لماذا الضرب علي هذا الوتر يا صديق أمبدة ؟ا

لماذا الضرب علي هذا الوتر يا صديق أمبدة ؟

رشيد خالد إدريس موسي
[email protected]

في مقاله الإنقاذ : من العقيدة إلي القبيلة , صب الدكتور/ صديق أمبدة جام غضبه و شن هجوماً كاسحاً علي نظام الإنقاذ الحاكم , و حمله وزر ما تعانيه البلد من مشكلات أدت إلي هذا الصراع الذي تحول إلي صراع مسلح كما نراه. أفاد صديق أمبدة , أن الإنقاذ و من أجل التمكين Empowerment قد إنتقلت من العقيدة إلي القبيلة, وذلك بهدف الإحتماء بالقبيلة , لكي يدوم لها هذا التمكين. و كأنها تعيد بهذا الفعل, سيناريو أواخر عهد المهدية , كما يفيدنا التاريخ الحديث.
لست مادحاً و لا قادحاً في هذا النظام الحاكم. و لست من الذين يرون الغابة و لا يرون الشجر. و لا من الذين ينظرون إلي الأمور من منظور, أبيض أو أسود. هذه مشكلة البعض في بلادنا . هؤلاء الذين لا يؤمنون بنسبية الأمور, بل يحبون أن يروا الأمور من منظور ما يعشقونه و ما يخالونه صواباً دون إعمال الفكر في المسألة ( يا دة … يا دة / يا معانا … يا ضدنا / أمسك لي و أقطع ليك , نحنا أحسن ناس / ما في زول زينا و هكذا ). هذا تفكير رغائبي , لا يؤدي إلي شئي مفيد غير إشباع لحظي Euphoria. لا تدار أمور السياسة علي هذا النحو, بل تدار بالحكمة و بعد النظر. و ما آفتنا في هذا البلد, إلا هذه الثنائية البغيضة, التي نشأت في أواخر عهد المهدية, و هي حكاية ( أولاد البحر و أولاد الغرب ) و ما أدت إليه من نتائج, بسبب خطل تلك السياسة. هذه سياسة, يريد البعض أن يعيد إنتاجها و يلبسها ثوباً قشيباً, و ذلك عن طريق تصوير الصراع الذي يدور و كأنه صراع بين أبناء الشمالية و بين بقية أبناء السودان, و كأن أبناء الشمالية يؤازرون هذا النظام الحاكم دون غيرهم و لأجل مصلحتهم , كما إدعي صديق أمبدة , بقوله , حتي أم درمان التي تعد بوتقة إنصهرت فيها كل أعراق السودان و كانت ترفد البلد بالقياديين للخدمة المدنية , بحكم ريادتها في التعليم , يدعي أنها إنضمت إلي ركب القادحين في النظام الحاكم. في هذا القول خطأ بالغ و ضرر علي السلام الإجتماعي و الوحدة الوطنية. إني أربأ بالمتعلمين و حملة القلم, أن يسلكوا مثل هذا السلوك, فهو لن يجلب لنا شئي غير المتاعب.
يقول الدكتور / صديق أمبدة , و هو إقتصادي و أستاذ جامعي ( أن أهل الشمالية مواطنون يستحقون الخدمات مثل كل المواطنين. لكن الظلم بالمساواة عدل. فأين الجدوي و أين الحساسية السياسية, أم هي خيارات المتعلمين و الأفندية لقضاء عطلة العيد مع خالاتهم و حبوباتهم). من يقرأ هذا القول, يعتقد أن الشمالية, إقليم خال من السكان و أن بيوته مهجورة, اللهم إلا من بعض النسوة العجائز, اللائي يقمن في العقاب, لزوم زجر الطير و ( شيل الفاتحة ) , و يزورهم في مواسم الأعياد و الإجازات بنيهم, ثم يعودون إلي العاصمة و غيره من مدن الإغتراب. أوليست هذه دعوة صريحة إلي العنصرية ؟
يعلم الدكتور / صديق أمبدة, أن من أبجديات تحقيق التنمية في أي مجتمع , هو توفر البنية التحتية , و منها شبكة الطرق. و معلوم, أن بلادنا تفتقر إلي هذه البنية التحتية اللازمة للتحول التنموي, و هو الأمر الذي أعاق الجهود التي بذلت لإحداث هذا التحول التنموي, و ما أمر المستثمرين الذين صرفوا النظر عن الإستثمار في البلد ببعيد, إذ لا تملك بلادنا, بعض المقومات التي تشجع علي الإستثمار. و يعلم صديق أمبدة , ماذا تعني إقتصاديات الطرق لبلد مثل السودان. هذا البلد الواسع و المترامي الأطراف. كم يبلغ ثمن جوال الفول أو البلح و الذي ينقل باللواري عبر الصحراء, حتي يصل سوق الفاشر ؟ و كم يبلغ ثمن الخروف أو جوال العطرون, حتي يصل الشمالية من دارفور ؟ و كم يبلغ الهدر الذي يحدث للوقود و قطع غيار السيارات و هي تصارع رمال الصحراء و الوحل ؟ و كم يضيع من الوقت و الجهد للعاملين و المسافرين , جراء الرحلات الشاقة ؟ و لماذا تظل بعض أجزاء البلد مشلولة و معزولة عن بعضها, بسبب رداءة الطرق ؟ هل توفرتم علي إعداد دراسة عن هذه المسألة, بحكم عملكم في الجامعة ؟
