أخبار السودان

البداية تبدأ بإكمال البشير توبته بعد حجه وإعلان استقالته وتسليم السلطة إلى حكومة انتقالية يرتضيها الشعب،

عبدالوهاب الافندي

إجازة الثورة السودانية

(1) كنا معشر السودانيين ولا نزال موضع تندّر من إخواننا العرب، بحجة أننا شعب كسول. وقد كان الربيع العربي مناسبة تواترت خلالها النكات ورسوم

الكاريكاتير، وحتى الصور، حول كسل السودانيين الذي حرمهم اللحاق بركب ثورات الربيع العربي. ولم يشفع لنا في هذه الحال أننا سبقنا إخواننا بثورتين كانوا خلالهما هم في حالة سبات عميق (وبعضهم لا يزال). ولكن يبدو أن التطورات خلال الأيام الماضية أثبتت أن إخواننا العرب على حق في بعض ما يتندرون به علينا!

(2)
في سبتمبر الماضي تفجرت بدايات ثورة سودانية على النظام القائم، حيث سيرت مظاهرات عمت العديد من المدن، بدءاً بالعاصمة ومروراً بمناطق في غرب السودان ووسطه وشرقه وشماله. ردت الحكومة بعنف، مما أدى إلى قتل العشرات وإصابة المئات، وزاد غضب الشارع ودفع بتسيير احتجاجات أضخم. عندها بدأ الحديث عن ملامح التغيير، وطالب العقلاء من كل جانب، بما في ذلك كثير من أنصار النظام، بخطوات حاسمة للإصلاح والعودة إلى المسار الديمقراطي. ولكن فجأة توقف كل شيء وسكت المعارضون وانصرف كل إلى شأنه كأن شيئاً لم يكن. وبالتقصي في الأمور اتضح أن الجميع قرر أن يأخذ استراحة لإجازة بمناسبة عيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا وعلى الأمة ونحن في حال خير من حالنا اليوم.

(3)
لعل السودان إذن هو البلد الوحيد في العالم الذي تأخذ فيه الثورة ?إجازة? للعيد. لم يحدث هذا في مصر التي اختار أهلها يوم العيد تحديداً ليكون يوم تظاهر خاص. ولم يحدث في سوريا حيث لم تصمت المدافع لحظة رغم أن هذا ليس العيد فحسب، بل أحد أهم الأشهر الحرم التي حرم الله فيها القتال. أما في السودان، فإن الثوار يأخذون عطلة، وكذلك أجهزة القمع، بينما يسافر الرئيس لقضاء مناسك الحج!

(4)
يذكر أن كل قوى المعارضة كانت قد تداعت إلى مظاهرة في صيف عام 2011 تدعو لإسقاط نظام عمر البشير. فبعد أن اطيح بطاغية تونس وأصبح رصيفه في مصر أمس الداثر، وتداعي وترنح طغاة اليمن وليبيا وتونس، أصابت السودانيين الغيرة فقرروا أن يجربوا حظهم.

وكان ممن بادر إلى موعد النزال وساحة الوغى في ميدان في قلب الخرطوم، زعيم الحزب الشيوعي، المناضل الراحل محمد ابراهيم نقد في طائفة قليلة من أنصاره. ولكنه وجد الميدان خالياً إلا من بعض رجال الشرطة المتربصين. وبعد ان انتظر طويلاً في حرّ الشمس وهو بين الأمل والرجاء، من دون أن يأتيه مدد ولو من متظاهر واحد من أنصار بقية الأحزاب،

التقط قطعة من الورق المقوى وكتب عليها عبارة: ?حضرنا ولم نجدكم?، وتركها في الميدان قبل أن ينصرف هو ومن معه.
وهذه العبارة بالمناسبة تقليد سوداني من عصر ما قبل الموبايلات، حين كان الزائر إن لم يجد من يقصدهم يخطّ مثل هذه العبارة على الباب، غالباً باستخدام الفحم قلماً (سقى الله تلك الأيام!)

(5)
كما قلنا فإن هذا قد يصدق فينا قول المتهكمين، ولكن أنا شخصياً لي نظرة أخرى لهذا الأمر، ولا أرى عيباً في أن السودانيين قوم اشتهروا بما نسميه ?المهلة?، أي النظر إلى الأمور بتريث وأريحية، مع البعد عن العجلة والتشنج. فهذا جزء من الروح السودانية العامة التي تؤيد أيضاً التسامح والتعايش. ويجب أن ننوه هنا بأن هذه الروح لم تندثر بعد، رغم ما واجهته البلاد من مصائب، خاصة تحت النظم الحالي الذي ساهم في تقويض هذه الروح أكثر من أي نظام سابق.

(6)
وبينما يشيد كثيرون باستمرار هذه الروح وتجلياتها في مظاهر المودة بين الخصوم السياسيين، حتى بين من يرفعون السلاح ضد بعضهم، إلا أن هذا التناقض بين روح التسامح الاجتماعي وحالة الاستقطاب السياسي أصبحت في الآونة الأخيرة أشبه بانفصام الشخصية. فالخطاب السياسي يفيض عندنا بالكراهية وروح الإقصاء، بينما الواقع الاجتماعي يطرح واجب التعايش والمودة.

(7)
التسامح السوداني التقليدي قد يتعايش مع الحرب والاقتتال، ولكنه لا يتعايش مع خطاب الكراهية. فالقيم السودانية التقليدية جسّدها بيت الشعر المشهور في مدح الفارس المقدام بأنه: ?كاتال في الخلا، وعقبان كريم في البيت? فالمقاتل الجسور لا يكره خصمه،

بل يحترمه، وينازله بشجاعة في الميدان، ولكنه يكرم وفادته إذا زاره في بيته. وهذه روح ديمقراطية أصيلة، هي أساس كل نظام ديمقراطي، حيث يتعارك الخصوم في ساحة الوغي (البرلمان والحملات الانتخابية) كما يتبارى اللاعبون في ميادين الرياضة، ولكنهم يرفعون القبعة للخصم الفائز ولا يفسد ذلك للود قضية.

(8)
ما أفسد هذه الروح هو سلوك النخب الحديثة وأيديولوجياتها المتعنتة التي تتجاهل الواقع وتدفنه تحت رؤى خيالية تبرر لها تعدياتها على قيم المجتمع وتجاهلها. وقد دفع هذا بكثيرين إلى انتقاد روح التسامح السودانية التقليدية، ووصفوها بأنها المسؤولة عما نحن فيه من تدهور. ويرى هؤلاء أن زمن التسامح قد مضى، ولا بد من الآن أن يكون السوداني ?كاتال في الخلا وكاتال في البيت أيضاً?.

(9)
في نظري أن العكس هو الذي ينبغي أن يحدث، حيث من الواجب أن يصبح السوداني كريماً في الخلا والبيت أيضاً. فقد وصلنا إلى ما نحن فيه لأن بعض الأيديولوجيات والحركات تبنت العنف وبررت لنفسها القتل من أجل تحقيق أهدافها السياسية. ويدخل في ذلك تبرير الانقلابات العسكرية والتصفيات والعمليات الانتقامية. ولكن من الواجب الآن أن نخرج من هذه الدائرة الخبيثة، ونعلن جميعاً الإمساك عن سفك الدماء وعن الانقلابات وقمع الآخرين، ونفتح صفحة جديدة يكون التعايش السلمي أساسها، والمنازلة الوحيدة هي في ميادين الانتخابات.

(10)

رب ضارة نافعة، فلتكن إجازة العيد من الثورة والقمع (ونوم الظالم عبادة) بداية لإجازة دائمة من سفك الدماء والظلم واستعادة السودان الأصيل لأهله. ولعل البداية تكون بأن يكمل السيد الرئيس توبته بعد حجه بإعلان استقالته وتسليم السلطة إلى حكومة انتقالية يرتضيها الشعب، ويعتذر هو وغيره ممن ولغوا في دماء هذه الشعب عن أثامهم.

