مقالات وآراء سياسية

إنتباهة.. مسموعة ..اا

حديث المدينة

إنتباهة.. مسموعة..اا

عثمان ميرغني

عزيزي مواطن جنوب السودان.. بالله عليك.. إذا كنت وحدويًا وراغبًا في التصويت لصالح الوحدة.. بالله عليك ابتعد عن سماع إذاعة أم درمان.. حتى لا ينحرف وجدانك وتُقرّر التصويت للانفصال.. ما هذه البرامج التي يبثها الإعلام الرسمي وهو يظن أنه يُحسن صنعًا؟..الذي يتابع الإعلام الرسمي.. يظن أن المواطن الجنوبي يقيم في بيت من طابقين، ويجلس في غرفة تهب عليها نسائم مكيف (اسبيلت) .. وأمامه ثلاجته تفيض بالفواكه.. والمُثلجات والعصائر.. وفي جراج المنزل سيارة آخر موديل.. ويلبس الأولاد أفخر الملابس ويتعلمون في أرقى المدارس.. ولا ينقصهم من نعيم الدنيا سوى راديو يحدثهم عن ضرورة التصويت لصالح الوحدة.. يا سادتي في إذاعة أمدرمان.. المواطن الجنوبي الذي تخاطبونه مثلنا تمامًا مُنهك بضوائق الحياة.. عقله مشغول بالتفكير في كسب رزقه الحلال.. يعتصر وجدانه منظر أولاه أمامه بلا مدارس وإن وُجدت المدارس فهي بلا معلمين.. وإن وُجد المعلمون فهم بلا كتب .. وبلا نفس لمهنة لا تُسمن ولا تُغني من جوع.. هذا المواطن بهذا الحال عندما يسمع إعلامكم ينافقه بحديث عن القبائل والعلاقات الحريرية بين أبناء الوطن.. يحتار عن أي شيء تتحدثون.. ويسأل نفسه بآخر رمق.. ألا يعلمون مشكلتي الحقيقية؟؟ ألا يعلمون أنني لا أعرف كيف يذهب أولادي صباح غدٍ للمدرسة بلا فطور.. يقضون النهار كله ببطون خاوية .. ويرجعون آخر النهار ليقتاتوا بالفقر المضني؟.. والله العظيم، عندما أسمع البرامج الموجهة لصالح الوحدة كأني بها تتحدث إلى سكان كوكب (جنوب) المريخ.. أهالي ليس لهم مشكلة سوى تلك البطاقة التي سيلقونها في الصندوق ليلة التنفيذ.. في 9 يناير 2011 . لكي تُحدِّثوا مواطن الجنوب عن الوحدة .. حدِّثوه عن مشاكله اليومية.. قولوا له لو ظللنا بلدًا واحدًا بيد واحدة فإنك ستسكن في بيت آمن فيه ماء وكهرباء .. ويذهب ابنك للمدرسة في الصباح بوجه باسم.. لينتظره مستقبل أبسم.. ثم.. بالله .. من قال لكم إن شعب الجنوب شعب راقص.. ليس له إلاّ جسد فارع يهُزّه مع رنّة أي طبل؟.. من قال إن الجنوب ليس فيه سوى عادات القبائل في الزواج والحياة الاجتماعية؟ .. وبكل أسف حتى أستاذنا الكبير عبد المطلب الفحل وقع في المصيدة.. مصيدة تسطيح المواطن الجنوبي.. فأضاف إلى شخصيات دكان ود البصير .. شخصية جديدة.. فتاة جنوبية أطلق عليها اسم (ميري) .. صوَّرها شخصية تمتلئ سطحية وبلاهة و(عوجة لسان) لا يفوتها سوءًا إلاّ شخصية (سلام جا) الذي سبقها إلى الانضمام لأسرة البرنامج.. الإعلام سلاح ذو حدّين.. إن لم يُستخدم بـ(فهم) عميق لمدلول الرسالة وتأثيرها على المتلقي فإنها تنجب كارثة.. وبرامج أمدرمان ? إن استمرت هكذا- ستكون أقوى دعاية للانفصال.. بالله عليكم.. لا (تُسطِّحوا) المواطن الجنوبي..!!