نعم يستحق أهل الشمالية أن يعبد لهم هذا الطريق , الذي تم بعد جهد جهيد و زمن طويل و أضيفت جزء من تكلفته إلي أعباء المغترب, إبن الشمالية, تحت بند ( شريان الشمال ), بل حملت جزء من هذه التكلفة علي السيارات العابرة, فارتفعت تبعاً لذلك تكلفة الترحيل. هم يحتاجون أن يعبد لهم هذا الطريق, مثل غيرهم . لقد صبر أهل الشمالية طويلاً و هم يصارعون رمال الصحراء, منذ إفتتاح هذا الطريق الترابي في عام 1946م ( طريق دنقلا ? أم درمان ) . و قد عانوا الأمرين في سبيل الإنتقال من مكان لآخر, و بالذات في السنين الأخيرة, أي بعد توقف رحلات النقل النهري بين دنقلا و كريمة في أوائل الثمانينات. كم من الناس تاهوا وماتوا عطشاً ؟ و كم قضوا بسبب إنقلاب اللواري و البكاسي ؟ إنها لمأساة, بل وصمة عار أن يظل المواطن يصارع رمال الصحراء و هو يحمل هم السفر. من الأحداث المؤلمة و المحزنة و التي لا تنسي, ما حدث لبعض أهلنا, أيام عيد الأضحي من عام 1993م , إذ تاه أربعة من الرجال و هم يستغلون بوكسي , في طريقهم من الدبة إلي دنقلا العرضي. و هذه مسافة ليست بالطويلة. لكن حدث أن إختلط الأمر علي السائق و هو يقود البوكسي في الليل, في منطقة الباجا, و هي منطقة كانت تشتهر بالوحل و تعدد المسارات, إضافة إلي أنوار تنبعث فجأة و لا يعلم المسافرين مصدرها و تؤدي إلي التشويش علي السائقين في بعض الأحيان ( أبوفانوس ) كما يقول بعض السائقين. إتجه السائق جنوباً, أي عكس مساره و سار لمسافة طويلة, ثم إتجه غرباً, حتي دخل صحراء شمال كردفان و صار يسير طوال الليل حتي صباح اليوم التالي, إلي أن نفد وقودهم. و من ثم ترجلوا عن البوكسي و مشوا لمسافة طويلة, حتي أعياهم العطش و طول المسير, فكان أن جلسوا في إنتظار مصيرهم. كتب أحدهم ما حدث لهم, بجانب وصيته ووضعها في طرفه. و عندما شك الأهل في أمر هؤلاء الناس الذين غابوا عن العيد في البلد, خرجوا في عدة بكاسي يبحثون عنهم و تعقبوهم لمسافة طويلة, و عثروا عليهم, إذ وجدوا ثلاثة منهم و قد ماتوا و تحللت جثثهم, و قد تعذر نقلهم, فكان أن صلوا عليهم و ستروهم في مكانهم, ثم أهالوا عليهم الرمال !. أما رابعهم و هو الشاب اليافع ( عمر برناوي ) , فقد فارقهم و سار لوحده , مسافة طويلة, حتي أعياه العطش و المسير. وجدوه في الرمق الأخير, فنقلوه إلي البلد. لكنه توفي فور إدخاله المستشفي. و حادث أخر, وقع في نفس تلك السنة , و هو أن سبعة من قيادات العمل العام في دنقلا, تاهوا في طريق دنقلا ? كريمة بشرق النيل و ماتوا عطشاً و هم في طريقهم لمهمة رسمية في الخرطوم. فقدت الحكومة في دنقلا خيرة موظفيها بسبب ذلك الحادث المشئوم. هذان مثالين من عشرات الحوادث التي وقعت في هذا الطريق الصحراوي. هل كتب علي أهلنا الشقاء و أن يموتوا عطشاً و أن تهدر كرامتهم ؟
أهل الشمالية جزء من هذا السودان, أياً كان اللون الذي يحملونه و يستحقون أن تقدم لهم الخدمات مثل غيرهم من المواطنين. و قد صبر أهل الشمالية حتي جاء دورهم. لم يعترض أهل الشمالية , عندما شيدت الطرق في مناطق أخري, بدعوي أنها مناطق إنتاج و كأن الشمالية لا تنتج غير البرسيم. و لم يثوروا حين ضربهم الجفاف في منتصف الثمانينات الماضية, و إحترقت الجنائن و الحواشات بفعل العطش, بسبب إنعدام الجازولين الذي تدار به الوابورات. لم يطالبوا بالتعويض عن الأضرار التي لحقتهم , مثلما حدث للماشية التي نفقت في غرب البلاد لذات السبب. و قد وقفت علي التعويض الذي قدم, و كنت أعمل وقتها مفتشاً للتخطيط بالثروة الحيوانية. لقد شمر الأهلين عن ساعد الجد و حفروا الآبار الإرتوازية داخل الحواشات, لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. تم هذا بالعون الذاتي. هذا في الوقت الذي أنشأت فيه تلك الحكومة وزارتين للإغاثة و النازحين, لزوم المحاصصة السياسية!.