القدس العربي

تعليق واحد

  1. افندي مين يا عم
    انت جزء من النظام ولاتقل انك تبت
    جميع الكيزان شاركوا في هذا الانقلاب المشؤم لن نستثني احدا من المسؤولية يا وسخ
    حتى لو قتلت البشير أو الترابي
    ياكلب

  2. لحماية الديمقراطيه القادمه وضمان ديمومتها وحتي لانسمح لعواليق الجيش التدخل في السياسه والانقلاب علي الديمقراطيه
    لابد من المحاسبه وانزال اشد العقوبات علي كل من خطط وشارك في انقلاب الانقاذ وشارك في حكمها
    مبدأ عفا الله عما سلف هو الذي اوصلنا لما نحن فيه وجعل كل من هب ودب يدخل جيش الخنا بطموح ان يصبح حاكما
    لقد اكتوينا واكتفينا واتأذينا من انقلابات هذا الجيش الفاشل
    ارضا سلاح .. ولابد ان ترحل سكنات العساكر خارج المدن منعا للانقلابات فالجيوش صنعت لتحمي الحدود وليس للحكم والعسكر افشل من يحكم

  3. هذا المقال يكفي ان تقرأ الثلاث فقرات الأولي منه لتقرر عدم مواصلة القراءة ..منتهي التخذيل و الدعاية و الخدمة الدعائية للنظام من كاتب تربي في وسط الأخوان المسلمين و يدعي الأن انه كاتب و باحث مستقل

  4. الأفندي،

    أعد قراءة المشهد مجدداً…

    هذه الحيرة التي فيك وضعتك في جو المتهكم…
    الشعب خرج لعدم إحساسه بالأمان.. و”تخدندق” بحثاً عن الأمان…

    القوى الوطنية وقوى الشباب الحديثة… والجماعات المجتمعية.. والأحزاب السياسية تبحث الآن عن ساحات تظاهرية تعكس الرفض السلمي لأشكال النظام.. بعيداً عن تدخل القوى الأمنية… أي أنها تختار ساحة المعركة هذه المرة… وتختار السلاح … وستملك القدرات بعيداً عن الجبهة الإسلامية بكل أشكالها وقبلها…

    أي حوار فكري في هذه المرحلة لا تشارك فيه الجبهة الإسلامية وفلولها سيفضي إلى رفع مستوى الوعي توليد عقيدة للتغيير ستفترض أن الجبهة الإسلامية هي عدوة للتغيير.. والتعافي سيكون بالبعد عن دائرتها قدر الإمكان. وهذا يثير مخاوفي من إستمرار الصدام.. فأرى الوضع يزداد تأزماً صدامياً مرشحاً إلى التصعيد

    أعد النظر في التجمهرات المخفية.. فإني أرى فورة شعبية مناهضة لعنصرية الحكومة.. وأرى حواراً… وأرى حديثاً.. وأرى ثرثرة..

  5. البشير يستقيل ؟ عجبى .. اقسم لكم ان اول دعوة له فى الحرم ان يطيل الله عمره الى ان يصيبه الخرف فى كرسى السلطة .. الرئيس الدائم لن يتنازل عن السلطة ابدا .. ابدا .. الا بعد الاحساس ( بالعود ) ..وسيدفع الشعب ثمنا غاليا ..

  6. والله يا افندى لانتوقع توبه ممن لايعتبر نفسه ازنب اصلا الا يدعى انه بسط الحريات ؟وطبق الشريعه ؟واقام الدنيا ولم يقعدها مدعيا انه اخرج البترول ؟وعلمنا اكل الهوت دوق ؟كيف تطلب من طاغيه الاعتزار؟ وهو لايملك ثقافتها فلاعتزار ثقافه وادب جم ومن من الحكام فعل مثل ماتقول اخى الدكتور ؟كيف يثور الشعب على من يحترمه ويعتزر له؟لايمكن ان نسمح باستمرار الثالوث الصادق البشير الميرغنى؟اما الترابى فلم اضعه فى مصاف هؤلاء لانه من رابع المستحيلات

  7. أستاذناعبدالوهاب كل سنه وإنت طيب…الثوره أساسهاناس الضهاري ذي ما بقولوا أهلنابالخرطوم…,سافرواللعيد علشان يشوفوا العقب،،وماأظن تاني تقوم مظاهرات علي حسب كلام أخوناماجد(بريقع)لعدة أسباب أولا مافي قيادات وثانياالواحد يضحي بنفسوا علشان السيد الصادق والميرغني وبعدها ينط فيهاعوير تاني…ونرجع تاني نلحس كوعنا ونأكل البيتزا والهوت دوق…

  8. وحبذا لو صاحب دعوتك يا أفندي للبشير بالاستقالة إعتذار منك شخصيا لعموم الشعب السوداني لأنك كنت أحد كوادر الجبهة الإسلامية المتقدمة باعتبارك من الشباب المثقفين وصاحب قلم جندوه للترويج لهم وأعطوه منصبا كبيرا في الخارجية السودانية قنصلا إعلاميا (حتة واحدة!)في واحدة من أهم عواصم الغرب وهي “لندن” وكنت آنذااك خريجا جديدا من بين آلاف الخريجين وكان بعض رصفائك يبحثون ولا يجدون أدنى وظيفة جامعية في الخارجية “سكرتير ثالث” ! مش كدا؟! ولّه أنا كضاب يا أفندي؟! كنت ضمن المجموعة المقربة من الشيطان الأكبر “الترابي” الذي كنا ولا زلنا نتجرع مرارات كسبه وتخطيطه الماسوني..ولهذا أعطوك ميزانية شبه مفتوحة لتدير بها حملتهم الإعلامية من عاصمة الغرب ..كيف تسجلت للشهادات الكبيرة التي نلتها في لندن؟ هل أرجعت أموال الملحقية الإعلامية كاملة؟ أم خصمت منها مصاريف دراستك الخاصة ونثرياتك؟ هل كانت أسرتك ترسل لك مصاريف الدراسة في لندن بالدولار الذي كان مجلبة لقطع الرأس؟ الآن ما شاء الله أصبحت واعظا للنظام الذي رفعك فوق أندادك.. لن نقول لك حرام أن يغير المرء قناعاته (عن بصيرة) ما دمت قد عرفت أنك كنت على باطل..ولكن ما دمت تريد البقاء في الساحة العامة إعلاما وسياسة فلا بد من “تنضيف دفاترك” أمام الملأ.. أنا كنت كذا وكان بيحصل كذا والآن صرت كذا وإني أبرأ إلى الله ثم إليكم عن كل ما ارتكبته في حقكم وأرد إليكم أموالكم التي استحوذت عليها بغير حق.. وبعد ذلك يمكنك أن تقدم نصائحك الغالية لزعيمكم السابق البشير! وسلام..

  9. ايها الافندي اشتم رائحة الشماتة في مقالاتك وفي نفس الوقت الخوف من زوال هذا النظام الذى جثم على صدورنا ردح من الزمن سامنا فيه ابشع انواع الذل والعذاب وانت خائف من زواله لانه سيأتي وقت لن يهتم فيه احد بمقالاتك وارائك وستكون منبوذا من جماعتك ومن الشعب السوداني الذى غسل العار من السودان ..والشعب السوداني حاليا ليس في مباراة رياضية بل في مواجهة نظام ارهابي يذهق الارواح والانفس بغير الحق ..والغضب آت آت ولا تعتقد ان غضب الشباب مجرد هتاف سيخبو ويضيع بمرور الزمن

  10. الثورة لم تقم بعد
    الشعب السودانى لا يزال يخشى الفوضى
    اعتقد ان الثورة ستقوم اذا اعلن البشير ترشحه لفترة اخرى لان الشعب مخنوق فعلا وينتظر تغيير سلمى قليل التكاليف

  11. الأستاذ عبد الوهاب الأفندي
    دعني أرد على مقالك متجاهلا كل ماذكرته في مقدمة المقال فقد قلت في أخره ( بأن يعتذر البشير و جماعته في ممن ولغوا في دماء الشعب من آثامهم ) وأن نعفوا عنهم بعبارة عفا الله عن ما سلف ؟
    ماذا نقول لأسر الشهداء مجدي و مايكل و جرجس و الذين مازالت أمهاتهم تبكي حتى الآن ؟!
    ماذا نقول لأسر و شهداء رمضان البواسل والذين لا تعرف أسرهم أين دفنوا حتى الآن ؟!
    ماذا نقول لشهداء غربنا في دارفور و مازال بعضهم هائما على وجهه حتى الآن ؟!

    ماذا نقول لأهلنا في جبال النوبة و النيل الأزرق أو حتى من مات من أهلنا في الجنوب و الشمال من السودان في حرب عبثية خطط لها الترابي و البشير و جماعتهم ماذا نقول لشهداء كجبار و بورسودان
    ماذا نقول لضحايا السيول و الذين مازالوا في العراء حتى الآن بأن أغاثتهم قد سرقها أهل النظام
    ماذا نقول لشهداء سبتمبر و أبطال سبتمبر فمنهم من استشهد ومنهم من أعتقل دون فرز رجالاً و نساءا شباباً و أطفالاً دون رحمة ومازلوا في المعتقلات يعذبون ليل نهار بل و ماذا نقول لجرحانا الذين لم تجف دماؤهم حتى الآن ولكننا نقول لك يكفينا فخرا أننا قد تنسمنا برياح الحرية و الكرامة في سبتمبر و عيدنا بها وسط أسر شهدائنا الأبرار و علت الفرحة رغم المرارة و الحزن وجوه أطفالنا و رجالنا و نسائنا … ماذا نقول للبروفسور ابن عوف و بنته سارة رمز المرأة السودانية … أين الكرامة و الرجولة التي عشنا و تربينا عليها في السودان … فعفا الله عن ما سلف سقطت من قاموس ثوارنا
    وأبطالنا و الجولة القادمة لا تبقي و لاتذر وسقف مطالبنا في الوثيقة قد تصدرها الأتي :

    – محاكمة كل من تلوثت أيديهم بدماء شعبنا سابقا و اليوم
    – محاكمة كل من أساء لشبابنا و أبطالنا بالحديث في الإعلام

    وقبل ذلك تصدرت الوثيقة عبارة لا عف الله عن ما سلف .

