ما هي خِياراتُ السُودان بعدَ أنْ أصبحَ سدُّ النهضةِ الإثيوبي حقيقةً واقعة؟

د. سلمان محمد أحمد سلمان

1

لن يختلفَ أثنان أن يوم 28 مايو عام 2013 قد سجّل نفسه كيومٍ مشهودٍ في تاريخ نهر النيل. فقد قامت إثيوبيا في ذلك اليوم بتحويل مجرى النيل الأزرق معلنةً بذلك البدء الرسمي والعملي لبناء سدِّ النهضة العظيم. كان ذلك التاريخ وتلك الخطوة حدثاً جللاً غيرَ مسبوقٍ في تاريخ نهر النيل الذي يمتدُّ لعشرات الآلاف من السنين. فقد تجاهلتْ إثيوبيا الاحتجاجات والتهديدات بضرب السدّ وإعلان الحرب عليها، وأوضحتْ بصورةٍ لا غموض فيها أنها ستأخذ ما تراه حقاً لها في مياه النيل بنفس الطريقة الآحادية التي حاولت بها مصر والسودان فرض هيمنتهما على نهر النيل من خلال اتفاقية عام 1959 الثنائية. كذلك أرسلت إثيوبيا رسالةً واضحة مفادها أن عصر تلك الهيمنة قد انتهى أجله، وإلى غير رجعة.

وقد كانت هذه الخطوة أيضاً تأكيداً جازماً ونهائياً من إثيوبيا أن اتفاقية عام 1902 بين اثيوبيا وبريطانيا (والتي تفسّرها مصر والسودان على أنها تعطيهما حق النقض على برامج إثيوبيا في حوض النيل) قد تجاوزها الزمان والمشاريع. وكانت إثيوبيا قد رفضت هذه الاتفاقية وتجاهلتها مراراً وتكراراً خلال العقود الماضية ببنائها مشاريعها على النيل دون التشاور مع مصر والسودان (وفي بعض الأحيان دون علمهما). وقد أصبح من الضروري على قانونيي حكومتي السودان ومصر الذين ما يزالون يعيشون في وهم إلزامية هذه الاتفاقية الاستيقاظ من سباتهم العميق، والانعتاق من حالة النكران لنهاية تلك الاتفاقية.

من الواضح أن سدَّ النهضة قد أصبح حقيقةً واقعةً تُمثّل الكبرياء الوطني الإثيوبي (كما أقرَّ بذلك الكاتبان المصريان الأستاذان محمد حسنين هيكل وفهمي هويدي)، تماماً كما مثّل السدُّ

العالي الكبرياء الوطني المصري في ستينيات القرن الماضي. فقد تمَّ تحويل النيل الأزرق في نهاية شهر مايو عام 2013، وأعلنت إثيوبيا في بداية شهر أكتوبر عام 2013 أن 30% من أعمال بناء سدّ النهضة قد اكتملت، وأكّدت ذلك شركة ساليني الإيطالية التي تقوم ببناء السدّ. كما أن إثيوبيا قد استطاعت حتى الآن توفير تكلفة ما تمَّ بناؤه من السدّ من مواردها الوطنية، دون الاعتماد على أي مصدرٍ خارجيٍّ.

وإذا كان جلُّ الشعب المصري وبعض الشعوب (والأحزاب السياسية) العربية قد رأت في السدّ العالي في ستينيات القرن الماضي انتصاراً كبيراً ضد الاستعمار والإمبريالية وهيمنة الغرب، فإن غالبية الشعب الإثيوبي يرى في سدِّ النهضة، مثلما يوحي إسمه، ومثلما ذكر رئيس الوزراء السابق السيد ميليس زيناوي مراراً، ثورةً على إقصاء مصر والسودان لإثيوبيا، وبدايةً لاستخدام مياه النيل للنهضة ببلادهم من فقرها وجوعها وظلامها وبؤسها. ومن هنا أتى إسم “سدّ النهضة.”

عليه فإن الحديث يجب أن ينتقل الآن بعد هذه المرحلة، وفي هدوءٍ وعقلانية، إلى خيارات السودان، وما يتعيّن على السودان القيام به بعد أن أصبح سدُّ النهضةِ حقيقةً واقعة. نوجز في هذا المقال ما نرى أنه يجب على السودان عمله بعد أن انتهى وانقضى وقت الجدل حول مسألة قيام أو عدم قيام السدّ، وأصبح النقاش فيها بلا جدوى.

2

أولاً: تأييد قيام السدّ بوضوح

لا بُدَّ في البداية من إنهاء حالة الارتباك السودانية التي سادت وتسود التعامل مع سدّ النهضة، وإصدار السودان لإعلانٍ يشير فيه بوضوح إلى تأييده لقيام السدّ، وتأكيد الفوائد التي سيجنيها منه. وقد أشرنا مراراً وتكراراً لتلك الفوائد التي تتضمّن بإيجازٍ الآتي:

(1) حَجزُ سدِّ النهضة للطمي الذي أفقد ثلاثةً من سدود السودان (سنار والروصيرص وخشم القربة) أكثر من نصف طاقتها التخزينية للمياه والتوليدية للكهرباء، وأدّى إلى انهيار البنية التحتية للري في مشروع الجزيرة. وتَحْمِلُ أنهارُ إثيوبيا سنوياً بين 120 إلى 150 مليون طن من الطمي المُقْتلَع من التربة الإثيوبية بسبب الاندفاع الشديد لهذه الأنهار. ويصرف السودان سنوياً حوالى 20 مليون دولار في حربه الخاسرة ضد الطمي.

(2) وَقْفُ الفيضانات المدمّرة التي تجتاح مناطق النيل الأزرق كل عددٍ من السنوات.

(3) تنظيم انسياب النيل الأزرق خلال العام بدلاً من موسميته الحالية (يونيو إلى سبتمبر) مما سينتج عنه تعدّد الدورات الزراعية، وتنظيم وزيادة الإنتاج الكهربائي من سدِّ مروي، وتنظيم تغذية المياه الجوفية في منطقة النيل الأزرق خلال كل العام بدلاً من موسميتها الحاليّة.