لم يثور أهل الشمالية حين داهمهم النيل و علي حين غرة و فاض فيضاناً عالياً في عام 1988م , و لم يشهدوا له مثيلاً, بعد عام 1946م ( سنة التساب ) كما يقول المعاصرون. لقد أغرق النيل البلد و دمر البيوت العامرة و الحواشات و الجنائن و أتلف محصولهم. لم يتضايقوا, بل عملوا علي صد مياه النيل, بما وسعتهم الحيلة. و بعد أن إنحسرت مياه النيل, زارهم مسئول في مجلس رأس الدولة, قدم علي متن هيليوكوبتر. لم يقدم لهم ذلك المسئول شئي, فقط إكتفي بمخاطبة عواطفهم, إذ قال لهم ( الفطور الأكلنا معاكم دة , في ناس ما لاقين زيه )! ضحك الناس يومها و قالوا ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان. و صاحوا ( لسنا في حاجة إلي البسكويت… لسنا في حاجة إلي لبن البودرة… لن نقبل الإغاثة … الإغاثة تجيب المحقة ) . و صاحوا: نطالب بتوفير الجازولين لإدارة الوابورات لكي نزرع القمح و لنأكله و لنعلف بقراتنا لكي نشرب اللبن, بدل البسكويت و لبن البودرة…. نطالب بإلغاء الضريبة أو تخفيضها لهذا العام بسبب الخسائر التي لحقت بمحصولنا. لم يعدهم ذلك المسئول بشئي و لم يقدم لهم شئي, بل إستغل طائرته و طار ( فرررررر) و عاد أدراجه إلي ( أم در). ترك الجماعة خلفه يعيشون بؤسهم و يمسحون أجسادهم بالجازولين لطرد البعوض في الليل. و في الصبح يكابدون لتعمير ما خرب من بيوت و جنائن بمجهودهم الذاتي و لينتظروا أربعة سنين قادمات, حتي تثمر شجرة النخيل التي غرسوها.
لقد حدثت هذه الكارثة, أي الغرق مرتين بعد ذلك, أي في عام 1994م و في عام 1999م. و في كل مرة كان الفيضان يدمر و يتلف ما بناه الأهلين. لكن كان عزاءهم هو الصمود في وجه المحنة, و هم في ذلك مثل طائر الفينيق الذي يحترق فيقوم من الرماد. و إن كان هناك حسنة لهذا الخزان الذي أقيم في مروي, هي تأمين المناطق المنخفضة من خطر الفيضانات.
ماذا تعني الحساسية السياسية ؟ أوليست هي الإحساس بآلام المواطن و العمل علي حلها ؟ أوليست هذه من أوجب واجبات الحكومة نحو مواطنيها ؟ أم تعني الحساسية السياسية, الجلوس تحت قبة البرلمان و تدبيخ الخطب السياسية و إقالة هذه الحكومة و تشكيل تلك.
هذا هو مواطن الشمالية, الذي يدعي البعض أنه مواطن مدلل من قبل الحكومة, و إنه يذهب لأرض الأجداد في مواسم الأعياد و الإجازات لتغيير الجو و السلام علي الحبوبات و الخالات و الرطين معهن و ( أخد العفو ) منهن .
فيا أهلنا في كل مكان. يا ناس فوق و يا ناس الصعيد و يا ناس الشرق و الغرب و يا ناس ( أكومة جديد) في الجنوب داك الكان زعلان. هذا هو حالنا, و هو حال بائس, بؤس هذه الحكومات الفاشلة و العاجزة, التي أدارت البلد منذ الإستقلال, في حين أن بعض من يقومون علي أمرها لا يملكون من قدرات رجل الدولة شئي غير الكلام و تنميقه. هل سنظل ندور في هذه الحلقة المفرغة , أم نعمل علي الوصول إلي كلمة سواء , من أجل مصلحة هذا البلد ؟
يقول دكتور / صديق أمبدة في نهاية مقاله ( إن رياح التغيير لا تستشير الحكام عند هبوبها ( و ليس لها جرس منبه كما إتضح مؤخراً ) وفي “عتارها” الكاسح قد تسد كل المنافذ حتي طريق دنقلا ? أرقين ) . نعم تكتسح رياح التغيير كل شئي أمامها عند هبوبها. و التغيير سيأتي عاجلاً أم آجلاً , فقد ذهبت نظم سادت قبل هذا النظام ثم بادت و لكل أجل كتاب. لكن ماهو الداعي للإشارة إلي طريق دنقلا ? أرقين تحديداً ؟ أوليست هذه دعوة صريحة لتأجيج نيران العنصرية البغيضة و إعادة سيناريو أواخر عهد المهدية ؟ إني أربأ بأستاذ جامعي, أن يقول مثل هذا القول. أسأل الله أن يهدينا سواء السبيل و لما فيه خير بلدنا و أن يقيل عثراتنا و ان يحفظ بلدنا من كل شر. أنه سميع مجيب الدعاء.

