معايير الدولة الفاشلة

رأي
محمد عيسي عليو

معايير الدولة الفاشلة

٭ جزى الله خيرا البروفيسور مصطفى ادريس على مقاله في جريدة التيار لعدد 937 بتاريخ 8/9/1102 بعنوان انتفاضة الامة وتحديات المستقبل، لقد أكد في مقاله اسباب انتفاضة الامة والتي توفرت تماماً في النظام الحاكم الآن ،ولكن ما اثارني ان اصبحت دولتنا في المرتبة الثالثة بعد الطيش وثاني الطيش في قائمة الدول الفاشلة كما ذكر المقال وبين لنا في مقاله القيم معايير الدولة الفاشلة، والتي سأذكرها نصاً من روح مقاله وهى:-
1/ الضغوط الديمقراطية (سوء توزيع السكان والنزاعات بينهم).
2/ اللاجئون والمهجرون والمشكلات الناتجة عن الهجرة والنزوح.
3/ فساد الحكم وغياب المحاسبة والشفافية وضعف الثقة بالمؤسسات.
4/ هجرة العقول من اوطانها.
5/ تدهور حاد في تقديم الخدمات للجمهور.
6/ استفادة اقلية معينة من النظام السياسي وهضم حقوق الاغلبية المهمشة.
7/ وجود تراجع اقتصادي حاد واختلال الميزان التجاري وضعف سعر الصرف بالعملة المحلية وانخفاض في معدلات الاستثمار وهبوط في الدخل الاجمالي.
8/ انتهاك حقوق الانسان وانتهاك حرمة القانون.
9/ وجود انشقاقات داخل النخب الحاكمة وظهور انقسامات دستورية حادة.
01/ تدهور الوضع الامني (دولة داخل دولة) مجموعة أمنية معينة واندلاع نزاعات مسلحة بين مراكز القوى المختلفة.
11/ غياب التنمية الاقتصادية وعدم المساواة بين السكان في التوظيف والتعليم والمداخيل.
21/ تدخل دول اخرى في شؤون الدولة الداخلية من خلال دعم تنظيمات عسكرية وشبه عسكرية والاستعانة بقوات دولية او قوات حفظ سلام. انتهى.
٭ الامر متروك لنا نحن كسودانيين لتقييم هذه المعايير، هل تنطبق علينا وعلى دولتنا ام لا؟. واعتقد ان ارباب الدولة انفسهم لا يستطيعون أن ينكروا أن هذه البنود الاثني عشر متوفرة بدرجة عالية فينا، سواء يكون ترتيبنا الطيش أو غيره.
سأركز فقط على البند الاخير والذي يقول تدخل دول أخرى في شؤون الدولة الداخلية من خلال دعم تنظيمات عسكرية وشبه عسكرية والاستعانة بقوات دولية أو قوات حفظ سلام، كنت اعتقد ان منظمة الشفافية التي قامت بدراسة هذه المعايير أنها تنظر الى دولتنا ثم تكتب معايير الدولة الفاشلة. ولكن تأكد لي ان منظمة الشفافية والتي مقرها بالمغرب قطعاً كتبت هذه المعايير قبل دخول القوات الحبشية الى أبيي وقطعاً سوف تكون ابعد ببعيد قبل ان تتدخل القوات الاجنبية في النيل الازرق وهذا يترآى لنا رأى العين، فان عقار ظل يتراجع عسكرياً حتى يجعل الاقمار الصناعية تتربص بالقوات المسلحة وهى خارجة من الدمازين الى الكرمك وقبلها باو وعقار يقول للعالم انظروا الى هؤلاء كيف يطاردوننا، بعد ان عزلوني من ولايتي التي انتخبت فيها انتخاباً ديمقراطياً مباشرة، وانظروا الى الحالة الانسانية المزرية وانظروا الي الشيخ الكبير المقتول وكذلك المرأة المرضعة النازحة واللاجئة في دول الجوار.