كما لا بُدَّ من وقف التصريحات المتضاربة والمرتبكة (أو توزيع الأدوار كما يراها البعض) حول موقف السودان من سدّ النهضة. فتصريحات سفير السودان في القاهرة اعترضت على بناء السدَّ وتحويل مجرى النيل الأزرق. ويعارضُ السدَّ أيضاً بعضُ الذين فقدوا وظائفهم أو تعاقداتهم مع وزارة الموارد المائية في العامين الماضيين. من الجهة الأخرى فإن تصريحات وزارة الخارجية السودانية تؤيّد قيام السدّ، مع تصريحاتٍ رماديةٍ لبعض مسؤوليي وزارة الموارد المائية والكهرباء حول السدّ. ومن الضروري إنهاء هذا الارتباك وتأييد قيام السد صراحةً وتحديد شخصٍ واحد يتولّى مهامَ التحدّثِ باسم السودان في كلِّ القضايا المتعلّقة بسدِّ النهضة.

ومع الإعلان السوداني الإيجابي لتأييد السدّ يستطيع السودان أن يبدأ نقاشاً جاداً ومفاوضاتٍ بنّاءة مع إثيوبيا حول عدّة مواضيع تتعلّق بسدِّ النهضة، نُوجِزَ بعضها في الفقرات التالية من هذا المقال.

3

ثانيا: ارتفاع سدِّ النهضة وحجم البحيرة

أوضحتْ إثيوبيا في نهاية شهر مارس عام 2011 عندما أعلنتْ أنها بصدد بناء سدِّ النهضة أن ارتفاع السدّ سوف يكون 150 متراً، وأن بحيرة السدّ سوف تحجز 62 مليار متر مكعب من المياه. غير أن تقارير لاحقة أشارت إلى أن ارتفاع السدّ سوف يكون 170 متراً، وأن البحيرة سوف تخزّن 74 مليار متر مكعب من المياه. وهذه الكمية تساوي تقريباً ضِعف كمية مياه بحيرة تانا (التي تساوي 32 مليار متر مكعب)، وأقل بقليلٍ من نصف مياه بحيرة السدّ العالي (التي تبلغ سعتها 162 مليار متر مكعب). ويمثّلُ حوالى 14 مليار متر مكعب من هذه الكمية التخزين الميّت، بينما يُكوّن ما تبقّى التخزينَ الحيَّ الذي يقوم بتوليد الكهرباء والتي يُتوقّع أن يصل إنتاجها إلى 6,000 ميقاواط عند اكتمال المرحلة الأخيرة من سدِّ النهضة.

يبدو من التغيير في الأرقام أن هناك مساحةً للتفاوض حول ارتفاع السدّ وحجم تخزين البحيرة بغرض تقليل الآثار السلبية المحتملة على السودان كما سنناقش في الفقرة التالية.

4

ثالثا: الفترة الزمنيّة لملء بحيرة السدّ

لقد أوضحنا مراراً وتكراراً أن الهمَّ الأساسي للسودان ومصر في ما يتعلق بسدّ النهضة يجب أن يكون هو الفترة الزمنية التي ستملأ إثيوبيا فيها بحيرة سدّ النهضة. فكلّما طالتْ تلك الفترة كلّما قلّتْ التأثيرات السلبية المتمثّلة في نقص كميات مياه النيل التي ستصل السودان ومصر. من الجانب الآخر فكلّما قصرتْ فترة ملء البحيرة كلّما كانت التأثيرات السلبية كبيرةً على مصر والسودان.

ويجب أن ترتكز مسألة ملء البحيرة على كميات المياه التي سوف يحملها النيل الأزرق سنوياً في كلٍ من الأعوام القادمة، وتنبني على معادلةٍ تتضمّن نسبة تصاعدية مع الزيادة في مياه النيل الأزرق في أيٍ من الأعوام القادمة.

ورغم أن المعلومات العامة التي تتداولها تقارير وكتب ومقالات نهر النيل تشير إلى أن النيل الأزرق يحمل سنوياً حوالى 50 مليار متر مكعب، إلّا أن كميات مياه النيل الأزرق العابرة للحدود الإثيوبية إلى السودان قد زادتْ كثيرأ في السنوات الأخيرة، ووصلت في عام 2008 إلى حوالى 70 مليار متر مكعب. وإذا واصل النيل الأزرق انسيابه على هذا المنوال ووافقت إثيوبيا على فترةٍ معقولة لملء البحيرة فإن معادلة النسبة التصاعدية ستقلّل كثيراً من الأضرار التي يمكن أن تنتج على السودان ومصر.

الجدير بالذكر أن هذه الزيادات غير المتوقّعة في متوسط انسياب نهر النيل منذ الستينات كانت قد ساهمت كثيراً في ملء بحيرة السدّ العالي (162 مليار متر مكعب) في فترةٍ وجيزة ودون أي تأثيراتٍ سلبية على المساحات المرويّة في مصر.

كما لا بُدَّ من التذكير أن السودان يستخدم فقط 12 مليار متر مكعب من نصيبه من مياه النيل بموجب اتفاقية مياه النيل لعام 1959 التي حدّدت نصيبه بـ 18,5 مليار. وهذا يعني أنه إذا ظلّت استعمالات السودان على هذا المنوال للسنوات القادمة فإن تأثيرات ملء البحيرة لن تكون سلبيةً، أو حتى ملحوظةً، في السودان.

5

رابعاً: موضوع سلامة السدّ

يثير بعض الفنيين والكتّاب والسياسيين المعارضين لسدّ النهضة مسألة انهيار السدّ، ويدّعون بأنَّ انهيار السدّ سوف يُغرِق السودان ويدمّر كل أرجائه من الحدود مع إثيوبيا وحتى حلفا القديمة (والتي أغرقها السدّ العالي مع 27 قرية أخرى، ومع 200,000 فدان من الأراضي الزراعية الخصبة، ومليون شجرة نخيل وحوامض، ومع آثار تاريخية لا تُقدّر بثمن، ومعادن لا يدري أحدٌ قيمتها).

صحيحٌ أنه لو انهار سدّ النهضة فستكون له آثارٌ كارثيةٌ على السودان. ولكن لو انهار السدّ العالي فستكون آثاره الكارثية أكبر على مصر. ولو انهار سدّ مروي فستغرق معظم المدن والقرى السودانية حتى حلفا القديمة. ولو انهار خزان الروصيرص فستغرق المدن والقرى على ضفافه من مدينة الدمازين وحتى الخرطوم. انهيار السدود ونتائجه الكارثية إذن ليس حكراً على سدّ النهضة.