تعليق واحد

  1. 1)
    هذا ما ورد فوق في مقالك:

    "من يقرأ هذا القول, يعتقد أن الشمالية, إقليم خال من السكان و أن بيوته مهجورة, اللهم إلا من بعض النسوة العجائز, اللائي يقمن في العقاب,"

    بس كدى أقرأ الكلام دا منقول حرفيا من مقالك السابق في الراكوبة:

    "هذه الأحداث التي عاشتها بلادنا هي التي أثرت في التركيب الديموغرافي للمجتمع السوداني و منها الشمالية التي صار عدد سكانها قليلاً مقارنة بالعهود السابقة لهذه الأحداث."

    والعهود السابقة التي أفضت لأن يكون "عدد سكانها قليلا " كانت في مقالك حتى عام

    1914 . فإذا أضفنا ما يقارب المائة عام من هذا التاريخ هل نقول أن إحصائيات صديق هي

    الأقرب للصواب أم لا.؟

    تمعن أيضا فيما خطه قلمك في نفس المقال السابق:

    "هذا الوضع المربك و المحير, دفع الشباب إلي مفارقة الوطن و الضرب في بلاد الله من أجل العيش الكريم. و ها هي الشمالية تشهد في كل يوم نزوحاً للمواطنين, صوب العاصمة و إلي خارج البلد, بسبب تردي الأحوال المعيشية."

    هل من يقرأ مقالك السابق يظل متمسك بأن الشمالية فيها سكان..؟؟

    2)
    "هذه مشكلة البعض في بلادنا . هؤلاء الذين لا يؤمنون بنسبية الأمور, بل يحبون أن يروا الأمور من منظور ما يعشقونه و ما يخالونه صواباً دون إعمال الفكر في المسألة ( يا دة … يا دة / يا معانا … يا ضدنا / أمسك لي و أقطع ليك , نحنا أحسن ناس / ما في زول زينا و هكذا )"

    ودا نقد مجاني لأمبده لأن الراجل في مقاله إستند على عدد كبير من الإحصاءات

    فكان الأجدر بك ، لكي تعم الفائدة في النقاش ، أن تقول لنا أن الإحصاء الفلاني

    خطأ والصحيح هكذا … لكن أنت من تلقى التهم جزافا دون أدنى مرجعية

    3)

