يوسف حسين : الشعب قادرعلى ابتداع اكتوبر جديدة

أكد الاستاذ يوسف حسين الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي أن أكتوبر الجديدة لن تكون صورة طبق الأصل من ثورة أكتوبر 1964 وقع الحافر على الحافر.. سيناريو أكتوبر لن يتكرر بحذافيره. فالسيناريوهات تتجدد والبؤر الثورية التي تشعل الثقاب في ساعة الصفر تتنوع.مضيفاً: إن عبقرية الشعب قادرة على ابتداع السيناريو المناسب لأكتوبر الجديدة لأن إرادة الشعب لا غالب لها في نهاية الأمر.
وقال في تصريح للميدان بمناسبة الذكري التاسعة والاربعين لثورة اكتوبر :تهل علينا اليوم، في هذه المناسبة الخالدة أحيي شعبنا صانع أكتوبر. كما أحيي ذكرى شهداء ثورة أكتوبر الأبرار. كانت ثورة أكتوبر مأثرة نضالية عظيمة اجترحها شعب السودان. وهي أهم حدث سياسي في تاريخ السودان الحديث بعد الثورة المهدية والاستقلال. وقال: لقد توجت أكتوبر صمود الشعب وتراكم نضاله بمختلف الأشكال. ذلك التراكم الذي مكَّن الشعب في نهاية الأمر من امتشاق سلاح الإضراب السياسي العام والعصيان المدني، من إسقاط نظام دكتاتوري عسكري، ومن استعادة الديمقراطية والحريات.وما كان إنقلاب 17 نوفمبر 1958 الذي أطاحت بنظامه الثورة سوى حلقة في سلسلة التآمر لقطع الطريق أمام تطور الثورة الوطنية الديمقراطية في السودان.
مؤكداً إن تجربة إسقاط نظام دكتاتوري عسكري بالنضال السياسي والجماهيري تجربة رائدة وغير مسبوقة في كل العالم. إن فضل السبق والريادة هنا يعود لشعب السودان العظيم. وعلى طريق انجاز التحول الديمقراطي كفلت الثورة الحريات السياسية للمرأة. وفي المناخ الديمقراطي الذي حققته الثورة انعقد مؤتمر المائدة المستديرة في مارس 1965 لحل مشكلة جنوب السودان وقتها بحضور قيادات التمرد في الداخل والخارج وحكومة اكتوبر وزعماء الأحزاب ومراقبين دوليين. وكان ذلك المؤتمر محاولة جادة ومسؤولة على طريق حل المسألة القومية في السودان بالصورة التي تكفل وحدة الوطن. ومدت الثورة يد العون والتضامن للشعوب المناضلة وأقامت علاقات حسنة مع البلدان المجاورة، الأمر الذي غير من صورة السودان تحت مظلة النظام الدكتاتوري كرجل أفريقيا المريض. وطبيعي أنه جرت ولازالت تجري المحاولات الرامية لتشويه دروس أكتوبر كي لا تترسخ في ضمير ووجدان الشعب بين تجاربه الثورية التي يلجأ لها في الملمات. وقالوا أنها صدفة وضربة حظ مواتية لن تتكرر. تماماً كما قالوا عن انتفاضة مارس أبريل 1985 أنها انقلاب قصر وأن عودة السفاح نميري من القاهرة كانت كفيلة بالقضاء عليها.
