متشددو إيران يعيشون حالة غرام بالسلام مع أميركا

قادة طهران يحذرون واشنطن من أن ركائزها بالمنطقة آيلة للانهيار، ويدعونها لاستثمار فرصة المحادثات النووية التاريخية في التقارب معهم.

لندن ـ من نجاح محمد علي

حرص من تأويلاته التمويه

سادت أجواء من التفاؤل الشارع الإيراني بإمكانية التوصل الى حل للأزمة النووية في ضوء المحادثات التي جرت في جنيف على مدى يومين بين إيران والقوى الكبرى “السداسية”، حيث دعت مختلف الأوساط الايرانية وخصوصا الجهات المتشددة، الى حل سريع لهذه الأزمة والتوصل الى اتفاق مع الغرب يتعداه الى إيجاد حلول للأزمات الاقليمية الاخرى التي تورطت بها إيران خاصة في سوريا.

ونقلت الصحف الايرانية المتشددة والقريبة من الحرس الثوري تصريحات لافتة لأقطاب المتشددين في البرلمان وفي المؤسستين الدينية والعسكرية، أجمعوا على أن حل الأزمة النووية الايرانية بات قريبا وهو يمهد لتوقيع اتفاقية سلام مع واشنطن. وحضوا الادارة الأميركية على استثمار هذه الفرصة بعد مجيء الرئيس المعتدل حسن روحاني للسلطة، قبل فوات الأوان.

ولأول مرة، تحدد إيران سقفا زمنيا للمفاوضات مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا. وتطالب أيضا بتحديد هدف المفاوضات لتجنب إطالة الوقت وهي تصرح باستعدادها التوصل الى حل في غضون ستة أشهر.

ودعا اللواء حسن فيروزآبادي رئيس الأركان للقوات المسلحة الايرانية أميركا لاستثمار الفرصة التاريخية التي أتاحتها الدبلوماسية الايرانية الإيرانية الايجابية والبناءة، حسب قوله الذي نقلته وكالة أنباء فارس التابعة للحرس الثوري التي كانت تبث أنباء مفاوضات جنيف لحظة بلحظة.

ونقلت الوكالة عن رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي أن المرشد علي خامنئي منح الوفد الإيراني صلاحيات كاملة للتوصل الى اتفاق وأنه هو من يمسك بمقود المفاوضات لإنهاء الأزمة.

وقال اللواء فيروزآبادي من جهته في تصريح له الاربعاء وهو يشيد بسياسات الرئيس حسن روحاني “إن الدبلوماسية الايرانية العقلانية والايجابية اليوم ينبغي ان تشكل ورقة رابحة بيد أوباما في المعادلات الداخلية والدولية خاصة في أفريقيا وآسيا”.

واشار رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية الى حساسية الظروف والفرص المتاحة لظهور بعض التطورات الدافعة الى الامام والمكانة المصيرية للدبلوماسية الجديدة للجمهورية الاسلامية الايرانية في هذا المجال.

واضاف “إن الدبلوماسية الايجابية والبناءة للجمهورية الاسلامية الايرانية قد خلقت فرصة تأريخية كبرى وعلى الحكومة الاميركية عدم التفريط بهذه الفرصة البناءة التي لن تكون دائمة، وان لا تحرق ورقتها الرابحة هذه”.

واضاف اللواء فيروزآبادي، ان الركائز التقليدية لاميركا في المنطقة آيلة للانهيار لذا فان الفرصة الذهبية للدبلوماسية الايرانية يمكنها معالجة الكثير من المشاكل والحيلولة دون حدوث المزيد من الازمات وان تفتح طريقا نحو السلام والانتصار لجميع الشعوب.

واعتبر انه من الطبيعي ان لا يرغب المعارضون في الداخل الاميركي من ان يستفيد اوباما من هذه الورقة الرابحة. واضاف ان على الادارة الاميركية ان تزيل جميع العقبات التي يضعها المعارضون والمنافسون لهزيمته وان ينقذ نفسه من الاستسلام امامهم.

واوضح عضو المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني برئاسة روحاني “انتخاب هذا الخيار غير ممكن من دون الترحيب بالدبلوماسية الايرانية الجديدة لحل المشاكل”، لافتا الى “أن أميركا لا تملك الكثير من الأوراق الرابحة وأن المقاومة الاسلامية في المنطقة ستمضي في طريقها الوضاء الى الأمام”.

ظريف على الفيسبوك

وحرص وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف على التواصل مع الايرانيين من خلال صفحته على فيسبوك وتوتير وكتب أنه بالرغم من آلامه الشديدة في الظهر فانه ينقل للايرانيين مايجري في جنيف أول بأول وأكد أن ايران قدمت عرضا شددت على أن نجاحه يكمن في سريته وهو عرض قابل للتنفيذ في فترة أقصاها ستة أشهر ويركز على الملف النووي كمنطلق أسلس لحل باقي الأزمات الاقليمية.

وأعلن ظريف أن تهميش المتطرفين من الجانبين يظل سياسة ايرانية في عهد الرئيس حسن روحاني “وهذا لن ينجح الا إذا حرصنا على السرية وكتمان التفاصيل في الوقت الحاضر”. وأشار الوزير الايراني الى “أن دور ايران المحوري في المنطقة كان في صلب المفاوضات بجنيف”، في وقت أكدت مصادر في الوفد الايراني حضور الأزمة السورية “غير أن الملف النووي هو الفيصل في كل الجولات التي شهدتها المفاوضات وهو مفتاح الحل للأزمة السورية وباقي الأزمات في المنطقة..”.

ميدل ايست أونلاين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..