لكن يجب التذكير أن التقانة التي تبني بها الشركات العالمية (مثل ساليني) السدود اليوم متقدمةٌ عشرات المرات على التقانة التي بنى بها الاتحاد السوفيتي السدّ العالي قبل نصف قرنٍ من الزمان، وبنى بها الإيطاليون خزان الروصيرص في ستينيات القرن الماضي، وبنى بها الصينيون سدّ مروي في العقد الأول من هذا القرن. لماذا إذن سينهار سدّ النهضة ابن تقانة العصر الحالي ولن ينهار السدّ العالي أو خزان الروصيرص أو سدّ مروي أبناء تقانة القرن الماضي؟

إن إثيوبيا (أو أي دولةٍ أخرى) لن تصرف حوالى خمسة مليار دولار من أموال شعبها على سدٍّ وتهمل موضوع سلامة ذلك السدّ. كما أنه لا توجد شركة في العالم تبني السدود ولا تهتم بأمر سلامة هذه السدود. فالشركات تهتمُّ بسمعتها أكثر من الدول لأن بقاءها وتنافسيتها في عالم اليوم يعتمد على جودة أدائها. فسجلُّ كل دولةٍ وشركةٍ (بل وحتى معظم الأفراد) كتابٌ مفتوحٌ في عالم اليوم الإسفيري. ولا بُدّ من إضافة أن الدول (ومنها إثيوبيا)، والشركات العالمية (ومنها ساليني)، تعي جيداً مسؤولياتها القانونية والأخلاقية والمالية الضخمة إذا انهار السدّ.

كما أن القول أن سدّ النهضة يقع في منطقة زلزالٍ (وعليه فهو معرّضٌ للانهيار) قولٌ مردودٌ أيضاً. فالعالم لم يسمع عن أي زلزالٍ في إثيوبيا إطلاقاً. ولو كانت المنطقةُ منطقةَ زلزال، أو كانت منطقةً رخوةً كما يدّعي البعض، لانهارَ أو تصدّع خزان الروصيرص، ابن الخمسين عام،

والذي يقع في نفس المنطقة الجغرافية لسدّ النهضة، ولما كان هناك معنى لصرف مئات الملايين من الدولارات لتعلية خزان الروصيرص في نفس وقت بناء سدّ النهضة.

يوجد في العالم اليوم أكثر من 45,000 سدٍّ كبير كما أشارت اللجنة الدولية للسدود في تقريرها الذائع الصيت الذي صدر عام 2000. إن العالم لم يسمع عن انهيار أيٍ من هذه السدود خلال القرن الماضي أو هذا القرن. فلماذا ستبدأ انهيارات السدود بسدِّ النهضة؟

رغم هذا فإننا نرى أنه يجب ألّا تتراخى حكومة السودان في مسألة سلامة السدّ هذه. ونقترح أن تطالب حكومة السودان الحكومة الإثيوبية بتكوين لجنةٍ مشتركة دائمة بينهما مهمتها مسألة سلامة سدّ النهضة. ولا بُدَّ أن تشمل مرجعيّة اللجنة المشتركة دراسة تصميم السدّ ومتابعة إجراءات وخطط بنائه، والمساهمة في وضع ومراقبة تنفيذ الخطط التشغيلية والميكانيكية وخطط الطوارئ.

6

خامساً: وعود إثيوبيا بمدِّ السودان بكهرباء السدّ ومياهٍ للري

وعدت إثيوبيا ببيع جزءٍ من كهرباء سدِّ النهضة (والتي يُتوقّع أن يصل إنتاجها إلى 6,000 ميقاواط) للسودان ومصر بسعر التكلفة. وهذا السعر هو حوالى ربع التكلفة لتوليد الكهرباء في خزان مروي والسدّ العالي. وكان السودان قد بدأ بالفعل في الاستفادة من الكهرباء التي تقوم إثيوبيا بتوليدها من الأنهار الأخرى، وتحديداً من سدّ تَكزِّي على نهر عطبرة، بعد توقيعه على اتفاقية مع إثيوبيا لشراء الكهرباء منها لاستعمالها في المناطق السودانية المجاورة لإثيوبيا.

كما وعدت إثيوبيا بمدِّ السودان بمياهٍ لري مشاريع السودان الزراعية في ولاية النيل الأزرق من بحيرة سدِّ النهضة عبر قناةٍ يمكن شقّها من البحيرة وحتى هذه المشاريع، إن رغب السودان في ذلك.

هذان عرضان في غاية الكرم من إثيوبيا وعلى السودان العمل على توقيع مذكرة تفاهمٍ مع إثيوبيا على وجه السرعة وإجراء دراساته اللازمة في هاتين المسألتين، ثُمَّ تأكيد العرض في اتفاقٍ متكامل. ومن المؤكد أن هذين العرضين سوف يساعدان السودان في حلِّ مشاكل إمدادات الكهرباء في كل الولايات، وفي زيادة كميات المياه التي سيستخدمها من نصيبه من مياه النيل، وفي توسيع الإنتاج الزراعي في ولاية النيل الأزرق.

7

سادساً: عرض إثيوبيا للإدارة والتمويل والملكيّة المشتركة للسدّ

عرضت إثيوبيا منذ لحظة إعلانها نيّتها بناء سدّ النهضة أن يكون السدُّ مشروعاً مشتركاً في الإدارة والتمويل والملكية بين إثيوبيا والسودان ومصر، وأن تقوم البلدان الثلاثة بالمشاركة في المنافع من كهرباء ومياه ري ووقف الفيضانات. وقد ظلّت إثيوبيا تكرّر هذا العرض في كل مناسبة. وقد كان آخرها تصريح الدكتور تيدروس أدانوم وزير خارجية إثيوبيا إثر اجتماعه بوزير الخارجية المصري السيد نبيل فهمي في نيويورك في 28 سبتمبر عام 2013 على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. فقد كرّر الوزير الإثيوبي ذات العرض مذكّراً رصيفه المصري بالفوائد الكثيرة التي ستعود على البلدان الثلاثة بهذا النوع من التعاون.

غير أن السودان ومصر واصلا تجاهلهما لهذا المقترح مثلما تجاهلا طلبات إثيوبيا المتكرّرة في نهاية خمسينيات القرن الماضي بالسماح لها في المشاركة في مفاوضات مياه النيل. وقد نتجت عن تلك المفاوضات اتفاقيةٌ كارثية ليس فقط على السودان، بل على مجمل العلاقات مع كل دول حوض النيل الأخرى. ورغم مرور أكثر من عامين ونصف فإنه لم يقم أيٌ من السودان ومصر حتى الآن بالردِّ أو حتى التعليق على هذا العرض الإثيوبي علانيّةً.