    أنا ما كوز …

    النغمة الحالية التي يستعملها الكيزان والمتعاطفين معهم لكن رغما عنهم تظهر في

    ثنايا خطاباهم زي اللي بيوصف لينا زيارة مسئول في عهد الديمقراطية في 1988

    أثناء الفيضانات ولا ينسى حتى ما اكلو مع الناس . بينما يمتنع عن ذكر من زارهم في

    في حادثين مماثلين في تم في عهد الإنقاذ دون إنتقاد أو إسهاب كما في الحالة الأولى

    … دي غفلة .. ولا غرض .؟؟

    4)

    "إن كان هناك حسنة لهذا الخزان الذي أقيم في مروي, هي تأمين المناطق المنخفضة من

    خطر الفيضانات."

    أما المناطق الغير منخفضة فلهم الله وعيشة السوق…!! ما في الشمالية ديل ..؟؟ ما سمعت

    بالجنائن اللي إتحرقت والناس اللي إتعذبت وشردت وماتت …!! ولا دي لأنها بتطعن في

    حكومة الإنقاذ علشان كده ما بنجيب سيرتا…؟

    5)

    وهذا هو كلام صديق حسب مقالك الفوق:

    ( أن أهل الشمالية مواطنون يستحقون الخدمات مثل كل المواطنين. لكن الظلم بالمساواة عدل. فأين الجدوي و أين الحساسية السياسية, أم هي خيارات المتعلمين و الأفندية لقضاء عطلة العيد مع خالاتهم و حبوباتهم).

    وهذا هو كلامك في المقال السابق نفسو :

    "هذا إضافة إلي ثلاثة كباري تم تشييدها علي النيل و هي ( دنقلا ? السليم ), ( الدبة ? أرقي ) و ( مروي ? كريمة ). كان لابد من تشييد هذه الكباري, ليتصل الأهلين بين ضفتي النيل ببعضهم. "

    لا تعليق

  2. أصبت أخي رشيد خالد إدريس موسي ….. مازال البعض لا يسب الأنقاذ دون النيل من أهل الشمال وفي ذلك تجنا كبير.ولا أظن أن هولاء القوم يجهلون الواقع المرير لأهل الشمال من طبيعة قاسية و مدن هجرها أهلهاوتمرات ينتظرها أهلها سنة كاملة فتأخذ منهم الدولةالتي تحابيهم كما يدعون ما حصدوا علي قلته.
    أخي الكريم أن الحقد الذي عم دعاة القتنة ليس بسبب ثراء أهل الشمال …. ولا بسبب الرفاهية …… تريد أن تعرف السبب أقرأ أحد التعليقات لموضوع "بت مالك عقار" الذي كتبه ضياء الدين بلال. فقد لمس أحد المعلقين كبد الحقيقة بشجاعة لم يكد ليجرؤ عليها لولا هذا السعار العنصري.
    أري أن علي أهل الشمال الأستعداد لأسوأ الأحتمالات حتي لايظلموا مرتين.

  3. من المؤسف جدا ان يكون هذا الرد من انسان اعتمدت الدولة عليه فترة طويلة من اجل التخطيط واذا كان هذا الفهم هو فهم مفتش تخطيط فعلى الدنيا السلام . كان من الممكن ان توضح رايك دون عصبية لان مقال الدكتور صديق موثق وعبارة عن بحث مفيد جدا للتخطيط اذا كان هنالك فعلا اناس في السودان بيفهمو في التخطيط سواء أكان استراتيجي أو مرحلي .
    أما الامثلة التي عرضتها فهي مؤسفة جدا ولا نرضاها لاي انسان داخل السودان او خارجها وان دل على شيء انما يدل على سوء التخطيط في السودان . وحسب المعلومات التي استقيتها من مقال الدكتور صديق امبدي هو ان ابناء الشمالية هم السبب لان كل رؤساء الدولة ومسؤوليها الكبار منذ ذهاب الاستعمار كانو من ابناء الشمالية والوسط . وكما يقال في السودان الذي ليس له خير في اهله ليس له خير في الاخرين . اتمنى ان يحظى كل ابناء السودان فرصة للمشاركة في تخطيط مستقبل هذا البلد وباذن الله لانحتاج لتذكير بعضنا بالمشاريع التنموية الجهوية . ( بالمناسبة لماذا لاتكون هنالك شركات استثمارية تعمل على انشاء مزارع للاعلاف وتربية المواشي لحل مشاكل الرعاة والمزارعين لتصدير اللحوم وتكوين اكاديمية عليا للاقتصاد الزراعي بدلا من الاكاديميات العسكرية التي ملات البلد .

