم كلكم كاخنازير اغبياء وتتركون دائما ادلة ادانتكم خلفكم (بالمناسبه امس استخدموا جرعه كبيره من المخدرات المدمره معاى وليس بالضروره يصدقنى احد لانى اعرف ماذا افعل وحانشوف) اما بخصوص تدخلك فى اسرتى فهذا حساب بينى وبينك يعنى ما مفروض تدخل طرف تالت ولا شنو (اوعدك حانكتب بااسماء قريب وياريت نلقى ثبات)

  3. ما فهمنا سابقا عن المفصولين حزبيا, ان الفصل لا يمنع حضورهم للمؤتمر القادم.
    وعلى كل لو ان لهم رؤية فيمكنهم الدفع بها للمؤتمر القادم بواسطة اخرين داخل التنظيم.
    المؤتمر, اي مؤتمر هو نظر جذري, لابد ان يكون جذريا يغطي كل شئ.
    كأن المؤتمر مناسبة يفكك فيها الحزب تركيبته ويعيد ترتيبها من جديد. مناسبة للتجديد.وهي وظيفة المؤتمرات الاساسية, والا فالجمود.
    هذا من جهة ومن جهة اخري لا اتفق مطلقا مع تغيير اسم الحزب وبالتاكيد ولا التخلي عن النهج الماركسي غزير الخصوبة. حتي في فترة قوة الحزب في الستينيات لم ياخذ الا نذرا يسيرا من نهج ماركس الجبار. وماركس ليس بفرد فقد تبني اطروحته الاف من الاكاديميين العكف. وملايين الشغيلة حول الكوكب.
    ونقطة اخري ليس الشيوعي وحده بل كل التنظيمات والرؤي السياسية تنتظر حركة الجماهير لتحييها وترد لها الروح. فالخراب فظيع. وبدهي ان يؤثر في الجميع بلا استثناء.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..