إننا نعتقد أن هذا عرضٌ سخيٌ وغيرُ مسبوقٍ في تاريخ نهر النيل الذي تميّز خلال تاريخه الطويل بالمشاريع الآحادية، ويجب على السودان ومصر قبوله على وجه السرعة والشروع في التفاوض مع إثيوبيا حول تفاصيله. فالأحواض المشتركة لا يمكن تنميتها وإدارتها والمحافظة عليها والمشاركة في منافعها بدون التعاون والعمل الجماعي. وقد فطنتْ دولٌ كثيرة إلى المزايا الإيجابية والمنافع الكبيرة المشتركة للتعاون في الأحواض المائية المشتركة. فقد بنتْ دولتا البرازيل وبراغواي “سدّ إيتايبو” الضخم على “نهر بارانا”، وتشاركتا التكلفة والإدارة والمنافع. وينتج السدّ أكثر من 22,000 ميقاواط من الكهرباء تتشاركها الدولتان وتبيعان جزءاً منها لدولة الارجنتين. بل لماذا الذهاب بعيداً؟ فقد قامتْ دول السنغال وموريتانيا ومالي (وانضمت إليهم دولة غينيا) ببناء “سدّ مانانتالي” و “سدّ ماكا دياما” على نهر السنغال، وتشاركت الإدارة والتكلفة والملكية والمنافع المُتمثّلة في الكهرباء ومياه الري ومياه الشرب ووقف الفيضانات المُدمِّرة. وهناك العشرات من المشاريع المشابهة التي يضيق المجال عن ذكرها في هذا المقال.

إن قبول السودان للعرض الإثيوبي سوف يساهم في معالجة النقاط التي أثرناها في هذا المقال. فسيجد السودان نفسه في موقع المشاركة في اتخاذ القرار في كل المسائل المتعلّقة بسدّ النهضة بدءاً بارتفاعه وحجم بحيرته ومدة ملئها. كما سيكون السودان طرفاً فاعلاً في مسألة سلامة السدّ وتأمينها والإشراف عليها. هذا بالطبع بالإضافة إلى الإشراف على إدارة وتنظيم المنافع المشتركة من كهرباء ومياه ريٍ لولاية النيل الأزرق، ووقفٍ للفيضانات.

كما أن مشاركة السودان ومصر في إدارة وملكية سدِّ النهضة سوف تفتح الباب واسعاً للتمويل الدولي، خصوصاً من البنك الدولي والصناديق العالمية والإقليمية الأخرى. وسوف يتيح التمويل العالمي الفرص لدراساتٍ أكثر عمقاً وفنيةً في مسائل السدّ المختلفة (والتي يفتقدها السدّ في الوقت الحاضر)، مما سيساهم في حلولٍ أكثر علميّة واستمراريّة.

8

إن التعاون هو الركيزة الأساسية والوحيدة للاستفادة القُصوى من مياه الأحواض المشتركة وتنميتها وإدارتها والمحافظة عليها. وتُكرّر اتفاقية الأمم المتحدة بشأن قانون استخدام المجاري المائية الدولية في الأغراض غير الملاحية كلمة “تعاون” ومشتقاتها أكثر من عشرين مرة.

غير أن نهر النيل هو النهر الوحيد الذي يفتقر إلى أبسط مظاهر التعاون. وقد كان السبب لذلك، وما يزال، هو العقلية الاستعلائية والإقصائية التي تميّز بها موقف السودان ومصر تجاه دول حوض النيل الأخرى منذ أن وقّعتْ الدولتان على اتفاقية مياه النيل عام 1959 وخلقتا تكتّلاً ضد بقية دول الحوض. وكما ذكرنا من قبل فقد خرج سدّ النهضة من رحم اتفاقية عنتبي، وخرجت الأخيرة من ظلم وغبن اتفاقية مياه النيل لعام 1959 على بقيّة دول حوض النيل.

9

إن حوض النيل رغم محدوديّة مياهه يمتلك الكثير من الإمكانيات المتاحة التي يمكن استغلالها بصورةٍ جماعية لمصلحة شعوب الحوض الفقيرة والمنهكة والجوعى والعطشى والتي يعيش غالبيتها في ظلامٍ دامس. فهناك إمكانيات توليد الطاقة الكهربائية والتي تزيد عن 30,000 ميقاواط من النيل وروافده في إثيوبيا وحدها. ويملك السودان ودولة جنوب السودان الأراضي الشاسعة والخصبة التي يمكن أن ترويها مياه النيل لإنتاج غذاءٍ سيزيد عن احتياجات دول حوض النيل والدول العربية مجتمعةً. كما أن ثروة بحيرة فكتوريا السمكية الضخمة يمكن أن تُطوّر وتُنمّى وتُستغل لإطعام شعوب دول الحوض. وهناك إمكانيات مصر الصناعية الكبيرة التي يمكن توسيعها في جوانب الصناعات الغذائية لمنتجات دول النيل من الحوض نفسه. كما أن مستنقعات جنوب السودان الشاسعة تمثل خزاناً احتياطياً لزيادة مياه النيل (بعد اتباع المتطلّبات الأساسية لذلك).

لكنّ هذه الفرص المتاحة لا يمكن تحقيق أيٍ منها بدون التعاون الجاد الذي يستند على حسن النية والاعتراف بالآخر وحقوقه وتظلماته.

10

وهاهي فرصةٌ نادرةٌ تعرضُ نفسها لفتح صفحةٍ جديدةٍ مبنيّةٍ على الاعتراف بحقوق دول حوض النيل الأخرى والتعاون معها من أجل المصلحة المشتركة لكل دول الحوض وشعوبه الفقيرة الجائعة والمنهكة. فهل سيقفز السودان ومصر لالتقاط هذه الفرصة والاستفادة منها، سواءٌ كان في الإدارة والتمويل والملكية المشتركة لسدّ النهضة (وهو ما ننصح به بشدّة)، أو في تفاوض السودان واتفاقه مع إثيوبيا على تلك المنافع المشتركة؟ أم أـن السودان ومصر سيتركان هذه الفرصة الثمينة تمرُّ وتتجاوزهما (كما فعلا في الماضي)، لتزدادَ وتتعمّقَ النزاعات حول مياه النيل؟

إن ضياع هذه الفرصة سوف يساهم في مواصلة إصرار دول النيل الأخرى على أخذ حقوقها بطريقةٍ آحادية، كما يحدث الآن في سدّ النهضة في إثيوبيا، وسدّ كارُوما في يوغندا، ومشروع شين يانغا لمياه الشرب في تنزانيا. وسوف يساهم ضياع هذه الفرصة أيضاً في مواصلة هذا المنوال وهذه البرامج والمشاريع الآحادية في دول حوض النيل الأخرى.