ماذا تظنون بالمجتمع الدولي؟ وكيف تكون تصرفاته. سيحذو حذو دارفور وأبيي النعل بالنعل، حتى لو دخلت قوات حفظ السلام في دارفور جحر ضب لدخلته القوات المتوقع دخولها النيل الازرق.
السؤال لماذا هذا السيناريو برمته في النيل الازرق، بل السؤال الذي تلوكه جميع الالسن السودانية لماذا دخلت هذه المناطق الثلاث الشمالية مائة المائة باتفاق نيفاشا والتي ليست على عرقية مماثلة كما في الجنوب، وكذلك العقيدة. وهل دخول هذه المناطق الثلاث (قينيس اتفاق نيفاشا) لتقوم هذه الحرب اللعينة، اين العباقرة والجهابذة الذين وقعوا اتفاق نيفاشا؟ الا يحق لنا مساءلتهم حتى يبينوا لنا الامر ربما كانت اهدافهم نبيلة لكن الظروف المتاحة الآن غيرت من نصوص الاتفاق. لماذا سكتوا؟ بل (لبدو) هنا لا اعني الاخ نائب الرئيس علي عثمان محمد طه وحده وانما لفيف السياسيين الذين درسوا في امريكا وحضروا فيها الشهادات العليا في فض النزاعات والعلوم السياسية والفلسفة، لابد ان يخبرونا كيف فلسفوا دخول هذه المناطق الثلاث برتكولات نيفاشا. اسئلة مشروعة لابد ان يجيبوا عليها؟ ان لم يجيبوا عليها، فسوف يأتي يوم لابد ان يقدموا لمحاكمة حتى يستطيعوا ان يدافعوا عن انفسهم ولو بعد حين.
اما بنود الشفافية الدولية عن الدولة الفاشلة اخرى فعلى المواطن ان يتحسس منطقته التي يعيش فيها، ألا تعيش هذه البنود، مع ان حكامنا لم يقتنعوا حتى الآن ان دولتهم فاشلة الى متى يقتنعوا؟ او على الاقل يقنعوننا اننا لا نعيش دولة فاشلة، هذا يحتاج الي فلسفة ولكن ليست فلسفة الذين ادخلوا هذه المناطق في اتفاق نيفاشا.

تعليق واحد

  1. اسئلتك الاخيرة استاذي محمد عيسي هي الفيصل والختام وهي المسكوت عنه اليوم ونحن نتجرع مرارات نيفاشا .
    الثمن الذي قبضناه ابدا لا يساوي السلعة التي بيعت … الرابحون في نيفاشا وهم معروفون ليس عليهم اي التزام تجاه الشمال والسلام … علي الاقل اتفاقية امنية لمدة عشر سنوات مع شروط قاسية للطرفين كانت كفيلة بحل كل ما عالق الان .
    اعطوهم وطنا باسمنا فماذا قدموا لنا ..

  2. ( مقتطف )

    (……..السؤال لماذا هذا السيناريو برمته في النيل الازرق، بل السؤال الذي تلوكه جميع الالسن السودانية لماذا دخلت هذه المناطق الثلاث الشمالية مائة المائة باتفاق نيفاشا والتي ليست على عرقية مماثلة كما في الجنوب، وكذلك العقيدة. وهل دخول هذه المناطق الثلاث (قينيس اتفاق نيفاشا) لتقوم هذه الحرب اللعينة، اين العباقرة والجهابذة الذين وقعوا اتفاق نيفاشا ؟؟؟…… الا يحق لنا مساءلتهم حتى يبينوا لنا الامر ربما كانت اهدافهم نبيلة لكن الظروف المتاحة الآن غيرت من نصوص الاتفاق. لماذا سكتوا؟ بل (لبدو) هنا لا اعني الاخ نائب الرئيس علي عثمان محمد طه وحده وانما لفيف السياسيين الذين درسوا في امريكا وحضروا فيها الشهادات العليا في فض النزاعات والعلوم السياسية والفلسفة، لابد ان يخبرونا كيف فلسفوا دخول هذه المناطق الثلاث ؟؟؟…… )

    " تعليق "

    الأخ / محمد عيسى عليو ,
    قبل أن توجه هذه الأسئلة لاخواننا فى الانقاذ , هناك قضية هامة , …. بل هناك سؤال أكثر أهمية والحاحا هو : " لماذا اتّجه هولاء الشباب الذين أوكلت اليهم مهمة الاضطلاع بادارة دولة الانقاذ ,وأعتمدوا نهج : " الحكم الشمولى البغيض "……فى ادارة دولتهم , ….وكان من أبرز ممارساتها : " اشعال الحروب التدميرية " ؟؟؟………. كلنا يعلم السبب الكامن وراء ذلك والذى يمكن اجماله فى الأتى :