  4. التحية للعالم الجليل صديق امبده وزميله موسى ادم عبدالجليل اللذان اتحفا الموسوعة السودانية بسفرهما ….التنمية مفتاح السلام….ان الاوضاع فى بلادنا تحتاج لاحاطة متكاملة حتى نستطيع ان نصدر احكام عادلة فيها وعلينا ايضا ان ننمى المشاعر الطيبة فيما بيننا لنتعامل مع تلك الاحكام بالحكمة والعقلانية . فقد اجتهد الرعيل الاول من التربويين بتغذية عقول النشئ بمعلومات تغرس تلك المشاعر الطيبة فمن من جيل امبده لم يزر الشمالية ويلتقى بصديق عبد الرحيم ويتغنى بامجاده واكد اجزم الان بان اى منهم يحفظ تلك المنظومة الشعرية عن ظهر قلب . اذا ما الذى افسد ذلك المزاج الوطنى الصادق….

  5. المؤسف ان بعض ابناء الشمالية ينكرون علي اهل الهامش و هم غالبية اهل السودان المطالبة بحقوقهم المشروعة في الخدمات الضرورية و التنمية – ينكرون الحقائق الواضحة وضوح الشمس في ان الهامش مظلوم مع انه مصدر الثروة التي يتمتع بها ابناء الشمال في جميع اصقاع بلادنا و تلك التي تنفق بسخاء في مشاريع الطرق و البنيات التحتية الضخمة و التي تفوق كل ما حظيت به بقية ولايات السودان في صحاري الشمالي و قراها الخاليةالا من النسوة و العجائز كما اعرف و يعرف الجميع يشهد بذلك الاحصاء السكاني الاخير -و المشكلة ليست في الظلم الذي و قع بل في اقلام ابناء الشمال و التي تري ان ذلك ما يستحقه الهامش اوالاقلام الساكتةعن الظلم المشكلة في الاقلام المستعدة دائما ان تلقم ابناء الهامش حجرا حالما تحدثوا عن ذلك الظلم و للاسف هناك كبت متعمد لصوت الهامش النتيجة الطبيعية له لجوء ابناء الهامش للحركات المسلحة كوسيلة لاسترداد حقوقهم–السؤال ليس هو كم عدد سكان الولايات الشمالية حتي تحظي بكل تلك المشاريع التنموية الضخمة بل ما هو مقدار اسهامها في الدخل الفومي و الذي لا يساوي ما تسهم قرية الخوي في كردفان تلك الولاية المنتجة للبترول ماذا وجدت من حظ مقابل ما حظيت به الولاية الشمالية من طرق و مطارات ومستشفيات و تعليم
    و ان كان لابناء الشمال الحق في الدفاع المستميت عن ما انتزعوه من الهامش بقوة السلطة و السلاح فمن حق ابناء الهامش علي الاقل الاحساس بالظلم او التعبير عنه بل و رفضه و استنكاره و من واجب الوطنيين من ابناء بلادنا رفع الظلم عنهم لا قهر اقلامهم

  6. الاخ الكريم
    لا ادافع عن الدكتور صديق امبدة ولا اعقب نيابة عنه فهو اقدر على ذلك منى , ولكن أظن ان مقاله كان واضحا هو لا ينتقد انشاء الطرق بالشمالية ولكنه كان يتحدث عن اولويات قومية حيث أن بعض الولايات لديها أكثر من طريق ومشروع بينما الأخر ولا طريق واحد مع أن مواردها أكثر و اقيم للبلد من تلك .
    ثم ثانيا عندما لم يكن بالسودان طرق وكان السفر عبر اللوارى و على الطرق الترابية كان الانتاج أفضل منه اليوم وحال الاقتصاد كذلك فمثلا كان سعر رطل السكر فى حلفا مثله فى نمولى وفى بورتسودان مثله فى الجنينة هو هو .
    فما ضر الاقتصاد وأضعف الانتاج هو السياسات الخاطئة أولا والفساد ثانيا متمثلا فى الضرائب والجبايات والاتاوات التى أقعدت المنتج الحقيقى.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..