    هذه الوثيقة صدرت قبل الثورة بيوم و عندما شكر مولانا سيف الدولة نظام البشير عقب مؤتمره و الذي أشعل و ألهب الشعب لمواصلة ثورته و التي بدأت منذ 2011 و كانت في أنتظار الإشارة عندما أعلنت يا صادقنا ان كل من يريد أن يسقط النظام فليتصرف و أن الباب يفوت جمل ؟! هانحن تصرفنا و قد أصدرنا لاحقاً بأننا نرحب بكل شباب الأحزاب لتتولى قيادة الأحزاب و ابعاد كل الوجوه التي أكل عليها الدهر وشرب و أكرر مرةً اخرى ترحيب الشعب بالمناضلة الدكتورة مريم الصادق المهدي و الأخ نصر الدين الهادي المهدي لقيادة حزب الأمة أو من يرونه مناسباً لقيادة الحزب …. و الوثيقة حملها الشهداء الأبطال في قلوبهمقيل ان تخاطب انت جماهيرك اليوم لأننا لانريد ان نرى انك تتأبط يد غراب الشؤم الترابي و حيرانه للمرة الثالثة و تأتينا به … و ترحيبنا بشباب المؤتمر الشعبي الجدد فقط والذين خرجوا معنا منذ بداية الثورة …
    وكنا نردد عندها التالي …
    من يعتقد بأن الشعب قد إستكان فهو واهم !
    و من يعتقد أن الشعب سيخرج لمجرد رفض القرارات فهو أكثر وهما !
    طوال 24 عاما توجد مجلدات عن قادة النظام و فشلهم رغم المطالبات الكثيرة بتعديل مسارهم حتى لا تحدث الكارثة و تنهار الدولة ولكنهم في غيهم كانوا يمرحون . و أن كل ما ذكره مولانا سيف الدولة هو عين الحقيقة و إن الثورة الآن قد بدأت و سوف تقتلع و تدك أوكار الحرامية و سارقي قوت الشعب و في خلال الساعات القادمة سيكتمل الميثاق حتى يقوده الشباب و على رأسهم مولانا سيف الدولة قيادة جماعية لا حزبية و لا دينية و إنما لجنة وطنية من التنوقراط و ذوي الثقة لإدارة البلاد مؤقتا و تكوين محكمة شعبية لمحاكمة
    1- حسن الترابي و جماعته بتهمة الخيانة العظمى ومصادرة كافة أمواله وأملاكه .
    2- الصادق المهدي و دوره في تسليم الحكم للانقلاب رغم علمه بما يخطط له الترابي ، و منعه من العمل الحكومي و السياسي .
    3- محاكمة الميرغني و جماعته لدعمه النظام و منعه من العمل السياسي و الحزبي .
    4- محاكمة سوار الذهب / بالتواطؤ مع الانقاذ و منعه من العمل السياسي و الحزبي و مصادرة كل أمواله و أملاكه.
    5- محاكمة أعضاء مجلس انقلاب يونيو 1989 بالخيانة العظمى و مصادرة أملاكهم و أموالهم .
    6- القبض على عمر حسن البشير و عائلته و محاكمتهم داخل السودان على كل ما ارتكبوه في حق الوطن و المواطنين و مصادرة كافة أموالهم و أملاكهم .
    7- القبض على كل قادة أعضاء المؤتمر الوطني و بما فيهم الوزراء و ولاة الولايات و إداراتهم منذ 1989 و حتى الآن و إعادة كل المسروقات و الرواتب .
    8- القبض على روؤس جهاز الأمن الحاليين و السابقيين و كشف كل ممارساتهم و مصادرة أموالهم لتعويض ضحاياهم .
    9- القبض على روؤس الفساد و تجار الانقاذ الذين امتصوا دم الشعب و مصادرة كافة أملاكهم و أموالهم .
    10- محاكمة كل صحفيي النظام بدءا من حسين خوجلي و الهندي و الباز و عثمان ميرغني و الأخرين و على رأسهم رئيس جريد الإنتباهة و كافة محرري مجلته و أعضاء مجموعة ” بنبره ” و محاكمتهم و مصادرة أموالهم و أملاكهم .
    11- تكوين لجنة لتأهيل الأحزاب و إعادة صياغتها و منحها مدة 24 شهر لتعديل قيادتها ومنع أي حزب من اتخاذ شعار ديني أو خلافه باعتبار أن شعب السودان كله لديه ما يعتز به .
    12- محاكمة كل قيادات القضاء في الفترات السابقة و إبعاد كل القيادات الحالية ومراجعة كافة القضايا التي حكموها ظلما و بهتانا و تكوين مجلس أعلى للقضاء برئاسة خبراء قانونيين سودانيين و فصل القضاء الشرعي عن المدني و إعادة مكانة المفتي العام للجمهورية .
    13- تكوين لجان متخصصة لإعادة ترتيب القوات المسلحة و الشرطة و تأهيلها لتكون في خدمة الشعب و الوطن و ليس النظام .
    14- مراجعة كافة القرارات المختصة بالأراضي و المشاريع و الميادين التي تمت مصادرتها لصالح قادة النظام .
    15- تكوين لجان متخصصة زراعية و صناعية و تعليمية و إجتماعية الخ .. لإعادة كافة المؤسسات التي تم تدميرها و على رأسها مشروع الجزيرة و البحرية و الجوية و جامعة الخرطوم .
    16- إعادة كل قيادات الخدمة المدنية السابقين قبل 1989 ليكونوا على رأس عملهم خلال الفترة الانتقالية .
    17- محاكمة كل علماء السلطان وإئمة الضلال .
    18- إعادة صياغة الولايات مرة أخرى إلى مسمياتها القديمة ، و تقسيمها حسب الحوجة إلى مناطق إدارية فقط كما كان سابقا .
    19- مطالبة كل الحركات المسلحة بترك السلاح و العودة للمشاركة في بناء الوطن .
    20- مخاطبة حكومة جنوب السودان و إعادة ترتيب العلاقات بما يخدم شعب السودان كله .
    ولذا نطالب جميع ابناء شعبنا البطل بعدم مواجهة تصرفات أجهزة النظام حتى لا يعرضوا أنفسهم للقتل و القبض و أن تكون كافة مظاهراتهم سلمية مع المحافظة على كافة ممتلكات الدولة لأنها في الأساس هي ملك للشعب و ليس ملك للنظام و لدينا من الخطوات التي سوف تذهل النظام في الأيام القادمة بدون اللجوء للمظاهرات العنيفة و التي يتم البطش بها و التنكيل بالمتظاهرين لذى نطالب أبناء الشعب في القوات المسلحة و الشرطة بعدم إطاعة أوامر النظام لأن الثورة قد بدأت لصالح الجميع .
    و عاش السودان حرا مستقلا .
    مليون شهيد لعهد جديد و ان الثورة مستمرة حتى إقتلاع النظام و أنها لثورة حتى النصر و رحم الله الشهداء الأبطال و عاش السودان حرا مستقلا .

  12. ولعل البداية تكون بأن يكمل السيد الرئيس توبته بعد حجه بإعلان استقالته وتسليم السلطة إلى حكومة انتقالية يرتضيها الشعب، ويعتذر هو وغيره ممن ولغوا في دماء هذه الشعب عن أثامهم.

    حافة بس كده مفيها تحلية

  13. الاخوة القراء احببت ان اشرككم قراءة هذا المقال الهام والذي كتبه المناضل العميد ود الريح في موقع (سودانايل) مخاطبا الانقاذيين عبد الوهاب الافندي واحمد كمال الدين حول ملابسات اعتقاله وتعذيبه وتورط المدعوين في التشكيك في قضية ود الريح المشهورة التي عرضها امام منظمات حقوق الانسان العالمية!

    يقول الله تعالي في محكم تنزيله “لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم” النساء 148″ صدق الله العظيم . بمعني أنه يباح للمظلوم أن يذكر ظالمه بما فيه من السوء ليبين مظلمته ولكنني في هذا المقال لن استخدم هذا الحق الذي شرعه الله لكيلا أنزلق إلي ما انزلق إليه الرجلان الأول من كذب وتلفيق والآخر من قذف وتشهير .

    لقد كان الرجلان من المتنفذين في حكومة الإنقاذ المسبحين بحمدها والمدافعين عنها بشراسة قبل المفاصلة الشهيرة .