    ? هناك حقيقة لا بد من الوقوف عندها , وهى أن هولاء الأخوة كانوا ينتمون فى الأساس الى تنظيم : " دعوى " ? ( تنظيم الخوان المسلمون ) – مهمته الاساسية اخضاع الشباب المنضوين تحت لوائه الى : " تربية اسلامية صحيحة تمكنهم من فهم تعاليم وموجهات ديننا الحنيف و الرسالة الخاتمة فهما , صحيحا بعيدا عن أى فهم خاطىء للاسلام " ……..فماذا حدث ؟؟؟
    ? كلنا يعلم أن الأب الروحى لهم عندما رجع من السربون وآلت اليه قيادة التنظيم , وكان ذلك عام 1964…جاء بفكر جديد ونهج مخالف لنهج التربية المعمول به , ومن ثم ركز من أول وهلة على الشباب من الجنسين , ( طلبة / طالبات )… يجمعونهم له فى أماكن خاصة فيما يسمى : " الأسرة " … أى بعيدا عن أعين الناس , …… مادا يعنى هدا ؟؟؟ … يعنى أن عملية التلقى لهدا التوجه , أو المنهج الجديد , معنى به الشباب أولا , … ثم السرية , ثانيا , ……. نعلم أن عملية التلقى هذه , استغرقت حوالى ثلاث عقود من الزمن , ….. كان الهدف الأساسى الكامن وراء هذا العمل المضنى والمجهود الجبار الذى بذل هو : " اعدادهم اعدادا كاملا ووافيا لادارة دولته المنشودة , ووفقا لتعاليم وموجهات هذ ه المرسة الجديدة "……انها دولته التى قامت فعلا فى عام 1989 ,….. وجاء التكليف والاضلاع بالاداة , كما هو معلوم حصريا عليهم , ….. ………. فماهى الحصيلة أو الثمرة التى جنيناها من هذه التعاليم والموجهات ؟؟؟؟؟؟؟ .
    ? تطبيق مبدأ التمكين : لكى يتمكنوا من تطبيق مبدأ : " التمكين " المعروف , والذى ترجع أصوله الى تعاليم : " تلمود اليهود " …. وهو ذاته الذى أعطاه الأب الروحى لهم : " الصبغة الاسلامية " … لأنّه يهدف فيما يهدف الى تحويل الدولة النظامية القائمة من دولة : " الوطن " الى دولة " الحزب " ….. ومن ثم تصبح الدولة كلها وتتحول الى دولة تابعة للحزب , يتصرف فى أموالها وممتلكاتها دون أى حسيب أو رغيب , …… ولكن هناك عقبات كثيرة , ومانعة , …تحول دون ذلك , ….. ماهى ؟؟……… نأتى فى هذه العجالة على ذكر نذر منها :
    ? عملية التشريد من الخدمة العامة : هل تمت وفقا لمتطلبات العدالة وحقوق الأنسان التى كفلها الاسلام ؟؟؟ ……. كما تعلمون جند لهذا العمل كوادر من خريجى هذه المدرسة الجديدة واضطلعوا بعملهم هذا حسب الخطة الموضوعة لهم , بكل همة وحماس لا نظير لها ,…… وكانت النتيجة كما هى معلومة للناس كل الناس : " طرد وتشريد ما يزيد عن ستين ألف من خيرة منسوبى الخدمة العامة للدولة : ( مدنيين وعسكريين وقضاة ) ومن أكثرهم كفاءة ,………. ألقوا بهم فى الشوارع دون جريرة يرتكبوها , ودون تحقيق أو توجيه أى تهمة لهم , ….. وبعيدا ,…. بعيدا عن أى وجه من أوجة العدالة , التى جاءت الرسالة الخاتمة لبسطها على البشرية جمعاء . "………………. كل ذلك لماذا ؟؟؟ …… كل ذلك ليمهدوا الطريق , ويعبدوه , كى يوتى مبدأ : " التمكين أوكله " … …. ………… اضطلعوا بهذا العمل ولم يخطر ببالهم قط أنّهم ارتكبوا جرما , أو خطيئة , أو : " مخالفة لشرع الله " …………. بل يعتقدون اعتقادا جازما وحتى هذه اللحظة , أنّهم يؤدون واجبا دينيا يتقربون به الى الله . !!!!!!!