إنَّ الإجابة على هذا التساؤل الهام والكبير بيد السودان ومصر وحديهما.

[email][email protected][/email] [url]www.salmanmasalman.org[/url]

تعليق واحد

  1. مبروك السد للاخوان في اثيوبيا,وان شاء الله بالنماء ,
    ماذا استفاد السودان من العلاقة مع مصر غير التابعية والذل .
    المصريون شعب لايؤتمن عليهم . خلونا مع الحبش حسن .
    السلامة في السد هذا كلام المرجفيين في المدينة. و
    لماذا لايسقط السد العالي العمرة 60 سنة ويسقط سد لم يكتمل بناءة؟

  2. كل التقدير للدكتور سليمان الذى لم يمل من كتابة المقالات المهمة بشان المياه عموما وسد الالفية خصوصا

    وهى كتابات ايجابية جدا وتنقلنا من واقعنا التعيس الى افاق ارحب وتمكن روح التعاون الايجابى بين الشعوب

    مغلومات وفيرة وخلاصات واضحة فهل من مستفيد

  3. كلام علمي ورصين ويجب على الحكومة ان تتخذ خطوات عملية في الاستفادة من هذا السد والتعاون مع جارتها الاثيًوبية بعيدا عن المناورات لحفظ حقوق الشعب السوداني والم تفعل فسوف تكون حلقة جديدة من حلقات التامر على المصالح الاقتصادية العلياء للبلاد واذا كانت مصر حريصة على السودان فالترجع حلايب لاصحابها ويجب على حكومة التدمير ان توقع اتفقايات التعاون مع اثيوبيا والا. تضيع حقوق السودان كما ضاعت عند بناء السد العالي فلم يجن السودان منه شيئا سوى انه اغرق وشرد مواطني اجمل مدينة في السودان

  4. لا تعاون ولا يحزنون على السودان ان يبحث عن مصالحه بلا مصر بلا عرب بلا كلام فاضي ؟

    ماذا جنينا من مصر ؟

    اين تعويضات بحيرة ناصر وغرق وادي حلفا؟

    اين تنفيذ مصر لامداد شمال السودان با لكهرباء؟

    اين تعويضات غرق مدينة حلفا والتي دفعت مصر نصفها فقط ؟

    وبعد ذلك جاءت مصر واحتلت حلايب والفشقة نكاية في عمر البشير وعلي عثمان طه ؟

    من هم عمر البشير وعلي عثمان طه حتى تحتل مصر حلايب والفشقة ؟ هل نظام الاخوان هو من يملك السودان؟

    هل نظام الاخوان دائم في الحكم الى الابد؟

    ما ذنب الشعب السوداني حتى تحتل مصر اراضيه وكمان ارقين وتاكل في اراضينا كل يوم ؟

    مصر تحتقر الشعب السوداني وتعتبر ان السودان ملكا لها

    لا يا حلب العبوا غيرها ولن نترك لكم اراضينا حتى لو ادى ذلك الى تدمير السد العالي واغراقكم مثلما غرق جدكم الفرعون رمسيس

    على الحكومات القادمة النظر الى مصلحة السودان قبل كل شي والتعاون مع الجن الاحمر لمصلحة البلد ومصلحة المواطن السوداني قبل كل شي انتهى عهد التبعية والخنوع

    لماذا لا تسثمر حكومة الانجاس التي ضعيت حلايب والفشقة وشلاتين في المساومة عليها مع مصر واثيويبا لاستعادة الاراضي اولا وبعدها النظر فيما يمكن الاتفاق عليه وعمله

    على الحكومات القادمة عدم الاعتراض على اي سد في اي جزء من حوض النيل وفي اي بلد منه اذا كان لا يتعارض مع مصلحة السودان ولا علينا من الغير

    حتى يعرف الجميع حق كل بلد في حوض النيل في مصلحته ورفاهية شعبه اولا

  5. يا ترى هل نستمع الى إجابة على هذا التساؤل الهام والكبير من مصر والسودان في القريب العاجل؟؟!!

  6. كلام موزون وواضح ومرتب.لكن دائما نحن تابعين لمصر وليس لدينا اى سياده فى موضوع مياه النيل ودائما يدنا السفلى.ليه ماعارف؟؟!! كل الحكومات الوطنيه ابتداء من الازهرى مروورا ب عبود الذى طيع حقوق ومصالح مهمه للشعب حتى الانقاذ الان.منكسريين للمصريين وبنضيع مصالح بلد ل منافع شخصيه وحزبيه ضيقه.الكرت الوحيد الممكن نزل بيهو المصريين مياه النيل.ونحقق كل مصالح السودان.لكن ب طيبتنا او عدم فهم مننا ما بنستخدموا!! اتمنى يجى رئيس للسودان يلغى كل الاتفاقيات مع الحلب .لكن نقول شنو دايما مخزولين من حكامنا.ياربى نحنا ما لنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  7. النيل والمياه…… وحروب قادمات ……….
    لا فض فووووووووووووووووووووووك…… يا دكتور…. في زمن كرهنا فيه هذا اللقب…..

    السودان والتابعية…. غير المنفطمة من مصر ….الى متى في ظل الانظمة الشمولية ؟؟؟؟؟

    اسمعت لو ناديت حيا….. ولكن الارجاس مشغولون منذ وصولهم الى السلطة….. بإسمتراريتها عندهم والى الابد……
    هذا الكلام يوجه لمن له وعي وعقل….. وليس الى الكاكي والمتدثرين مصلحيامعهم…….
    مواقف الارجاس مواقف شهوانية (رزق اليوم باليوم) ….

