الثورة السودانية ..وفزّاعة الربيع العربي

بسم الله الرحمن الرحيم
ضمن ما يعتور الثورة السودانية من نقائص ويضع العقبات في طريقها..فرضيات استحالت إلى مسلمات في أذهان البعض ..إما نتيجة عدم التدقيق .. أو من زاوية تكتيكات النظام لتثبيط همم معارضيه.. ومن أهم هذه الفرضيات والعوامل ..الموقف من مآلات الربيع العربي..والإشكالات التي واجهت الدول التي شملتها هذه الموجة. فقد أدى وضع الدول التي تأثرت به في سلة واحدة ..إما من قبيل قلة التدقيق من الحادبين ..أو من قبيل تكتيكات النظام لجعله فزاعة لأفراد الشعب للركون والرضا عن الغنيمة بالإياب..فيكون في ظل هذا التخوف..جحيم النظام جنة نسبية .. ويُصاح أن ليس في الإمكان أبدع مما كان.
ونحن هنا لا نود التقليل من حجم الإحباط الذي أصاب من توقعوا سقفاً عالياً لمنجزات الثورات المحمودة ضد أنظمة القمع والتي تحسب لثوارها..ولا حجم الدماء التي أسيلت هدراً ..ولكننا ندعو إلى التثبت ودقة النظر إلى الأحوال في كل دولة على حدة لنصل إلى النتائج الصحيحة..دونما استسلام لإحباط أو انخداع بتوهم الرحمة في نظام وضع سوراً بينه وبينها. ولنبدأ بطرح سؤال جوهري هو..هل ما أصاب هذه الدول ..هو من جراء الثورات وإزاحة أنظمة القمع ؟ وهل تصنف الدول وما اعتراها بتوصيف أوحد ؟
أجيب بكل وضوح بالنفي..وأدعو هنا إلى التدقيق لنصل إلى أن هذه الدول يمكن تقسيمها إلى ثلاث نماذج هي :
مصر..وما حدث فيها نتاج لصراع تاريخي بين الجيش..الذي ظل منسوبوه يشكلون الحكام منذ الثورة المصرية 1952 .. بدءاً من محمد نجيب وناصر مروراً بالسادات ومبارك ..وانتهاءً بالسيسي من جهة..وحركة الإخوان المسلمين من جهة أخرى..وليس هنا مجال تسجيل مراحل الصراع وأشكاله ..ولكن كل الفترات تتفق فى وجود فترة حدث فيها تقارب أو هدنة بين الجماعة والنظام ثم المفارقة الدموية ..ولم يحن بعد تسجيل النتيجة النهائية للمرحلة الحالية.. ما يعني أن الثورة نفسها لم تكن السبب في ما حدث..ولكن تعجل الاخوان في التمكين واستغلال الجيش للرفض الشعبى لهذا التوجه جعل الشعب يرضى بأهون الشرين إن صحت التسمية
اليمن وما بدأ في سوريا..وقد كان للصراع الطائفي والإقليمي والدولي الدور الأبرز في ويلاتها..وهذه العوامل ما زالت فعلاً يوميا نتابعه في نشرات الأنباء..ومجدداً نقول أن ما أصابها ليس من فعل الثورة
ليبيا وهي .حالة لا لعبت الأطماع الدولية دورها وما زالت..فرغم تقديرنا لتضحيات الثوار الذين أزالوا نظاماً قمعياً..إلا أن دور الناتو في إزالة الدولة ..كان له آثره ..وقد وجدت كريت ما فعلته في القرض في جلدها..وهو أحد أسرار لعبة التوازنات في سوريا..
أما النموذج التونسي ..فهو النموذج المشرق الذي يجب اتباعه.. لوضعه لبنات دولة حرة ديمقراطية على إرث من التقدم العلمي والتنظيمي.
مما سبق نخلص إلى أن الثورات بريئة من دماء أبرياء هذه الدول وحروبها..وإنما الصراعات الدولية والإقليمية والطائفية ..إضافة إلى عدم تنازل الجيش المصري عن إمتياز إدارة 25% من الاقتصاد المصري أسباب مباشرة لهذا الواقع
لذا فلا ينبغي الركون إلى ما يراد لنا من تفادي الثورة ليُسَرُ النظام ويتبجح رموزه بالحكم الأبدي..خوف الحروب ..خاصة مع ملاحظة الجانب الأخلاقي في اعتبار الحروب حروباً فقط عندما تطرق بوابات مدن غير مناطق الهامش المكتوية بها.
أما عن داعش وتواجده..فهو إنما اتخذ اسماً جديداً ..لكن تمدد السلفية الجهادية ..يضرب كل العالم ..وليس دول الربيع العربي وحدها.
[email][email protected][/email]