    كان عبد الوهاب الأفندي ملحقا إعلاميا بسفارة السودان بلندن لسنين عددا مدافعا عن مواقف الحكومة التي ينتقدها الآن وكان أحمد كمال الدين رئيسا لتحرير جريدة دارفور التي كان يرأس مجلس إدارتها الطيب إبراهيم محمد خير (سيخة) وأنتقل بعدها رئيسا لتحرير مجلة سودانيوز الناطقة باللغة الإنجليزية والأثنتان كانتا تمولهما الحكومة .

    لقد قرأت للرجلين في فترات لاحقه كتابات عن الأجهزة الخفية التي تقبض بزمام الأمور في الدولة والتي تمارس كل الرذائل من فساد وتعذيب وتشريد وقد سبقهما في تبيان ذلك الشيخان إبراهيم السنوسي وعلي الحاج .

    ما دفعني للكتابة عن المذكوران هو أن الأول كان يملأ العالم ضجيجا حينما كان مسئولا عن الإعلام في سفارة السودان بلندن . لا يمر يوم واحد إلا وللأفندي تصريح أو أكثر في وسائل الإعلام الغربية من صحف وإذاعات بخلاف نشرته الأسبوعية والتي كانت توزع علي كل السفارات مدافعا عن الإنقاذ ومتصديا لكل كلمة تخرج ضدها سواء كانت من أفراد أو منظمات أو جماعات حقوقية .

    كان الأفندي هو السفير والمستشار والصحفي والمحامي وكان باختصار هو السفارة, ليس في لندن فحسب بل في كل أوربا وكانت الأموال تجري من تحت يديه في شراء ذمم الصحفيين والكتاب من ذوي الضمائر الخربة والذي تمتلئ بهم مقاهي ومطاعم لندن .

    بعد عامين ونصف قضيتهما في سجن شالا معانيا من آثار التعذيب تم نقلي إلي سجن كوبر ثم السلاح الطبي للعلاج وقبل بدء العلاج صدر قرار بترحيلي إلي سجن سواكن ومنعي من مواصلة العلاج فقررت أن أكتب شكوي لوزير العدل اتبعت فيها التسلسل القانوني المتبع في السجون بصورة إلي رئيس الدولة ورئيس البرلمان ورئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان أوضحت فيها ما تعرضت له من تعذيب علي أيدي سلطات الأمن وما لحق بي من أذي مدعوما بالمستندات الطبية . تم تسريب هذه الشكوي بأيد خفية ووجدت طريقها للنشر خارج السودان وتلقفتها منظمات حقوق الإنسان العالمية كدليل قوي علي ممارسة حكومة الإنقاذ للتعذيب .

    ظل الأفندي يقوم بالرد نيابة عن الحكومة في دحض الشكوي ونفي ما جاء فيها ورمي الشاكي بأقذع الألفاظ في السر والعلن .

    قام مجلس اللوردات البريطاني بوضع هذه الشكوي في أولويات أهتماماته بحقوق الإنسان وظل يستفسر السفارة عنها باستمرار وطلب إرسال وفد طبي من أطباء مختصين للكشف علي الشاكي وكتابة تقرير عن حالته .

    وظل عبد الوهاب الأفندي يرد علي المجلس بأن الشكوي قيد النظر بواسطة السلطات القضائية السودانية علي أعلي المستويات وهو يعلم علم اليقين أن هذه الشكوي قد أوقف التحقيق فيها . وبعد إلحاح من مجلس اللوردات أفاد الأفندي بأن كاتب الشكوي قد أعترف بأنه قد كذب . لقد اطلعت علي جزء من مكاتبات الأفندي وردوده علي مجلس اللوردات وعلى منظمات حقوق الانسان من مكتب اللورد آقبري رئيس لجنة حقوق الإنسان بالمجلس .

    نهاية العام 1994 تم نقلي من سجن سواكن إلي سجن كوبر فأرسل لي صديق من لندن كتاب الدكتور الأفندي “الثورة والاصلاح السياسي في السودان” راجيا مني الإطلاع علي ما ورد في الصفحة الثمانون منه إن لم تخنى الذاكرة . لقد أورد الأفندي فيها أن جهاز الأمن وتنظيم الجبهة السري لم يتمكنا من أثبات كذب الشاكى فى قضية تعذيب شغلت الراى العام داخليا وخارجيا الشئ الذي استطاع هو أن يكتشفه في زيارة قصيرة للخرطوم .

    بعد قراءة الكتاب قمت بارسال ردي إلي الدكتور الأفندي مدعوما بالتقارير الطبية وبأقوال أثنين وعشرون شاهدا عدلا استمع لشهاداتهم قاضي التحقيق المكلف مولانا علي يحي عبد الله وحينما شرع في استدعاء المتهمين قبرت القضية إلي يومنا هذا .

    لم يكلف الدكتور الأفندي نفسه بالرد علي وتجاهل خطابي تماما طيلة الأثني عشر عاما الماضيه باعتبارنا من اعداء المشروع الحضارى المزعوم حتى بعد ان تبخر المشروع الحضارى واستبدل بالبيوت الحضاريه والمكاتب الحضاريه وحسابات البنوك الحضاريه والزيجات الحضاريه وكل ما هو مستورد من دول الاستكبار الحضارية, وحتى بعد ان ان تم اختصار شرع الله فى الزواج مثنى وثلاث و رباع من حور عين الدنيا الابكار او من ارامل الشهداء الجميلات الذين توارثوهم بعد ان زفوا ازواجهم لحور عين الاخرة.

    في فترة لاحقة قرأت للأفندي مقالا يقر فيه بالتعذيب الذي يقوم به الأمن وقد استشهد في ذلك بما وقع من تعذيب علي بعض أقربائه شخصيا فالحمد لله الذي سخر الأمن لتعذيب أقربائكم وأخيرا تعذيب المنشقين إلي جناح الترابي فأعاد إليكم صوابكم .

    لقد صار الأفندي يتباكي الآن علي انتكاس الحركة الإسلامية ? حركة الشواذ والفاسدين وسارقي قوت الشعب وآكلي السحت .

    أين هو الإسلام في فقه الجبهة الإسلامية ؟ هل هو في اللافتات الكاذبة التي رفعت في كل مكان مشوهة اسم الإسلام وعظمته؟ فصارت الأسماء الإسلامية أسماء للبقالات والمدارس الخاصة والمستشفيات الخاصة والشركات الخاصة والمؤسسات المنهوبة والبنوك المنهارة وصارت صفة الإسلامية هي المخرج من بطش الحكومة وأدواتها . لقد كتب أحد الأجانب بعد زيارة للخرطوم مستغربا بقوله أنه من كثرة ما رأي من النفاق والمتاجرة بكلمة إسلامية فأنه إذا تجرأ شخص ما وكتب علي ماخوره الماخور الإسلامي فانهم سيترددون فى عقابه والعياذ بالله . .

    أي إسلام هذا الذي يتباكي عليه الأفندي ؟

    الآن فقط عرفتم أن السودان تحكمه مافيا هي المتنفدة والآمرة والناهية ؟ نحمد الله أن عاد لكم الوعي بعد غيبوبة عقد ونصف من الزمان .

    والآن وبعد أن عاد للأفندي رشده وأفاق بعد طول سبات واعترف بتجاوزات تنظيم الجبهة الإسلامية وأن ما يجري في السودان ليس في الإسلام في شئ فأنني أطلب من سيادته تقديم إعتذار علني عل صفحات هذه الجريدة الآلكترونية عما بدر منه في حقي من تحقير وظلم ودفاع عن الباطل مما سبب لي ولأسرتي الكثير من الضرر والغبن .

    لقد انتظرنا كل هذه السنوات راجين أن يصحو ضمير الأفندي وأن يتذكر بأنه قد أساء إلينا اساءة بالغة وأن لا يذهب لملاقاة ربه حاملا لعناتنا كما ذهب وزير العدل الأسبق عبد العزيز شدو الذي نالنا منه الكثير من التهم والاساءة بما صرح به شخصيا لجريدة الشرق الأوسط بلندن في عام 1994 والأفندي ملحقا إعلاميا بلندن .

    “استجيبوا لربكم قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله مالكم من ملجأ يومئذ ومالكم من نكير” صدق الله العظيم .

    أما أحمد كمال الدين والذي كان يرفل في نعيم الانقاذ رئيسا لتحرير دارفور الجديدة الأسبوعية فقد نشر مقالا بالصحيفة في عددها رقم 67 بتاريخ 16/10/1993 علي صدر صفحتها الرئيسية بلغة نتأفف عنها حوي من القذف والتشهير والتشكيك في الأعراض بحقي الكثير ذاكرا أنه استقي هذه المعلومات من زملائي بالدراسة .

    لقد استخدمت صحيفة أحمد كمال الدين أسلوبا ينافي مبادئ الصحافة النبيلة المقدسة والتي من المفروض فيها التعامل بالألفاظ اللائقة .

    لقد أغفل أحمد كمال الدين بذلك المقال الأهداف السامية التي يجب أن تحققها الكلمة وهي البناء لا الهدم واشعاع الحقيقة وليس طمسها .

