سيدة اسمها سهام ….. يا معتصماه..!ا

تراســـيم..
سيدة اسمها سهام ….. يا معتصماه!!
عبد الباقي الظافر
سهام قصة روتها الزميلة السوداني.. سيدة من بنات هذا الوطن.. ابتليت فصبرت.. هجرها الزوج ومعها أربعة من الزغب الصغار.. ضاقت بها الدنيا فاتخذت من بيت الله مسكناً.. لجنة المسجد تطردها في سبيل توفير سكن لمواطن آخر.. ترفض أن تبيع شرفها في الزمن الصعب وتخرج تحمل طفلاً رضيعاً إلى سوق الله أكبر.. حافظت على شرفها ولكن وجدت الأشرار يغتصبون صغارها.. أخيراً جلست سهام في بيت متهاوٍ في انتظار أقدار الله.. بالطبع لم يسمع ولاة أمورنا بمثل هذه المأسي. وقصة أخرى يرويها صحافي.. شقيقة هذا الصحافي مر بها ظرف اجتماعي عارض.. سافر زوجها إلى ما وراء البحر المالح بحثاً عن فرصة عمل بعد أن ضاقت البلاد بأهلها.. الشقيقة استنجدت بالشقيق.. وبعد حين يكتشف الصحافي أن مساعداته التي اقتطعها من اللحم الحي ذهبت مخصصات للشغالة الإثيوبية. تذكرت بين الروايتين أستاذنا الشامخ البرفسور محمد هاشم عوض.. أستاذنا محمد هاشم درسنا في السنة الأولى بكلية الاقتصاد مأزق زيادة الدخل.. النظرية تقول إن انخفاض الدخل لا يوازيه انخفاض مماثل في المصروفات.. بمعنى أن الناس لن تتنازل عن الرفاه المكتسب وإن انخفضت دخولهم.. هنا يكمن مأزق الإنقاذ. قبل سنوات قليلة كان وجود عربة ملاكي أمام أحد المنازل الشعبية أمراً يثير الانتباه.. وإذا تحدث مواطن في المواصلات العامة من هاتف محمول تشخص فيه الأبصار احتجاجاً على هذا الترف الرأسمالي.. طفرة البترول التي امتدت لسنوات قلائل غيرت احوالنا.. السودانيون الآن ليسوا في استعداد للتعايش مع الفقر. الحكومة الآن تبتسم عندما تسمع جمعيات المجتمع المدني تطالب بالإضراب عن أكل اللحوم بأنواعها.. الحكومة تريد أن تحمل التجار الأزمة ومن ثم تعاقب الشعب باعتباره قد استجاب لابتزاز البقالين والقصابين.. والحقيقة أن ارتفاع الأسعار سببه الندرة وتغير نمط الحياة.. اندفاع الناس من الريف إلى البندر غير كثيراً من المعادلات.. ترك المواطنون الزراعة والرعي وانصرفوا لحياة المدن الاستهلاكية.. زيادة الإنتاج تمثل الحل الوحيد غير المتاح حالياً. الوقائع تقول: إن حكومتنا فقد نحو تسعين بالمائة من عائدات العملة الأجنبية بسبب انفصال الجنوب.. في مدة الانتقال كان المطلوب من الحكومة أن تستقطب مساعدات أجنبية واستثمارات خارجية.. المساعدات مرتبطة بحسن السمعة العالمية.. مثلا إعفاء الديون يتطلب تخفيض الإنفاق العسكري.. حكومتنا تؤكد رفضها لمبدأ أي تسوية سلمية مع من رفع السلاح في وجهها.. ثم تطرد المستثمرين الأجانب برفعها لمستوى التعبئة.. لا يوجد رجل أعمال مسؤول يمكنه أن ينفق ماله في منشآت يمكن أن تلتهمها نار الحرب. صحيح أن صناعة عدو خارجي يوحد الناس لبعض الوقت.. وأن مناخ الاستهداف يجعل الشعب يستنشق ريح الحرب ويؤازر حكومته.. ولكن في مثل حالتنا التغيير سيفرضه البؤساء والمحرومون أمثال سهام.. الحكومة ستهددها ثورة الجياع. حكومة تجيد استفزاز الشعب.. الحكومة تتبرع بمليوني دولار لإغاثة الصومال والهلال الأحمرالسوداني يطلب من العالم إعانته بخمسة مليون فرنك سويسري لإغاثة الشعب في الجنوب الجديد. هل مثل هذه الحكومة تصدق أن من بين شعبها سيده اسمها سهام.
التيار
كلامك ده كلو عارفنو ….الحل شنو؟
ربط المقدمة بالموضوع مثل ربط ( الدسكي ) في طرف ( بكسي )