    ? ما تم ومورس فى بيوت الأشباح : وبالمثل جند لهذا العمل جماعة مختارة من خريجى ذات المدرسة , كشف القناع عنهم وعلم بهم , الناس كل الناس فى أنحاء البسيطة ,….. نعم , …. دلانا عليهم الرجل القامة ,الاستاذ الجامعى الدكتور / فاروق محمد ابراهيم , فى رسالته الشهيرة , التى أرسلها الى السيد رئيس الجمهورية عن طريق سفيرنا بالقاهرة , سرد فيها بالتفصيل ما تم وأنجذ فى هذه البيوت سيئة السمعه , وما مورس عليهم من أنواع التعذيب المعنة , فى سوءها وقبحها , والتى كما ذكر هو : " يعف اللسان عن ذكرها " ….. مورس كل ذلك على مواطنين أبرياء , لم توجه لأى منهم , أى تهمة , أو يجرى أى تحقيق معه , …. وبعيدا تماما عن أى وجه , من أوجه العدالة : " سماوية أو أرضية " …….. تم كل ذلك , ونفذ , على أيدى وأشراف من ؟؟؟ ……. تم ونفذ على أيدى أناس ذكرهم الدكتور بالأسم هم : " لا يزالون فى قمة سلطة الانقاذ "…… وكان الهدف الكامن وراء ذلك كله , كما تعلمون هو تطبيق مبدأ مرادف وصنو لمبدأ التمكين وخادم له وهو : " مبدأ الارهاب "……. وهذا الأخير , ….. يستمد جزوره أيضا من مبادىء التلمود ,….. …… ولكن الأب الروحى للمدرسة الجديدة , أعطاه كما أعطى سابقه : " الضبغة الاسلامية " …… …… ومن ثم طبق بدم بارد , ودون أى شعور أو احساس بذنب أو مخالفة : " لشرع الله " …….. بل يعتقدون تمام الاعتقاد , ووفقا لتعاليم وموجهات هذه المرسة , ….. أنهم يؤدون واجبا دينيا يتقربون به الى الله !!!!!!!