    لقد تعجبت ومعي الكثيرون من أن الصحيفة المذكورة والتي تزين صفحتها الأولي بشعار يطلب من قرائها حفظها في مكان لائق لاحتوائها علي آيات قرآنية وكأني بها تطلب من القراء الأحتفاظ بالساقط من القول والفحش جنبا إلي جنب مع آي الذكر الحكيم وتتجاهل ما يأمرنا به الدين الحنيف من أن مال المسلم ودمه وعرضه حرام .

    لقد رفضت صحيفة احمد كمال الدين نشر المقال الذي أرسلته لها ردا علي مقالهم الشائن حسب ما يمليه عليها العرف الصحفي وقانون الصحافة والمطبوعات فشكوت إلي مجلس الصحافة والذي تجاهل الشكوي فقمت بتكليف الأستاذ مصطفى عبد القادر المحامي برفع دعوي علي الصحيفة فرفضت نيابة الخرطوم الشكوي فقدمنا عريضة للنائب العام وزير العدل الأسبق عبد العزيز شدو فرفض التصديق بفتح البلاغ وأخيرا احتسبت عند الله مصيبتي وشكوت له حزني واعتبرت ما نشرته صحيفة دارفور ما هو إلا انعكاس لحالة متردية من سوء الأخلاق ونفوس مريضة ولا يصدر إلا عن أشباه الرجال .

    لقد أحزن مقال صحيفة دارفور الكثير من أهلنا وأصدقائنا ولكنا كنا نقول لهم دائما كما قال الشاعر :

    وكل ذي إبل يوما لموردها وكل ذي سلب لابد مسلوب

    كنا علي ثقة من أن الله سبحانه وتعالي سينتصر لنا في الدنيا وتمثلنا بقول الأمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه :

    إذا اشتملت علي أليأس القلوب وضاق بهمها الصدر الرحيب

    وأوطنت المكاره وأطمأنت وأرست في أماكنها الخطوب

    ولم ير لانكشاف الضر وجه ولا أغني بحيلته الأريب

    أتاك على قنوط منك غوث يجئ به القريب المستجيب

    وكل الحادثات إذا تناهت فموصول بها الفرج القريب

    هل يعلم الأستاذ أحمد كمال الدين أن صحيفة دارفور قد احضرت لي يوم صدورها وعلى صدرها هذا المقال بالسجن وأن من أحضرها لي هي زوجتي ؟

    وهل يعلم الأستاذ أن احد أبناء الأسرة قرأ هذا المقال علي والدتي فأصيبت بنوبة قلبية؟

    أيها الأسلاميون لقد اغتلتم أمي !

    وهل يعلم المدعو أن شقيقتي الكبري والوحيدة حضرت من عطبرة يوم خروجي من السجن لتهنئتي واختلت بي جانبا لتسألني عن صحة أن أحدهم شتمني بالصحف فأعطيتها نسخة من جريدة دارفور لتقرأها عندما تعود في اليوم التالي لعطبرة وفي مساء نفس اليوم أصيبت بجلطة توفيت علي أثرها بعد أيام ولم يكن أحد يعرف السبب سواي . إنه ارادة الله ولكن السبب مقالك !

    فبسببه فقدنا امرأتين عظيمتين كريمتين كانتا عماد الأسرة . كانتا ركنا من أركان مدينتنا عطبرة كانتا تسدان عين الشمس . لم يكن حزننا لفقدهما فحسب بل لأنهما ذهبتا حزينتين.

    لم ألتق في حياتي بأحمد كمال الدين ولا أظنه يعرفني ولكنه أسم محفور في ذاكرتي وذاكرة اسرتي والآن بعد أن فارق السلطة والصولجان صار أقصي ما يصبو إليه سيادته هو التربع علي رئاسة الجالية السودانية بمملكة البحرين ولقد قرأت له مؤخرا مقالا يدافع فيه عن سفير الانقاذ بالبحرين ولقد تعجبت من هذا الدفاع ولكن زال عجبي بعد أن علمت أن له مصلحة فالسفير هو الذي سهل له رئاسة الجالية – إنكم أيها الأسلامويون لا تدافعون إلا عن مصالحكم الخاصة .

    من هذا عرفت أن أحمد كمال الدين موجود حي يرزق بقلمه وفكره ولذلك أود أن أسأله مباشرة عن سبب نشره ذلك المقال الشائن في حقي ؟ ولمصلحة من ذهب ليتقصي عن سلوكي منذ زمن الدراسة كما ذكر وهل يمكن أن يطلعنا علي مصادر معلوماته ؟

    والله إن جبيننا ليندي خجلا أيها الأسلامويون أصحاب المشروع الحضاري تذهبون لتبحثوا عن عيوب الناس خمسون عاما للوراء وتنادون بتطبيق شرع الله بعد أن أصممتم آذان الشعب بالتهليل والتكبير. ألم يأمركم الله في كتابه ” ولا تقف ما ليس لك به علم . أن السمع والبصر والفؤاد كل كان عنه مسئولا ”

    ألم ينه الله سبحانه وتعالي سيدنا نوح عن السؤال عن ابنه واستجاب النبي واعتصم واستجار بالله وطلب المغفرة والرحمة من الله لسؤاله عن ابنه وأنتم تستفسرون الآخرين عن أعراض الناس لتنشروها علي الملأ .

    ألم تقرأوا قول الحق عز وجل “قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق”

    ألم تقرأوا الأحاديث النبوية الشريفة التي قال فيها رسول البشرية صلوات الله وسلامه عليه “سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ”

    “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ” و كل المسلم علي المسلم حرام دمه وماله وعرضه ” “ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذي”

    إلا يشتمل مشروعكم الحضاري علي هذه الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة ؟

    وإذا كان الكتاب والسنة لا يردعانكم عن الكذب والنفاق والاسفاف ألا يردعكم البعد الأخلاقي عن ذلك ؟

    إن البعد الأخلاقي هو الذي جعل أباسفيان يخشى أن يكذب – وهو كافر – في شأن الرسول صلوات الله وسلامه عليه قائلا “والله لولا الحياء من أن يؤثروا علي كذبا لكذبت عنه” .

    والبعد الأخلاقي هو الذي جعل القادة الإسرائيليون علي شدة عدائهم لجمال عبد الناصر لا يستطيعون أن يطعنوا في نزاهته وأخلاقياته خوفا من أن يوصموا بالكذب

    أنني أقول لرئيس تحرير جريدة دارفور السابق إذا كان المقال المذكور ليس مقالك أو كان مفروضا عليك فأقول لك ما قاله أبو حازم في كتاب له إلي أبن شهاب الزهري حين ولي المنصب في بلاط سلطان جائر: ” أعلم أن أدني ما ارتكبت واعظم ما احتقبت أن آنست الظالم وسهلت له طريق الغى حين أدنيت وإجابتك حين دعيت . فما أخلقك أن تبوء غدا بأثمك مع الجرمة وأن تسأل بإغضائك عن ظلم الظلمة . إنك أخذت ما ليس لمن أعطاك ودنوت ممن لا يرد علي أحد حقا ولا ترك باطلا حين أدناك . جعلوك قطبا تدور رحي ظلمهم عليك وجسرا يعبرون بك إلي بلائهم وسلما إلي ضلالهم وداعيا إلي غيهم , سالكا سبيلهم يدخلون بك الشك ويقتادون بل قلوب الجهال إليهم فما أيسر ما عمروا لك في جنب ما خربوا عليك وما أقل ما أعطوك في كثير مما أخذوا منك” .

    لم أكن أتوقع أن يدافع أيا من الإسلامين عن الظلم الذي حاق بالآخرين ولكني ذهلت من صمتهم المريب فقد صمتوا صمت القبور ولم ينبر أيا منهم للدفاع عن شيخهم حينما قام محمد طه محمد أحمد بنشر سلسلة من المقالات في جريدته الوفاق بعد اعتقال الشيخ تحت عنوان “الحل ليس في اعتقال الترابي ولكنه اطلاق الرصاص علي الحكم الفدرالي”. لقد كانت المقالات تحوي من البذاءة وفاحش القول مالم يجرؤ علي قوله أعتي خصوم الحركة الأسلامية .

    صمت الاسلاميون حتي أبناء الترابي وتلاميذه وحواريوه الذين تربوا علي يديه وتعلموا من ماله وتحصلوا علي أعلي الدرجات العلمية وخطب لهم زوجاتهم وأحضرت لهم السيدة وصال المهدي شيلات زواجهم ودفعت لهم المهور وفتح الخشوم .

    صمتوا علي مقالات محمد طه لأنهم يعلمون أن صاحب الوفاق لا يستحي من أن ينشر ما يدور في مخادع نومهم وأن لديه المقدرة علي نبش تاريخهم من المدارس الأولية أن دعا الأمر .