واضاف : في هذا الإطار أحسن الحزب الشيوعي صنعاً بإصداره كتاب (ثورة شعب) الذي وثق للتراكم النضالي الذي أفضى للثورة وجعل اندلاعها ممكناً. وفي هذا الصدد يتوهم نظام الإنقاذ الشمولي، كغيره من الأنظمة الشمولية، أنه قد سد كل المنافذ التي تفجر الثورة ضده بسياساته القمعية غير المسبوقة، ولكن ها نحن اليوم في أجواء أكتوبر نعيش لحظات الطلق بأكتوبر جديدة. فالإجراءات الاقتصادية الأخيرة أحدثت هزة عميقة في الضمير الوطني. لقد فجرت الأزمة الوطنية العامة من جذورها بآثار التراكم النضالي ضد سياسات هذا النظام المعادية للشعب والوطن على مدى يقرب من ربع قرن. ومن ناحية نجد أن هذه الإجراءات مزدوجة وغير مسبوقة رغم الضائقة المعيشية التي يكتوي بنيرانها الشعب. فهي إلى جانب رفع الدعم عن المحروقات رفعت قيمة الدولار الجمركي، كما أعلنت أن كل هذا هو الحلقة الأولى وستعبقها حلقات أخرى من الإجراءات وهكذا تكون كل تبعات الأزمة الاقتصادية على كاهل الشعب. وكان طبيعياً أن تندلع مظاهرات الاحتجاج الشعبية ضد هذه الإجراءات على المستوى الوطني العام. فواجهتها الحكومة بالقمع المفرط والرصاص الحي.
رغم سعي الحكومة لطمس آثار هذه الهزة العميقة في الضمير الوطني، وتنصلها من مسؤولية دماء الشهداء، ورغم لجوئها لعدد من التدابير الشكلية لتهدئة الأحوال وتطبيع علاقاتها مع الشعب إلا أن الواقع اليوم على جدول العمل السياسي هو مواصلة الإحتجاجات الجماهيرية لإسقاط هذا النظام الشمولي الدموي بإنتاج أكتوبر جديدة.
واختتم تصريحه بالقول : وطبيعي أن أكتوبر الجديدة لن تكون صورة طبق الأصل من ثورة أكتوبر 1964 وقع الحافر على الحافر.. سيناريو أكتوبر لن يتكرر بحذافيره. فالسيناريوهات تتجدد والبؤر الثورية التي تشعل الثقاب في ساعة الصفر تتنوع.مضيفاً: إن عبقرية الشعب قادرة على ابتداع السيناريو المناسب لأكتوبر الجديدة لأن إرادة الشعب لا غالب لها في نهاية الأمر.
الميدان
طبعا نعرف تعاطفكم مع الشيوعيين و حتى تثبتوا عكس ذلك يمكن نشر هذا التعليق :
أما آن الأوان لمنسقية قوى التغيير أن تبادر و تضع الخطط والبرامج لتحويل الإحتجاجات الشعبية لسلوك يومي لكل أفراد الشعب لتحويل الإنتفاضة الشعبية لثورة عامة وإضراب سياسي وعصيان مدني لإسقاط نظام الجوع و الإرهاب و الفساد وتتحول لسلوك جماعي في المناسبات التي يجتمع فيها الناس في صلاة الجمعة و الأفراح و والمناسبات الإجتماعية و الوطنية و الرياضية و المهرجانات و الإحتفالات وفي تجمع مواقع العمل والسكن و مقار النقابات و الإتحادات الطلابية والشبابية…ألخ ، أم هذه مهمة الأحزاب الوطنية لوحدها حسب إمكاناتها و قدراتها الحركية و التعبوية و التنظيمية ؟ إذن على كل حزب و تنظيم أن يقوم بأقصى ما لديه من قدرات وإمكانات … والشعب معكم و في إنتظار مساهماتكم… وأرى البعثيين بشعاراتهم و خاصة شعار مؤتمرهم السادس و فعالياتهم هم الأقرب لشعارات هذه المرحلة من الثورة فعلى القوى الثورية الأخرى الإستفادة من خبرات البعثيين و تسخيرها لتطوير وإستدامة الفعل و الحراك الثوري الشعبي ضد النظام و ذلك بتكوين خلايا و قيادات في تجمعات السكن والعمل و الجامعات ..ألخ يكون فيها أعضاء بعثيين فاعلين لزيادة الزخم الثوري و التحية لكل القوى و المناضلين الشرفاء و تحية خاصة لشهداء الثورة الأكرم منا جميعا و إلى الأمام…