    اللهم عليك بعصابة الانجاس ……. اقطعهم …. تك ….. ولا تذر منهم احدا………..
    اللهم عليك بعصابة الانجاس ……. اقطعهم …. تك ….. ولا تذر منهم احدا………..
    اللهم عليك بعصابة الانجاس ……. اقطعهم …. تك ….. ولا تذر منهم احدا………..
    اللهم عليك بعصابة الانجاس ……. اقطعهم …. تك ….. ولا تذر منهم احدا………..
    اللهم عليك بعصابة الانجاس ……. اقطعهم …. تك ….. ولا تذر منهم احدا………..
    اللهم عليك بعصابة الانجاس ……. اقطعهم …. تك ….. ولا تذر منهم احدا………..
    اللهم عليك بعصابة الانجاس ……. اقطعهم …. تك ….. ولا تذر منهم احدا………..
    اللهم عليك بعصابة الانجاس ……. اقطعهم …. تك ….. ولا تذر منهم احدا………..

  8. مقال في الصميم ….
    ماذا لو استفدنا من عائدات النفط و انشانا سدا بنصف سعة هذا السد و تكلفة حوالي 3 مليارات دولار بدلا من الاموال التي ضاعت في سد مروي من دون فائدة و لكن حكومتنا نائمة اشبه بالاموات.
    يا حضرة الدكتور كما قال الشاعر:

    لقد اسمعت لو ناديت حيا و لكن لا حياة لمن تنادي

  9. المهم الفراعنة هم أصحاب السيادة على السودان ومقدرات شعبه فليذهب السودان للجحيم هكذا يتعامل الفراعنة مع السودانيين منذ قرون ومع حكومات العمد والشاواويش الذين دمروا البلاد والعباد.

  10. لجارة اثيوبيا في حاجة ماسة لان تنهض رحمة بشعوبها الذبن انهكهم الجوع والفقر
    كاتب المقال تناول الحقائق بموضعية ولوكان لدينا من يفهم لتبني مقترحات هذا المقال
    اعتقد ان المقال رائع بمعني الكلمة
    اثيوبيا الآن فيما شاهدته فيها افضل حالا منا بالرغم من عدم وجود اي سد فشعبها الرائع بتعامله الراقي يكفي

  11. هذا فعلا عرض جميل جدا و به سيكتفى السودان من كل غذاء
    ((وعدت إثيوبيا بمدِّ السودان بمياهٍ لري مشاريع السودان الزراعية في ولاية النيل الأزرق من بحيرة سدِّ النهضة عبر قناةٍ)))
    يعنى بأضافة مشروع الجزيرة وتكنلوجيا لإدارة المياه
    ستكون هذه أغنى مناطق العالم
    القرن الأفريقى و التعاون بين دوله
    بس ربنا يزيل الاخوان والطائفية والعسكر
    لانها الامراض المستفحلة والحسد الدائم على نعم باقى الشعب
    للاستعلاء و التفرد و الاستبداد و الاستعباد

  12. شكرا يادكتور كلام جميل واقتراحات ممتازة ولكن طالما نحن منذ الاستقلال ونعمل دائما على ارضاء الجار الشمالى على حساب مصالحنا وارضنا وعرضنا فلن تقوم لنا قائمة كان يمكن ان نكون نحن المارد الافريقى الذى يعمل له مليون حساب ولكن عندما وصلنا لجعل الوطن والشعب الواحد وطنان وشعبان فمذا يضير الان قصة سد النهضة ومنافعها للسودان يجب ان نضع نحن حد للنفخة الكذابة للجار الشمالى

  13. إنه لعمري مقال يندى له الجبين من كترة الإيضاحات التي تفيد شيئا واحدا هو أنه بالتعاون الإيجابي بين الشعوب وتسخير الفرص الطبيعية المتاهة، يمكن تخليص الشعوب من الجوع والفقر في الأقليم الواحد أو القاليم المختلفة في كل أرجاء العالم وعكس ذلك من الإنكماش وتبني إتفقاقات ثنائية تثتثني الآخرين في نفس الإقليم علي أسس التعالي والنظرة الفوقية لدول الجوار إن ذلك السلوك السلبية بلا شك يرتد مردودها السلبي علي الدولة صاحبة الإنفراد وعدم التعاون بالرزوح في الفقر دهورا إن لم يكن قرونا كما هو الحال الآن في المثال الذي حدثنا عنه كاتب المقال مرارا وهذا هو دأب السودان ومصر دوما في تعاملهما مع كثير من دول منطقة شرق ووسط أفريقيا ليس فقط في قضية مياه النيل وإنما يتعدي ذلك للكثير من القضايا التي ظلت عالقة سنوات وسنوات بسبب تعنت السودان بصفة خاصة في محيطه الإقليمي ليس لشئ سوى علياءها وكبريائها الغير مسنودة بوقائع ملموسه بل نجدها عالقة في مخيلة ونفسية زعمائها وحكامها منذ إستقلالهم عن المستعمر الإنجليزي وليتهم لم يفعلوا لأن إدارة الإنكليز لبلادهم كان خيرا لهم من الإدارات الوطنية التي توالت عليها ولربما نثتثني منهم فقط المناضل إسماعيل الأزهري الذي ساهم في إستقلال مثل الصحن الصيني لا فيه شق لا طق أو كما قال. لذلك نتمى وليس كلما يتمناه المرء يدركه، أتمني أن يتنازل السودان عن علياءها الكاذبة وتلتفت للحقائق المحدقة من حولها تستشف لها الحلول المناسبة وتترك غضها وحضيضها فقد جرت مياه كثيرة تحت الجسر ولم يعد الحال كما كانت أفضل شيئا ما، فلم تعد أرض المليون مربع كما كانت تقعد في قلوبنا وتتربع كما يتغنى بذلك الفنان لذلك بكل إختصار لابد أن يحترم زعماء السودان سيادة الدولة الجديدة جنوب السودان وعدم تكرار زيارات التبجح وإستعراض عضلات كاذبة خبرناها على مر عقدين ونيف من الزمان، قد إعتلاها الذبول فعل الحركات. وفي مقابل ذلك نرحب دوما وتكرارا بالأحترام المتبادل وعلاقات حسن الجوار مبنية علي المصالح المتبادلة وروح التعاون والإخاء الذي لا يميز بين شعبي البلدين حسب المواثيق الدولية والدبلوماسية الشعبية العفوية والتجارة الغير مستندة على الإملاءات، ربي هل بلغت ربي فأشهد ؟؟

  14. هذه العقلانية ابعد ما تكون من التنفيذية السودانية. على عقول السودان المنكوب, إن وجدت اصلا الإنعتاق من الإنبطاحية للفكرية والثقافية المصرية وعلى شعبه تقدير الشعوب التى تتغنى بثقافته ليس لشئ سوى حُب الانسانية السودانية التى يسخر منها هؤلاء الذين نقف بجانبهم على حساب مصالحنا الشعبية والقومية.
    نصاب بالجنون ليس فقط من نفاق حكامنا وتلصصهم بل من سذاجتهم الفكرية على مر تاريخ هذه البلاد وسذاجة فكرنا الإستعلائى.