    تركوا شيخهم وحيدا تتقاذفه الأمواج ويتلاعب به صبية الأمن بعد أن كانت المنشية كعبتهم ومزارهم، متقلبهم ومثواهم ونعم القادر الله .

    إنني أطلب من أحمد كمال الدين الإفادة العاجلة علي صفحات هذه الجريدة عن الجهة التي كتبت هذا المقال والأسماء التي اوردها وان كان هو كاتب المقال فإنني أرجو أن أوضح له بأنني قد عقدت العزم علي مقاضاته إلي آخر درجات التقاضي وقد أوكلت رابطة الحقوقيين الأمريكيين بتقديم عريضة الدعوي متى ما اطلعت علي إفادته .

    كما أنني قد خاطبت العديد من منظمات حقوق الإنسان ليقفوا معي في مخاطبتي لجلالة ملك البحرين المفدي إذا ما أفاد أحمد كمال الدين بأنه هو كاتب المقال كما أنني واسرتي علي أهبة الإستعداد للسفر للبحرين والاجتماع مع المسئولين ومع الجالية السودانية لتوضيح الأمر .

    لقد اطلعت اليوم علي مقال لعبد الوهاب الأفندي يرد فيه علي أمين حسن عمر متنصلا فيه من الانقاذ ذاكرا أنه لا علم له بالانقاذ إلا بعد قيامها بفترة طويلة .

    إنني أقول لكم لقد سخرتم أقلامكم لخدمة الباطل ولم تسخروها للوقوف مع الحق ولوفعلتم لكفيتم أناسا كثيرين من شرور لحقت بهم ولكنكم تقاضيتم عن قولة الحق فتضرر من ذلك خلق كثير .

    ومن كانت عنده الشجاعة ليكتب من داخل جدران السجون ويشتكي مما جري له من تعذيب طاردتموه في الصحف والإذاعات والنشرات بالتشهير والكذب والدعاوي الباطلة في مسلسل لاغتيال الشخصية دفاعا عن الباطل الذي أتضح لكم أخيرا .

    فالحمد لله الذى اطال فى اعمارنا لنرى ان النظام الذى استخدمكم ضدنا هو ذات النظام الذى رماكم فى المزابل وان الذين يقومون بالرد عليكم هم ذات اخوتكم في الحركة الاسلاميه. والشكر لله الذى عافانا مما ابتلاكم به .

    اما نحن فالحمد لله لم ننقص شيئا , بل ازددنا قوة وصلابة وايمانا متمثلين بابيات من قصيدة الطمانينه لميخائيل نعيمه :-

    سقف بيتي حديد ركن بيتي حجر

    اعصفي يا رياح وانتحب يا شجر

    واسبحي يا غيوم واهطلي يا مطر

    واقصفي يا رعود لست أخشي خطر

    ———–

    ” وإذا حضرت العقرب فالنعال حاضر “.

  14. يا استاذ الافندى الثورة بدأت اولا فى ولاية الجزيرة وبالتحديد فى مدنى والخرطوم لم تثر الا بعد ثلاثة أيام من ثورة مدنى ثانيا زعمت أن ما قتل بأنهم يتعدون العشرات من المواطنين كأنك لم تسمع القنوات الفضائية وانك بعيدا عن الاعلام !!!!. العدد ياأستاذ جاوز المائتين شهيد واعترف والى الخرطوم بأن عدد الذين قتلوا سبعين فقط وطبعا هذا شيىء من طبعه فهو رجل مشهود له بالكذب والتدليس  بالأمس عندما ضربت اسرائيل مصنع السلاح وشاهد المواطنين ألسنة اللهب وسمعوا دوى المفرقعات سرعان ماقام هذا الوالى الكذاب بالتموية والكذب على المواطنين زاعما ان ما حصل هو حريق بسبب عامل اللحام !! أنت يا الافندى بعيدا عن مسرح الاحداث وغافل من سماع الفضائيات خليك دقيق فى كتاباتك وتحليلاتك ياشيخ باين عليك حنيت لخوانك السفهاء .

  15. ———————————————————-
    شوف الفقرة دي :
    ولكن يبدو أن التطورات خلال الأيام الماضية أثبتت أن إخواننا العرب على حق في بعض ما يتندرون به علينا!
    وشوف الفقرة دي :
    ولكن أنا شخصياً لي نظرة أخرى لهذا الأمر، ولا أرى عيباً في أن السودانيين قوم اشتهروا بما نسميه ?المهلة?، أي النظر إلى الأمور بتريث وأريحية، مع البعد عن العجلة والتشنج.

    ———————————————————————-
    طيب يعني إنت أكدت ما ذهب إليه (الأخوة العرب) وثبتّه وبنيت عليه الفكرة فكيف تعود لتنقضه بأنك ترى في ذلك (مهلة) . أما كان من الأجدر أن لا تورد تلك الفقرة أصلا أم أردت أن تسير في ركب العربان وتصدق ما يهرف به المصريون ومن تبعهم . بعدين يا عبد الوهاب إنت فاكر الثورة دي لعب ، الثورة دي ناس بتموت ، ناس بتتعذب ، ناس بتعتقل ، ناس بتنضرب وتنهان . إنت قاعد في لندن فاكر القصة تنظير وتحليلات في التلفزيون . القصة أكبر من كدة ، بعدين ما قدمه هؤلاء الشباب في الاسابيع الماضية فاق كل التوقعات ، شيء مذهل ، بطولة وبسالة في مواجهة البطش والتنكيل ولو ما مصدق أسأل الناس الحاضرة . بس أحب أكد ليك أنو الثورة مستمرة بإذن الله ومدها ما حيتوقف وحتشوف براك ، بس أسمح لي أقول ليك أن هذه المسحة التهكمية في المقال لا تليق بمثقف يفترض منه أن يقول في هذا المقام خيرا أو ليصمت .

  16. ياعم انت عايش برا التاريخ ولاتفقه شيئا فى التحليل السياسى ولا فى تكتيك الثورات ولامنطقها, ومن يقارن بين وضع السودان وموقعة من ركب الربيع العربى جاهل,لأن الربيع العربى لايمثل Dead line لنا او لسوانا, فنحن من يملك براءة الاختراع, وثانيا لكل ثورة ظروفها المادية والموضوعية, ولها تكتيكها واستراتيجياتها, ثم ثالثا ثورات الربيع العربى اطاحت بدكتاتورياتها دون التخطيط لما بعد الاطاحة, خطأ وقعنا نحن فى براثنه فى اكتوبر وابريل ولسنا بصدد تكرار اخطاؤنا, وليس من اهداف ثورتنا الاطاحة بحكم الانقاذ فقط انما هدفنا ان تكون هذه المرة على غرار الثورة الفرنسيةتغير شامل وكامل. أما مسألة تغير الخصائل والشمائل السودانية والكرم وكل ماذكرته فى هذا الشأن فلتطالب هذه الحكومة بإعادته فهو مسئوليتها ومشروعها الحضارى. ومحاسبة من أخطأ فى حق هذا البلد وشعبه لاتقبل المساومة ولا التسامح ولا التصالح معها كما ينادى البعض ويسوق لنا تجربة جنوب افريقيا, فلسنا جنوب افريقيا, وهذه مسئولينا كشعب والمحاسبة سلوك حضارى, والتسامح ليس فى كل المجالات دليل على الكرم والخلق, فهذه الحكومة ليست جارنا الذى اوصانا نبينا الكريم عليه, وهى ليست وبالقطع ذلك الجار الذى دلق مياه بالوعته النتنه امام باب منزلنا, نحن يا الافندى لم نعد شعب السودان ايام الاستقلال ومؤتمر الخريجين, نحن جيل آخر ومن يروع الناس من انفلات الامن وتهديد الحركات المسلحة ليبلوا الناس بشئ من الخوف, يجب عليه ان يخاف من تطلعاتنا وآمالناوان يحذر ملاقاتنا, لأننا من اجل سودان جديد يفوق تصورات الحالمين بسودان مابعد اكتوبر وابريل..لأنه سيكون سودان دولة المؤسسات, سودان يفصل مابين الدين والدولة, سودان يعى ان تنميته الاقتصادية والاجتماعية تبدأ فى ريفه وهامشه, سودان للجميع ووطن لكل مواطنية دون تفرقة…

  17. (ما أفسد هذه الروح هو سلوك النخب الحديثة وأيديولوجياتها المتعنتة التي تتجاهل الواقع وتدفنه تحت رؤى خيالية تبرر لها تعدياتها على قيم المجتمع وتجاهلها)

    شكرا لك ..