    ? هذين المثلين اللذين أوردناهما أعلاه , لا يمثلان الاّ القليل القليل من جملة ما مورس , وأرتكب , فى حق البلاد والعباد , ….. جريا وراء جعل المدأ يين المذكورين أعلاه , يفعلا ن فعلهما , المعهود والمعروف عنهما من حصيلة ممارسة تطبيقهما فى كل الشموليات السابقة , …….. وهو ما يمكن اجمال , هدفه ومبتقاه فى : " عمليات التدمير والافساد فى الأرض "……. هذا هو الذى ثبت وتأكد ورآه الناس كل الناس فى كافة هذه الشموليات السابقة وجاءت النتية على خلاف وبشكل مغائر تماما لما كانوا يعتقدونه فى مذاهبهم من اصلاح , …. ثم جاء خريجى المدرسة الجديدة وطبقوه باعتباره من تعاليم : " الاسلام " ……… والى هنا نذهب للقضية محل الرسالة :
    الحروب التدميرية : كما تعلمون أنه لم يكن فى السودان مشكلة اثنية أو قبلية غير مشكلة : " الجنوب " المعروفة التى انفجرت فى العام 1955 , ……. وبعد مرور , سنوات , وسنوات , من المعاناة , وما أسفرت عنه من ضحايا فى الأرواح فى كلا الطرفين , …… توصلت : " الأمة " بكاملها الى قناعة تامة : " الاّفائدة من الحرب " …. وأن الحل يكمن فى : " طاولة المفاوضات " …….. ومن هذا المنطلق جرت محاولات جادة من مجمل فعالايات وطنية , …… أنتهت بمبادرة ما يسمى : ( الميرغنى /قرنق " … وكما هو معلوم , وجدت هده الاتفاقية استحسانا وقبولا من كافت قطاعات الشعب , ……وكانت بنودها كلها , تعبر تعبيرا صادقا عن أمانى وتطلعات الأمة السودانية بأسرها , ……. وكان فحواها , أن يجلس السودانيون ممثلين فى زعاماتهم ,……. يجلسون سويا للوصول لحل المشكلة حلا جزريا , دون أى تدخل أجنبى , …. وفى اطار : " سودان حر موحد " : ….يستظل بقيمنا الأصيلة , … والتى تركناها وراء ظهورنا , دهورا , ……….. والمتمثلة فى تعاليم ديننا الحنيف , والرسالة الخاتمة ,…. وهى ذات المبادىء والقيم التى توصل لها الانسان بفطرته السليمة , بعد طول عنا , ……….. ونراها مطبقة فى العالم حولنا وتتمثل فى : " حقوق الانسان " : " المساواة الكاملة بين أبناء الأمة دون أعتبار لأديانهم وأعراقهم , .. ….. الحرية والعدالة المطلقة , ليس لأحد حق فى الوطن الأم , يعلو على الآخر , الا بقدار ما يقدمه من خير يعم الجميع , ………… أليس هدا ما جاءت به الرسالة الخاتمة , …. لتنقل الانسان من حياة القهر والعبودية , … الى فضاء الحرية , والمساواة , …… ولا يتحقق دلك الا بالعدالة المطلقة , ….لأن العدل : " هو أساس الحكم فى الاسلام "
    * فماذا حدث نعد ذلك ؟؟؟ …….. جاءت" الانقاد " … ووأدت دلك كله فى رمشة عين , …. ولم يك باقى على تحقيق هدا الأمل الا شهرين ونصف الشهر ,……. جاءت الانقاد ووأدت دلك كله , … ويا ليتها نحت نحو هدا الطريق , المفضى للحل العاجل والوفاق الدائم , ….. لكنها توجهت من أول وهلة الى طريق معوج ,….. طريق مغاير , بل معاكس تماما , لطريق السلامة , والعيش فى حب , ووئآم , ….فالننظر مادا كان البديل :
    ? تم تحويل القضية برمتها من مشكلة داخلية , ومطالب جوهرية عادلة , … تتطلب فيما تتطلب , النظر اليها فى اطار : " القيم الانسانية النبيلة , والمساواة , والعدالة بين أفراد الأمة الواحدة , ………. حولوها الى حرب جهادية " …… وبالرغم أن هناك علماء أفاضل أفتوا بعدم جواز تحويل مشكلة داخلية قابلة للحل والوفاق الوطنى الى حرب دينية , الاّ أن الذى جرى هناك ومورس حتى ولو , ….. نقول و( لو ) ..كانت كذلك ,… فانّ ما حدث لايبعد كثيرا عن ممارسات الشموليات السابقة , ….. بل مطابق ومماثل لها تماما فقد كانت : " حرب تدميرية " …… اسفرت فى التو والحال عن نزوح أكثر من مليونين من مواطنين هناك , تركوا , أرضهم وبلدهم ليكون لنا : " لاجئيين سودانيين " بدول الجوار , ولأول مرة فى تأريخ السودان , …. وبذلك تحقق : " تدويل القضية " تماما , …. ومن ثم كافة التداعيات التى أعقبت ذلك : " التدخل الأجنبى " ثم "الايقاد " و " تقرير المصير " و " انيفاشا " …. الى ان تحقق الهدف المنشود والكامن وراء ذلك كله وهو : " الانفصال "