  15. السلام عليكم ايهاالاخوة قراء الراكوبة والذين قلبهم
    على السودان مشغولون ومهمومون به حتى النخاع اما المخدوعون
    والموهومون بالجيرة والروابط التاريخية بيننا ومصر وصلة الدم وما ادراك
    من القشور التي ممسكين بها فلكم هذا الدليل على مدى الاستخفاف والاستهزاء
    العلني على الفضائيات من شعب لا يستحي ابدا ومن شخص سياسي ورئيس حزب
    ومرشح رئاسي سابق والذي قال في اجتماع سياسي كبير لمناقسة موضوع سد النهضة
    قال ايمن نور : (موقف السودان من سد النهضة مقرف )
    هل يوجد سياسي يتلفظ بمثل هذا القول عن بلد جار وصديق وشقيق ومصير واحد
    وشعب واحد وكل هذه الاوصاف التي سمعناها منذ ان وعينا ومللنا سماعها من
    كثرة ما نلاقيه من عكسها من المصريين
    علينا ان نركز على تحقيق مصالحنا قبل مصالح غيرناوان نجبر كل سافل
    على احترامنا
    (من يريد التاكد فليفتح اليوتيوب ويكتب ايمن نور ويسمع ويشاهد الفيديو
    المسيء )

  16. الحكومة الحالية لا يهمها أن يغرق البلد أو يحرق، يعيش الانسان أو يموت ، المهم عندها كراسي الحكم أن تتلصق في الحكم إلى يوم بيعثون، هم مشغولون فقط بتثبيت أنفسهم في الكراسي…. لابد من قلعهم اقتلاعا حتى تتحرك البلد إلى الامام …

  17. سوف يكون السودان منبطحاً ويمثل دور السنيد أو صاحب البطل طالما أن إحدي طوائفه الدينيةوالتي يسميها الكثيرين حزب وكمان وطني وإتحادي مع مصر؟؟؟ ويلعب دور مؤثر في حكم السودان من علي البعد مرة من لندن ومرة من القاهرة ؟؟؟ وطالما أن إتفاقية مياه النيل المجحفة سارية ومطبقة علي السودان فقط بعد إنعتاق كل دول حوض النيل منها ؟؟؟ وطالما أن أي صاحب مزرعة أو مشروع زراعي بالسودان يريد أن يروي مزرعته أو مشروعيه من النيل لا يستطيع ذلك الا بعد أخذ الإذن من الري المصري المعسكر بالسودان ؟؟؟ وطالما أن رئيسنا الهمام يدعم اللحوم السودانية حتي تباع لمصر بسعر تفضيلي ؟؟؟ وطالما أن ريسنا وحارسنا يتكرم علي مصر بالهدايا في شكل مواشي وكذلك تكريم للفريق القومي المصري بسيارات ومبالغ مالية بالعملة الصعبة التي تحتاجها مستشفياتنا الخربة لشراء جهاز غسيل كلي أو جهاز أوكسجين لإنقاذ المحتاجين قبل دفنهم مأسوفاً عليهم ؟؟؟ وطالما إستمرت إتفاقية الدولار الحسابي بين السودان ومصر والتي بنودها سرية لا يعرفها الكثيرين وهي بنود مجحفة وتماثل إتفاقية العوير أبو ريالة مع آينشتاين أو بل غيتس ؟؟؟ في هذه الأتفاقية تتعامل الدولتين بدفاتر كل دولة تسجل مشترياتها خصماً من الدفتر الآخر أي أنه لا توجد بينهم تعاملات بالعملات الصعبة نقداً ؟؟؟ والسودان يصدر لمصر بضائع لها قيمة كبيرة بالعملات الصعبة في السوق العالمي لحوم سمسم جلود كركدي صمغ وهلم جررر ومصر تستهلك وتصنع جزء وتعيد تصدير ما تبقي بالعملات الصعبة التي تحتفظ بها ؟؟؟ وتبيع للسودان ما يفيض من منتجاتها الركيكة التي ليس لها سوق ومردود بالعالم بالسعر الذي تفرضه وهي عبارة عن حلل ملامين وألومنيوم وملايات وسجاد وكل ما يعرض بمتجر المعروضات المصرية الدائم بالخرطوم ؟؟؟ تجارة الجمال المهولة بين السودان ومصر تتم بصورة بدائية وعجيبة وبها خدع وألاعيب مضحكة لصالح طبعاً البطل ؟؟؟ وطالما أن صيادي الأسماك السودانيين يستطيعون الصيد في بحيرة السد داخل حدود السودان والذي يجرأ علي ذلك يضرب بالرصاص من قبل الصيادين المصريين وحكومتنا الرشيدة تفلح في مطاردة ستات الشاي وأطفال الدرداقة لللكسب منهم ؟؟؟وطالما أن لهم بعثة تعلمية وجامعة تدرس المناهج المصرية حتي يشتمونا ويقولوا لينا إحنا اللي علمناكم وخليناكم بني آدمين لأن حكوماتنا منذ الإستقلال ليس لها كرامة وعزة لسودانها بحيث تبدو عاجزة عن أن تكفي بلدها بالتعليم المتطور بمناهج وطنية سودانية تتناسب ومتطلبات تنميته ؟؟؟ وطالما السفارة المصرية في قلب الخرطوم تتدخل في كل الإنتخابات والإنقلابات وتسيرها كما تريد مدعومة بطائفة دينية عميلة تقيم وتستثمر أموالها بمصر بقيادة سيدكم الميرغني الذي دخل السودان مع الجيش التركي المصري بقيادة كتشنر الذي كان ممسكاً بلجام حصانه ؟؟؟ وبكل بساطة وصراحة السودان ما زال تحت سيطرة مصر بمساعدة حكومة الكيزان الفاسدة ومباركة الطائفية العميلة رضينا أم أبينا؟؟؟ وسير سير يا عوير ؟؟؟؟