    ما يهمنا هو الوطن
    وأرواح ودماء ابنائه

    أما الطغمة فذائلة

  18. الربيع العربي يا الافندي كان الهدف منه اعادة تدوير الاخوان المسلمين-ادوات الفوضى الخلاقة ادوات الامبرالية العالمية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي وافشلته ثورة 30 يونيو2013 التصحيحة في مصر..ونحن الاخوان المسلمين مدورين بينا من ثورة اكتبوبر المزعومة 1964 وابريل 1985 ولا زلنا في 2013 مع نفس الناس- وانت جزء منهم سوداني لا تحترم فكر بلدك ولا مفكريه اكتب للعرب ديل في القدس العربي ولمن يستضيفوك يا مزمن في البي بي سي عن الفكرة الجمهورية كمخرج للشريعة المازومة وعن مشروع السودان الجديد والتوزيع العادل للسلطة والثروة -اتفاقية نيفاشا..ولكنك تريد ان يقول لك العربان عالم وقد قيل ولا زالت عاجز عن الخروج من مستنقع الاخوان المسلمين الاسن حتى بعد وفاة الحاجة “سكين”ة في ميدان رابعة العدوية عن عمر ينتهز الثمانين عاما 1928-2013 وبقيت “ريا” تقبح وجه السودان”ريا وسكينة -مسرحية مصرية معروفة…

  19. وانت يا فندي ، هل اعتذرت عن مشاركتك ودعمك للنظام في اسوأ سنينه ؟ زمن بيوت الاشباح والتعذيب والقتل و الإعدامات ؟ انت قايل نحنا نسينا والا شنو يا فندي ؟اخص عليلك يا حقير.

  20. يجب على كل من ساند ووقف مع هذا النظام ان يعلن توبته وليس هذا كافيا وانما يتبعه بعمل صالح حتى نتاكد من خالص توبته ولتكن البدانية من كبيرهم الذي علمهم السحر ولماذا نقول يتوبون لانهم كمارسوا الكذب والضلال من اول يوم حين ادخلوا زعماؤهم السجن ليوهموا الشعب بانهم غير كيزان خوفا من ان يلفظهم الشعب والعالم

  21. وصلت بك الجرأة ان تتهكم على شعبك يا تعبان!!!
    وتجاري العربان !!!! كان الاحرى ان تسوق لهم (العربان)
    لماذا الربيع العربي لم يغش السودان؟وتفند لهم اباطيل اولياء نعمتك
    في قمع اليافعين واغتصابهم والتنكيل بحرائرهم وتلبيس التهم واكل اموال
    الناس بالباطل..وشراء ذمم ناس كنا نتوسم فيهم المعارضة للنظام.

  22. وما بال كسل وبيع ذمم المثقفين السودانيين امثال عبدالوهاب الأفندي والباز واحمد البلال الطيب …بالله موش أسامي تطمم البطن …آسف يا جماعة الماكل لحمة قريب إعفي لي ..

  23. ياالافندي،
    تبا لك ايها المءافون البائس ، الشعب السوداني لا يخرج لكي يجرب حظه بل ليسقط دكتاتوريات ، هل بلغت بك الوقاحةوالحط من قدر الشعب وتصفه بانه خرج ليجرب حظة ، تبا لك ايها الكوز الوقح .
    ثورة حتي النصر…..

  24. وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي” “وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا

    وَما استَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ” “إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُمْ رِكابا

    هذه الأبيات من رائعة أمير الشعراء أحمد شوقي (سلو قلبي)، وهي تعبر بصدق عن حال الشعب السوداني اليوم، حيث نجد أن السودانيين لم يجمعوا في تاريخهم الطويل كما أجمعوا الآن على كراهة هذا النظام وتمني زواله قبل شروق شمس الغد. ولكن هذه الأمنيات النبيلة يجب أن لا تبقى حبيسة جدران الصدفة، ولا يجب أن ننتظر من يحقق لنا آمالنا وأشواقنا في نظام ديموقراطي يعدل في القضية ويحكم بالسوية. لقد تكالب المخذلون على هذا الشعب الأبي من كل حدب وصوب، وتداعوا عليه كما تتداعي الأكلة حول قصعتها، ليس من قلة كارهي النظام وإنما لأنهم على كثرتهم غثاء كغثاء السيل. لقد ظهر التآمر على ثورة الشعب من أناس كنا نظنهم من الأخيار، خانوا الشعب وخانوا ثورته وتنكروا له أشد النكران من أجل مصالحهم الشخصية وأنانيتهم الضيقة، بين من استحل القتل واستباح الدماء ليبقى في السلطة ومن سكت مقتدياً بشيطان أخرس، وكلهم في الجريمة سواء.
    لقد آن لهذا الشعب أن يثور ثورة عارمة ليس على البشير فقط وإنما عليه وعلى أعوانه إخوان الشياطين وعلى الصادق المهدي وعلى الميرغني والترابي وكل رموز الفشل الذريع الذين أوردوا بلادنا العزيزة الكريمة كل موارد التهكلة والذل والهوان.
    أملنا في شبابنا الواعي الباسل، نريدهم أن يكون الإقدام لهم ركاباً، ولن يستعصي عليهم منال، لا نريدهم أن يركتوا إلى التمني، وقد علموا كل الخونة والمخذلين الذين لا هم لهم إلا أن يأكلوا ويبعروا كما تبعر الحمير. نريد أن نعيد لوطننا الحرية والعزة والكرامة، ولن يتأتى ذلك إلا إذا تمردنا على الديكتوتاريات الطاغية والطائفية الجاهلة والعنصرية البغيضة. يقول البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والأمم المتحدة أن الفقر في السودان من صنع البشر. ليتهم قالوا من صنع الكلاب لأن من فعلوا بالسودان كل هذه الأفاعيل لا يستحقون كلمة بشر.
    لن يداخلنا اليأس، ولن تخذلنا أقوال المبطلين من أهل النظام ومن قادة الأحزاب الخونةالأنجاس الذين باعوا دماء الشباب بثمن بخس دراهم معدودة. ستستمر ثورتنا وسيستمر تمردنا على كل طاغية سواء تدثر بثياب الدين أو ادعى قدسية وشرف ليعبد من دون الله، ويطاع من دون الله. نعم سنستمر وسنظل على الدرب الذي تعطر بدماء شهدائنا الأكارم، وإن لم نستمر نحن أهل هذا الجيل فسيأتي من بعدنا جيل يرفع لواء الثورة وينتصر للحرية والعدل والمساواة والعزة والكرامة. وأمتثل قول أمير الشعراء:

    فَعَلِّمْ ما استَطَعتَ لَعَلَّ جيلاً” “سَيَأتي يُحدِثُ العَجَبَ العُجابا

    وَلا تُرهِقْ شَبابَ الحَيِّ يَأسًا” “فَإِنَّ اليَأسَ يَختَرِمُ الشَبابا

    ا

  25. يادكتور أولاً كل عام ونت بخير والسودان في احسن حال …
    نتمنى ان يكون الرئيس عاد من الحج تائب وزاهد في السلطة….

  26. دائماً أجد نفسى مع خيار التغيير السلمى للسلطه وليس لخيار العنف والدخول في دوامة الفوضى وسيناريوهات سوريا والصومال –
    للاسف معظم معلقى الراكوبه وخصوصا المقيمين في الخارج لايهمهم سقوط الضحايا والجرحى من ابناء الشعب السودانى ويريدون أن تسيل الدماء للركب ويأتو هم محمولون على فارهات الطائرات ليحكمو ماتبقى من السودانيين ! عجبى !! إذا كنتم حريصين على سقوط هذا النظام لماذا لم تقومو بتأسيس قناه فضائيه تتحدث بإسم القوى المعارضه ؟ لماذا لم تشكلو تنظيمات ومجموعات ضغط في الدول التى تقطنون فيها وفيكم من يتولى مناصب مرموقه ؟ هل هذا هو النضال ؟ الا يكفينا مانعانيه في السودان من غلاء وجوع ومرض وأضطهاد من هذا النظام لتأتو أنتم وتقرروا أنه لاذهاب لهذا النظام الا بالعنف والمواجهه المسلحه – ماهذه الانانيه ؟!

  27. سواء تاب ام لم يتب فهو لن يستطيع الا المشي علي نفس الدرب الذى هو فيه لانه ببساطة ليس وحده. الوضوع خرج عن السيطرة مثل افلاا المافيا . . لكن السئ انه الناس خافت علي عيالها الذين سيموتون حتما ولكن بالجوع. . .

  28. السلام عليكم ورحمة الله ,, بكل تأكيد مقال بروفيسور عبد الوهاب الأفندي لا يمكن أن يكتبه شخص عاش في السودان خلال الفترة من 23/9-27/9/2013 , حالة الغبن وصلت عند السودانيين مرحلة لا نريد أن نسمع فيها أخبار عن توبة الرئيس ولا عن الهدنة واجازة الثورة ,, غضبة الشعب الكبرى قادمة , المسؤولون يعرفون ذلك أصبحوا يخاطبون الجماهير من وراء حجاب في مؤتمرات مقفولة ومن مكاتبهم كما حدث في تهاني العيد , الشعب لا يريد أ، يسمع ولا يريد أن يقرأ ,, ببساطة الشعب يريد إسقاط النظام .