التيار

تعليق واحد

  1. برافو أستاذ عثمان كل وسائل إعلامنا تعمل بهذا النهج وطريقة ( داير يكحلها عماها )وياليت الإذاعة تنزل إلى الشارع وتسمعنا رأي المواطن الجنوبي العادي في مسألة الإنفصال بدلا من اجترار ذكريات وكلام ساكت لا يسمن ولا يغني من جوع لأن القضية أكبر من كدة بكتيرررر

  2. ولعل أكثر مفارقة، إن لم نقل مفاجأة، أن كل هذا الصوت الإعلامي الصاخب والحراك الوحدوي في العاصمة الخرطوم المبثوث عبر أجهزة إعلامها الرسمية والخاصة، لا يسمع به أحد هنا في جوبا من المعنيين به، أي مواطنو الجنوب الذين يملكون الحق في تقرير المصير، دعك من أن يكون مثار جدل أو حوار حوله، ببساطة لأن وسائل الإعلام الرسمية ، الإذاعة والتلفزيون، التي تتولى الجانب الأكبر من إذاعة هذا الحراك الوحدوي في الشمال ليست متاحة في جوبا عاصمة الجنوب دعك من أطرافه، اللهم إلا من رغب في الاستماع إليهما وكان يملك لاقطاً هوائياً، ولعل المنفذ الوحيد الذي تلج منه أخبار هذا الحراك وأنشطته يأتي عبر الصحف، وهي على أهميتها متاحة للخواص من النخب ذات الاهتمام، ومن تملك ناصية اللغة العربية، وكلها عوامل تجعلها محدودة الانتشار، وإن كانت مهمة في التأثير على النخب التي تطالعها.
    —————————————————————————————————————————–
    وعلى عكس ما يدور في الخرطوم من حراك وحدوي، يبدو المزاج السياسي في جوبا مختلفاً تماماً، الدعوة للانفصال ولا شئ غيرها هي التي تسيطر بالكامل على المشهد السياسي في الجنوب، تعج بها وسائل الإعلام المختلفة التابعة لحكومة الجنوب أو المقربة من الحركة الشعبية، والصحافة المستقلة، والإذاعات الخاصة، وحديث الناس في المجالس والطرقات، كلها في انتظار أمرين لا ثالث لهما أن يتم الاستفتاء على تقرير المصير في موعده المضروب بحلول التاسع من يناير 2011، مع التحذير والضغوط الشعبية من أن يتم إرجاؤه لسبب أو لآخر، ولهذا السبب تحديداً اتسعت حالة التظاهرات الشهرية في التاسع من كل شهر للتذكير بموعد الاستفتاء والتأكيد على مطلب الانفصال، وهو حراك بدأ قبل أشهر قليلة ومقتصر على العاصمة جوبا، والجديد في هذه الحملات أن آخرها الذى جرى الأسبوع الماضي اتسع مداه ليشمل مدن الجنوب الرئيسية كافة، وحتى دول الجوار كما هو الحال في يوغندا، وهو حراك لا يمكن الاستهانة به أو النظر إليه على أنه مجرد مناورة سياسية من الحركة الشعبية للضغط على شريكها المؤتمر الوطني للوفاء باستحقاق الاستفتاء في موعده والالتزام بنتيجته، بل تمثل إلى حد كبير تعبيرا عن سيادة المزاج الانفصالي في أوساط النخب والعامة على حد سواء، ولعل اللافت في هذه الظاهرة غلبة العنصر الشبابي على ذلك الحراك.
    خـالـد الـتجـاني .. الـصحافة .. 26/ 07 / 2010

  3. أيام في جوبا قبل أن ترحل شرقاً … مشاهد وشواهد..جدل الوحدة والانفصال وحوار «الطرشان»… قصة مدينتين أم بلدين؟
    ———————————————————————————————————–.
    ولكن ما أن يأتي الحديث عن جدل الوحدة والانفصال، حتى يبدوا جميعاً مصطفين بلا تردد خلف خيار الانفصال والدعوة لاستقلال الجنوب ، وهو ما تشير دلالته إلى أن الموقف الداعم للانفصال في الأوساط الجنوبية لا يستند إلى موقف الحركة الشعبية بالضرورة ، ولكنه بالتأكيد يخدم خطها السياسي ويعزز خيارها الساعي بقوة للحصول على استقلال الجنوب لتدخل التاريخ باعتبارها صـانـعـة الاسـتقلال ، وما أن تسأل أحداً في جوبا إلا وكانت إجابته جاهزة ، الانفصال والاستقلال ، فالوحدة خيار يتيم في جوبا ، وفي الواقع لا يرد ذكره اصلاً حتى كخيار محتمل ,
    خـالد الـتجـانـي .. الـصـحـافـة .. 26 / 07 / 2010

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..