  18. بعد التصحيح والإضافات ونرجو المعذرة ؟؟؟
    سوف يكون السودان منبطحاً ويمثل دور السنيد أو صاحب البطل طالما أن إحدي طوائفه الدينية والتي يسميها الكثيرين حزب وكمان وطني وإتحادي مع مصر؟؟؟ ويلعب دور مؤثراً في حكم السودان من علي البعد مرة من لندن ومرة من القاهرة ؟؟؟ وطالما أن إتفاقية مياه النيل المجحفة سارية ومطبقة علي السودان فقط بعد إنعتاق كل دول حوض النيل منها ؟؟؟ وطالما أن أي صاحب مزرعة أو مشروع زراعي بالسودان يريد أن يروي مزرعته أو مشروعه من النيل لا يستطيع ذلك الا بعد أخذ الإذن من الري المصري المُعسكر بالسودان ؟؟؟ وطالما أن رئيسنا الهمام يدعم اللحوم السودانية حتي تباع لمصر بسعر تفضيلي ؟؟؟ وطالما أن ريسنا وحارسنا يتكرم علي مصر بالهدايا والعطايا في شكل أعداد كبيرة من المواشي وكذلك تكريم للفريق القومي المصري بسيارات صالون فاخرة ومبالغ مالية كبيرة بالعملة الصعبة التي تحتاجها مستشفياتنا الخربة لشراء جهاز غسيل كلي أو جهاز أوكسجين لإنقاذ المحتاجين قبل موتهم ودفنهم مأسوفاً عليهم ؟؟؟ وطالما إستمرت إتفاقية الدولار الحسابي بين السودان ومصر والتي بنودها السرية المجحفة لا يعرفها الكثيرين وهي بنود مجحفة وتماثل إتفاقية العوير أبو ريالة مع آينشتاين أو بل غيتس ؟؟؟ في هذه الأتفاقية تتعامل الدولتين بدفاتر كل دولة تسجل مشترياتها خصماً من الدفتر الآخر أي أنه لا توجد بينهم تعاملات بالعملات الصعبة نقداً ؟؟؟ والسودان يصدر لمصر بضائع لها قيمة سوقية كبيرة بالعملات الصعبة في السوق العالمي لحوم سمسم جلود كركدي صمغ وهلم جررر ومصر تستهلك وتصنع جزء منها وتعيد تصدير ما تبقي بالعملات الصعبة التي تستقلها في التنمية؟؟؟ وتبيع للسودان ما يفيض من منتجاتها الركيكة التي ليس لها سوق ومردود بالعالم بالسعر الذي تفرضه وتحدده هي وهي عبارة عن مكرونة وطحنية وصابون بدرة وبوهيات ( تجد إعلاناتها بفضائيات الغناء والمديح السودانية الكثيرة ) بالإضافة الي حلل ملامين وألومنيوم وملايات وسجاد وكل ما يعرض بمتجر المعروضات المصرية الدائم بالخرطوم ؟؟؟ وعلي مبدأ التعامل بالمثل ليس بمصر معرض دائم للمعروضات السودانية ؟؟؟ تجارة الجمال المهولة بين السودان ومصر تتم بصورة بدائية وعجيبة وبها خدع وألألاعيب مضحكة لصالح طبعاً البطل ؟؟؟من ضمن هذه الألاعيب عندما يأتي البربري السوداني لبيع جماله علي الحدود يأتي التاجر المصري الفهلوي الشاطر ومعه طبيب بيطري يضع مادة تجعل عدد كبير من الجمال يصاب بالإسهال ؟؟؟ وبعد ذلك يبدأ التاجر المصري الشاطر في مفاصلة البربري السوداني وفي النهاية يستطيع شراء بعض الجمال الصاحية بمبلغ معقول ويبخس التي تسهل ويشتريها بثمن زهيد ويفرح البربري بأنه تخلص من جماله التي كانت علي وشك النفوق ؟؟؟ وطالما أن صيادي الأسماك السودانيين لا يستطيعون الصيد في بحيرة السد داخل حدود السودان والذي يتجرأ علي ذلك يضرب بالرصاص فوراً من قبل الصيادين المصريين وحكومتنا الرشيدة تفلح في مطاردة ستات الشاي وأطفال الدرداقة للتكسب منهم ولا تستطيع حماية مواطنيها داخل أرضهم حتي ولو بالنظر ؟؟؟ وطالما أن لهم بعثة تعلمية وجامعة تدرس المناهج المصرية المتخلفة المعتدة علي التلقين والحشو في عصر الفضاء والتطور حتي يشتمونا ويقولوا لينا إحنا اللي علمناكم وخليناكم بني آدمين لأن حكوماتنا منذ الإستقلال ليس لها كرامة وعزة لسودانها بحيث تبدو عاجزة عن أن تطور بلدها بالتعليم العصري المواكب بمناهج وطنية سودانية تتناسب ومتطلبات تنميته وكدولة لها سيادة ورؤية تختلف عن المصرية ؟؟؟ وكل دول العالم الثالث لها مناهجها الخاصة أو تبنت مناهج مستعمريها ولا تقبل بأن تتبني مناهج دولة من العالم الثالث مثلها ؟؟؟ دولة الأمارات كانت تتبع المناهج المصرية وفطنت لتخلف هذه المناهج فأتت بخبراء عالميين لتطوير وتحديث مناهجها لتكون مواكبة للعصر وكذلك حدثت مباني المدارس وفرضت مقاييس عالمية والآن بدأ بعضها يستعمل الآي باد بالفصل الدراسي وأنتهي عهد السبورة والتلقين الممل ومنفر للطلاب ؟؟؟ وطالما السفارة المصرية في قلب الخرطوم تتدخل في كل الإنتخابات والإنقلابات وتسيرها كما تريد مدعومة بطائفة دينية عميلة تقيم وتستثمر أموالها التي تكسبها من السودان بمصر بقيادة سيدكم الميرغني الذي دخل السودان مع الجيش التركي المصري بقيادة كتشنر الذي كان ممسكاً بلجام حصانه الميرغني ؟؟؟ وبكل بساطة وصراحة السودان ما زال تحت سيطرة مصر بمساعدة حكومة الكيزان الفاسدة ومباركة الطائفية العميلة رضينا أم أبينا ؟؟؟ وسير سير يا عوير ؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..