  29. بمناسبة التوبة من المعلوم الانسان يعمل ذنوب في بلده ثم. ياتي مكة ويسال الله ان يغفر له اما هؤلاء استباحوا اكل اموال الاوقاف وفي حج هذا العام ناس بسطاء دفعوا 22مليون وعندمااراد الذهاب لجدة قالت لهم البعثة ما عندكم سكن واسكنوا على حسابكم ولو عايزين تتسوقوا في جدة اجروا مواصلات على حيسابكم واعرف من هؤلاء نساء كبار في السن ماذا تنتظر من ناس يسمسرون في الحج وفي ركن من اركان الاسلام وهذا الكلام من احدى جاراتنا الموجودة في مكة الان ههل هؤلاء يقبل الله منهم توبة وقد قال تعالى ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم ارجعوا الي صوابكم وردوا المظالم من قبل ان يأتيكم يوم لا مرد له من الله؟؟؟؟

  30. كنت أحسبك يا دكتور من التائبين و لكن يبدو أن بني كوز كالحرباء !!!! بألف لون
    كيف تجرؤ يا دكتور و تشمت في شعبك و تجاري أولاد بمبة و العربان لترسيخ الصورة النمطية السلبية عن شعبنا العظيم!!!!
    و لكن لا عجب في ذلك فشيخكم قد رباكم على عض أيادي شعب اقتطع من قوته لتنالوا الدرجات العلمية فكافأتموه بالسخرية و اهانته أمام الغرباء!!!!!

  31. السؤال الموجهه الى الدكتور (المحسوب على الاسلاميين) …
    هل هي دعوة للتسامح مع من اعملوا في البلاد نهباً وخراباً ودماراً وفساداً ثم سفكوا للدماء ؟؟؟!!!!!
    وعفا الله عما سلف هكذا ببساطة ؟؟!!!!…
    التسامح اذا كان لحد العبط دا زي ماوصفت يبقى تخازل وليس تسامح!!!!!!
    والسودانيون وتسامحهم ليس بهذا الشكل الذي وصفت ….
    ماذا سنقول للشهداء الذين سقطوا فحملونا الامانة من بعدهم لمواصلة مسيرة احقاق الحق دحر الظلم والطغاة من بعدهم ؟؟؟؟؟!!!!!!!
    بل ماذا عندما سنقول عندما نقف بين يدي رب العالمين عزوجل ونحن ولم نقتص لهؤلاء من المجرمين و (تسامحنا) معهم … هؤلاء الذين سفكوا الدماء البريئة وقتلوا الانفس بغير حق ؟؟؟؟؟!!!!!!!…

    القصاص …. الفصاص حتى يكونوا وعبرة لم لايعتبر
    ( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )

  32. ربما يترك المبيد خصلة الإفساد الأرض إذا ألغيت المحكمة الجنائية التي يخشاها أكثر من خشيته خالقه الذي يتعبده بسفك دماء عباده.

  33. شعب غريب يتكلم أكثر مما يعمل
    شعب يصعب قيادته و توجيهه لأن كل واحد يفتكر أنو بيفهم كل حاجة
    شعب يفتكر أنو شجاع وكريم ولا يكذب ولكنه لا يعرف أنه جبان ويجرى وراء مصالحة الخاصة وضعيف الشخصية،أسوأ أنسان هو الذي لا يدري ولا يدري أنه لايدري
    عمر البشير باق في السلطة لسببين أولا لن يستطيع شعب بهذه المواصفات تحمل فاتورة التغيير والسبب التاني أن وجوده يخدم مصالح وخطط القوى الغربية وما ادل على ذلك غير القرار الغريب الذي صدر من القادة الافارقة بأن لا يحاسب رئيس أفريقي في المحكمة الجنائية وهو على هرم السلطة يعني بالعربي يا عمر البشير الضامن الوحيد لك هو البقاء في السلطة لكن إذا تركتها مصيرك لاهاي .

  34. “لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”

    *د. عبدالوهاب الأفندي : مقال بالراكوبة بتاريخ 10-08-2013 ، تحت عنوان :
    “البشير إختار أشخاص إما نكرات وإمعات، وإما هم يمثلون وجه النظام ?الأقبح?..اصلاح الحزب لايمكن الا بتدخل الجيش والأمن” : “السقوط الثاني للإنقاذ : عندما ?يحاسب? المفسدون المصلحين في السودان” :

     غازلت فيه الإصلاحين قائلاً :
    [وهنا لا بد أن أعبر عن تحفظاتي على منهج ?إصلاحيي? الحزب الحاكم، وعلى رأسهم د. غازي صلاح الدين. فأنا لا أشك في إخلاصهم وحسن نياتهم، ولكن السعي لإصلاح نظام فاسد من قمته، ومن داخل هذا النظام، هو أشبه بالحرث في البحر.]
     و نصيحتك الغالية لهم :
    [ولعل في القرار الذي اتخذ ضد ?الإصلاحيين? تمهيداً على الأرجح لطردهم من الحزب، ما يفرض على هؤلاء حسم خياراتهم، والانضمام إلى بقية طوائف الشعب في معارضة هذا النظام والعمل على إسقاطه]

    و كان شاكوش (إستخدمت مصطلح سوداني لأجل حصر الموضوع داخل الحوش) الإصلاحيين لك :

    [تصريح الإصلاحي دكتور أسامة توفيق عضو منصة (على نغمة منصة رابعة) سائحون : (نحن في السائحين والإصلاح لا نريد إسقاط النظام بل إصلاحه من الداخل)] الراكوبة بتاريخ 10-12-2013

    لماذا لم تعلق على خذلان غازي و الإصلاحيين لك بعد يومين فقط من تملقك الرخيص لك ! ماذا جنيت من تملقك لمتفرخات تنظيمك القديم ، غير عذاب الروح المتقلقلة في برزخهم .

    إشارتك في الفقرة (1) عن تندر العرب على كسل السودانيين ، فيها خبث قد تمرست عليه ، و ربما هذا عائد من أجواءك المحيطة (بهيكل معبد) عبد الباري عطوان (الكاهن المرفود من قدسك العربية) ، و كان الأجدر بك أن تتمسك بكاهنك الأصلى القديم (د. الترابي) .
    ربيعك العربي الذي تتفاخر به (إنكشفت نومته) ، في مصر و تونس ، و ليبيا ، (و إن كانت مصر قد إستفاقت و حدد شعبها مصيره ، و تونس على الأعتاب إن شاء الله) ، فإن المظاهرات الشعبية السودانية (سبتمبر) ، قد فتحت إذهان الإعلام العربي و أطلقت العنان لكتابه في شأن الحراك الثوري السوداني ، و فتح أبواب جهنم على نظامك و ذيوله (سائحون ، إصلاحيون ، سائرون أو أي مسميات قد يبتدعها شيطانهم) .
    ممارسات نظام الإنقاذ ضد الشعب السوداني قد فاقت أي تصور يمكن أن يتخيله إنسان (ضرب تحت الحزام) .
    إن كنت لا تدري ، غالب الشعب السوداني ، يقتات وجبة واحدة في اليوم (أو ما يسمى بوجبة) ، و الوجبة الرئيسية يوم الجمعة (تكافل إجتماعي) .

    و عيدنا كان حزيناً (إن كنت لا تعرف لماذا ، فأبحث في النت خارج معابدك التي ترتزق منها) ، و لعلمك معظم السودانيين يتناقلون أو يعرفون أخبار البلد من النت (لمن توفر له) أو في المناسبات الإجتماعية و البكيات (المآتم) ، و ما أكثرها في هذا العيد .
    نظامك و أذنابه فقد شرعيته ، و شعبنا سينتصر إن شاء الله ، شئت أم أبيت ، و قد وضح لك عدد كبير جداً من الكتاب و القراء (التعليقات و المداخلات) ، بأن ألاعيبك و خداعك مكشوفة ن و بينوا لك طريق التوبة ، الذي ما زلت تحاول الإلتفاف حوله .
    و لا يغرنك تجاهل الناس لك في بعض الأحيان و تحسب إنك قد نجحت في ضلالاتك ، فالأمر كما ذكرت إن موضوعك ممجوج مفضوح و أصبح غير ذي بال و الناس في أمورٍ أهم !!!
    التفاصيل أكثر لكني أعف عن ذكرها لحفظ ماء وجهنا ، و كفاك تضليل و دجل و أبعد تنظيراتك عن شعب السودان ، و اسأل من حولك : لماذا يحب السودانيين كتاب عرب أمثال عبد الرحمن الراشد (و غيره كثيريين) الذين أنصفوا الشعب السوداني في كفاحهم ضد نظام الإنقاذ .
    (شئت أم أبيت ، الشعب السوداني بوصلته سليمة و يعرف الصالح من الطالح) ، و لا ترتزق (مقالاتك الاسبوعية بالقدس العربية و غيرها) على حساب تبخيس شعبنا .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..