    ? تمرد دارفور : وبالمثل كلنا يعلم الطريقة التى تعامل بها خريجى المدرسة الجديدة اذاء هذا التمرد , …..وأكتفى فى هذه العجالة بشهادتين لقامتين من كبار رجال الحركة الاسلامية السودانية :
    ? ألأول : الكاتب والمفكر الاسلامى , بروف / الطيب زين العابدين , فيما يلى مجمل ما قال فى شهادته :
    ? " تكاد تجمع كل المصادر , وخاصة أبناء دار فور بالعاصمة على أن تفاقم المشكلة التي أدت إلى آلاف القتلى ومئات الآلاف من النازحين وللاجئين حتى أصبحت المآسات الإنسانية الأولى تعزى إلى مجموعة أو مجموعات من المليشيات العربية تسمى: " الجنجويد" استعانت بها الحكومة ومدتها بالمال والسلاح لتحارب معها ضد حملة السلاح من أبناء القبائل الأفريقية: وأطلقت يدها لتعتدي على تلك القبائل المتهمة بتأييد المتمردين ,……. ويعتبر الاعتداء على قرى تلك القبائل ونهبها وحرقها واغتصاب نسائها هو السبب المباشر الذى دفع بسكانها إلى النزوح بالداخل واللجوء إلى تشاد, … وتزيد تلك المصادر: " بأن ضرب القرى بالطيران أسهم في إخراج الناس من قراهم يطلبون الأمن في أماكن أخرى. " …….. وبتابع الكاتب قائلا: " إن من بتابع إخبار دار فور حول العالم يهوله ما يقرأ ولا يكاد يصدق أن هذا يحدث في السودان وبأيدي السودانيين ضد بعضهم البعض, وتخطى الحكومة إن ظنت أنها معركة إعلامية ينبغي أن تجند لها محاسيبها في أجهزة الإعلام: " إنها معركة إنسانية تتعلق بحقوق الإنسان وكرامته , ومعركة وطنية تتصل بسيادة البلاد وتوحيد جبهتها الداخلية, ومعركة أخلاقية ترتبط بسمعة الوطن فى الخارج . " ………. وحتى إشعار آخر فان أحداث دار فور: " عار على الدولة والوطن ".
    المصدر: جريدة الصحافة 21/6/2004
    الثانى : مولانا الدكتور / دفع الله الحاج يوسف , رئيس اللجنة المشكلة من قبل السيد رئيس الجمهورية للتحقيق فى هذه القضية ,…………. والمذكور قبل أن يكون وزيرا وقاضى قضاة سابقا , كان من الرعيل الأول لجماعة الأخوان المسلمون , – اتفق فى تقريره مع كثير مما جاء فى تحقيق اللجان الأخرى : ( دولية /اقليمية )…. فى وصف ما حدث بأنه : " عمليات اغتصاب وعنف جنسي واعدا مات عشوائية وحرق وتدمير كامل للقرى المعتدى عليها…." ……….. وخلافا لهذين اللجنتين , فان تقريره قد انفرد باثبات حالة ينطبق عليها ما يسمى جريمة : " التطهير العرقى "
    ? هذه هى : " القضية " …يا أخى , ….. وهنا يكمن : " الداء " ………… انها تعاليم وموجهات هذه المدرسة الجديدة , …… كلنا يعلم ان البحوث والدراسات أثبتت أن ممارسات الشموليات السابقة , لا تعدو كونها : " ردّة "… رجعت بالبشرية الى عهود الظلام أى : " الجاهلية الجهلاء " ….. وهى تمثل ذات الحالة التى جاءت الرسالة الخاتمة أصلا لانقاذ البشرية منها ,……… فكيف يأتى خريجى هذه المدرسة الجديدة , وينزلوا على الأرض , تعاليم وموجهات, تتماثل , وتتطابق تماما مع ذات الممارسات التى جاءت الرسالة الخاتمة لانقاذ البشرية منها ؟؟؟؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..